إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي
(Driss Jandari)
الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 20:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك من اختلط عليه الحابل المعرفي بالنابل الإيديولوجي، فوقع في محظور التزييف دون أن يدري ! أتحدث، هنا، عن موقع إلكتروني وحده يعرف آش كاين فهاد البلاد ! و يتحمل مسؤولية إصدار صكوك الانتماء يمنة و يسرة !
هذا الموقع ليس إلا نموذجا مصغرا للدعاية الإيديولوجية التي أصبح يمتهنها البعض دون سابق وعي !
من منظور معرفي، لا يختلف اثنان حول الطابع الدستوري لإسلامية الدولة المغربية، و هذا ليس شعارا، بالطبع، بل حقيقة واقعية تتحكم في تفكير و تصور و سلوك الشعب المغربي. و هذا، طبعا، يختلف عن الإيديولوجية الإسلاموية التي تظل تأويلا حزبيا مختزلا للفكرة الإسلامية.
ينتج عن هذا ما يلي:
* من منظور معرفي، المغربي مسلم بطبعه، مع استثناءات نادرة، بمعنى أنه يصدر عن رؤية إسلامية في تفكيره و تصوره و ممارسته.
* من منظور إيديولوجي، الإسلامويون جماعة سياسية تتوزع على طوائف مختلفة: سلفيون، إخوان ، متصوفة... يجمعهم التأويل السياسي للفكرة الإسلامية، و تفرقهم طبيعة التأويل.
هذا التمييز، بين المسلم و الإسلاموي، آلية معرفية حاسمة، تمكن من الفرز بين الحابل المعرفي و النابل الإيديولوجي.. حاسمة لماذا ؟
لأن المغرب، كغيره من دول العالم الإسلامي، تأثر بالأجواء السلبية للحرب العالمية على الإرهاب، حيث استغل الإسلام--فوبيون الفرصة لخلط الأوراق، و ربط المظاهر الإسلامية، في الحياة اليومية للمغاربة، بتأويلات إيديولوجية إسلاموية، فأصبح إصدار أحكام القيمة على كل ملتزم بقيمه الدينية الإسلامية أمرا شائعا.
هذا الوضع غير طبيعي، تماما، و لا يمكن لفوضى التأويل أن تستمر، لأنها تستهدف الأمن الروحي و القيمي للمغاربة حينما تحولهم إلى غرباء في وطنهم، تمارس ضدهم كل أشكال التمييز من منظور إيديولوجي مزيف.
و لذلك، نثمن، عاليا، البلاغين الصادرين عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و المجلس الوطني للصحافة، كما نعبر عن كبير التقدير للوعي الوطني العابر، رسميا و شعبيا، و الذي حضر في الوقت المناسب و ردع، بقوة، التزييف الإيديولوجي الذي يسيء لثوابتنا الوطنية.
#إدريس_جنداري (هاشتاغ)
Driss_Jandari#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟