أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - هل الهوية المغربية أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي العرقجي














المزيد.....

هل الهوية المغربية أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي العرقجي


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 16:47
المحور: قضايا ثقافية
    


موضوع الهوية المغربية إشكالي مُعقّد، و لا يمكن حله بجرة قلم (رصاص) إيديولوجية عابرة (ما يسجل بقلم الرصاص قابل للمحو، و هذه إحالة رمزية على الخطاب الإيديولوجي غير الثابت/القابل للمحو) ! لذلك، يجب ألا نتركها عرضة للتزييف على يد الأفواه التافهة، لأنه ليست هناك أقلام تكتب بل أفواه تهرطق !!
المقاربة السوسيو-إبستملوجية، وحدها، يمكن أن تقارب هذه تلإشكالية المعقدة، و ذلك لأنها مقاربة موضوعية تركز على دراسة التكوين و البنية بشكل يقترب من المنطق الفيزيائي، و هذا ما تم ترسيخه مع رائد الوضعية “كونت A.comte حينما نظّر للسوسيولوجيا كفيزياء للمجتمع.
وضمن هذا السياق، يمكن استحضار مقاربتي عبد الكبير الخطيبي و بول باسكون اللذان استطاعا، عبر تكاملهما العلمي، من ممارسة التحليل الملموس للواقع المغربي الملموس.
من منظور أنثربولوجي انشغل الخطيبي بجينيالوجية الثقافة المغاربية، و المغربية ضمنها، في كتابه Maghreb pluriel المنشور سنة 1983.
و من منظور سوسيولوجي انشغل بول باسكون بأركيولوجية المجتمع المغربي، و ذلك في عدة دراسات أبرز ها:
La nature composite de la société marocaine) Lamalif, no17, décembre,1967) من خلال هاتين المقاربتين العلميتين، تمكن الدرس السوسيو-ابستملوجي المغربي من تجاوز أطروحتين متعارضتين:
الأطروحة التقليدانية: التي كان يتبناها بعض الإيديولوجيين من القوميين المغاربة الذين أخلوا بالتوازن الذي كان سائدا مع الحركة الوطنية، و ذلك من خلال تهميشهم للمكون الأمازيغي في الثقافة المغربية بدعوى أن الثقافة المغربية عربية خالصة، و هذا ما لم يقل به علال الفاسي و لا المختار السوسي و لا عبد الله كنون الذين امتلكوا وعيا وطنيا جامعا لا يميز بين مكونات الهوية الوطنية.
الأطروحة الكولونيالية: التي ولدت من رحم الدرس السوسيو-تاريخي الكولونيالي، و التي جاء مشروع الظهير البربري ليتوجها و يفرضها كأمر واقع. هذه الأطروحة قسمت الهوية الوطنية المغربية إلى قارتين منفصلتين عن بعضهما، في أفق تقسيم المجتمع المغربي و بعده تقسيم الدولة المغربية.
في أطروحة مونتاني المؤسسة للظهير البربري
les berbères et Le Makhzen dans le sud du Maroc نجد فصلا حاسما ببن الأوليغارشيات القبلية (البربرية) و بين المخزن (العربي)، و العلاقة بينهما تقوم على الصراع، الأوليغارشيات القبلية تمثل البربر (دون إشارة إلى الإسلام) الذين يحتكمون إلى العرف، و المخزن يمثل العرب المسلمين الذين يحتكمون إلى الشريعة، ليستنتج مونتاني (السوسيولوجي ضابط الاستخبارات الفرنسية) و معه السوسيولوجيون الكولونياليون و مشرعو الظهير البربري، أن المغرب ليس دولة واحدة موحدة، بل دولتان منفصلتان و متصارعتان: جمهورية/أوليغارشية البربر، و مملكة العرب/المخزن.
و الدليل القاطع على كون هذه الأطروحة الكولونيالية المتهافتة، هي التي أسست للظهير البربري، في نسخته الثانية 1930، هو تزامن صدور الظهير البربري مع نشر الأطروحة.
و بالإضافة لذلك، ينقل المؤرخون عن ليوطي أنه فكر في تفكيك السلطة المركزية للمخزن إلى سلطتين، فاستدعى لهذه المهمة البعثة السوسيولوجية الشهيرة (بعثة ميشو بلير)، و كان ضمنها ضابط الاستخبارات R.Montagne الذي كلفه ليوطي بالجواب على سؤال: هل هناك سلطة مركزية واحدة/المخزن في المغرب أم سلطات متعددة ؟
فجاء الجواب على شكل كتاب مونتاني الشهير الذي تم ترسيمه على يد سلطات الحماية من خلال الفصل بين العرب و البربر، تشريعيا أولا، في أفق تعميم هذا الفصل سياسيا و اجتماعيا.
هذه الأطروحة الكولونيالية المتهافتة، دحضها سوسيولوجي فرنسي علمي نزيه هو جاك بيرك، قبل أن تسقطها الحركة الوطنية بالضربة القاضية عبر إسقاط مشروع الظهير البربري. ففي أطروحته عن قبائل سكساوة في الأطلس الكبير.. J.Berque, structures sociales du haute Atlas.
خلص الباحث السوسيولوجي إلى كون هذه القبائل البربرية ترتبط بالسلطة المركزية/المخزن ماديا عبر تأدية الضرائب و الخضوع لسلطة الدولة، و روحيا عبر الدعاء للسلطان فوق المنابر.
الواضح، إذن، أن الخطاب الإيديولوجي العرقي الذي يروج لوهم النقاء الجيني و السيوسيو-ثقافي للمغاربة في علاقة بأصل أمازيغي موهوم لا تثبته الدراسات العلمية، سواء الجينية منها أو الأركيولوجية أو الأنثربو-سوسيو-تاريخية، هذا الخطاب العرقي ليس سوى إعادة تدوير Recyclage للأطروحة الكولونيالية، و الدليل على ذلك هو كونه وليد المرحلة الاستعمارية، و خصوصا مرحلة 1914- 1930 تاريخ صدور نسختي الظهير البربري الذي رسم أطروحة السوسيولوجيا الكولونيالية المتهافتة علميا.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدارجة المغرببة أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي ا ...
- هل العقلية المغرببة أمازيغية ؟! في نقد التزييف الإيديولوجي ا ...
- أحداث غزة الفلسطينية.. محاولة فلسفية لفهم ما يجري
- قراءة نيتشوية لفكر نيتشه.. من المرض السقراطي إلى الخطيئة الم ...
- الإرهاب صناعة استخباراتية غربية.. ردا على وزير داخلية ماكرون
- العلمانوية الفرنسية تفرض المثلية.. في الحاجة إلى حماية الأصو ...
- مشروع المفكر محمد عابد الجابري.. توجيه منهجي من أجل تلق معرف ...
- سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي
- بين المنهج العلمي و التخصص العلمي.. في كشف تهافت روتيني (الع ...
- بين النخبة و رواد روتيني اليومي
- بين السيولة و روتيني اليومي.. ضرورة الفرز المعرفي
- الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي
- المغاربة مسلمون لا إسلامويين.. بين الحابل المعرفي و النابل ا ...
- حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية
- هل دخل عبد الله العروي مرحلة النقد الذاتي ؟
- أنبوب الغاز نيجيريا-أوربا.. المغرب يحسم الصراع لصالحه
- المعرض الدولي للكتاب.. سوء تنظيم و تواصل مع الترويج للمثلية


المزيد.....




- فضوليٌّ بطبعه.. كيف يتفاعل الأخطبوط مع الأعمال الفنية؟
- مصر.. مصرع شخص وإصابة آخرين بانفجار خلال حفل محمد رمضان والأ ...
- ترامب يشعل الحرب التجارية مجددًا.. رسوم جمركية جديدة تطال 40 ...
- المساعدات التي تدخل غزة تتسبب بأوضاع خطيرة لسكان القطاع.. إل ...
- إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غز ...
- سلوفينيا تتّجه لحظر التبادل العسكري مع إسرائيل.. وبرلين: الك ...
- وزارة العدل السورية تُشكّل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء ال ...
- ترامب يعلن عن قائمة رسوم جمركية على دول العالم.. وحكومات ترد ...
- النيجيري أوسيمهن ينضم من نابولي إلى غلطة سراي لأربعة أعوام م ...
- قبة المعراج في القدس معلم يخلد رحلة النبي ? إلى السماء


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - هل الهوية المغربية أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي العرقجي