أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله عطوي الطوالبة - جذور التكفير والتحريم في الدين*















المزيد.....



جذور التكفير والتحريم في الدين*


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 02:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التكفير محايثٌ للدين، يقبع في بنيته، والعلاقة بينهما علاقة تلازم. ليس بمُستطاع الدين الاستغناء عن التكفير، حيث تحتفظ الكتب المقدسة برصيد من نصوصه جاهزة للاستخدام عند اللزوم.
استتباعًا، يقفز إلى المقدمة ويفرض نفسه سؤال هذه الورقة: لماذا يُشغل التكفير هذه المنزلة في الدين؟
الإجابة تستعصي على الدَّرْك من دون الإضاءة على نشأة الدين، واستحضار جوهره وسماته، والوقوف عند آليات الخطاب الديني، بالقدر المسموح به على صعيدي الحيز والوقت.
كما يستدعي السياق أيضًا تثبيت حقيقة، أن الدين نصوص موجهة للإنسان. هذا يعني بلغة نصر حامد أبو زيد، أن للنصوص الدينية تاريخيتها، أي أنها "محكومة بقوانين ثابتة لا تخرج عنها، لأنها تأنسنت منذ تجسدت في التاريخ واللغة وتوجهت بمنطوقها ومدلولها إلى البشر في واقع تاريخي محدد. فالنصوص ثابتة في المنطوق، متحركة متغيرة في المفهوم"(1).
"التأنسن" يعني ضمن أهم معانيه أن "المتأنسنَ" ليس معلقًا في الهواء بل ظهر في التاريخ، وبالتالي يخضع لنواميسه في دوام الحركة والإتيان بالجديد المستجد بكل ما يترتب على ذلك من انعكاسات على وعي الإنسان.
على هذا الأساس يبدأ البحث عن أسباب تفعيل النصوص الدينية الخاصة بالتكفير في مجتمعات بعينها، وتفكيك صواعقها في غيرها، والفاعل في الحالتين هو الإنسان. فالدين نصوص لا تنطق، ولا تفصح بذاتها عن معانيها ودلالاتها، إنما يستنطقها البشر في الإتجاه المُتغيَّا.
الإنسان هو الذي يُفعِّل نصوص التكفير، أو يكفها عن التطبيق. فإذا كانت الثانية، لا بد أن تكون مُعزَّزة بشروط معينة وثيقة التعالق بمستوى وعي الإنسان في تعامله مع الدين، سنختم بها هذه الورقة في سياق رؤيتنا لكيفية مواجهة آفة التكفير.

أولًا: الدين والتكفير... علاقة تلازم.
يقول إيمانويل كانط، في كتابه "نقد العقل المحض"، إن الإنسان منذ بدأ يفكر لم يمكنه قط الاستغناء عن ميتافيزيقا ما.
نَبَتَ الدينُ، في بداياته الأولى، على أرضية ضعف الإنسان وتخلف أنماط تفكيره، وبشكل خاص على صعيد فهم الطبيعة وتفسير ظواهرها ثم السيطرة عليها.
أما وأن الإنسان يتميز عن سائر الكائنات الحية بِسِمَتي التفكير والتَّخَيُّل، فقد لجأ إلى خياله ليسعفه في خلق تصورات ظن أن بمستطاعه توسلها لدرء الأخطار عنه وتحصينه ضدها وجلب الخير له.
ولقد كان السِّحرُ، محاولة الإنسان الأولى للسيطرة على الطبيعة. يقوم السحر، كما نفترض أن يكون معلومًا، على الإعتقاد بوجود "قوة خفية" خارقة للطبيعة وأقوى من قوانينها، تخيلها الإنسان في بعض أبناء جنسه السَّحَرَة أو في الحيوان أو النبات أو الأحجار وغيرها من الأشياء. السحر طريقة فهم البدائيين لعالمهم، خلال مرحلة "الإنتقال ما بين العصر الحجري القديم إلى ما يُعرف بالعصر الحجري الحديث"(2).
ويرى باحثون في تاريخ الأديان والحضارات القديمة أن "السحر أولى عتبات الدين" أو "دين بدائي"(3)، قام على الإيمان بوجود قوة خفية في الإنسان وخارجه.
وعندما تأكد للإنسان البدائي تأبي العالم على الخضوع للسحر بترابطاته وقوانينه وقواعده، لجأ إلى الأسطورة، فكانت بالنسبة له "نظامًا فكريًّا متكاملًا، استوعب قلقه الوجودي، وتوقه الأبدي لكشف الغوامض التي يطرحها محيطه، والأحاجي التي يتحداه بها التنظيم الكوني المحكم الذي يتحرك ضمنه، إنها مَجْمَع الحياة الفكرية والروحية للإنسان القديم"(4).
الأسطورة في أبسط تعاريفها "حكاية مقدسة" (5). ولا يمكن
فصل الأساطير عن الدين، إذ يقول ادوارد تايلور بهذا الصدد:"لا توجد أسطورة بمعزل عن الدين"(6).
إذا كان المقدس في السحر "القوة الخارقة" لقوانين الطبيعة، فإنه في الأساطير آلهة تصورها الإنسان فائقة القدرة، تتحكم به وتحدد قَدَرَه وتقرر مصيره، بيدها أسرار الخير والشر ومفاتيح السعادة والشقاء. آلهة متخصصة بكل ما يهم الإنسان، ويحتاجه، ويسترعي انتباهه. فهناك آلهة للشمس وللقمر، وآلهة للحب وللخصب وللجمال، وآلهة الحياة والموت، وغيرها. هذه الآلهة اعتقد الإنسان بضرورة استرضائها بالقرابين والتقدمات، لتقف في صفه وتلبي حاجاته.
ومن الأساطير وتعدد الآلهة انتقل الإنسان إلى التوحيد، أي عبادة الإله الواحد. وكانت ديانة آتون، في عهد الفرعون أخناتون، أول ديانة توحيدية في التاريخ.
إذا وضعنا تجليات الدين تحت مجهر البحث بدءًا بالسحر، عتبة الدين الأولى، مرورًا بالأساطير، ووصولًا إلى الديانات التوحيدية، فإن أول ما يطالعنا المشابه بينها وأوجه التقاطع. وفيها نجد جوهر الدين وسماته الرئيسة.
الدين يحيل دائمًا إلى قوة خارقة غيبية لا مرئية، مفارقة للدنياوي وقوانينه ومتعالية عليه. هذا يعني باختصار، أن الدين انبنى منذ بداياته على فكرة فوق الطبيعي اللامرئي، والخارق لقوانين الطبيعة، الذي لا شك يبعث الرهبة في النفوس.
ويعني أيضًا ضمن أهم ما يعنيه، أن الدين منذ بداياته الأولى، يقوم على الإيمان والتسليم لا على البرهان والتجريب، كونه لا يخاطب العقل، بل العواطف والإنفعالات والمشاعر.
على هذا الأساس نفهم تحديد مؤسس علم التحليل النفسي، سيجموند فرويد، سمات الدين بأربعة، هي: القداسة، والتصلب، وعدم التسامح، وحظر إعمال الفكر.
القداسة تحيل إلى علاقة الإنسان بالمطلق المتعالي، ويحصرها الدين في بُعد العبودية على أساس ثنائية أعلى/ أسفل، حيث المطلق المتعالي هو الأعلى طبعًا.
بمنظور الدين، تتعدى علاقة الإنسان بالمطلق المتعالي طلب عونه إلى العمل على استرضائه بالعبادات والقرابين والأضاحي.
من هنا، تتميز مشاعر الإنسان على هذا الصعيد بالتناقض. فهو يخاف الموت والعقاب المحتمل بعده، من جهة، ويطمع بحياة أبدية في الدار الآخرة، من جهة ثانية.
على أرضية الخوف والطمع، وضع الدين منذ بداياته ممنوعات ومحرمات (تابوهات) وأوامر ونواهيَ تنظم الحياة الاجتماعية وتربطها بالمقدس وعلى المؤمنين تجنبها للفوز بالأجر والثواب. وعليه، فالارتباط بين التحريم والتكفير مشيمي. فأي مسٍّ بالمحرمات تعدٍّ على الدين، قد يُستدعى التكفير لمواجهته.
هنا، أظننا وضعنا الإصبع على الرافد الأول والرئيس للتكفير، ونعني مخالفة التابوهات والنواهي والمحرمات والممنوعات، وما أكثرها في الأديان.
تأسيسًا على ما تقدم، بمقدورنا التذكير بالمؤكد، ونعني أن الدين يقوم على الخوف منذ بداياته. ومن آكد الأمور، ألا حوار أو تسامح أو تعددية في أي منظومة فكرية تقوم على الخوف.
كما أن الدين بناء على ما سبق، قضية اعتقادية بلا برهان، أي أنه يقينيات ومُطْلَقَات لا تخضع للنقاش ولا تقبل الجدل، وبالتالي لا يملك الدين سوى لغة التكفير والتهديد والوعد والوعيد في الرد على الرأي المختلف، وعلى كشوفات العلم وإبداعاته بشكل خاص.
فلم تتسامح الكنيسة مع اكتشاف كوبرنيكوس العظيم في مجال الفلك، القاطع الحاسم بدوران الأرض حول الشمس وليس العكس. فمنعت تدريسه في المؤسسات التعليمية التابعة لها، وجرَّمت القول به. محاكم التفتيش سيئة السمعة والصيت والشُّهرة، ارتأت من جانبها استدعاء غاليلو القائل بأن الأرض كروية وأنها ليست مركز الكون، للمثول أمامها وأمرته ب"نبذ أخطائه"، ففعل مُرغمًا بتاريخ 26 شباط 1616. وأجبرته المحاكم إيَّاها على أن "يقطع على نفسه عهدًا بالتخلي عن نظرية كوبرنيكوس والإمتناع عن تدريسها شفاهة أو كتابة"(7).
حصل هذا في أوائل القرن السابع عشر في أوروبا، ولكن حصل مثله في بلادنا العربية، خلال العشرية قبل الأخيرة من القرن العشرين. فقد أصدر مفتي السعودية الأسبق، عبدالعزيز بن باز كتابًا بعنوان "الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس والقمر وسكون الأرض"، سنة 1982، يرفض فيه ما جاء به كوبرنيكوس وجاليلو ومؤيدوهما. فقد كَفَّرَ ابن باز في كتابه "كُلَّ من يقول بسكون الشمس بصفتها مركز النظام الشمسي، مستندًا إلى أدلة قرآنية وفقهية ونقلية وتراثية"(8). ويقول في خاتمة الكتاب:"إن القول بدوران الأرض اليومي والسنوي كله باطل، وذكرتُ من الأدلة النقلية والحسية وكلام أهل العلم والمفسرين، وغيرهم من علماء المسلمين، وعلماء الفلك ما يدل على سكون الأرض واستقرارها وعدم دورانها وأن الشمس هي التي تجري حولها كما نظَّمَها الله عز وجل لمصالح العباد، ومنافعهم". واستشهد ابن باز بالآية (وهو الذي مدَّ الأرضَ وجعل فيها رواسي وانهارًا) (الرعد 3). وأضاف:"إن كل من قال بأقوال كوبرنيكوس وجاليلو، فقد قال كُفرًا وضلالًا لأنه تكذيب لله وتكذيب للقرآن، وتكذيب للرسول، لأنه عليه السلام قد صرَّحَ في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية، وأنها إذا غَرُبَت تذهب وتسجد بين يدي ربها تحت العرش كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي ذر- رضي الله عنه-. وكل من كذَّبَ الله سبحانه أو كذَّبَ كتابه الكريم أو كذَّبَ رسوله الأمين عليه السلام، فهو كافر ضال مُضل يُستتاب فإن تاب وإلا قُتِلَ كافرًا مرتدًّا"(9).
أما عالم الطبيعة الإنجليزي تشارلز داروين، فلم يغفر له الكهنوت تفسيره أصل الأنواع وتطورها وتفرعها، وتعليله تكيُّف الكائنات الحية مع بيئاتها على أساس قوانين آلية محضة، ومن خلال قوى طبيعية ميكانيكية خالصة لا تدخل فيها التفسيرات التقليدية المرتكزة إلى العلل الغائية، وإلى أفكار غيبية حول نظام الطبيعة وضرورة وجود صانع لها ومنظِّم"(10). وبذلك عرَّى داروين الفكر الميتافيزيقي عن الطبيعة، ببرهانه على أن العالم العضوي المعاصر، الإنسان والنبات والحيوان، كله نتاج عملية تطور استغرقت ملايين السنين. وقد تأدت نظرية التطور الداروينية "إلى انهيار فكرة ثبات الأنواع الحيَّة وثبات الأعراق البشرية المعروفة لصالح الأصل المشترك لأشكال الحياة كلها مهما كانت ولصالح الأصل المشترك للأعراق البشرية جميعًا أينما كانت...فكما أن النظام الشمسي لم يعد نسقًا متكرِّرًا من الحركات الأزلية التي لا تتبدل أو تتحول ليصبح نتاجًا لصيرورة فيزيقية انبعثت من كتلة سديمية أصلية واحدة، كذلك فإن أشكال الحياة لم تعد أنواعًا ثابتة خارج الزمان وأصنافًا مستقرة على حالها منذ بداية الخليقة لتصبح بدورها نتاجًا لصيرورة التطور الحيوي الموحدة المنبثقة من أصل واحد"(11).
ولقد كان من أهم نتائج نظرية داروين التخلي عن الاعتقاد بثبات الأنواع، وعن فكرة الخلق كما فسَّرتها الأديان. وبالقدر ذاته، عزَّزت الإفتراض بإنقضاء حقب سحيقة منذ بداية الحياة، الأمر الذي تسبَّبَ بصدمة للاهوتيين. فلم يكن من هؤلاء، على جري عادتهم في التعامل مع ابداعات العلم وفتوحاته، سوى مهاجمة الداروينية وكتاب "أصل الأنواع" لداروين. فقد تعالى صراخهم بالأسطوانة التكفيرية الظلامية القائلة "بأن مبدأ الانتخاب الطبيعي يتنافى تمامًا مع كلمة الله"(12).
ولا غرابة في معاداة الأديان للعلم وأهله ورميهم بالكفر، لسبب رئيس وهو أنها ظهرت في عصور ما قبل العِلم، وبالتالي، من الطبيعي أن تتقاصر مضامين نصوصها دون انتاج نظام قيمي معرفي يناسب مراحل ما بعد العِلم.
مقول القول، الدين يفسر الظواهر بمقولات غيبية جاهزة، ينطلق منها وإليها يعود. في المقابل، يفسرها العِلمُ بالبحث والملاحظة والدرس منطلقًا من الواقع والطبيعة. العِلم ابتكار وابداع وتجديد وكشوفات، والدين اتِّباعٌ وتكرار وقدامة ويقينيات غيبية. لذا، ليس بمقدور الثاني التعامل مع فتوحات الأول في الإبتكار والإبداع بغير النفور والتكفير أو القبول مرغمًا وعلى مضض.
هل يكتفي الدين بإشهار التكفير في وجه كشوفات العلم وفتوحاته، وضد خرق محرماته وممنوعاته وأوامره ونواهيه؟!
الإجابة، لا النافية. فآليات الخطاب الديني رافد كبير للتكفير، ومنطلق لرمي المختلفين في الفكر والرأي به.

ثانيًا: آليات الخطاب الديني ترفد التكفير.
أول هذه الآليات "التوحيد بين الفكر والدين"، وتتغذى من رفض الخطاب الديني التمييز بين المجالات الخاصة بالنصوص الدينية، ونظيرتها الخاضعة للخبرة الإنسانية ولفاعلية العقل. فالعلم والفن، على سبيل المثال لا الحصر، مجالان يخصان التجربة الإنسانية وإبداعات العقل الإنساني. لكن الخطاب الديني يتجاهل ذلك، فيزج بالدين في كل شيء ويمد فعالية نصوصه إلى المجالات كلها. ويزيد على ذلك التوحيد بين النصوص الدينية وفهمه لها، والحصيلة إلغاء المسافة بين الذات والموضوع، وتوهم القدرة على الوصول إلى القصد الإلهي. من هنا بالذات، يبيح الخطاب الديني لنفسه الحديث "بإسم السماء" والاعتقاد الزائف بامتلاك الحقيقة المطلقة.
على أرضية هذه الآلية، تنمو ثانية، أخطر في سياق ما نحن بصدده، وهي آلية "اليقين الذهني والحسم الفكري". فالتلاحم بين هاتين الآليتين يدفع الخطاب الديني إلى تجهيل الخصوم وتكفيرهم، لأن أنماط تفكير مبنية على أساس كهذا تستصعب تقبل أي خلاف في الرأي. فبمعايير الأوهام المعششة في الرؤوس، وأولها "وهم امتلاك الحقيقة المطلقة"، وانطلاقًا من منطق اليقين والقطع، يستسهل الخطاب الديني رمي المختلفين في الرأي بالكفر، بل ويرى ذلك من أسس الإيمان.
يقول يوسف القرضاوي: "إن أساس الإيمان الديني اعتقاد المؤمن أنه على حق، وأن مخالفه على باطل، ولا مجاملة في هذه الحقيقة"(13). وعلى أساس التوحيد بين الفكر والدين، ترعرعت آلية إهدار السياقات التاريخية للنصوص الدينية. وأخطر ما ينتج عنها ويغذي التكفير، الاعتقاد بأن الدين عابر لمراحل التاريخ، ولا صلاح إلا به وغير ذلك من أوهام من نوع "لن يصلح حاضر الأمة إلا بما صَلُح به أولها". ماذا يترتب على ذلك؟!
نبدأ الإجابة بالتصور الوهم، ونعني "الاعتقاد الجازم بالتطابق بين مشكلات الماضي وهمومه، وافتراض إمكانية صلاحية حلول الماضي للتطبيق على الحاضر"(14). وهو ما يعمق اغتراب الانسان عن واقعه من جهة، والإخفاق المؤكد في استنباط حلول ناجعة لمشكلات الحاضر من العدة الفكرية للماضي السحيق، من جهة ثانية. ولا ريب أن ما يتردد في مجتمعاتنا ومفاده "أن سبب أزماتنا هو بعدنا عن منهج الله" إنما يمتح من هذه الآلية الوهم. هذا الوهم في الحقيقة شماعة لتبرير العجز عن مواجهة تحديات الحاضر، والهروب من مواجهتها بشروط العصر ومعاييره بالقائها في دائرة الغيبي المطلق. ويترتب عليه، الاعتقاد بأن الخطاب الديني يصدر عن مُسَلَّمات لا يجوز أن تخضع للنقاش أو الجدل، وإلا فسلاح التكفير جاهز لإشهاره في وجه كل من يعترض سبيل تطبيق "شرع الله".
ونشير أيضًا إلى آلية "رد الظواهر إلى مبدأ واحد"، ومن خلالها يحل الخطاب الديني الله في الواقع، بحيث يُرد كل شئ إلى قضائه وقدره. من طبيعي أمر نمط تفكير ينبثق من هذه الآلية، أن يبني العلاقة بين الله والإنسان على ثنائيتي أعلى– أدنى، وسيد– عبد. والنتيجة المترتبة على ذلك، نفي الإنسان من دائرة الفعل وحصر دوره في العبودية للمطلق المتعالي. ليس هذا فحسب، بل وينفي الخطاب الديني بهذه الآلية القوانين الطبيعية والإجتماعية، وكل شئ لا سند له من الكهنوت الديني. كما تقود هذه الالية إلى "حاكمية الله" مقابل حاكمية البشر، ولنا وقفة مع الحاكمية الإلهية بمفهومها القطبي(نسبة إلى سيد قطب) لاحقًا. وقد دأب الخطاب الديني على توظيف هذه الآلية، للهجوم على إبداعات العقل الإنساني واجتهاداته في تفسير الظواهر الطبيعية والإجتماعية.
والآن بات الطريق ممهدًا لاستحضار ما بوسعنا استحضاره من تجليات التكفير وتبدياته.
ثالثًا: التكفير... تجليات وتمثلات وضحايا.
ذكرنا أن الكتب المقدسة تحتفظ برصيد كافٍ من النصوص التكفيرية، لاستخدامها وقت الحاجة. هذه النصوص تدل على نفسها بنفسها، ولا نظنها بحاجة إلى مزيد بيان. ولو كان التكفير بلا أصول ومنطلقات في الموروث الديني، ما كان له أن يكون أصلًا.
فكما أشهر الكهنوت الديني سلاح التكفير في تعامله مع العلماء وكشوفات العلم، فعل الشيء ذاته مع الفلاسفة وأهل الفكر.
فقد حَكَمَ كبار حاخاميي أمستردام، سنة 1656، على باروخ سبينوزا، أحد أعظم فلاسفة أوروبا، بالكفر والطرد من الكنيس اليهودي ومن الجماعة المؤمنة. أما السبب، فهو مخالفة مضامين أبحاثه الفلسفية وقناعاته العلمية الديكارتية للموروث الديني الشرعي. ويلفت النظر أن جهود فلاسفة ومفكرين وعلماء وأدباء وفنانين كبار، في جميع أنحاء العالم "لم تُفلح بإلغاء الحكم الصادر بحق سبينوزا أو سحبه حتى اليوم"(15).
وبالإنتقال إلى واقعنا العربي، فلا نرى نأمة تجنٍّ في القول بأن الفلسفة حوربت في ماضينا كما تُحارب وتشوه صورتها في حاضرنا. فما تزال تُهم التكفير والزندقة والمروق تطارد فلاسفتنا حتى يوم الناس هذا، بدءًا بالكندي مرورًا ب"زنادقة الإسلام الثلاثة"، وهم أبو العلاء المعري وابن الراوندي وأبو حيان التوحيدي، يُضاف إليهم ابن رشد، ووصولًا إلى نصر حامد أبي زيد في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
في السياق، نستحضر كتاب "تهافت الفلاسفة"، لمؤلفه "أبو حامد الغزالي". وقد اعتُمد مرجعًا لتكفير الفلاسفة وتشويه الفلسفة، مع العلم أن الوقوف على مضامين الكتاب ستدل أي صاحب عقل سوي سليم على الفكر الحقيق بالتهافت بالفعل. على سبيل المثال، يرى الغزالي في هذا الكتاب أن الفعَّال على الحقيقة في جزئيات العالم كلها وفي أحداثه هو الله. وعليه، يرفض الغزالي وصف الطبيعة بأنها فاعلة. ويتخذ من الإحراق دليلًا على رأيه، إذ يرى أنه يتسبب ضرورة عن النار. فالعلاقة بمنظور الغزالي، "بين الفعل والفاعل علاقة ضرورية، وليست هي كذلك العلاقة بين النار والإحراق. إن العلاقة بينهما علاقة لزوم لا علاقة ضرورة، إنها أشبه بالعلاقة بين المصباح والضوء، أو العلاقة بين الشخص والظل، وهذه ليست علاقة ضرورية وليست من ثم من الفعل في شئ، إلا على سبيل التوسع والمجاز"(16). مقصود الغزالي باختصار، النار لا تحرق، لأن الله هو الفاعل من وراء الأسباب كلها. وبذلك وجه الغزالي ضربة للعقل، على صعيد تفكيك العلاقة بين الأسباب والنتائج. وفق هذا النمط من التفكير البدائي، النار ليست سبب احتراق أوراق تعرضت لها، بل هناك قوة لامرئية غيبية شاءت أن تحترق الأوراق بالنار، ولو لم تشأ لن يحدث الاحتراق. وقد أثبت العِلم بطلان هذا الاعتقاد، بتأكيده أن انتقال الأثر بين السبب والنتيجة مرتبط بخصائص الأشياء.
وإذا تقصينا أسباب إحاطة الفلسفة بالتكفير والزندقة والمروق وغيرها من تعابير القرون الوسطى في ثقافتنا، فإننا لا ريب واجدوها في الفكر الديني وخطابه الرافضين للتراث الفلسفي العقلاني في ثقافتنا. فبمنظورهما، الإسلام غني عن الفلسفة، لأن لديه فلسفته الخاصة به، الكامنة في أصوله النظرية المتمثلة بالقرآن والحديث وسيرة رسوله وسنته العملية. سبب آخر لا يقل أهمية، يكمن في طبيعة كل من الدين والفلسفة، خاصة بالنسبة لمجتمعات ما يزال الدين يحتل مركز الدائرة في ثقافتها. فالدين يقين ثابت مطلق، لا يقبل النقاش، ولا يحتمل الجدل، يُكفِّرُ الشك، ويمقت السؤال. في المقابل، الفلسفة شك ونسبي متحرك ومتطور، وبحث عن الحقيقة لا يتوقف، السؤال رئته التي يتنفس منها.
وليس يفوتنا في وقفتنا مع شقائنا المزمن بالتكفير نحن العرب
. أكثر من غيرنا، لفت النظر إلى ما نعتقد بأهمية تأمله ودرك معناه. ونعني خلو التراث العربي قبل الإسلام من التكفير، إذ لم يُسجل ما وصل إلينا من ديوان العرب نصوصًا تتعلق بتكفير العرب لبعضهم أو لغيرهم.
فقد استخدمت العرب قبل الإسلام لفظة صابئ في وصف المفارق لدين قومه، حيث أطلقوا هذا الوصف على نبي الإسلام عندما بدأ دعوته إلى الدين الجديد. فقالوا إن محمّداً قد صبأ، أي فارق دين آبائهم. وهكذا بمقدورنا القول إن مصطلح التكفير انبثق في تاريخنا مع بدايات الدعوة المحمدية.
وفي مرحلة الخلفاء الراشدين، تمدد التكفير واتسع إطار الموصومين به. فالقبائل التي تركت الإسلام نعتوها ب"المرتدين" كمقدمة لشيطنتهم بلغة أيامنا هذه، لتبرير إعمال السيف برقابهم وسفك دمائهم. وطال التكفير الخلفاء الراشدين أنفسهم، إذ شمل عثمان بن عفان وعلي ابن أبي طالب، وذلك بناء على الآية (44) من سورة المائدة(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). هنا نأتي إلى رافد يغذي التكفير في واقعنا حتى يوم الناس هذا، وهو انتزاع النصوص الدينية، وبشكل خاص الآيات القرآنية، من سياقاتها التاريخية أو ما يُعرف بلغة رجال الدين "أسباب النزول"، وإسقاطها على واقع مختلف في الحاضر. فالآية القرآنية المومأ اليها فوق وفق أثبت ما يُجمع عليه المفسرون، لا علاقة لها البتة بشؤون الحكم والسياسة، بل تخص في مضمونها احتكام يهوديين إلى نبي الإسلام للفصل بينهما في قضية زنا.
أما فتنة تكفير المجتمع في تاريخنا فقد بدأها الخوارج، منطلقين من معتقدهم القروسطي ب"تكفير مرتكب الكبيرة". وقد أجمعوا على هذا المعتقد، ومن وجهة نظر فرقة منهم تُعرف بإسم الأزارقة فإن مرتكب الكبيرة "مرتد"، و "خالد في نار جهنم" و "لا يمكنه العودة إلى الإيمان". أما ما هي "الكبيرة" و "من هو مرتكبها" فهم يقررون، بناءً على الأوهام المرضية المعششة في رؤوس خوارج الأزمنة الغابرة وخوارج اليوم.
وأباح الأزارقة لأنفسهم قتل أطفال ضحايا تكفيرهم، انطلاقًا من عموم لفظ الآيتين (25) و (26) من سورة نوح: (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديَّارًا. إنك إن تذرهم يُضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفَّارًا).
وإذا كان الخوارج عنوان تكفيريي الماضي، فإن "حاكمية" أبي الأعلى المودوي وسيد قطب عنوان تكفيريي الحاضر ومنطلقهم. فقد بدأ تكفير المجتمعات والحكام والأنظمة، في العالم العربي المعاصر وعلى وجه الأرض، في كتابات سيد قطب استنادا الى مفهوم الحاكمية.
تقوم حاكمية سيد قطب، على فكرة الصراع بين الحكم الاسلامي وما يسميه الحكم الجاهلي. فالعالم بحسبه "يعيش في جاهلية من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها، هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية، وهي الحاكمية. إنها تستند إلى حاكمية البشر، فتجعل بعضهم لبعض أربابًا لا في الصورة البدائية الساذجة التي عرفتها الجاهلية الأولى، ولكن في صورة ادعاء حق وضع التصورات والقيم والشرائع والأنظمة والأوضاع، بمعزل عن منهج الله للحياة"(17). ويتدرج سيد قطب في تحديد الحاكمية كما يفهمها ويدعو لها، إذ يرى أنها "تتمثل في كون شرع الله حقًّا مطلقًا له سبحانه وتعالى...ومن ادعى هذا الحق فقد ادعى الألوهية، ومن ادعى الألوهية فقد كفر، ومن أقر له بهذا الحق وتابعه عليه فقد كفر أيضًا"(18). وينتهي قطب في منظومته الفكرية إلى تكفير المجتمع بكل من وما فيه، إذ يقول:"نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم. كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، مواد ثقافتهم، فنونهم، آدابهم، شرائعهم وقوانينهم. حتى الكثير مما تحسبه ثقافة اسلامية ومراجع اسلامية وفلسفة اسلامية وتفكيرًا اسلاميًّا، هو كذلك من صنع هذه الجاهلية"(19).
كما نرى، تبيح حاكمية سيد قطب العنف والتدمير والقتل بقناع ديني. وقد رأينا تطبيقات ذلك في العديد من الدول العربية والاسلامية، خلال عشرية ما يُعرف بالربيع العربي، على صعيدي تكفير المجتمعات وسفك الدم بإسم تطبيق شرع الله.
تأسيسًا على ما تقدم وانطلاقًا منه، يفرض نفسه السؤال المشروع: ما الحل؟

الوعي العلمي بالدين وفصل الدين عن الدولة هما الحل.
بمرور الزمن وإرتقاء العقل الإنساني في معارج النضج الفكري والعلم، توصل الإنسان إلى قناعة بأن خياراته على صعيد التعامل مع الدين محصورة في واحد من اثنين: إما السيطرة على الدين، أو العكس، أي سيطرة الدين على الإنسان. الثانية، تعني تكبيل العقل بقيود زمن ظهور الدين. أما الأولى، فمؤداها فهم الدين وتفسيره في سياقاته التاريخية بأبعادها الاقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية. هذا هو الأساس، الذي ينهض عليه الفهم العلمي للدين الكفيل بتفكيك صواعق كل ما يمكن أن يحوله إلى معاول فتن وسفك دم بإسم تطبيق شرع الله، وبالذات التكفير.
ونرى أننا نحن عرب القرن الحادي والعشرين، أحوج الناس لفهم الدين على هذا الأساس في سياقاته التاريخية وليس منتزعًا منها لأسباب أضأنا عليها قدر المستطاع في هذه الورقة. الدين ظهر في التاريخ، وليس متعاليًا عليه أو عابرًا لمراحله. ولرفض وعينا الجمعي التعامل مع الدين بهذا المنظور العلمي، نكاد نكون الأمة الوحيدة على وجه الأرض، التي تشقى بالإشتباك والتداخل بين الديني والدنياوي. هنا، انتقلنا إلى حقل العالمانية، وأكثر ما يعنينا منها بشأن ما نحن بصدده، الفصل بين الدين والدولة. الدين هنا، شأن شخصي تعبدي مكانه دور العبادة، ولا علاقة له بالسياسة ولا بشؤون الإجتماع الإنساني.
يعلمنا التاريخ، وتؤكد لنا تجارب الأمم المتقدمة أن الفهم العلمي للدين والأخذ بالعالمانية، هما أرقى ما توصل اليه العقل الإنساني في
التعامل مع الدين. وهما في الآن ذاته، الوسيلتان الأفضل والأضمن لنزع صواعق آفة التكفير في النصوص الدينية.
*ورقة قُدمت للمؤتمر الفلسفي الثالث عشر
بعنوان (التفكير في مواجهة التكفير)
الجمعية الفلسفية الأردنية بالتعاون مع
مهرجان جرش 24- 26 تموز 2025.

هوامش
(1)د. نصر حامد أبو زيد: نقد الخطاب الديني، سينا للنشر، القاهرة، الطبعة الأولى 1992، ص 84 .
(2) آشلي مونتياغو: البدائية، ترجمة محمد عصفور، سلسلة عالم المعرفة، الكويت 1982، ص 79.

(3) د. خزعل الماجدي: بخور الآلهة/دراسة في الطب والسحر والأسطورة والدين، الأهلية للنشر والتوزيع، عمان- الأردن، الطبعة الأولى 1998، ص 185.
(4) فراس السواح: مغامرة العقل الأولى(دراسة في الأسطورة، سوريا وبلاد الرافدين)، منشورات دار علاء الدين، دمشق، الطبعة 11، ص19.
(5) فراس السواح: دين الإنسان(بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني)، دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة، دمشق، الطبعة الرابعة، 2002، ص 58.
(6) علي حسين قاسم: جدلية العلاقة بين الدين والأسطورة (دراسة تحليل لمفهوم الأسطورة في فلسفة الدين)، حولية كلية الآداب، جامعة بني سويف، مج5، ج1، 2016، ص 96.
(7) برتراند راسل: الدين والعلم، ترجمة رمسيس عوض، دار الهلال- القاهرة، 1996، ص 32.
(8) صادق جلال العظم: ما بعد ذهنية التحريم، دار المدى للثقافة والنشر- دمشق، الطبعة الثانية، 2004، ص226.
(9) المرجع نفسه، ص227.
(10) نفسه.
(11) د. صادق جلال العظم: ثلاث محاورات فلسفية دفاعًا عن المادية والتاريخ، دار الفكر الجديد، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى، 1990، ص 141- 142.
(12) برتراند راسل: الدين والعلم، ترجمة رمسيس عوض، دار الهلال- القاهرة، 1996، ص 72.
(13) يوسف القرضاوي: الصحوة الإسلامية بين الجمود والتطرف، دار الشروق- القاهرة، الطبعة الثانية، 1984،ص 40.
(14) نقد الخطاب الديني، مرجع سابق، ص 53.
(15)ما بعد ذهنية التحريم، مرجع سابق، ص 251.
(16) نقد الخطاب الديني، مرجع سابق، ص 39.
(17) محمد شحرور: الدين والسلطة/قراءة معاصرة للحاكمية، بيروت – لبنان، دار الساقي، الطبعة الأولى، 2014، ص 61- 62).
(18) شحرور، ص 63.
(19) د. محمد عابد الجابري: الخطاب العربي المعاصر(دراسة نقدية تحليلية)، بيروت- لبنان، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة السادسة، تشرين الأول 1999، ص29.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!
- الكتابُ الصَّيْحَة (13) لماذا لا يظهر البترول والغاز في الأر ...


المزيد.....




- -مهووس بالإبادة الجماعية-.. تركي الفيصل يوجه انتقادات لاذعة ...
- السعودية.. هجوم الأمير تركي الفيصل وما وصف به نتنياهو يثير ت ...
- قتلى في غارات إسرائيلية على غزة وسط توغل بري مكثّف، ومنظمات ...
- -أحلام وهمية-.. كوريا الشمالية ترفض مبادرات السلام الكورية ا ...
- زيلينسكي يلتقي ستارمر في لندن قبيل القمة الأميركية - الروسية ...
- سموتريتش يطلق مشروعا استيطانيا ويصرح: الضفة جزء من إسرائيل ب ...
- صحفية أميركية: نجاح ممداني أربك بعض الديمقراطيين وتدخل أوبام ...
- كيف تخطط لرحلة سياحية إلى ريزا التركية؟ دليل شامل لأفضل المع ...
- منها 3300 بالقدس.. عطاءات لبناء 4030 وحدة استيطانية جديدة في ...
- أفريقيا تتصدر قائمة الشعوب الأكثر معاناة من الوحدة عالميا


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله عطوي الطوالبة - جذور التكفير والتحريم في الدين*