أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - المدرستان الرحبانيتان .. تضاد أم تواصل؟














المزيد.....

المدرستان الرحبانيتان .. تضاد أم تواصل؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 04:53
المحور: الادب والفن
    


ثمة كتابات متهورة، وربما مقصودة، لهدم الأرث الرحباني بمعول رحباني، أسمه زياد. ونجزم أن زياد لو كان بيننا الآن وفي صحته لرد عليها ودحضها.
تشوه هذه الكتابات المدرسة الرحبانية الأولى وتصورها كخادم لما تسميه بالمشروع البرجوازي، وتزعم ان المدرسة الرحبانية الثانية التي بناها زياد جاءت ضدها، دحضتها وقوضتها.
لا ينكر أي باحث فكري جمالي حقيقة تبلور مدرستان رحبانيتان، تتباينان عن بعضهما تباينا يبدو للنظرة المتعجلة السطحية، تاما ومبرما، لكنه في حقيقة الأمر ليس كذلك.
نقطة الضعف القاتلة في الكتابات التي تستهدف نسف المدرسة الرحبانية الأولى انها تغفل عامل الزمان، وما يرتبط به من تغيرات أجتماعية بنيوية، بما في ذلك مستوى الصراعات الأجتماعية والطبقية من حيث الحدة والاتساع، وما تتركه من تاثير على العلاقات المتبادلة بين فئات وشرائح وطبقات المجتمع. وتأثر تلك العلاقات بالتطورات الإقليمية والدولية، وانعكاس كل ذلك على الحركة الفنية وإبداعات مبدعيها.

نعم المدرسة الرحبانية الأولى- مدرسة الأخوين رحباني - قامت على الرومانسية، والرومانسية في حد ذاتها ليست عيبا، فمقابل الرومانسية البرجوازية قامت الرومانسية الإشتراكية، و إذا ما تخلينا عن التطرف الإيديولوجي الذي لا يتعامل مع تدرجات الألوان ولا يرى فيها سوى الأسود والإبيض، فيمكننا القول بكل ثقة ان هناك بين الرومانسيتين البرجوازية والإشتراكية، رومانسية إنسانية، لا تغرق في الذاتية والترف ولا تهمل قهر الأنسان واستغلاله وسلب كرامته، والى هذه الرومانسية تنتمي المدرسة الرحبانية الأولى، مدرسة الأخوين رحباني، والتي تغطي زمنيا سنوات خمسينات وستينات وأواسط سبعينات القرن الماضي، وكان لبنان يشهد فيها استقرارا سياسيا ومستوى غير متفجر من الصراعات السياسية والأجتماعية، وينظر اليه كسويسرا العرب. وانفرد عن غيره من بلدان المحيط بقدر من الديمقراطية السياسية، ضمنت مستوى من الحريات لا نظير له في بلدان المحيط، أمر وفر حتى للحزب الشيوعي اللبناني أمكانية العمل العلني المجاز قانوناً. وكانت بيروت ملجأ ناشطي كل حركات المعارضة في مختلف البل دان العربية.

هذا لا ينفي بالطبع ان النظام السياسي اللبناني، كان وما يزال نظام عائلات إقطاع سياسي، ولكن الصراعات الاجتماعية - الطبقية، لم تصل خلال تلك الفترة إلى التفجر، إلى مستوى يسمح بالقول ان رومانسية المدرسة الرحبانية الأولى قد ساهمت في إخمادها خدمة للبرجوازية.
ربما على العكس من ذلك قد يكون نتاج الأخوين رحباني يشكل مساهمة قيمة في خلق حس ووعي جمالي مضاد لقبح الواقع، بما يؤدي إلى رفضه، وقد رفضه زياد الرحباني، في ظروف اشتدّت فيها الصراعات الأجتماعية - السياسية في لبنان خلال سنوات الحرب الأهلية الدموية التي امتدّت إلى تسعينات القرن الماضي وتداخل فيها المحلي بالإقليمي بالأممي، الحرب الدموية التي ولدت مع ولادة زياد الفنية فرضت عليه تأسيس مدرسة رحبانية جديدة تضاءلت فيها الرومانسية مقارنة بمدرسة أبيه وعمه، لكنها أبدا لم تغب، وإلا أين نضع إبداعات له مثل نشيد حبه "لبيروت" ، وكذلك إبداعه في "وحدن" و "أنا عندي حنين"، أن لم نضعها في إطار الرومانسية، وننظر اليها كامتداد مخلص للمدرسة الرحبانية الأولى؟
لا قطيعة كما يزعم المتهورون بين المدرستين الرحبانيتين، والثانية امتداد للأولى متفاعل مع تطورات الواقع واستحقاقاته.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وشقيقي زياد
- لا وقت للعتاب!
- مَن يحرر العراق المحتل؟
- العنصرية البيضاء وآلية استبدال العدو
- نظرة إلى الماضي لقراءة الحاضر
- إيران حاربت من أجل غزة أم من أجل نفسها؟
- اليهود أخوتنا في الأنسانية
- ملاحظات متعجلة عن الحرب على إيران
- حكومات السويد، فرنسا وألمانيا تخون رعاياها
- رسالة عاجلة إلى جمهور الرياضة العراقي
- -الأمة العربية- موت نهائي أم وفاة سريرية؟
- القتل كهواية أو التمتع بالقتل
- خففوا عن أنفسكم يرحمكم الله
- ألا بِئس المُهان وبِس المُهين!
- مالذي يحدث على الساحة الدولية؟
- طهارة الشبيبة وقذارة السياسيين
- أوربا هي الأصل
- حضروا الأغلال لأعناقكم!
- قائد أنبل مسيرة أنسانية في التأريخ
- صدمتي المهولة في (( مجتمعي )) الجديد!


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - المدرستان الرحبانيتان .. تضاد أم تواصل؟