أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري بما تشتهيه سفن المغرب !














المزيد.....

شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري بما تشتهيه سفن المغرب !


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و أخيرا، انتصرت ألمانيا (الغربية) و حليفها المغرب (الغربي) في صراعهما ضد ألمانيا (الشرقية) و حليفتها دزاير (الشرقية) ! و قد تم الإعلان عن الانتصار يوم توقيع الاتفاق الثلاثي الغربي، إيذانا بسقوط ثان لجدار برلين الذي أعادت ميركل تشييده عبر شراكتها مع روسيا، و جاء (أولاف شولتس) ليحطمه و يفتح ألمانيا على عالمها الغربي !
قد يبدو الأمر أقرب إلى المونتاج ! فليكن كذلك إذا كانت الأحداث المركبة تلتزم بمنطق التحليل الملموس للواقع الملموس !
لنشرح أكثر، التحول الذي عاشته ألمانيا، خلال العقد الأخير، لم يكن صدفة، و لكنه ثمرة تصور استراتيجي حملته أنجيلا ميركل معها إلى مقر المستشارية، و هو تصور يمتد بعيدا و عميقا في نشأتها شرق ألمانيا، حيث تشبعت بالقيم الروسية المطلية بمساحيق مسيحية محافظة.
لتنزيل هذا التصور الاستراتيجي، اختارت ميركل عقد تحالف سياسي مع روسيا و تحالف اقتصادي مع الصين، و تعاملت مع فرنسا كبيدق من داخل الاتحاد الأوربي يمتلك القوة السياسية اللازمة لدعم الاستراتيجيا الألمانية الجديدة.. للإشارة فقط، لم يكن جمهوريو البيت الأبيض أغبياء حينما واجهوا استراتيجيا ميركل الشرقية !
ما يهمنا من هذا التحليل، هي الآثار التي خلفتها هذه الاستراتيجيا الألمانية الجديدة على فضائنا المغاربي، و هي جلية بما فيه الكفاية و لا تحتاج كثير تأويل !
التقارير الاستخباراتية الألمانية المسربة، تباعا، كلها تجمع على الدعم الألماني اللامحود لفرض الجزائر كقوة في المنطقة المغاربية و في المحيط الشمال إفريقي، و هذا ينسجم مع التحالف الروسي-الألماني بل و يعتبر نقطة ارتكازه.
لتحقيق هذا الهدف، كان مطلوبا، بإلحاح، ردع القوة المغربية الصاعدة المدعومة أمريكيا. و لذلك، خاضت ميركل صراعا متعدد الأوجه و الاتجاهات ضد المغرب. كان ذلك من خلال محاولة إفشال استراتيجيته الإفريقية أولا، و من خلال محاولة تفكيك تحالفاته الأوربية ثانيا، و أخيرا كشفت ميركل عن وجهها الحقيقي حينما عارضت، بقوة، قرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء داعية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن من أجل عرقلة هذا القرار و إفراغه من محتواه السياسي.
المغرب مارس قدرا كبيرا من ضبط النفس في مواجهة هذا التآمر الألماني الصريح، لكنه لم يجد بدّا، أخيرا، غير الإقدام على قرار جريء و قوي بقطع العلاقات الدبلوماسية و سحب السفيرة المغربية.
و من أجل حماية نفسه من رد فعل الماكينة الألمانية المتحالفة مع الدب الروسي، كان مفروضا على المغرب دعم علاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعقد علاقات استراتيجية مع إسرائيل من خلال توظيف ورقة اليهود المغاربة.
بعدما كانت ميركل تمني النفس بمواصلة تنزيل استراتيجيتها من خلال ضمان المستشارية لحزبها، كان للألمان رأي آخر و غيروا الاتجاه السياسي.
المستشار الألماني الجديد يحمل تصورا استراتيجيا مغايرا، تماما، لتصور ميركل. و قد عبر عن ذلك من خلال التراجع عن التحالف مع روسيا و الانضمام إلى الحليف التقليدي الأمريكي، و هذا ما عبرت عنه مواقف (شولتس) المعارضة للتوسع الروسي في أوكرانيا و استعداده الانضمام إلى الخطة الأمريكية-البريطانية القائمة على الردع.
لا يمكن استيعاب استعادة العلاقات المغربية-الألمانية من خارج هذا التحليل الملموس المرتكز على معطيات الواقع الملموس.. بقي أن نؤكد، في الأخير، أن المغرب قد أحسن التموقع استراتيجيا فربح الرهان، و العلاقات المغربية-الألمانية الجديدة تمتلك من المتانة ما يجعلها عصية على التلاشي، بل إنها تتطور إلى تحالف موسع يجمع الولايات المتحدة و بريطانيا و أستراليا و ألمانيا إلى جانب إسرائيل و المغرب، في انتظار التحاق أعضاء جدد، و ذلك ما علقت عليه صحيفة "فوث بوبولي" الإسبانية المتخصصة في التحليل السياسي والعسكري.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الردع.. ثورة مغربية هادئ ...
- وعي عريي جديد قيد التشكل.. يجب دعمه
- التحولات الجيو-ستراتيجية و ضرورة تغيير اتجاه بوصلة المغرب
- حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساح ...
- انهيار وضع السطاتيكو.. النظام الجزائري في مواجهة مغرب جديد
- مواجهة التحدي الصفوي رهان معرفي
- المغرب في مواجهة سدنة الاستعمار الفرنكفوني-الفرانكوي
- أسطورة السنة الأمازيغية.. منطق التحليل الملموس للواقع الملمو ...
- من الجوار الجغرافي إلى الجوار الافتراضي.. المغرب يوظف منطقا ...
- منظمة HRW حينما تزيف تحت الطلب !
- من مفوضيتي سبتة و مليلية الحدوديتين إلى مفوضيتي سبتة و مليلي ...
- بين الخط الثوري و الخط الإصلاحي .. التجربة المغربية نموذجا
- في الحاجة إلى درس الأستاذ محمد عابد الجابري **
- أمين معلوف شخصية العام الثقافية.. تتويج عربي مستحق لمثقف الن ...
- التحالف الفرنكو-عرقي في مواجهة ثوابت الوطنية المغربية
- أيها الفرنكفونيين المغاربة ! حزب الجبهة الوطنية اليميني المت ...
- الرموز العرقية بديلا للرموز الوطنية.. من العلمانوية العرقية ...
- بين الانفتاح و التبعية .. قراءة في التحذير الملكي للوزير الت ...
- الإيديولوجية العرقية في مواجهة ثوابت الوطنية المغربية
- التطرف العرقي في المغرب بين الوعي الشعبي و الإعلان الرسمي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري بما تشتهيه سفن المغرب !