أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس جنداري - سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي














المزيد.....

سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 23:37
المحور: الادب والفن
    


في مقالات علمية ينشرها الأستاذ سعيد يقطين، على صفحات جريدة القدس العربي، يتناول فيها النص القرآني، من منظور تخصصه الأكاديمي في مجال السرديات، جاء التمييز في النص بين "النص الكوني" و بين "النص العالمي". النص الأول نسبة إلى "الكون" في امتداده اللامحدود، حيث التداخل بين عالمي الشهادة و الغيب. و النص الثاني نسبة إلى "العالم" في امتداده المعيشي المحدود، حيث يحضر عالم الشهادة مجردا من أي نزوع ميتافيزيقي.
هذا تقسيم رئيسي يمكنه أن يحقق الانفصال المطلوب بين سرد "الشهادة" الدنيوي الذي يتجلى أكثر فيما يسميه لوكاتش بالملحمة البورجوازية/الرواية و ما يتفق معها في نفس المنطق السردي، قديما و حديثا، و ما يميز هذا السرد هو التركيز على الحركية المادية للإنسان في المجال الواقعي المحدود زمكانيا. و بين سرد "الغيب" الأخروي، حيث تفاعل السماء مع الأرض و تفاعل عالم الحياة مع عالم الموت.
هذا تقسيم رئيسي يلحقه تقسيم فرعي، فالنص الكوني ليس إحالة على بنية و تكوين موحد، بل يتشكل من بنى مختلفة تخضع لتكوينات مختلفة، كما هو الشأن تماما مع النص العالمي فالرواية ليست سوى بنية خاصة تمتلك تكوينا خاصا في علاقتها ببنى سردية تمتلك تكويناتها المغايرة (قصة، مسرح...).
و لذلك، فإذا كان المسرح/القصة، كنص عالمي، يختلفان، بنية و تكوينا، عن الرواية رغم انضوائهما ضمن نفس الخطاب السردي، فإن ذلك ينطبق على القرآن الكريم في علاقته بالنصوص الكونية الأخرى من ملحمة غلغامش إلى الكتب المقدسة توراة و إنجيلا، فرغم اشتراك هذه النصوص في الطابع الكوني من حيث التفاعل بين عالمي الغيب/السماء و الشهادة/الأرض و التفاعل بين الحياة و الموت، فإن لكل نص شروطه البنيوية و التكوينية الخاصة.
بناء على هذا التحليل، يمكن أن نستنتج أن الأستاذ سعيد يقطين بعيد جدا عن التأويل الذي مارسه بعض القَرَأة/ les lecteur(ant)s على وزن الكَتَبة les écrivants إن صح هذا التحوير لمفهوم رولان بارت !!! فقد وظف خبرته السردية لتأسيس خصوصية النص القرآني في علاقته بالنصوص، الكونية منها و العالمية، و لم يخلط النص القرآني بهذه النصوص، كما قد تتوهم القراءة (التي لا تقرأ ما تقرأ) بالتعبير البليغ للأستاذ سعيد يقطين في رده على الإنشائيين .
هذا الخلط في التلقي الذي يمارسه البعض على الخطاب المعرفي المؤسس، منهجا و اصطلاحا، عانى منه الأستاذ الجابري، نفسه، لما طرق باب القرآن الكريم، و حاول توظيف خبرته في مجال التحليل الابستملوجي على النص القرآني لجعله معاصرا لنا على صعيد الفهم و المعقولية، و هذا ما رد عليه الأستاذ الجابري، في حينه، بشكل صريح حينما ميز النص القرآني عن المتن التراثي، فرغم كونه جزءا من التراث العربي الإسلامي فالنص القرآني يمتلك خصوصيته النصية، بنية و تكوينا، مما يجعله متميزا.
المجهود العلمي الذي يبذله الأستاذ سعيد يقطين، من أجل التأسيس ل "السرديات القرآنية" لا يختلف عن المجهود العلمي الذي بذله الأستاذ محمد عابد الجابري من أجل التأسيس ل " الابستملوجيا القرآنية". و كلاهما و صل إلى هذه العتبة القرآنية بعد طول مراس أكاديمي، مما أهلهما لتدشين حفريات معرفية رصينة بإمكانها أن تخلص النص القرآني من التلقي الإيديولوجي الذي حوله إلى (حصان طروادة) في ساحات معارك، مذهبية و سياسية و اجتماعية، لا ناقة للمسلمين فيها و لا جمل ! الرهان المعرفي كبير جدا، و يجب على المتلقي أن يكون في مستواه من خلال التكوين المعرفي الذي يمكنه من آليات القراءة .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المنهج العلمي و التخصص العلمي.. في كشف تهافت روتيني (الع ...
- بين النخبة و رواد روتيني اليومي
- بين السيولة و روتيني اليومي.. ضرورة الفرز المعرفي
- الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي
- المغاربة مسلمون لا إسلامويين.. بين الحابل المعرفي و النابل ا ...
- حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية
- هل دخل عبد الله العروي مرحلة النقد الذاتي ؟
- أنبوب الغاز نيجيريا-أوربا.. المغرب يحسم الصراع لصالحه
- المعرض الدولي للكتاب.. سوء تنظيم و تواصل مع الترويج للمثلية
- مقاربة عبد الله العروي لظاهرة الفولكلور .. بين التاربخانية و ...
- الكيان العلمانوي الفرنسي عاريا
- الأدب الفرنكفوني و إعادة تدوير Recyclage المتخيل الكولونيالي
- أضواء على مؤتمر حظر استعمال الدين في السياسة
- دير تومليلين .. إعادة تدوير المتخيل الكولونيالي
- مسلسل -فتح الأندلس- الفن في خدمة الجيواستراتيجيا
- الحرب الأوكرانية: المركزية الغربية ضد الفاشية البوتينية/السل ...
- فولوديمير زيلنسكي .. سلاح الشعبية في مواجهة سلاح الخبرة


المزيد.....




- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس جنداري - سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي