أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - الهوية المغربية بين حقيقة المعطيات العلمية و أوهام التزييف الإيديولوجي .. قراءة في بحث المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية



الهوية المغربية بين حقيقة المعطيات العلمية و أوهام التزييف الإيديولوجي .. قراءة في بحث المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 17:25
المحور: قضايا ثقافية
    


قدم المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية IRES النسخة الثالثة للبحث الوطني حول الرابط الاجتماعي، و ضمنه يوجد محور “الهوية و المسألة اللغوية”.
المعهد يقدم نفسه على الصفحة الأولى كما يلي: “يهدف المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية إلى المساهمة في تنوير صنع القرار الاستراتيجي. ذلك أن مهامه تتجلى في إجراء دراسات و تحاليل استراتيجية حول القضايا التي تحال عليه من طرف صاحب الجلالة. كما يسهر المعهد على القيام بمهمة اليقظة على الصعيدين الوطني و الدولي في مجالات تعتبر استراتيجية بالنسبة للبلاد”.
و يجب التسطير تحت عبارة مهامه تتجلى في إجراء دراسات و تحاليل استراتيجية حول القضايا التي تحال عليه من طرف صاحب الجلالة.
يؤكد المعهد، في ديباجة بحثه الميداني الثالث، أنه بني على خلاصات بحثين ميدانيين سابقين، يعودان إلى عامي 2011 و 2016، مما يؤكد على الطابع التراكمي الذي يحقق إلماما شاملا بالمسألة المدروسة، و يساعد على بناء مُخرجات علمية موثوق بها.
على مستوى العينة المدروسة فقد شملت 6000 شخصا تفوق أعمارهم 18 سنة و يتوزعون على جميع مناطق المملكة.
وبالنظر لحجم الساكنة الكبير و شمولية عامة التراب المغربي و توظيف تقنيات المعايرة العلمية، فإن نتائج الاستقراء العلمي يمكن تعميمها على جميع ساكنة المملكة.
في علاقة بالبعد الوطني للهوية المغربية، فهو يتأسس على ثلاثة روابط هوياتية (الإسلام، العروبة، المغربية).
وإذا كان البعدان، الإسلامي و العربي، يحضران كوحدتين منسجمتين، فإن البعد المغربي يحيل على الطابع المركب الذي تتداخل فيه الثقافة الأمازيغية، بلهجاتها الثلاث، بالبعد المتوسطي و الإفريقي.
في علاقة بالمسألة اللغوية، حضرت اللغة العربية كمركز للتداول اللغوي بالمغرب، بينما حضرت الأمازيغية و اللغات الأجنبية كأطراف، ولعل هذا هو ما تؤكده الوضعية الثابتة للغة العربية كلغة رسمية أولى و كلغة للهوية الوطنية المغربية، في مقابل وضعية اللاثبات الذي يميز اللغات الأجنبية، و حالة الجمود التي تطبع الأمازيغية.
و يفسر البحث هذه الوضعية بارتباط لغات الأطراف بحركات ذات صلات ثقافية/إقليمية (إحالة على الأمازيغية) أو أجنبية (إحالة على الفرنسية).
في علاقة باللغات الأجنبية، أكد البحث على تراجع كبير للغة الفرنسية، و ذلك راجع إلى التأثير الذي يمارسه الانفتاح الديبلوماسي على الفضاء الأنجلوسكسوني، و لذلك يخلص البحث إلى أن التوازن بين الفرنسية و الإنجليزية على وشك أن ينعكس، فقد انخفض تفضيل المغاربة للغة الفرنسية في التدريس من %,63,5 عام 2016 إلى %36,9 عام 2023، و ذلك مقابل زيادة كبيرة في تفضيل اللغة الإنجليزية، حيث تضاعفت هذه النسبة بين عامي 2016 و 2023.
و لعل هذا هو ما ينسجم مع تراجع دور الفرنكفونية في إفريقيا عامة، و المغرب ليس استثناء في ذلك، بل إن الانفتاح على الضفة الأطلسية كان له كبير التأثير على تفاعل المغرب مع فضاءات ثقافية و لغوية أنجلوسكسونية و صينية و روسية لاتينية، بالإضافة إلى التأثير المتوسطي الأوروبي، إسبانيا و ألمانيا بشكل خاص، و هذا ما جعل الفرنسية، لغة و ثقافة، تحتل حيزا صغيرا هو في تضاؤل مستمر نتيجة المنافسة الشرسة للمراكز الدولية الكبرى، خصوصا في ظل تراجع الدور الفرنسي، على مستوى العالم، في الاقتصاد كما في السياسة و الثقافة.
في علاقة بالأمازيغية، يؤكد البحث أنه رغم الطابع الرسمي لا تجد الأمازيغية صدى كاف لدى المغاربة، و تظل المطالب المتكررة بشأن موضوع الأمازيغية مسألة نخبوية، و يقدم البحث كدليل على ذلك، بقاء نسبة تفضيل الأمازيغية كلغة رئيسية للتعليم على حالها (%5 من المغاربة) ما بين 2016 و 2023.
و لعل هذا هو ما ينسجم مع نتائج إحصاء 2024 الذي أكد على هامشية حضور أبجدية تيفيناغ التي لا يتقنها أكثر من %1.
في علاقة باللغة العربية، تنسجم وضعية اللغة مع مركزية المكون الهوياتي العربي بالمغرب، و الذي استخلص البحث، على مستوى مكون الهوية، أنه يمثل رابطا أساسيا مضافا إلى الإسلام.
و هذا ما ينعكس على المستوى اللغوي، حيث يؤكد البحث أن ثلاثة أرباع المغاربة عبروا عن تفضيلهم للغة العربية الفصحى كلغة أولى. لعل هذا هو ما ينسجم مع نتائج إحصاء 2024 الذي أكد على إتقان المغاربة للغة العربية بنسبة %99.2.
هذه خلاصات علمية ناتجة عن استقراء علمي دقيق، و تحظى بالمشروعية الرسمية على أرقى مستوياتها في علاقة بالمؤسسة الملكية.
لذلك، يجب تنزيل مخرجات البحث على مستوى التداول الوطني، في التعليم و الثقافة و الإعلام، بهدف تصحيح الكليشيهات الإيديولوجية المروجة من طرف الفرنكفونيين و العرقيين، بخصوص الهوية الوطنية، و التي تزيف معطيات الواقع الحقيقي و تصطنع واقعا افتراضيا يتجاوز حدود المتخيل.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الهوية المغربية أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي ال ...
- هل الدارجة المغرببة أمازيغية ؟! في كشف التزييف الإيديولوجي ا ...
- هل العقلية المغرببة أمازيغية ؟! في نقد التزييف الإيديولوجي ا ...
- أحداث غزة الفلسطينية.. محاولة فلسفية لفهم ما يجري
- قراءة نيتشوية لفكر نيتشه.. من المرض السقراطي إلى الخطيئة الم ...
- الإرهاب صناعة استخباراتية غربية.. ردا على وزير داخلية ماكرون
- العلمانوية الفرنسية تفرض المثلية.. في الحاجة إلى حماية الأصو ...
- مشروع المفكر محمد عابد الجابري.. توجيه منهجي من أجل تلق معرف ...
- سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي
- بين المنهج العلمي و التخصص العلمي.. في كشف تهافت روتيني (الع ...
- بين النخبة و رواد روتيني اليومي
- بين السيولة و روتيني اليومي.. ضرورة الفرز المعرفي
- الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي
- المغاربة مسلمون لا إسلامويين.. بين الحابل المعرفي و النابل ا ...
- حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية
- هل دخل عبد الله العروي مرحلة النقد الذاتي ؟
- أنبوب الغاز نيجيريا-أوربا.. المغرب يحسم الصراع لصالحه


المزيد.....




- -الوطن أغلى من بيعه للفاسدين-.. مقتدى الصدر يجدد دعوته لمقاط ...
- تراجع حاد لطلبات اللجوء بألمانيا وسط انتقادات حول إصلاح قانو ...
- ما أهمية مدينة بوكروفسك الأوكرانية التي يشدد الجيش الروسي ضغ ...
- نتانياهو يتهم حزب الله بالسعي لإعادة التسلح ويدعو بيروت إلى ...
- إبهار أم مبالغة؟.. جدل واسع حول حفل افتتاح المتحف المصري الك ...
- لتجنب هذه الأضرار الصحية.. لا تأخذ تلفونك المحمول معك إلى ال ...
- كيف يغذي التضليل المعادي للفلسطينيين الخطاب العنصري!
- 12 عاما على اغتيال صحفيي إذاعة فرنسا الدولية في مالي
- أول رئيس سوري يجري زيارة رسمية إلى واشنطن... الشرع سيبحث رفع ...
- زهران ممداني يتصدر السباق لرئاسة بلدية نيويورك قبل أيام من ا ...


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - إدريس جنداري - الهوية المغربية بين حقيقة المعطيات العلمية و أوهام التزييف الإيديولوجي .. قراءة في بحث المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية