|
-وطن كونيه عراقيه-لا وطنيه زائفه/12 / ملحق 3
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 14:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
7ـ يستدير الزمن والتاريخ ليعود الى حيث ابتدأ، ولتصبح ارض التبلور الاول هي ارض الراهن الذي لابعد من دونه، مايجعل من صرخة "نريد وطن" مسالة كونية، بها يتعلق اليوم مصير الجنس البشري، فالاغفال والقصورية العقلية التي واكبت الظاهرة اللاارضوية ابتداء والى اليوم، ومنعت الكائن البشري الرافديني اولا من ان يزيح النقاب عن حقيقته الذاتيه، صارت اخيرا وبعد قرابه العشرة الاف عام من التاريخ، امتحانا عسيرا، فاما اجتيازه والذهاب الى الادراكية الكونية التحولية المنطوية في الظاهرة المجتمعية الازدواجية الاولى مابين النهرينيه، او الوقوع من هنا فصاعدا تحت طائله تجاوز الاليات والوسائل الوجودية الواقعية المادية للممكنات العقلية والوعي، مايتحول الى تناقض مدمر للحياة، ولامكانية استمرارها، بمايعني بكلمه ان العالم قد صار من هنا فصاعدا امام خيار وعي الذات كونيا لاجل تدبيره بما هو لازم ومطابق للضرورة، او الفناء. والحاصل من بدايات تعاظم الفوضى والاضطراب المشفوع باللارؤية انتاجيا ووعيا كما هو حال العالم راهنا، ليس الا مجرد بدايه، ستتعاظم وتزداد وطاتها، بينما يقف الكائن البشري متصاغرا امام مايتعداه وعيا وماكان موروثا من قصوريته الوجودية الادراكية الاصل. عندما كان العقل يوم بدات المجتمعية بالتبلور وقتها، ادنى قدرة من ان يدرك ماهو في غمرته ومندمج فيه، وسائر نحوه اجبارا، تماشيا مع قانون التحولية الكونيه. 8 ـ لايوجد الكائن البشري كظاهرة نهائية بصيغته التي هو عليها، وهو ليس قطعا مايظل يقوله الارضويون، وكأن الكائن البشري الحالي غاية الوجود، فالغاية المنطوية في الكينونه البشرية هي مابعد"انسايوان"، الذي هو ذلك الذي ولد مع اول تحرر عقلي من وطاة الجسدية الحيوانيه المطلقة مع الانتصاب على قائمتين، ليصبح من حينه كائنا انتقاليا، مابين الحيوان و "الانسان"، الاول الجسدي اليدوي، والثاني العقلي، عندما تحين لحظة الانتقالة العقلية الثانيه التحررية من الجسدية، بالتخلص الكلي من متبقياتها وعوالقها، والاستقلال عنها. ووقتها ننتقل من الحيوان الى "الانسان" الذي يصر الانسايوانيون البشريون الحاليون اعتباطا، على الصاقه بالكائن الانتقالي "الانسايوان"، معتمدين الجسد المنتهي الصلاحية، والذي بلغ منتهاه تطورا، قاعدة للنظر والحكم كما هو الساري اجمالا. ليست الفكرة / الحقيقة الماثله اعلاه مجرد تعديل في التعرف على اجمالي عملية الوجود الحي، بقدر ماهي عالم اخر، وانقلاب من دنيا ومجتمعية الى اخرى مختلفة، الاصل والاساس فيها العقل ومحوريته، وكونه مقصد واساس التشكلية والترقوية الناظمة للوجود، ولحركة التاريخ، مع مايوجبه ويقتضيه من انقلاب في النظر الى كل ماقد مر على الكائنات البشرية حتى الان، وبالاخص عند يومنا المعاش والساعة، وليس النظر هنا، او لهذه الجهه مجرد تغييرات في الرؤى والافكار، فالكائن البشري "الانسايوان" محكوم وجودا لاشتراطات بذاتها، هي المتولدة عن، والمتلازمه مع الطور اليدوي من التاريخ، يفقد قدرته على الاستمرار والبقاء مع انتهاء صلاحيتها كنمط ونموذج مجتمعي، مع تبدل النمطية الانتاجية الى مابعد يدوية، تكنولوجية عقلية، معها ينتهي عمر"الانسايوان" ونوع مجتمعيته الارضوية. 9 ـ تلح سوى ذلك من بين المطلوب، قضية جوهرية لامعدى عن التوقف عندها بغرض تجاوزها، هي " اكذوبة الانتقال الالي" الغالبه المهيمنه كاعتقاد، هو من جمله صياغات المعتقدية الارضوية الانتقالية التمهيدية، اللاحقة على اليدوية كما تمخضت عنها الارضوية الاوربية، مكرسة مفهوم الانتقال الوحيد نوعا من اليدوية، مع اطراح نوع المجتمعية، وتحديدا منها اللاارضوية واذا كانت هي الاخرى لها طريقها المنطوي على الحقيقة الانتقالية الفعليه، الامر العائد للنوع، وللبنيه المستقبلية، ومايمكن ان تسفر عنه. فالانتقال الى مابعد اليدوية مسالة منحصره في نمطية بذاتها مجتمعيا، فهي هدف ومبتغى دينامي شامل، تريد المجتمعات بلوغه، وهي مصممه لذلك من ضمن اصطراعيتها وتفاعليتها العامة الذاتيه والازدواجية ومقتضياتها وماتستوجبه كضرورة، الامر الذي يستغرق فترات من التاريخ ومن الاصطراعية، والانصبابات والتداخل، والاختراقات المعاكسه، بالاخص الرومانيه والفارسية باتجاه منطقة شرق المتوسط، ومضادها الابراهيمي، عدا الاصطراع الذاتي، وفي مقدمته وعلى راسه بالنسبة للمجتمعية الارضوية، الاصطراع الطبقي مولد وسبب ارتفاع حدة وعلو الديناميات المجتمعية في هذا الصنف من المجتمعية، كاعلى مستوى ضمن نوعها الارضوي، مايجعلها مرشحة ضمن اشتراطات اقتصادية وانتاجية بعينها، مصدرها الرئيسي براني شرق متوسطي، تحقق مع الدورة الازدواجية الامبراطورية مابين النهرينيه الثانيه، مع بلوغ التجارة الريعيه قمتها الاعلى على مستوى المعمورة، ومركزها بغداد وماكانت بلغته في حينه من فعالية عالمية شاملة، من الصين الى غرب اوربا، وتحقق التحفير الراسمالي داخل الموضع الطبقي الاوربي، و ماتبعه من تداعيات مابعد تجارية، افضت لاسباب تتعلق بنوع الاصطراع، الى بزوغ الاله كوسيلة انتقال موافقة للنوع الارضوي، وهو انتقال ابتدائي، غير ممكن في موضع الاصطراعية المجتمعية. هذا ويبقى المجال اللاارضوي كما كان بالاصل معنيا من جهته بالانتقال لمابعد اليدوية كضرورة لازمه لتحققه كنوع، فاللاارضوية تظل مغفله، تقع تحت وطاة الغلبة الارضوية بفعل اليدوية واشتراطاتها وعيا وادراكا من جهه، وعلى المستوى المادي الانقلابي، بما يتعلق بوسيلة الانتاج المطابقة والملائمه المختلفة عن تلك الارضوية الالية المصنعية، الاقرب لليدوية والتي تستمر كامتداد لها على مستوى الادراكية، فلا يحصل هنا الانقلاب الضروري الفاصل المتحرر من وطاة الارضوية، لنصبح امام نوعين من الانقلابيه التحولية مابعد اليدوية، تمهيدية ارضوية آليه مؤطرة بالادراكية والوعي الارضوي محسنا عن اليدوي الصرف، ولاارضوي هو انتقالة عقلية لاحقة اخرى خارج الجسدية، تنتقل معها العملية الانتاجية كليا، من اليدوية الجسدية الى العقلية، هي عملية الانتقال التكنولوجي الاعلى، الانقلاب الالي الابتدائي مجرد مقدمه له، وحاجة استهلاليه ضرورية، وجودها يؤمن المقتضيات اللازمة على المستويين، الادراكي، ومعه وسيلة الانتاج. ان ارض الرافدين راهنا واليوم تقف على مشارف الانتقال مابعد اليدوي الكوني المطابق لكينونتها المجتمعية التاريخيه، بدات انبعاثها الراهن قبل الانقلاب الالي الاوربي مع القرن السادس عشر، بانتظار تجاوز الطور التوهمي الالي الاوربي ومنظوراته الدنيا الاولية، الخاضعه لوطاة ومتبقيات الموروت اليدوي، مع مانتج عنها ورافقها من تكريس للمحلية الذاتوية، الكيانوية "الوطنيه / القومية"، والاستغلال بابشع صوره، والنهب والاستضعاف، والحروب الرهيبه، ومليارات المليارات المخصصة لوسائل الدمار الفنائي، والجشع الجنوني والنهب، مع علو اصوات "العلموية" و " التقدم" المدمر، عدا "الديمقراطية" التي لاتمنع دولها من استعمار الاخرين واستغلالهم، ونهبهم واذلالهم، وهو ماقد صار خاصية لمحطة العبور من اليدوية بمفاهيم جوهرها يدوي. لم يحدث الانقلاب من اليدوية بعد، وهوبخلاف الغالب السائد من توهم، ليس انتقالا من اليدوية الى الاله، بل من الطور اليدوي الجسدي، الى الطور العقلي، ارتكازا لوسيلته الانتاجية المطابقة ونوع المجتمعية الموافقه لفعلها، الامر الذي يستوجب المرور بفترة انتقال مشوهة ومتناقضه، تكرس اكبر التوهمات التي مرت على الكائن البشري على الاطلاق، بانتظارانتفاضة العقل، وتخلصه من قصوريته الكبرى، شرط الانتقال من عالم الجسدية اليدوي الارضوي، الى الزمن الاخر، ويبقى السؤال هل ان ارض الرافدين تنطوي جوهرا وكينونه على الاسباب ومايلزم من ضرورات انتقالية كبرى كونيه تحوليه، تبرر اليوم فعل الانقلابيه العظمى، نحو هدف معلوم محدد، متوفر على مايلزم من عناصر التحول، ظل منتظرا من اول لحظة تبلورت فيها المجتمعية البشرية في ارض سومر بما هي صعود الى السماء، حتى اللحظة. يتبع* ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ • اقتضت الضرورة اضافة ملحق اخر اخير لاجل استكمال الموضوعات العشر مع الهوامش .
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/ 11/ ملحق 2
-
-وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/ 10/ملحق
-
-وطن كونيه عراقيه-لاوطنيه زائفه/ 9
-
-وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/ 8
-
-وطن كونيه عراقيه- لا وطنيه زائفه/ 7
-
-وطن كونيه عراقية-لا وطنيه زائفه/ 6
-
-وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/ 5
-
-وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/4
-
-توده-والشيوعي العراقي والعدوان الامريكي*
-
-وطن كونيه عراقيه- لاوطنيه زائفه/3
-
-وطن كونيه عراقية- لاوطنيه زائفه/ 2
-
-وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/1
-
اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/4
-
اللا ارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/3
-
اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/2
-
اللاارضوية بدل-الشيوعيه-:نداء اممي؟
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/4
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/3
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/2
-
حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصة/1
المزيد.....
-
بسبب -كثرة المصافحات-.. البيت الأبيض يكشف سبب ظهور كدمات على
...
-
للمرة الأولى في الإتحاد الأوروبي.. سلوفينيا تمنع وزيرين إسرا
...
-
مراسلون بلا حدود: ترامب يستلهم أساليب الأنظمة الاستبدادية
-
حرب غزة تسبب مشاكل عقلية لآلاف الجنود الإسرائيليين
-
مسؤول سوري: القصف الإسرائيلي يعرقل البحث عن الأسلحة الكيميائ
...
-
-عدالة مُضللة-.. كيف دمرت خوارزميات البريد البريطاني حياة ال
...
-
بيت ديفيدسون ينتظر مولوده الأول من شريكته إلسي هيويت
-
راجت إحدى أغانيها على تيك توك مؤخرا.. وفاة كوني فرانسيس عن ع
...
-
أردوغان: الهجمات الإسرائيلية على سوريا تُهدد المنطقة بأكملها
...
-
محلل درزي سوري لـCNN: إسرائيل لا تحمي الدروز.. وتستخدم السوي
...
المزيد.....
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|