أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة














المزيد.....

قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعرف التاريخ صَلَفًا أكثر وقاحة من مصادرة حقوق الآخرين واغتصاب أرضهم، وإدعاء أنها مُلك للمُغتصِب بوعد إلهي. وهل عرف التاريخ غطرسة أكثر استعلاء من تنكُّر المعتدي الغاصب لحق صاحب الأرض المحتلة بالمقاومة حتى تحريرها، وهو حق تُجمع عليه التشريعات الوضعية والسماوية بالمناسبة. في مذكرات "جولدا" ما يكفي من الأدلة المعززة لشرعية مضامين سطورنا المبدوءة بها هذه الحلقة.
تُكثر صاحبة المذكرات، في تناولها لمجريات الأحداث بعد وصولها إلى فلسطين، من استحضار ما تسميه "ذكرى المجزرة بحق الملايين الستة من اليهود"، قائلة بحزم وكأن العالم مُلزم بالإمتثال لابتزاز الصهاينة بهذا الخصوص:" إن هذه الذكرى يجب ألا تُمحى من ذهن البشرية، ولا يجب إطلاقًا أن ينساها أي يهودي أو ألماني". سنتجاوز الدراسات الرصينة بخصوص العدد الحقيقي أو الأقرب إلى المنطق لضحايا "الهولوكوست"، ونُثبِّت حقائق لا يختلف بشأنها اثنان. تُقَدر أعداد ضحايا الحرب العالمية الثانية بحوالي 60 مليون إنسان، من ضمنهم 28 مليونًا من شعوب الاتحاد السوفييتي السابق، و10 ملايين ألماني، والبقية من مختلف الأعراق والأجناس. فلماذا على البشرية أن تنسى هذه الأعداد الضخمة من الضحايا، وتحتفط بذاكرتها بستة ملايين فقط على فرض أن هذا الرقم صحيح؟!!!
الإجابة نجدها في مذكرات "جولدا"، تحت عنوان: الإستثمار في ضحايا الهولوكوست لتبرير اغتصاب فلسطين وتشريد شعب عربي مُسالم لا علاقة له من قريب أو بعيد بإشعال فتيل الحرب العالمية الثانية. فهل من معنى آخر غير هذا لقول "جولدا" بالحرف في مذكراتها:"إن وجود اسرائيل في حد ذاته ضمان حتى لا تتكرر المجزرة".
وتُمعن بالغطرسة أكثر في التركيز بأكثر من صيغة على "حلمهم الذي تحقق أخيرًا...فها نحن في جزءٍ من الوطن اليهودي". حلم أم مشروع استعماري غربي؟!
لن نخوض بالأدلة الفاقعة الساطعة الداحضة لهذا الصلف والتزييف، ولكن نرى من الضرورة استحضار آخرها، وقد جاء على لسان مستشار ألمانيا الحالي فريدريش ميرتس. فقد علق على العدوان الصهيوني الأخير ضد إيران بالقول:"اسرائيل تقوم بأعمال قذرة نيابة عنا". هذا هو دور "حلم جولدا" الفعلي، وليس لدينا ما نضيفه هنا سوى الإشارة إلى أن السيد ميرتس يتقاطع مع ترامب في "فلتات اللسان" والسلوك المتعجرف.
أما العرب الفلسطينيون الذين بدأوا مقاومتهم التاريخية لبدايات زرع "اللقيط حلم جولدا" في وطنهم، فتصفهم صاحبة المذكرات، بالإرهابيين العرب، وتسمي ثورة 1936 "اضطرابات"!!!
لا تكتفي بذلك إمعانًا منها بالصلف والغطرسة والتضليل، بل تصطنع دور الضحية أيضًا، كما نرى في قولها:"بدأت الاضطرابات في نيسان 1939، وأصبح من غير المأمون أن يسافر اليهودي من مدينة إلى أخرى، حتى إني كنت أُقبل أطفالي كلما توجهت من القدس إلى تل أبيب، لعلمي بأنني قد لا أعود إليهم".
وتذهب مدى أبعد في وقاحة التغطية على الصلف والغطرسة باصطناع دور الضحية، وهي بهذا الأسلوب الخبيث الدنئ تستهدف رؤوس قرائها الأوروبيين والأمريكيين. ففي أحد تعليقاتها على ما يُسمى "حرب 1948"، تقول "جولدا" مع أنها تعرف حقيقة بعض "الزعماء" العرب المشاركة جيوشهم فيها:"والواقع إن الدهشة ظلت تسيطر علي إزاء تلك الرغبة المحمومة لدى العرب للحرب ضدنا. والتفسير الوحيد الممكن عندي هو أنهم لا يتحملون وجودنا".
في السياق ذاته تندرج مقتطفات من خطاباتها في المذكرات، بعد أن شغلت منصب وزيرة خارجية "اللقيط"، ومنها: " قُلت لهم(العرب) إن التاريخ قرر أن توجد اسرائيل في المنطقة مستقلة مثلكم تمامًا. برغم أنكم حاربتمونا، فلماذا لا نتعاون سويًّا لصالح المنطقة. إن إسرائيل ستبقى حتى بدون السلام، ولكن انزعوا الكراهية واقبلوا وجودنا كدولة مستقلة مثلكم".
نخطئ كثيرًا إذا افترضنا أن الأوروبيين والأميركيين يفكرون بعواطفهم مثلنا، ويتعاملون مع قضايانا كما نريد ونتمنى. وعليه، لنا أن نتخيل مدى تأثرهم بكلام خبيث لئيم من هذا النوع، خاصة وأن الإعلام العربي كان وما يزال أعجز من أن يكون له دور فاعل في الإتجاه المعاكس.
ولا تستثني "جولدا" المنتظم الدولي من وقاحتها، حيث تشكو في مذكراتها من المعاملة السيئة التي تَلقَاها هناك "رغم أننا أول مولود للأمم المتحدة". ونحن نقول إنكم مولود شاذ لقيط غير طبيعي، بدليل أن الأمم المتحدة ربطت قيامه بشرط تنفيذ القرارات الصادرة بشأن فلسطين من قبل. لكن "اللقيط" لم يلتزم بتنفيذ أيٍّ من تلك القرارات ولن يلتزم بها إلا مُرغمًا، لأن من أهم أهداف زرعه في فلسطين، كما حددها مؤتمر كامبل (1905- 1907) إشعال الحروب والفتن والإضطرابات في المنطقة وحراسة تخلفها.
ويلفت النظر بشكل خاص، على قاعدة "شهد شاهد من أهله"، ما تقوله صاحبة المذكرات خلال إحدى زياراتها إلى الأمم المتحدة:"اعتدت أن أجيل النظر حولي في الأمم المتحدة عامي 1957 و 1958 قائلة لنفسي ليست لنا عائلة هنا، فلا يوجد هنا من يشاركنا ديننا أو لغتنا أو ماضينا. إن بقية العالم تبدو كُتلًا وتجمعات نشأت بسبب التاريخ والجغرافيا واجتمعت لتخلق اهتمامات مشتركة لديهم. لكن جيراننا حلفاءنا الطبيعيين، لا يريدون أي صلة بنا، ونحن في الواقع لا ننتمي لأي مكان ولا لأي أحد سوى أنفسنا. لقد كنا أول مولود للأمم المتحدة، لكننا عوملنا كطفل غير مرغوب فيه". لعل أول ما يفرضه هذا الإعتراف الصريح من "جولدا" بعزلة كيانها وأنه بالفعل شاذ ومنبوذ قام خلافًا لمنطق التاريخ وأوابد الجغرافيا، هو حجم الخدمة التي قدمتها الأنظمة العربية المُطبِّعة مع "اللقيط" والمُوقِّعة اتفاقيات سلام معه، وهي في حقيقتها وثائق استسلام لمشيئة الصهيوأميركي لحماية كراسي الحكم وتوريثها. يتبع.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيننا وبينهم اتفاقية سلام!
- المقاومة أو الاستسلام
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.


المزيد.....




- مظاهرات في إسرائيل للمطالبة بإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ...
- الخارجية الأمريكية تعلق تأشيرات الزيارة لسكان غزة
- يُرجّح أنه هجوم انتحاري.. انفجار حزام ناسف في حي الميسر بحلب ...
- 8 ملايين ناخب بوليفي يصوتون لاختيار رئيس وسط تضخم قياسي
- لعنة إسرائيل التي ستدمرها
- الأزمة الإنسانية في غزة.. أرقام صادمة وواقع مؤلم
- مظاهرات غير مسبوقة بإسرائيل.. هل تحوّل مسار الحرب في غزة؟
- إسرائيل تستعد لأسوأ هجوم من إيران
- تقرير: الجيش السوري قد يتحرك عسكريا في الرقة ودير الزور
- ولي عهد الأردن يعلن عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريبا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة