أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس جنداري - مسلسل -فتح الأندلس- الفن في خدمة الجيواستراتيجيا














المزيد.....

مسلسل -فتح الأندلس- الفن في خدمة الجيواستراتيجيا


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 23:21
المحور: الادب والفن
    


بغض النظر عن أصوله (عربي، أمازيغي، فارسي) كما اختلفت في ذلك المصادر التاريخية، طارق ابن زياد ابن الحضارة العربية الإسلامية قبل تشكيل الحدود القطرية، و على كل العرب و المسلمين الافتخار بإنجازه و استلهام طموحه.
الضجة التي تثيرها بعض الأصوات العِرقية الشاردة وليدة الأطروحة الفرنكو-بربرية، لا تعني المغاربة الذين التزموا بانتمائهم إلى الحضارة العربية الإسلامية، لقرون، و حاربوا المشروع الاستعماري الذي خطط لفصلهم عن هذا الانتماء الحضاري.
في مسلسل "فتح الأندلس" يجد كل مغربي ذاته في الأحداث التاريخية و يتفاعل مع الشخصيات، و يشعر بانتمائه إلى هذه التجربة التاريخية. و من يشعر بغير ذلك فهو مفصول عن انتمائه الحضاري و مستلب من طرف الإيديولوجية الفرنكو-بربرية، و يجب عليه أن يراجع حساباته، و بدل أن يلوم المغاربة يجب عليه أن يلوم نفسه.
لا يمكن فصل قرار عرض مسلسل "فتح الأندلس"، على القناة المغربية الأولى، عن السياق الجيو-سياسي العام في علاقة المغرب بالضفة الشمالية للمتوسط.
المغرب كان محاصرا و مستهدفا في وحدته الترابية و حدوده البحرية، و كان عليه أن يرد !
اختار المغرب الوسيلة الديبلوماسية و حقق نجاحا باهرا و مشهودا به، يمكن الاحتداء به، دوليا، لحل مجموعة من الصراعات الدولية المحتدمة، و ذلك ما عبرت عنه جريدة نيويورك تايمز بشكل صريح حينما دعت إلى استلهام التجربة الديبلوماسية المغربية لحل الصراع الروسي-الأوكراني، و هذا أمر واقع يشهد به البعيد قبل القريب.
و تكريسا لقوته الناعمة لجأ المغرب إلى صناعة الرأي العام الوطني في هذا الاتجاه الدفاعي، و ذلك من خلال استدعاء التجربة التاريخية التي جمعت المغرب بالضفة الشمالية للمتوسط حينما كان قوة رادعة لها كلمتها الفصل، سواء عبر المشاركة الفاعلة في فتح الأندلس و تشييد حضارة عظمى يشهد لها التاريخ بالريادة، أو عبر ردع الأطماع الاستعمارية البرتغال-إسبانية خلال تاريخه الوسيط حينما تمكن المغاربة من إجهاض المشروع التنصيري الصليبي في معركة وادي المخازن، و كذلك خلال تاريخه الحديث حينما تمكن المغاربة من ردع الأطماع الاستعمارية الفرنكو-صليبية عبر إجهاض الظهير البربري الذي كان يُنظِّر للمغرب كامتداد مباشر للضفة الشمالية المسيحية.
واهم من يختزل هذا المسلسل التاريخي في كليشيهات إيديولوجية رخيصة من أجل الحط من من قيمته، الفن أكبر من وسيلة للترفيه إنه أداة لصناعة و توجيه الرأي العام، و هذا ما وعاه جيدا صانع القرار السياسي المغربي و لجأ إلى توظيفه من أجل بث رسائل إلى الداخل بعدما نجح في بث رسائله الديبلوماسية إلى الخارج .
لا يمكن استيعاب الجدوى من عرض مسلسل تاريخي من حجم "فتح الأندلس" على قناة مغربية رسمية، خارج هذا السياق الجيو-سياسي، و لا يسعنا إلا التنويه بمن أبدع الفكرة و أخرجها و عرضها في قالب فني مثير، و ظف أحدث تقنيات الصناعة السينمائية من أجل تحسيس المغاربة بقيمة تاريخ الغرب الإسلامي الذي كانوا ركنا أساسيا منه، حينما تحملوا مسؤولية تاريخية عظمى و قادوا الحضارة العربية الإسلامية خلال مرحلة من أزهى عصورها.
بدل النقاش العِرقي الممسوخ الذي يحاول جرنا إليه بعض وكلاء المشروع الفرنكو-بربري، كان الأجدى و الأجدر فتح نقاش آخر حول مساهمة المغاربة في بناء و توسيع صرح الحضارة العربية الإسلامية، في إفريقيا و أوربا، و هذه حقيقة تاريخية لا جدال حولها.
فقد شكل المغاربة الذراع السياسي و العسكري الحامي للوجود العربي الإسلامي في الأندلس، خلال العهدين المرابطي و الموحدي، كما تمكنوا من ردع و إجهاض المشروع التنصيري خلال العهد السعدي، ليختموا هذا المسار الناجح بإجهاض المشروع الفرنكو-كولونيالي خلال العهد العلوي، مع الملكين المجاهدين محمد الخامس و الحسن الثاني، و صولا إلى مرحلة الملك محمد السادس حيث يسير المغرب بخطى حثيثة من أجل استرجاع حدوده التاريخية، برا و بحرا، و هذا المخطط يحقق، اليوم، نجاحا كبيرا من خلال الاعتراف المتزايد للمجتمع الدولي بالحقوق المشروعة للمغرب في صحرائه، و من خلال اقتناع الجار الإسباني بمنطق جديد للعلاقات الدولية في علاقته بالمغرب، و هذا بإمكانه المساعدة على فتح نقاش جدي حول حقوق المغرب المشروعة في سبتة و مليلية و الجزر .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الأوكرانية: المركزية الغربية ضد الفاشية البوتينية/السل ...
- فولوديمير زيلنسكي .. سلاح الشعبية في مواجهة سلاح الخبرة
- أمريكا تصطاد عدة طرائد بطلقة واحدة
- الصين و روسيا.. الخصوصية بين المعرفي و السياسي
- بوتين يبتلع الطعم الأوكراني.. نهاية روسيا كما نعرفها
- النموذج التنموي الجديد.. مساءلة الإطار المرجعي
- النموذج التنموي الجديد.. هل هي بوادر الانفلات من القيد الفرن ...
- الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من المنطق الإيديولوجي إلى المنطق ...
- جهاز المخزن.. السلطة المركزية التي حصنت سيادة المغرب
- شولتس يعيد النزعة الشرقية الميركلية إلى قبرها.. الرياح تجري ...
- من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الردع.. ثورة مغربية هادئ ...
- وعي عريي جديد قيد التشكل.. يجب دعمه
- التحولات الجيو-ستراتيجية و ضرورة تغيير اتجاه بوصلة المغرب
- حرب التهريب الإسبانية على المغرب.. هل سينقلب السحر على الساح ...
- انهيار وضع السطاتيكو.. النظام الجزائري في مواجهة مغرب جديد
- مواجهة التحدي الصفوي رهان معرفي
- المغرب في مواجهة سدنة الاستعمار الفرنكفوني-الفرانكوي
- أسطورة السنة الأمازيغية.. منطق التحليل الملموس للواقع الملمو ...
- من الجوار الجغرافي إلى الجوار الافتراضي.. المغرب يوظف منطقا ...
- منظمة HRW حينما تزيف تحت الطلب !


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس جنداري - مسلسل -فتح الأندلس- الفن في خدمة الجيواستراتيجيا