أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - زلزلل علمي أثري يزحزح طبقات الهوية المغربية














المزيد.....

زلزلل علمي أثري يزحزح طبقات الهوية المغربية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 18:17
المحور: قضايا ثقافية
    


عاشت الهوية المغرببة، خلال الآونة الأخيرة، على وقع رجات علمية، قد تصل قوتها إلى تحقيق القطيعة الابستملوجية بين براديغم (ين) مختلفين على مستوى البنية و التكوين:

براديغم إيديولوجي سوسيو-كولونيالي: يقوم على تزييف مقومات الهوية المغربية، من أجل توظيفها في المحافظة على المكاسب الاستعمارية المكتسبة من مرحلة الحماية، و لهذا يوظف المكون الأمازيغي كحصان طروادة لدك حصون الوطن و اختطافه من أجل ممارسة الابتزاز على صانع القرار السياسي.

و إذا نجحت هذه الخطة في الجزائر مع القبائليين فإنها استثمار خاسر في المغرب المتجذر في التاريخ، و الذي تمازجت مكوناته العرقية على امتداد أكثر من اثني عشر قرنا.

براديغم معرفي أصيل مؤسس على البحث العلمي السوسيو-ابستملوجي: يحلل الهوية المغربية من منظور البنية و التكوين، و يفكك الأطروحة الإيديولوجية الكولونيالية باعتماد آليات البحث العلمي. و لذلك، فهو لا يرفض المكون الأمازيغي بل يدمجه ضمن النسيج الهوياتي الوطني، بعيدا عن أساطير الأصل و دعاوى الفصل العنصري على أساس عرقي.

لذلك، يجب على صانع القرار السياسي، بالمغرب، أن يصغي لصوت العقل/العلم، بعيدا عن صوت الإيديولوجيا الذي يوظف العواطف الرخيصة التي لا تسمن و لا تغني من جوع، بل إنها تشكل خطرا على انسجام المجتمع و تماسك الدولة.

و لعل الأرضية صالحة، اليوم، لإحداث التغيير المنشود، من خلال تحقيق الانتقال من البراديغم الإيديولوجي إلى البراديغم المعرفي، خصوصا و أن الأبحاث العلمية المنجزة من طرف الدولة قد أنتجت تصورا علميا عن الهوية المغربية يقطع مع التصور الإيديولوجي الكولونيالي.

و يمكنني، كباحث أكاديمي منشغل بإشكالية الهوية المغربية لعقدين متتابعين، أن أتقدم بالمقترحات التالية التي تستحضر المرجعية العلمية:

إدخال المعطيات الإحصائية (2024) ضمن المقررات الدراسية، و فتح مجال البحث العلمي الجامعي لتوظيفها كمعطيات علمية تؤكد على تنوع الهوية المغربية، مع التركيز على هيمنة البعد العربي-الإسلامي و هامشية المكون الأمازيغي (نتائج الإحصاء تؤكد على ذلك بالأرقام).

توظيف نتائج اكتشاف تافوغالت، الذي يؤكد على تنوع التراث الجيني المغربي، هذا الاكتشاف المٌنجز على يد خبرة علمية وطنية و عالمية مع فحص و تحليل عيناته في مختبرات عالمية مشهود لها بابكفاءة العلمية، يجب توظيفه من أجل دعم الأطروحة الأنثربولوجية لعبد الكبير الخطيبي (Maghreb pluriel) و الأطروحة السوسيولوجية لبول باسكون La Société Composite.

وذلك من أجل دحض خرافة الأصل الأمازيغي، و ما ينتج عنها من خرافات العقلية الأمازيغية و الهوية الأمازيغية..!

توظيف نتائج البحث الميداني الذي أنجزه المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، و الذي أكد على تنوع روافد الهوية المغربية، حيث يهيمن المكون العربي-الإسلامي و يحضر المكون الأمازيغي بشكل هامشي غير مؤثر، و هذا يدعمه توجه معظم الساكنة المغربية التي تدعم توظيف اللغة العربية، في التعليم، بنسبة تقترب من الثمانين في المائة، رغم تواضع دعم الدولة و الحرب المعلنة عليها من التيار الفرنكفوني، بينما ترفض توظيف الأمازيغية رغم ترسيمها و تخصيص ميزانية ضخمة من جيوب دافعي الضرائب لـ (صناعتها) من فراغ ! (حسب البحث النسبة ظلت ثابتة في %5 منذ 2016 و حتى 2023).

هذا هو منطق التحليل الملموس للواقع الملموس الذي لا يرتفع، و الذي ينسجم مع المقاربة العلمية السوسيو-ابستملوجية، و الذي يفرض نفسه على صانع القرار السياسي لمراجعة المقررات الدراسية، و تحديث معطيات البحث الجامعي، وصولا إلى تحيين Mise à jour الخطاب الإعلامي.

يجب على الدولة و المجتمع أن يدخلا في مراجعات جذرية، و ذلك في أفق تجفيف منابع الظهير البربري الذي ظل جاثما على رقاب المغاربة، رغم فسخ عقد الحماية و انسحاب الاستعمار، فقد ظلت المسألة الأمازيغية تمثل الوجه الثاني لعملة الابتزاز الفرنسي للمغرب بعد وجه الصحراء الغربية المغربية، و إذا تمكن المغرب من إحداث اختراق على مستوى ملف الصحراء فيجب أن يطبق نفس الخطة في ملف الأمازيغية.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة المغربية.. بين التراث و الفولكلور
- الهوية المغربية بين حقيقة المعطيات العلمية و أوهام التزييف ا ...
- هل الهوية المغربية أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي ال ...
- هل الدارجة المغرببة أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي ا ...
- هل العقلية المغرببة أمازيغية ؟! في نقد التزييف الإيديولوجي ا ...
- أحداث غزة الفلسطينية.. محاولة فلسفية لفهم ما يجري
- قراءة نيتشوية لفكر نيتشه.. من المرض السقراطي إلى الخطيئة الم ...
- الإرهاب صناعة استخباراتية غربية.. ردا على وزير داخلية ماكرون
- العلمانوية الفرنسية تفرض المثلية.. في الحاجة إلى حماية الأصو ...
- مشروع المفكر محمد عابد الجابري.. توجيه منهجي من أجل تلق معرف ...
- سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي
- بين المنهج العلمي و التخصص العلمي.. في كشف تهافت روتيني (الع ...
- بين النخبة و رواد روتيني اليومي
- بين السيولة و روتيني اليومي.. ضرورة الفرز المعرفي
- الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي
- المغاربة مسلمون لا إسلامويين.. بين الحابل المعرفي و النابل ا ...
- حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية


المزيد.....




- لماذا يرفض الصينيون الحوافز المالية الحكومية للتشجيع على الإ ...
- تركيا.. فيديو محاولة حرق مسجد آيا صوفيا ترصده كاميرا مراقبة ...
- -صواريخ نووية-.. فيديو ما قاله ترامب من على سطح البيت الأبيض ...
- العراق.. ضجة بعد فيديو شجار وأحذية تتطاير بالهواء بمجلس النو ...
- فيديو مداهمة سوريين في السعودية بعملية -حية- تشعل تفاعلا
- مجلس الدفاع الإيراني.. هيئة أمنية قيادية عجلت بإنشائها الحرب ...
- -براهموس- صاروخ هندي روسي اشتق اسمه من نهرين
- المدرسة الرشيدية.. صرح مقدسي يقاوم منذ عهد السلطان عبد الحمي ...
- أسطول الصمود العالمي.. أكبر تحرك بحري دولي لدعم غزة
- جاك سميث مستشار خاص تولى التحقيقات الجنائية ضد ترامب


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - زلزلل علمي أثري يزحزح طبقات الهوية المغربية