أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الحرب الأوكرانية: المركزية الغربية ضد الفاشية البوتينية/السلافية. كيف نتموقع استراتيجيا ؟














المزيد.....

الحرب الأوكرانية: المركزية الغربية ضد الفاشية البوتينية/السلافية. كيف نتموقع استراتيجيا ؟


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يهمني، كباحث، يتجاوز الانتصار لطرف من بين طرفي الصراع في الحرب الدائرة، الآن، على الأراضي الأوكرانية. أعي جيدا التوجه الغربي الكولونيالي الخشن الذي تطور إلى نزوع نيوكولونيالي ناعم لكنه حافظ على انسجامه و لم يتغير. و في نفس الآن أعي جيدا النزوع الفاشي للبوتينية الروسية الذي يجمع، بشكل مؤدلج، بين الانتماء القومي السلافي و الطموح الاستراتيجي السوفييتي.
هذا الوعي الاستراتيجي المُطعَّم بنزعة وطنية مغربية، عربية-إسلامية الروح، يمنعني من التخندق الإيديولوجي، لكنه في نفس الآن يفتح لي المجال للتفكير بشكل حر يستلهم المنطق المعرفي.
اعتمادا على هذا الوعي الاستراتيجي و النزوع المعرفي، أجدني أقرب إلى منطق "التحليل الملموس للواقع الملموس" بشكل يجنبني السقوط في شراك البروباغندا المتصارعة على الساحة الدولية.
و اعتمادا على هذا المنطق، فإنني أفضل قراءة و تحليل المرجعيات الفكرية المؤسسة للإيديولوجيات السياسية، و هذا يساعد على فهم الممارسة انطلاقا من استيعاب التصور النظري الذي يتحكم فيها و يوجهها.
و هنا، يجب أن نقرر أن طرفي الصراع على الساحة الأوكرانية ينطلقان من تصورين فكريين متناقضين على مستوى بنية الأطروحة، لكنهما متطابقين على مستوى شروط تكوين الأطروحة.
** من جهة، ينطلق الغرب الأور-أمريكي من أطروحة هجتنجتون حول صراع الحضارات، ساعيا إلى ترسيخ نزوع غرب-مركزي كنموذج يمثل نهاية التاريخ، بتعبير فوكوياما، بحيث لا يُسمح لأي نموذج حضاري مغاير منافسته على هذه الريادة/المركزية.
** من جهة أخرى، تنطلق روسيا البوتينية من أطروحة "ألكسندر دوجين" الذي صاغ مذهب "الأوراسية الجديدة" الذي يقوم على أساس محاولة إحياء النزوع الفاشي من منظور سلافي مطعم بطموح استراتيجي سوفييتي.
يقسم "ألكسندر دوجين" المذاهب السياسية الكبري، منذ بداية القرن العشرين، إلى ثلاثة مذاهب: الليبرالية التي تركز على الفردانية، الاشتراكية التي تركز على الطبقية، الفاشية التي تركز على الأمة. و من أجل نقل روسيا إلى موقع استراتيجي متقدم و منافس للغرب الأور-أمريكي، يقلب " دوغين" أطروحة "هجتنجتون" لتمشي على رأسها مؤسسا، بذلك، لشكل جديد من صراع الحضارات، مركزه روسيا السلافية التي يجب أن تدخل في صراع مفتوح مع الغرب الأور-أمريكي من أجل إنهاء التاريخ على طريقتها القومية السلافية، كما حاول الفاشيون، من قبل، هتلر و موسوليني، على الطريقتين الجرمانية و الرومانية.
نحن، إذن، أمام صراع استراتيجي مفتوح لا مجال فيه لثنائية الضحية-الجلاد، صراع بين أطروحتين فكريتين متصارعتين على مستوى بنيتهما، لكنهما متطابقتين على مستوى تكوينهما.
لا أدعو إلى التخندق ضمن أطروحة فكرية/إيديولوجية ضد الأخرى، لكن يجب استحضار المعطيات الاستراتيجية و التسلح بمبحث تاريخ الأفكار من أجل التموقع الجيد ضمن رقعة هذا الصراع الاستراتيجي الممتد.
و من أجل فهم أفضل لما تمثله الإيديولوجية البوتينية، كفاشية سلافية جديدة، لابد من استحضار المآسي التي خلفتها الفاشية القديمة، في لباسها الجرماني و الروماني، لكن قد تسألون: و هل كان البديل الليبرالي النيوكولونيالي الغربي أفضل؟! لقد دمر الكثير من الدول و أعاد صناعة الخرائط باسم نشر الديمقراطية، كما فعل سلفه الذي استعمر العالم باسم نشر الحداثة ؟! أجيب: هما وجهان لعملة واحدة، هذا أكيد ! فقد كان العالم العربي الإسلامي الذي أنتمي إليه، وطنيا، ضحية النموذج الليبرالي الغربي بوجهيه الكولونيالي/الحداثي و النيوكولونيالي/الديمقراطي ! أكثر مما كان ضحية للفاشية الهترية و الموسولينية، و هذا قد يشجع بعضنا على دعم الفاشية السلافية نكاية في الغرب الأور-أمريكي، أو ظنا بأن محاولة التحالف مع الفاشية السلافية بإمكانه أن يحد من وطأة النيوكولونيالية الغربية على امتدادنا الجغرافي/الحضاري العربي الإسلامي !
هذا النزوع البرجماتي، لا يرقى إلى مستوى التفكير الاستراتيجي، بل هو نوع من رد الفعل ليس إلا ! يجب أن نقر، أولا، أن الغرب يمثل حلقة أساسية ضمن التطور الحضاري الإنساني، و أي تفكير في التقدم/التطور يجب أن يستحضر هذا المعطى الأساسي، و لسنا استثناء في ذلك. فقد انطلقت ثورة الميجي في اليابان من هذا المعطى، و كذلك فعلت ثورة ماو تسي تونغ في الصين، فكلاهما انطلق من قناعة استلهام النموذج الحداثي الغربي كمنطلق للتطور/التقدم، و سر نجاجهما أنهما استوعبا دروس التاربخ و لم يتوهما تحقيق النجاح، من منظور قومي فاشي، و قد كانت لهما معا تجارب مريرة مع هذا النزوع القومي الضيق الذي انتهى بهلاكهما، لولا سرعة الاستدراك و النجاح في الاندماج ضمن التاريخ الإنساني العام، من منظور معرفي يستحضر الخصوصية الحضارية كمدخل للاندماج و ليس كذريعة للانزواء.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فولوديمير زيلنسكي .. سلاح الشعبية في مواجهة سلاح الخبرة
- أمريكا تصطاد عدة طرائد بطلقة واحدة
- الصين و روسيا.. الخصوصية بين المعرفي و السياسي
- بوتين يبتلع الطعم الأوكراني.. نهاية روسيا كما نعرفها
- النموذج التنموي الجديد.. مساءلة الإطار المرجعي
- النموذج التنموي الجديد.. هل هي بوادر الانفلات من القيد الفرن ...
- الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من المنطق الإيديولوجي إلى المنطق ...
- جهاز المخزن.. السلطة المركزية التي حصنت سيادة المغرب
- شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري ...
- من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الردع.. ثورة مغربية هادئ ...
- وعي عريي جديد قيد التشكل.. يجب دعمه
- التحولات الجيو-ستراتيجية و ضرورة تغيير اتجاه بوصلة المغرب
- حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساح ...
- انهيار وضع السطاتيكو.. النظام الجزائري في مواجهة مغرب جديد
- مواجهة التحدي الصفوي رهان معرفي
- المغرب في مواجهة سدنة الاستعمار الفرنكفوني-الفرانكوي
- أسطورة السنة الأمازيغية.. منطق التحليل الملموس للواقع الملمو ...
- من الجوار الجغرافي إلى الجوار الافتراضي.. المغرب يوظف منطقا ...
- منظمة HRW حينما تزيف تحت الطلب !
- من مفوضيتي سبتة و مليلية الحدوديتين إلى مفوضيتي سبتة و مليلي ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الحرب الأوكرانية: المركزية الغربية ضد الفاشية البوتينية/السلافية. كيف نتموقع استراتيجيا ؟