فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 12:39
المحور:
الادب والفن
"دَوْرَةُ الْفراغِ..."
تلْتقطُ الشّجرةُ أنْفاسَهَا
منَ التّرابِ
بيْنَمَا الْفأْسُ
تكْسرُ /
أصابعَ الْحطّابِ...
تبْدُو الْغابةُ منْطويّةً
علَى نفْسِهَا
الطّرائدُ/
مصابةٌ بِاكْتئابِ
الْجفافِ...
الطّقْسُ/
مُصابٌ بِسعالِ
الْكوفيدِ...
الْقنّاصُ/
وجدَ نفْسَهُ وجْهًا لِوجْهٍ
أمامَ تمْساحٍ
ويديْهِ /
فِي فكِّ ابْنِهِ
لِأنَّهُ أخْطأَ الْخطْوَ
إلَى الْبحْرِ
وهوَ يتنفّسُ حرائقَ
الْغابةِ...
الْمشْهدُ /
حفْلةُ زَارٍ
وطقوسٌ كْنَاوَةَ "gnawa"
فِي بلدٍ الْعمِّ "سامْ"
بيْنمَا الرّواةُ
اِنْدرجُوا فِي صفوفِ
التّكْرارِ/
ولَا أحدَ
يرْفعُ أصْبعَهُ
لِيوقفَ /
منشّطَ الدّوْرةِ
الْبكائيّةِ
فيقولُ :
الْأسْطوانةُ /
يَا صاحْ...!
مشْروخةٌ
منْذُ بدايةِ الْبكاءِ...
الْأرْضُ /
لَا تدورُ سوَى فِي رأْسِهَا
حينَ تفقّدَتْ أعْضاءَهَا
تحْتَ التّرابِ
كلُّهُمْ جثثٌ/
تصْعدُ السّماءَ لِتعاتبَ
اللّهُ :
كنْتَ جالسًا
ونحْنُ الْواقفونَ علَى بابِ
الْقيّامةِ /
نلْعقُ/
دماءَ الرّاحلينَ
نلْعقُ /
أصابعَ الْجوْعَى
كلُّ رغيفٍ
يعادلُ رصاصةً
تثْقبُ عنقَ
لاجئٍ/
هاربٍ منَ الْحياةِ...
هكذَا/
يبْدُو الْمشْهدُ
حفْلَ عشاءٍ
فِي لوْحةِ "بِّيكاسُّو"
"الْغِيرُونِيكَا"...
تبْدُو الْأوانِي
باكيةً /
منْ فرْطِ الْغناءِ...
الْجوعُ /
مَايْسْتْرُو الْمشْهدِ
نحْنُ الْمتفرّجونَ
بعيدًا /
عنِ الْمسْرحيّةِ
بيْنَ الْبابِ والْمزْلاجِ...
بيْنَ الْمطْرقةِ والسّنْدانِ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟