أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - اغتيال الحقيقة..أنس الشريف وشهداء الكلمة في غزة














المزيد.....

اغتيال الحقيقة..أنس الشريف وشهداء الكلمة في غزة


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من فيتنام إلى البوسنة، ومن العراق إلى فلسطين ، نتسائل عن طبيعة تلك الجيوش التي تستهدف صوت الحقيقة في محاولة منها لإسكاتها!!
استهدف جيش الشر الصهيوني مساء أمس ١٠/اغسطس/٢٠٢٥ خيمة للصحفيين بالقرب من مجمع الشفاء غرب غزة، انتهى بمجزرة ارتقى على إثرها شهيدا الصحفي أنس الشريف وزملاؤه محمد قريقع ومحمد نوفل وإبراهيم طاهر ومؤمن عليوة، رحمات الله عليهم أجمعين.

وما ارتكبه جيش الاحتلال ليس بجديد، فهو ديدنه منذ عقود، ديدن الجيوش الجبانة التي ترى في الميكروفون والكاميرا خطرا يفوق أسلحة العالم مجتمعة. وأنس وزملاؤه ما ارتقوا شهداء إلا لأنهم أصروا على حمل الكاميرا و الميكروفون لفضح جرائم المحتل للعالم وخاصة جريمة التجويع التي ارتقى بسببها مئات الشهداء، كما لم يتوانوا عن نقل استهداف شهداء منتظري ما تسمى ب "المساعدات الإنسانية". فكان الثمن غاليا،إنها الأرواح التي لطالما قُدمت بسخاء ورضى فداء لفلسطين.

أنس الشريف الذي لم يتوقف عن نقل ما تمر به غزة من كوارث، وروى للعالم عبر ميكروفونه وكاميرة زملاؤه على مدى شهور الحرب ما لا يريد الاحتلال ومن يقف خلفه من غرب وعرب أن يراه، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، كان يعلم أنه الهدف التالي ومع ذلك ظل صامدا وناقلا للحقيقة إلى أن جاءت اللحظة الغادرة.

وبعد أن تنفس الإعلام العبري الصعداء واحتفى باغتياله، نشر بوقاحة منشورا للناطق باسم الجيش الدموي يزعم فيه أن أنس قيادي في كتيبة جباليا ومسؤول عن "حملة الجوع الكاذبة". ومن هنا تأتي المأساة والخطر، فحين يصبح التوثيق للجرائم وخاصة المجاعة، جريمة أمنية من وجهة نظر الاحتلال، فإن هذا لا بد أن يفتح بابا لشرعنة اغتيال الصحفيين بلا حساب. وهو باب ما انغلق منذ بداية الحرب.

فإن كان أنس كما يدعيه هذا الاحتلال صحيحا! فلماذا لم يحمل بندقية بدل الميكروفون؟
غير أن الإجابة واضحة مثل عين الشمس وهي أنه ومنذ استهداف أول صحفي بعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ تحديدا، ووصولا إلى أنس وزملائه مساء أمس، كان صوتهم هو الذي يفضح السردية الصهيونية، وكاميرتهم باتت أشد خطرا من الصاروخ لأنها تكشف وتربك آلة قتلهم المنظمة.

إن استهداف هؤلاء الأبطال ليلة أمس ما هو إلا استكمال لسياسة خطيرة مدروسة تصنف كل شيء تهديدا وتهدف إلى تكميم الحقيقة، بل واجتثاثها من جذورها وقتل الشهود على الجرائم البشعة للحفاظ على الصورة الصافية ل "لجيش الأخلاقي"، التي تهشمت ولم يبقى منها غير الشظايا بعد كل ما ارتُكب، والحفاظ أيضا على الصورة المزيفة ل "ديمقراطية الدولة" الوحيدة في الشرق الأوسط كما يزعمون.

ولكن هيهات فباغتيالهم سيولد العشرات الذين سيكملون الطريق، والطريق كما قال محمود درويش لتحرير فلسطين يجب أن يمر من فوهة بندقية.

واستشهاد أنس لن يطمس الحقيقة، لكنه سيحولها إلى ذاكرة حاضرة دائما. استشهاد أنس وزملاؤه ومن سبقوهم في هذا الطريق يثبت معادلة جديدة مفادها أن الصحافة أصبحت منصة مقاومة تتحمل ثمن الحقيقة وتفتديها بالأرواح والدم.
ولكن صوت أنس سيبقى يتردد في وصيته الأخيرة التي وجهها للعالم *إن وصلتكم كلماتي..فاعلموا أن "إسرائيل" نجحت في قتلي وإسكات صوتي، لا تنسوا غزة ولا تنسوني في دعائكم".

ونقول لك أيها البطل بأن صوتك لن يسكت وسيبقى كوة الضوء في آخر النفق المظلم.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها -حرب دينية-..قالها -آريه إلداد-
- غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ
- من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الرواي ...
- زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا
- عسقلان موعدنا..والأكلة على القصعة
- من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته
- غزة بين فصول المجاعة وأبواب الموت الجماعي
- يحيى لم يمت وحده..هذا العالم كله يحتضر
- غزة ومعضلة الاحتلال..من نصر ١٩٦٧ إلى مأز ...
- -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية
- وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين
- كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الج ...
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم


المزيد.....




- ترامب عن خطة إسرائيل بشأن غزة: تذكروا السابع من أكتوبر
- ثلاثة خيارات صعبة أمام حزب الله
- اغتيال صحفيي الجزيرة.. هل تنجح إسرائيل في إسكات الحقيقة؟
- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة
- كيف حاولت إسرائيل تبرير جريمة استهداف صحفيي غزة؟
- القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - اغتيال الحقيقة..أنس الشريف وشهداء الكلمة في غزة