أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إدريس جنداري - النموذج التنموي الجديد.. هل هي بوادر الانفلات من القيد الفرنكفوني ؟














المزيد.....

النموذج التنموي الجديد.. هل هي بوادر الانفلات من القيد الفرنكفوني ؟


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7168 - 2022 / 2 / 20 - 16:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حضور التجربتين، التركية و الصينية، في تقرير النموذج التنموي الجديد، و لو نظريا و بشكل عابر، يؤكد على التحول الحاصل في وعي النخبة المغربية نحو الإشكالية التنموية. فعلى الأقل، لم يعد المرجع الفرنكفوني هو المحدد الوحيد للاتجاه التنموي كما كان الأمر حاصلا لوقت قريب، كما لم تعد التنمية فعلا تقنيا خاليا من البعد الفكري و القيمي.
كلا التجربتين، الصينية و التركية، خاضتا محاولة تأصيلية في علاقة بالحداثة/التحديث. الصين دخلت الزمن الحداثي مسلحة بمرجعيتها التراثية الكونفشيوسية و خاضت تجربتها الخاصة في تأصيل المفاهيم الحداثية الكبرى، معرفيا، من داخل رؤيتها الخاصة للعالم و من داخل براديغم (ها) الخاص. و تركيا استلهمت هذا الدرس الصيني و حاولت الاندماج ضمن النسق الحداثي باعتماد عمقها الاستراتيجي الإسلامي.
في علاقة بالتجربة المغربية، يمكن الانفتاح على التجربتين، الصينية و التركية، من خارج فعل الاستنساخ، لبناء نموذج تنموي مغربي يمتلك الوعي المعرفي بخصوصيته الحضارية المركبة، عربيا أمازيغيا و إسلاميا، من أجل الاندماج ضمن الزمن الحداثي-التحديثي.
فإذا كان الاندماج المأمول ضمن النسق الحداثي-التحديثي رغبة جامحة تسكن الوعي النحبوي المغربي، فإن تحقيق هذا المشروع لا يمر عبر استنساخ التجارب الجاهزة، و إنما عبر التأسيس المعرفي من داخل البراديغم الخاص و عبر رؤية العالم الخاصة، أي من خلال توظيف القيم الجمعية التراثية في انسجام مع التوجيه الحداثي ديمقراطيا و تنمويا.
قد يعترض معترض بدعوى القطيعة مع التراث للاندماج ضمن الزمن الحداثي، نجيبه بأن ذلك لا يتجاوز حدود المخيلة أما الواقع فله إكراهاته التي لا يمكن فك خيوطها المتشابكة إلا عبر وعي معرفي يوظف النظرية الابستملوجية الحديثة كآلية للخروج من الوهم الإيديولوجي الحداثوي و ما يقابله من وهم إيديولوجي تراثوي.
يجب على العقل الإيديولوجي أن يعي أن منظومة اقتصادية ضخمة من وزن الرأسمالية، كانت ثمرة تأسيس معرفي من داخل المنظومة القيمية البروتستانتية كما حلل ذلك، بإسهاب، ماكس فيبر في كتابه المرجعي (الأخلاق البروتستانتية و روح الرأسمالية).
مجال القيم يدخل ضمن مكونات البنية الفوقية التي تعتبر انعكاسا للبنية التحتية، هذا وعي ماركسي كلاسيكي تم تجاوزه من طرف الماركسيين الجدد أنفسهم (فيبر، بورديو، غرامشي...) لكن نخبتنا، التي لا ينتمي معظمها إلى التيار الماركسي !!! ما زالت تركز على العامل الاقتصادي لتحقيق تحول في مجال القيم مجترة، دون وعي معرفي، الأبجديات الماركسية الأولى التي تم تجاوزها.
تحقيق التنمية، كفعل اقتصادي، يمر، بالضرورة، عبر مجال القيم الجمعية، فلا يمكن دفع الناس إلى الاجتهاد و الإنتاج و من ثم تحقيق تراكم الثروة دون وعي محرك و موجه و محفّز، و هذا الوعي يوجد في منجم التراث كثقافة جمعية.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من المنطق الإيديولوجي إلى المنطق ...
- جهاز المخزن.. السلطة المركزية التي حصنت سيادة المغرب
- شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري ...
- من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الردع.. ثورة مغربية هادئ ...
- وعي عريي جديد قيد التشكل.. يجب دعمه
- التحولات الجيو-ستراتيجية و ضرورة تغيير اتجاه بوصلة المغرب
- حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساح ...
- انهيار وضع السطاتيكو.. النظام الجزائري في مواجهة مغرب جديد
- مواجهة التحدي الصفوي رهان معرفي
- المغرب في مواجهة سدنة الاستعمار الفرنكفوني-الفرانكوي
- أسطورة السنة الأمازيغية.. منطق التحليل الملموس للواقع الملمو ...
- من الجوار الجغرافي إلى الجوار الافتراضي.. المغرب يوظف منطقا ...
- منظمة HRW حينما تزيف تحت الطلب !
- من مفوضيتي سبتة و مليلية الحدوديتين إلى مفوضيتي سبتة و مليلي ...
- بين الخط الثوري و الخط الإصلاحي .. التجربة المغربية نموذجا
- في الحاجة إلى درس الأستاذ محمد عابد الجابري **
- أمين معلوف شخصية العام الثقافية.. تتويج عربي مستحق لمثقف الن ...
- التحالف الفرنكو-عرقي في مواجهة ثوابت الوطنية المغربية
- أيها الفرنكفونيين المغاربة ! حزب الجبهة الوطنية اليميني المت ...
- الرموز العرقية بديلا للرموز الوطنية.. من العلمانوية العرقية ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إدريس جنداري - النموذج التنموي الجديد.. هل هي بوادر الانفلات من القيد الفرنكفوني ؟