فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 11:47
المحور:
الادب والفن
كانَ الصّراخُ/
يُشْوَى علَى نارٍ هادئةٍ
وسطَ الْبحْرِ...
كانَ الصّراخُ/
يلْبسُ جلودَهُمْ
فلَا تتمزّقُ...
كانَ الْبحْرُ/
يمْشِي وحيدًا
ينْفضُ عنْهُ التّفْكيرَ...
كانَتْ امْرأةٌ /
تقصُّ ضفائرَهَا
كيْ لَا تثْقلَ علَى الدّماغِ
فيتعطّلَ عنِ التفْكيرِ...
كانَتْ لِلدّماغِ/
عيْنٌ
تنْقلُ الْأحْداثَ
دونَ أنْ تمْشِي...
كانَتِ الطّريقُ/
تصبُّ ماءً باردًا
لِتُطْفئَ حرارةَ الْخطْوِ
عنْ رأْسِهَا...
كانَتِ الْمياهُ/
تشْربُ الصّدَى
قبْلَ أنْ يغْلقَ الْمعْبرُ
لسانَهُ
دونَ أنْ يتمكّنَ منَ التّرْحيبِ بِزوّارِهِ...
كانَتِ الشّمْسُ/
تَبْتسمُ منْ بعيدٍ
كأنَّهَا/
تقولُ لِ بوّابةِ الْجحيمِ :
لنْ أشْرقَ الْيوْمَ
تكْفينِي الْقبّعاتُ
غطَّتْ عيْنَ السّماءِ...
لمْ يكنْ لِلرّيقِ/
لسانٌ
يلْهثُ بِإسْمِ الشّهيدِ
لِأنَّ الشّهيدَ/
الْتهمَهُ صوْتُهُ
قبْلَ أنْ يلْتهمَهُ
الرّغيفُ...
الْجوعُ /
وقفَ تائهًا
لَا يعْرفُ :
مَاهيَ الْفخاخُ الّتِي
نصبتْهَا الشّباكُ... ؟
كانَتِ الْفوْضَى/
تبْكِي فِي ركْنٍ منْ أرْكانِ
السّفينةِ...
كانَ الصّراخُ /
يؤبّنُ عشْرينَ شمْعةَ
أحْرقَهَا
الْبرُّ والْبحْرُ...
أمَّا الْجوُّ/
فقدْ خاضَ حرْبًا
ضدَّ "دِيمُوقْرِطَسْ"
اِرْتدَى ذرّاتِهِ
قبْلَ أنْ تتفتّتَ
فيُطلَّ الْعدمُ
منْ عيْنيْهِ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟