أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - الثقافة المغربية.. بين التراث و الفولكلور














المزيد.....

الثقافة المغربية.. بين التراث و الفولكلور


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 8422 - 2025 / 8 / 2 - 16:53
المحور: قضايا ثقافية
    


بعدما جرب المزيفون العرقيون خطة تمزيغ المغاربة، باعتماد البيولوجيا و الأركيولوجيا، و فشلوا في ذلك فشلا ذريعا بعدما كشفنا زيفهم عبر التحليل العلمي الدقيق، يعملون الآن على تجريب خطة تمزيغ المغاربة سوسيو-ثقافيا عبر ادعاء أن الثقافة/العقلية المغربية أمازيغية !!
هؤلاء يعانون من الأمية الأكاديمية، و لذلك يهرفون بما لا يعرفون حينما يسعون إلى اختزال الثقافة المغربية المؤسسة على المتون التراثية العالمة، في علاقة بالثقافة العربية الإسلامية العليا Haute culture التي تصنف ابستملوجيا ضمن البراديغم Paradigme، في أشكال و تعابير (ثقافية) عابرة تنتمي إلى مجال الفولكلور Folklore الذي يصنف أنثربولوجيا ضمن الثقافة الشعبية الدنيا basse culture.
حل هذه المسألة يحتاج مقاربة أنثربو-ابستملوجية من منظور دراسة البنية و التكوين ضمن السياق السوسيو-ثقافي .. و لّي كيعاني من الأمية الأكاديمية يمشي يعتكف و يقرا، أما الهدرا (هدر الوقت) ديال اليوتيوب و التكطوك ما تشري خضرا !!
حينما نثير النقاش حول الخصوصية المعرفية التي تميز كل أمة/ حضارة عن غيرها و تحدد نظامها المعرفي الخاص، الذي تنتمي من خلاله إلى العالم، فإننا نعي جيدا أن هذه الخصوصية المعرفية تتأسس من منظور التراث العالِم القابل للتجسيد كنظام معرفي، و ليس من منظور الفولكلور الشعبي الذي يمثل اللحظات الهامشية و العابرة في تاريخ الأمم.
عندما صاغ “طوماس كوهن” مفهوم البراديغم Thomas Cuheh / Paradigme كان يمتلك هذا الوعي الابستملوجي.
لذلك، فقد اعتبر أن البراديغم منتوج تاريخ من الإنجازات العلمية/الحضارية، التي تمثلها رموز علمية/ فكرية قادرة على تجسيد رؤية العالم la vision du monde، كما يفصل ذلك “لوسيان جولدمان” L. Goldmann، مما يؤدي إلى إحداث طفرات معرفية تساهم في بناء المفاهيم/التصورات من داخل النظام المعرفي.
لكن، الفولكلور، كثقافة شعبية شفوية، مختلف تماما فهو صياغة للحظات العابرة في تاريخ الأمم و لا يمثل الخصوصية المعرفية الثابتة.
لذالك، فهو أبعد عن صياغة النظام المعرفي و تحديد طبيعة رؤية العالم عند الجماعة الحضارية/الاجتماعية بالمعنى الجولدماني (L.Goldmann).
هذا التصور النظري، رغم طابعه العلمي المجرد فهو يتحكم في الممارسة و يوجهها، فلا يمكن تحقيق مشروع التفكير/التصور/ الممارسة، من داخل النظام المعرفي، إلا إذا تحقق هذا النظام، أولا، كبنية تراثية مستقلة تمتلك رؤيتها الخاصة للعالم، و هذا يتجاوز التجسيد الفولكلوري الذي يمثل اللحظات الهامشية العابرة.
الأمم التي تمكنت من تحقيق هذه الخصوصية المعرفية/رؤية العالم، تمتلك تراثا حضاريا أصيلا مُدوَّنا، تنطلق منه باعتباره الأساس المتين الذي يُقام عليه البناء، فهو المسؤول عن تحديد طبيعة شخصيتها الجماعية، و هو المتحكم في صياغة نظامها المعرفي.
ليس مستغربا، إذن، اختصاص الابستملوجيا بمبحث التراث، و اختصاص الأنثربولوجيا بمبحث الفولكلور !
فالتراث يمتلك من الثوابت و الأصول ما يجعله مبحثا ابستملوجيا، لكن الفولكلور يفتقد لهذه الثوابت و الأصول المعرفية مما يجعله مبحثا أنثربولوجيا، أو سيميولوجيا حتى، لكن دون ارتقائه إلى مستوى النظام المعرفي القابل للتحليل الابستملوجي.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية المغربية بين حقيقة المعطيات العلمية و أوهام التزييف ا ...
- هل الهوية المغربية أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي ال ...
- هل الدارجة المغرببة أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي ا ...
- هل العقلية المغرببة أمازيغية ؟! في نقد التزييف الإيديولوجي ا ...
- أحداث غزة الفلسطينية.. محاولة فلسفية لفهم ما يجري
- قراءة نيتشوية لفكر نيتشه.. من المرض السقراطي إلى الخطيئة الم ...
- الإرهاب صناعة استخباراتية غربية.. ردا على وزير داخلية ماكرون
- العلمانوية الفرنسية تفرض المثلية.. في الحاجة إلى حماية الأصو ...
- مشروع المفكر محمد عابد الجابري.. توجيه منهجي من أجل تلق معرف ...
- سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي
- بين المنهج العلمي و التخصص العلمي.. في كشف تهافت روتيني (الع ...
- بين النخبة و رواد روتيني اليومي
- بين السيولة و روتيني اليومي.. ضرورة الفرز المعرفي
- الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي
- المغاربة مسلمون لا إسلامويين.. بين الحابل المعرفي و النابل ا ...
- حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية
- هل دخل عبد الله العروي مرحلة النقد الذاتي ؟


المزيد.....




- ترامب يدعو مجلس النواب للتصويت على الإفراج عن وثائق إبستين ر ...
- وسط تصاعد التوترات مع مادورو.. ترامب: فنزويلا -ترغب في الحوا ...
- تحليل: قبل تصويت مجلس الأمن المرتقب.. طموح كبير وتفاصيل مبهم ...
- بعد غياب سبع سنوات.. بن سلمان يتجه إلى واشنطن سعياً لضمانات ...
- مسعد بولس.. هل تنجح صفقاته الأفريقية في صنع السلام؟
- تحسبا لزوالها.. ذاكرة إسرائيل بأرشيف سري في -هارفارد-
- ماذا يخطط بن غفير للمسجد الأقصى في رمضان؟
- الاتحاد الأوروبي بين مخاوف التفكك ومطامح التوسع
- فودافون تحذّر عملاءها الألمان من المكالمات الاحتيالية
- ترامب عن ملفات إبستين: ليس لدينا ما نخفيه


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - الثقافة المغربية.. بين التراث و الفولكلور