|
المحاصصه العراقية وغياب البديل
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 14:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس الابرز ولا الاهم في نظام المحاصصة الحثالي الريعي، ماهو غارق فيه من فجور سياسي واخلاقي من الصعب ايجاد مايماثله، فالسياقات التي هو منها وعائد لها سواء من حيث الترتيبات التي اوجدته دوليا، او بما يخص العوامل البنيوية المتلائمه مع حال الانحطاطية المضادة حتى للدولة بمفهومها الكياني الغالب اليوم، والموافق لمقتضيات العولمه الاقتصادية الدولية ومايقف خلفها مجتمعيا، بعد ظاهرة الغرب الاوربي الاستهلالية، وما قد حل على البشرية من انتقالية آلية وقتها، الى ان تراجعت فعالية النموذجية الغربية الاوربية( الدولة/ الامه) وادرجت هي ذاتها كما حاصل اليوم، في المشروع المخترق، المفتت للكيانات والدول وسيادتها، لصالح الاقتصاد المعولم. والتفاصيل هنا تاخذ حيزا قد يستغرق متابعه تاريخ العراق المعروف بالحديث، ابتداء من العقد الثاني من القرن المنصرم، محطات وصولا الى الهجوم التدميري الساحق للكيانيه العراقية بصيغتها الموروثة عن مشروع الغرب الاول مع الاحتلال البريطاني، بما يضعنا امام محطتين ومرحلتين اصطراعيتين تستوجبان التحري في البنيه والكينونه العراقية، والحقيقة التشكلية الذاتيه خارج الافتراضات المرتهنه لمفهوم الغرب عن "العراق الحديث"، ومرويته البرانيه كما وضعها الضابط الانكليزي الملحق بالحملة البريطانيه فليب ويرلند، واعتمدها " الوطنيون المزيفون" حتى الساعة، متغاضين عن حقيقة ان العراق له لحظة وخاصيات تشكله الاسبق على حضور الانكليز بما يقرب من اربعه قرون، انبعث خلالها العراق من جنوبه في ارض سومر التاريخيه، في القرن السادس عشر مع ظهور"اتحاد قبائل المنتفك"، معها تمر فترة القبلية، قبل ان تتبعها منذ القرن الثامن عشر، الفترة الانتظارية النجفية، وهو مالا يقترب منه احد ممن تناولوا تاريخ البلاد اليوم، بما يضعنا بناء عليه امام رؤيتين: اولى انبعاثية ذاتية مغفله مسقطه من اي اعتبار، واخرى ملفقه برانيه افنائية، مسقطه من خارج المكان، هي المعتمدة والمقرة من اهل البلاد و"مثقفيها"، و "وطنييها" الافذاذ. اختفى من الوجود اليوم باعث وسبب وعامل تكريس المنظور الكياني الغربي، لابل صار هدفا مطروحا للسحق على يد وارث الغرب، الامريكي، ومع هذا مايزال ماقد مات ومضى زمنه هو المتداول والسائد في بلاد الرافدين المنبعثة في دورة هي الثالثة اليوم، بعد الدورة الاولى السومرية البابلية الابراهيمية، والثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، مع ديناميات تشكلها المجتمعي الازدواجي الموكولة لقانون الدورات والانقطاعات، نتاج الاصطراعية المجتمعية الازدواجية الارضوية اللاارضوية، غير المزاح عنها النقاب، لتعديها ممكنات الادراكية العقلية البشرية كما هي حتى الساعه. وكواقع معاش، فان مايمكن النظر اليه كمشروع "حداثي" كيانوي مجتمعي منقول عن الغرب قد صار اليوم في اردأ حالاته، وهو وبابسط تعبير، قد فشل فشلا ذريعا، بدلاله المعاش الذي يصر الحداثيون والوطنيون المزيفون على اعتماده قاعدة للنظر، ولمحاكمه الوضع الحالي، من دون ان يخطر لهم اولا، وكما تقتضي الاصول، البحث في اسباب فشل مشروعهم على سبيل الاقتراب من مرتكزات الحال الذي افضى لما هو قائم كحصيله، ولن نطالب هؤلاء على فهاهتهم المعرفية النقلية بلا ذاتيه، وتدني مستوى ادراكيتهم بما يتعدى حدود معاشهم، بحثا عن ممكنات مضمرة متعدية ل " الوطنيه" المسقطة برانيا ايديلوجيا، وفي احسن الاحوال ومع المبالغة، قد يمكن مطالبه هؤلاء بماهو مباشر وملح على صعيد البحث عن "بديل"، لا النواح امام جبل الفساد والسرقه، وانعدام الخدمات والبطالة، والفقر، والانتاجية صفر،وتغول السلطات الفرعية والشخصية، وانعدام المحرك الجمعي ومركزية الدولة، ووهم المثال الاعلى مجسدا في مشروع او في دولة مفترضه. وهنا تتجلى اهم جوانب اطمئنان من يمثلون سلطات الحثالية الريعية، فالصراخ ، لابل النباح مثلما كان "النباح الدكتاتوري" ايام صدام، ومقالات الشجب والاعتراض الرافض، ليست بالظاهرة التي يمكن ان تشغل بال هؤلاء او تحسسهم بان وجودهم يمكن ان يكون مهددا، مايجعل من سلوكهم بناء على كينونتهم المتدنيه ياخذ صيغة المشروعية، بينما الواقع المفترض به الضدية لهم، ولمايمثلونه ومايمارس من قبلهم، عاجز عجزا مطلقا عن ان يبلور، ولو الحد الادنى من امكانيه او احتمالية التغيير، مالا وجود له باية درجة كانت على مستوى الوعي، ان لم يكن العكس، فالقوى المذكوره واهمها، لاتجد امامها غير ان تصادق على ماهو قائم بالمشاركة فيه، واعتباره ممكنا بالنسبه لما يدعي ممارسته بالاخص "ديمقراطيا"، وقان هو قد قلب جوهرا الى "طائفو قراطية"، عبر المشاركه فيه تسليما حتى من دون العودة الى منظومة النظر المعتمدة "حداثيا". واقع الحال ان من هم افتراضا بموقع ايجاد البديل او البحث عنه كشاغل رئيسي راهن، هم انفسهم جزء مما لابد من ايجاد بديل عنه، مايجعل المعضل العراقي الراهن غلبة خردة تاريخية تشكلية ، مكونة من ركام من ثلاث حقب فاقدة للفعالية والصلاحية باية حدود، قبلية، وانتظارية، وايديلوجية متاخرة مستعارة، في وقت تحولت الديناميات الذاتيه والاصطراعية مع التوهمية البرانيه نحو افق اخر مختلف، وجهته عالميا مابعد، وما هو بالاحرى الجوهر غيرالمماط عنه النقاب ضمن التحولية الحالة على البشرية، مع بدايات، والعتبه الاولى ـ المعتبره اعتباطا نهائية ـ من الانتقال الالي الاوربي مابعد اليدوي بوسائل يدوية، ومارافقه من متغيرات شامله وغير عادية وتوهمية. واول محددات الطور الحالي غير المقبوله ولا الواردة ادراكا حتى الساعه، مواصلة المصادقه الكلية على "الطور الاوربي من الانقلاب الالي"، من دون اعتباره بداية ونوع بذاته، مرهون لنمطية مجتمعية بعينها، وليس حالة وحيده عالميا كما جرى الاصرار على القول حتى اليوم، بحيث امتنع على الكائن البشري مجرد التفكير باحتمالية ان يكون للانقلاب الالي الحاصل منذ القرن السابع عشر الى اليوم، مابعد، لازم، هو، او قد يكون عنصر الضرورة التي بها تكتمل مستلزمات الانقلابية الاليه الناقصة الى اليوم، مانعتقد انه متوقف على منجز موضع بعينه هو الاكثر اهلية تاريخيه وبنيوية للاضطلاع به. بدات الصيغة الافتتاحية الانتقالية الالية/ التكنولوجية في اوربا في الموضع الارضوي مجتمعيا، الاعلى ديناميات ضمن صنفه لازدواجيته الطبقية، وانتهت متوقفه مع القرن المنصرم حين تعدت منطويات الالية وتحوراتها الضرورية الصاعدة الانتقال حدود النمطية الاوربية، لتنتقل قيادة العملية الانقلابيه الالية الى المجتمعية الامريكية اللاطبقية واللامجتمعية المفقسة خارج رحم التاريخ، والمضطرة للبس ثوب الغرب الاوربي لانعدام نموذجيتها، وكونها كيانيه فكرة بدايتها ابراهيميه "سنبني مدينه على جبل" كما اعلن البيوريتانيون على سواحل القارة الجديده، وصولا اليوم الى التأزم الاكبر المتعدي للكينونه المجتمعية الارضوية الجسدية، وبدء اتضاح كون فعل الالة هو انتقال بين المجتمعية الارضوية الحاجاتيه الجسدية، الى الانتاجية المجتمعية العقلية، بعد حصول التفارق المبتديء اليوم، بين وسيله الانتاج ومادة الانتاج، واحتدام الضرورة بالذات على مستوى الوعي والادراكية خارج القصورية العقلية التاريخيه، دون منطويات المسالة المجتمعية الاصل. في كل هذا ياترى، هل يمكننا تخيل نوع البديل المطلوب المنتظر، وماموقع ارض اللاارضوية البين نهرينيه اليوم، ذاتيا، وعلى المستوى الكوني انتقاليا انقلابيا؟ وسط ظروف تبدا بالتبلور على مستوى المعمورة كارثيا، بينما هي تدفن تحت وطاة الحثالية وركام التاريخ الميت.
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوارمع -نسيم-: حضارة الديناصورات؟
-
-وطن كونيه عراقية- لا وطنيه زائفه/13/ ملحق4
-
-وطن كونيه عراقيه-لا وطنيه زائفه/12 / ملحق 3
-
-وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/ 11/ ملحق 2
-
-وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/ 10/ملحق
-
-وطن كونيه عراقيه-لاوطنيه زائفه/ 9
-
-وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/ 8
-
-وطن كونيه عراقيه- لا وطنيه زائفه/ 7
-
-وطن كونيه عراقية-لا وطنيه زائفه/ 6
-
-وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/ 5
-
-وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/4
-
-توده-والشيوعي العراقي والعدوان الامريكي*
-
-وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/3
-
-وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/ 2
-
-وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/1
-
اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/4
-
اللا ارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/3
-
اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/2
-
اللاارضوية بدل-الشيوعيه-:نداء اممي؟
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/4
المزيد.....
-
الجيش الإسرائيلي يعترض سفينة -حنظلة- المتجهة إلى غزة
-
أستراليا وبريطانيا توقّعان معاهدة شراكة نووية تمتد لـ50 عاما
...
-
تصعيد بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا وقتلى مدنيون من الطرفين
...
-
حزب بريطاني يهدد بفرض إجراء تصويت للاعتراف بدولة فلسطين
-
بحثا عن الأطعمة الفاخرة والأرباح على ساحل غرب أفريقيا
-
لقاء سوري-إسرائيلي رفيع بباريس: تهدئة مشروطة أم بداية تطبيع؟
...
-
حزب بريطاني يهدد ستارمر بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين
-
زعيم كوريا الشمالية يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أميركا
-
الشرطة الهندية توقف رجلا يدير سفارة -وهمية-
-
صحافي روسي ينجو بأعجوبة من هجوم بمسيرات أوكرانية
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|