أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/4















المزيد.....

حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/4


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ ضرورات تبيان خواص "الطائفوقراطيه الريعيه":
تولد البرانيه الاليه في هذا الجزء من المعمورة مظهرا فاصلا انقلابيا، رغم كونه منفصلا وعرضيا ينبع من خارج الاشتراطات المجتمعية الانتاجية، فيدخل عليها مهيئا وسيله استثنائية فوق مجتمعية، تفضي الى منح الممكنات الكيانيه اسبابا للاستمرار عبر حقبتين لاحقتين على الحضور البراني الاحتلالي الذي يتم سحقه كليا عام 1958، اولى فردية عائلية حزبيه ريعيه عليا، وثانيه الراهنه انهيارية طائفوقراطية، الاولى مركزها المجال المجتمعي البراني الاعلى الماخوذ بافناء اللاارضوية السفلى، يقوم مقاربا الامكانيه المستحيلة، فلولا الريع النفطي وتحوله الى ركيزة للدولة، لتعذر كليا استمرار الكيانيه، بعد ان انهارت الصيغة الحداثية الانكليزية المفبركة للدولة العراقية، وهو مابدت ملامحه بارزة ابان وفي غمرة ثورة 14 تموز 1958 اللاارضوية غير الناطقة الثانيه.
وكان المطلوب وقتها وخلال السنوات العشر مابين 1958/ 1968 اولا الاجهاز على اللاارضوية بصيغتها الحداثية الشيوعية ماديا وبوسائل مباشرة احترابيه، وهو ماقد تحقق بانقلاب شباط 1963 وماانجزه من تصفية شامله لمرتكزات الشيوعيه اللاارضوية، فاتحا الباب امام التحورية الايديلوجية، وعودة الشيوعية الافندوية المرتكزه هذه المرة الى الديناميات الكردية، مع خروج الظاهرة المذكورة عن فعالية الاصطراعية البنيوية، وتبدلها هي وحزب البعث اللاارضوي الاول نفسه، الذي تحول بعد سطو العسكريين من مناطق مافوق بغداد غير المشمولة بالتشكلة الحديثة المستمرة من القرن السادس عشر، ليغدو اداة حكم رئيسيه ضرورة، الى جانب النواة العائلية والريع النفطي الاساس، فتتغير المادة البرانيه التي احتلت موقع حضور الدول محتلة بغداد بالتعاقب، من ايام هولاكو يدويا وبصيغته الالية الحديثة منذ العشرينات من القرن العشرين.
وكما هي الحال مع الببغادية الايديلوجية، وجدت بعض التحليلات التي تريد وصف الحاصل بعد عام 1968 فاذا بنا امام "راسمالية الدولة" كمصطلح التقطة كالعادة بعضهم جاهزاوبنى وفقا له نظرية، ومحاولة تشخيص لسمات وضع لادولة فيه الابالريع، ففي العراق بعد ثورة تموز انهارت البرانيه وركائز الدولة، فلم تعد هذه ممكنه، ما كان سيخضع اجمالي الوضع للديناميات التشكلية الصاعدة من اسفل، الى ان قامت "دولة الريع"، المشغل الاكبر للمجتمع، والذي يلغي حتى اسم "العمال" فضلا عن " الطبقة العاملة"، بتحويلها الى "مستخدمين" لديها، منهية دور المجتمع وحضوره ضمن التوازن المعتاد الناشيء عن العملية الانتاجية، في حين لم تبرز وقتها والى اليوم، اية ظاهرة، وان تكن اولية على صعيد تحليل او تعيين موقع هذا المنقلب، فلم يعرف لهذه الجهه سوى " النباح الدكتاتوري"، وبقيت المعارضة باعدادها الهائلة لثلاثة عقود واكثر، باحزابها، ومن هم بموقع كتابة بياناتها وصحفها الخاوية، بلا اي منجز، ولا كتاب واحد يمكن القول بانه من نوع المحاوله العقلية الطامحه لادراك المجريات التاريخيه الفاصلة التي حلت على الموضع المعروف بالعراق، بكل تاريخه ومساراته الاحتدامية عالية الديناميات بما لايقارن.
ليس لدى من حكموا بعد عام 1968 اي منظور خاص، او رؤية للعراق او للدولة العراقية المفترضة سوى ماهو موروث عن الطور البراني الاول الملكي، مضافا له اتباع للمعروف بافكار " النهضة العربية" الزائفة، وبالتحديد منها القومية بصيغتها البعثية الوحيدة، المستحصلة على منظور تاريخي نظري عام، واما في الممارسة فان ماكان وراء كل مستهدف هؤلاء هو انهاء المكون الاسفل اللاارضوي باستخدام الوسائل الالية بصيغ احتكارية سلطوية، وهو ماقد فرض حكما نوع ممارسة سلطوية الغائية لا للظواهر السياسية او الافكار بل للديناميات المجتمعية بوسائل برانيه، فما كان لهذه اليوم ان تفعل ماقد فعله العباسيون حين هربوا من الكوفة وبنوا بغداد، ولا مافعلته بابل واشباهها قبلها، لان المطلوب راهنا قد خرج عن احكام الطور اليدوي، وصار المطلوب في موضع الاصطراع المجتمعي الازدواجي محكوم لاشتراطات الطور مابعد اليدوي، الالي بصيغته العليا العقلية المتعدية للنموذجية الابتدائية الاوربية المصنعية شبه اليدوية.
في هذا السياق انقلب نمط الاصطراعية لياخذ مدى متعديا للكيانيه العراقية، ومع اشتداد الخطر على عاصمة الانتظارية النجفية، فلقد وجد المدى الايراني المتفاعل المباشر التاريخي مع العراق من مهماته الاساس، الانقلاب على يد الخميني من " الانتظارية"الى " ولايه الفقية" المخالفة لجوهر الانتظار الذي يحرم الدولة والحكم في زمن الغيبه، واذ اندلعت الثورة الايرانيه فلقد بدات الريعية والفعل النفطي بالانتهاء مفعولا، بحكم ماقد تفجر من حرب دامت لثمان سنوات هي الاطول بين دولتين بعد الحرب العالمية الثانيه، خرج منها العراق محملا بالديون ومحكوما لحالة من الاضطراب الجنوني سببها فقدان الاساس الذي قامت عليه دولة الريع وقد غدت بلا ريع ،ماقد ذهب بها الى الخراقة والخروج عن اية قواعد يمكن السماح بها او التغاضي عنها من قبل الغرب والولايات المتحدة بالذات في علاقتها بالبئر النفطي الخليجي ماقد جعل من محوه كيانيا لازمه استراتيجيه حاسمه تحولت الى قاعدة ونوع نظام لاكياني حكما ولم يبق الا ماكان متوقعا ان يقدم عليه النظام الريعي المختل من غزو تعويضي " نفطي" كان كافيا لتوفير الاسباب الضرورية لافنائه.
انتهى مع ثورة 14 تموز1958 تاريخ الكيانيه والدولة ان وجدت بالارتكاز للديناميات المجتمعية النمطية التاريخيه، ولم تعد ممكنه بناء للاشتراطات الموضوعية الانتاجية المجتمعية، ليحل من وقتها طور" الريعيبه" والتغلبية العائلية المقترنه بالايديلوجيا الحزبية، او بالمتبقيات والركام التشكلي القبلي والانتظاري النجفي، المتحول الى الطائفية ومايقابله من ممكنات تشكلية مادون وطنيه،والصيغة الاولى ترهن الكيانيه بالانتاجية الفوقية وبربط المجتمع بالمشغل الاكبر ومنظوره ضمن منحى انهاء الكينونه المجتمعية والانتاجية التاريخيه، في حين تعتاش الثانيه الحالية والمرتهنه للاحتلال الامريكي، الى ايقاف الانتاجية ورفض الوحدة المجتمعية المتصله بها، تامينا للريع بذاته، ومن دون وظيفة، تكريسا للاستقلالية مادون الوطنيه، لمجموع متبقيات الحثالية المعنية بسرقة الريع من قبل المجاميع والمتبقيات باسم "الديمقراطية" بما تعنيه من تكريس قتل الوطنيه او الكيانيه الشامله، المخالفة كليا للاسس التي يرتكز لها نظام الديمقراطية النموذج الاصل، كاساس اوله وحدة السوق والانتاج الغائب في بلد انتاجيته صفر، واصحاب النفوذ فيه اعداء الانتاجية والوحدة الكيانيه، بما في ذلك اعتماد مبدا اللاوحدة عمليا وفي الممارسه، فالمالكي تكمن مصلحته في جعل داعش قوة تبسط نفوذها على ثلثث العراق لاجل تكريس التصادمية وادواتها ووسائلها المتعدية للدولة وللمركزية، فاذا جاء شخص مثل رائد فهمي واعتبر الاشتراك في انتخابات "الطائفو قراطيه"مادون الوطنيه المناطقية القبلية فان مايقوله يكون في محله، بما ان شخصا مثله، وبماهو يحتل اصلا موقع سكرتير حزب مثل من يسمون انفسهم الشيوعيين المدمجين كينونة بما هم متفاعلين معه تحالفا اول مشين باسم "سائرون"، وحالي يضم من هب ودب، بحكم كونهم حثالة مثل مايحيط بهم، وماهو الطابع الاساس للوضع القائم والحال على العراق، الامر الذي ينفي كليا ايه وجاهه يمكن ان نتخيلها تسقطا لاثر ما للماركسية اواللينينيه،او لاي تحليل مجتمعي يمكن ان ينسب لعموم المفهوم الحداثي النموذجي للدولة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عرف تاريخ العراق ظاهرة لامثيل لها تمثلت في ذوبان "الحزب الوطني الديمقراطي" بقيادة كامل الجادرجي مع الستينات بعد محاولة انتقال لم يكتب لها النجاح للتحول الى " الاشتراكية الدجيمقراطية" اعقبها مسار انحلالي انتهى معه وجود حزب ليبرالي عراقي هو احد التيارات الحداثية العريقة، وهو ماقد حصل بعد الثورة البرجوازية الوطينيه حسب تعابير الحداثيين وبمقدمهم الشيوعيين حيث المتوقع احتلال حزبها الوطني الديمقراطي موقع الصدارة، والمهم ان هذه الظاهرة لم تلفت انتباه احد ولا استوجبت اي توقف تستحقه على الاطلاق وكان شيئا لم يكن.
(2) قد يكون صباح كنجي الابرز من بين من اهتموا في الفترة الاخيرة بنقد الحزب الشيوعي وصولا للبحث في ضرورته، وقام بجمع ماكتب في هذا المجال، كما وضع هو مقالات اهمهما مقال بسبع حلقات تحت عنوان "هل هناك ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟" نشر في موقع "الحوار المتمدن" اخر حلقاته السابعه نشرت في العدد 5144 بتاريخ 26/4/ 2016 من موقع "الحوار المتمدن".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/3
- حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/2
- حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصة/1
- الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( 2/2)
- الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( ½)
- -الوطنية- و-القومية- و-الوطن كونيه-؟
- الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/ 4
- الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/3
- الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/ 2
- الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/1
- هل العراق موشك على الفناء؟/5
- هل العراق موشك على الفناء؟/4
- هل العراق موشك على الفناء؟/3
- هل العراق موشك على الفناء؟/2
- هل العراق موشك على الفناء؟/1
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه /9
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيمه/ 8
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 7
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه / 6
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/5


المزيد.....




- ترامب مازحا عن إيلون ماسك: أمريكا تستطيع البقاء بدون أي شخص ...
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة تستهدف إيران وتشمل كيانات في الإمار ...
- بضربة شاملة.. قصف روسي لمواقع بأوكرانيا
- ماكرون ولولا دا سيلفا يحضران فعالية ثقافية في باريس
- عروض نارية مبهرة تضيء سماء أبوظبي في أولى ليالي عيد الأضحى ا ...
- أولمرت: إسرائيل مسؤولة عن تلبية حاجة سكان غزة
- أمريكا.. تحويل الطائرة القطرية إلى -رئاسية- يثير انتقادات في ...
- استمرار التصعيد بين موسكو وكييف... وروسيا تعلن قتل شخص كان ي ...
- مقتل أربعة جنود إسرائيليين في غزة وسط نقص كبير في عديد الجيش ...
- حريق هائل يلتهم صهاريج في أوكلاهوما الأمريكية


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/4