أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل العراق موشك على الفناء؟/3















المزيد.....

هل العراق موشك على الفناء؟/3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعارض انبعاثة اللاارضوية مابين النهرينيه الثالثة الراهنه، مع ماسبقها من تشكلات كليا، فهي سياق محكوم لاشتراطات الاستحالة، على العكس من الدورتين الاولى السومرية البابلية الابراهيمة، والثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، فالنمطية الازدواجية الكونية المتعدية للكيانوية الوطنوية، ليست قوة اكراه امبراطوري تغلبي عادي مثل الكيانات الامبراطورية الاحادية الارضوية، وهي لاتتححق بالقوة المجرده حين تحل ساعة وضرورة انطلاقها خارج ارضها، واللاارضوية وتعبيريتها الابراهيمه على الطرف الاخر، مثال، اما السرجونية البابلية الاولى، فهي وجدت ضمن اشتراطات لاحضور فيها للمصدات والموانع، لان السبق الزمني التبلوري المجتمعي مابين النهريني، يمنع وجود مثل هذه المصدات، في حين لعب الفتح الجزيري في الدورة الثانيه ذات الدورفي تمهيد الطريق امام الامبراطورية العباسية كي تنتشر على مدى المعمورة، واذن فان السبق التبلوري من ناحيه، وتكفل الفتح، لعبا الدور الضروري التمهيدي اللازم في الدورتين السالفتين حتى يتحقق الازدواج الكوني بصيغته الامبراطورية كونيا.
على العكس من ذلك تماما، يبدأ التبلور الراهن الحالي مع القرن السادس عشر وسط استمرار مفاعيل الانقطاعية الانهيارية الثانيه، وتحول بغداد عاصمة الامبراطورية الى مركز براني محتل تتابعا، خارج الاليات التاريخية، وهنا تاخذ الخاصية الازدواجية دورها المختلف المضاد للديناميات الصعودية، بالاخص وان بغداد ظلت موجوده كمكان وهيكيله لاكما حدث لبابل التي فنيت وغابت من الوجود، بما اوجد "عراقا" برانيا، من اعلى تتناوب عليه منذ هولاكو الدول واشباه الامبراطوريات، خلال الفترة من القرن الثالث عشر الى السادس عشر حين كان العراق غائبا كليا، او بعد ذلك حين انبعثت الاليات الوطن كونية في ارض سومر من جديد. ويلعب المنظور ومفهوم الكيانيه هنا بقوة دورا فاصلا، فتوحيد الكيانيه "وطنويا" من اعلى بغض النظر عن الحال المعقد الناشيء، هو امر شائع، راسخ، ومتعارف عليه، ان لم يكن هو القاعدة، بما يحعل غيره وسواه من افتراضات، غير وارد، ولا بالامكان التفكير به.
وهنا تنطوي اهم واخطر ناحية فاصلة، بالاخص مع تحول البرانيه من يدوية الى الية على مستوى الوسائل المستجده، كما حصل ابان حكم داود باشا 1817/ 1831 الذي يشبه عادة بابتسار، بمحمد على، (2) مع الاختلاف النوعي الهائل بين الظاهرتين، وخضوع العراقي لاشتراطات الاصطراعية الانبعاثية الذاتيه، ومفاعيل اصطراعيتها، مقابل حالة التماهي البراني الصرف المصري، هذا علما بان تبدل البرانيه من اليدوية التي استمرت من هولاكو الى داود باشا، عرفت حالتين وطورين، الاول نقلي وسائلي، للمدفعية كمثال مع بعض التسلكات التنظيميه مثل حجم الجيش الذي وصل الى 100 الف منتسب، والثاني الذي يبدا بعد الاحتلال الانكليزي، مختلف كليا ونوعا لانه مقترن بنموذجية كيانيه، هي الوطنية الكيانيه الحديثة الاوربية، شديدة الوطاة والفعل التدميري الاقرب للافنائي على نمطية ازدواجية مثل الرافدينيه مابين النهرينيه.
وتتعاظم وطاة الاحتلال النموذجي ومرويته الى ابعد الحدود بفعل عنصر غاية في الاهمية والفعالية لهذه الجهه، ذلك هو استمرار فقدان النطقية المجتمعية، وبقاء التشكلية التاريخيه بلا مروية دالة عليها ونابعه من كينونتها، ماقد سهل على الغرب عملية الهيمنه المفهومية "الوطنيه" والكيانيه، بالاخص مع وصوله المبرر وقتها عالميا، الى حيازة التعبيرية العراقية المتاحة والممكنة في حينه، وكتعبير مزور عن الذاتيه، باسم "وطنيه ايديلوجيه" تبلورت وقتها مروية الغرب ومفهومه المسلط على العراق من خارجه، وبالضد من كينونته وخاصياته التاريخيه الكونيه، ماقد اوجد وعلى مدى غير قصير، ماتزال مفاعيله سارية، نوعا من "الوطنيه الزائفة"، والمنظور المستعار الجاهز، بما منع العراق من الوجود الحالي الراهن ومايزال.
هل العراق قد ولد واكتمل تشكلا ام انه مازال لم تكتمل عناصر ولادته، مستمرا بالتشكل، بغض النظر عن الاكذوبة البريطانيه عنه وعن اكتمال تشكله كما ارسى اسسها كمروية حديثة، ليظهر من حينه عراقا مفبركا ملفقا من خارج الياته وبنيته، ومسارات تشكله المنبعثة المستمرة من القرن السادس عشر والى اليوم، بانتظار النطقية التاريخيه الغائبة المؤجله على مر تاريخ المجتمعية الازدواجية اللاارضوية، المميزه لهذا المكان من المعمورة.
انتهت كذبة الحداثوية البريطانيه ومالحق بها من ايديلوجيا، مع اضطرار الغرب عبر ممثله العولمي الامريكي المولود خارج الرحم التاريخي، الى افناء الكيانيه المتشكله في ظل التوهمية الغربية، وبالضد منها، بعدما تبينت استحالة غض النظر عن الاحتمالية الاستراتيجيه المضاده في المنطقة الاكثر حساسية واهمية بالنسبه للغرب ولامريكيا، وهو ماعبر عنه كيسنجر بالقول : "مشكلتنا نحن الغربيون ليست مع صدام بل مع العراق، هذا البلد القوي، ربما ياتي احد بعد صدام ويقوده باتجاه مضاد لمصالحنا في الشرق الاوسط، وعليه يجب تحطيم العراق"(3) ماقد اوجد منذ نهاية القرن المنصرم، حالة من ضرورة الافنائية الثانيه، بعد الاولى الانكليزيه، مختلفة عنها،هي الاخرى لاشبيه لها على مستوى العالم، متميزه نوعا كاستعمار، تقوم منذ عام 2003 على التحكم في المسارات بدون احتلال ظاهر فاقع، وهو مايمثل اليوم البرنامج الفعلي المسير للعراق بالمشاركة والتسييرالبراني لمن يكون في موقع القدرة على التنفيذ، بدون دولة، ماعادت قابله للوجود، وبلا سلوك من شانه ان يفضي الى وحدة الديناميات والقرار، في واقع هو ركام من متبقيات وحثالات الفترات المنصرمه منتهية الصلاحية من تاريخ التشكلية الحديثة: القبلية، والنجفية الانتظارية، والايديلوجية المنهارة، فاقدة الفعالية والحيوية التاريخيه، بينما انتقل عامل العيش على حافة الفناء البيئي الرافديني، الى الاحترابي المتناغم مع الزمن الالي، حروبا متصلة من عام 1980 مع اطول حرب بين دولتين بعد الحرب العالمية الثانيه مع ايران التي استمرت لثمان سنوات، الى اليوم تكرارا لحربين كونيتين تدميرية للكيانيه القائمه، وحصار استمر ل 12 عاما هو الاقسى المضروب على بلد في التاريخ،وداخلية ابرزها حملة التفخيخات، التي نتجت عنها خسارة بشرية تساوي الخسارة في حرب بين بلدين، غير الاحتراب الطائفي لقرابة سنتين، و ماعرف بالمقاومه الجزئية في المناطق الغربيه، ردا على اسقاط النظام وفقدان امتياز الحكم من اعلى، وهو ماستتبعه عدة ظواهر عنفية ارهابية رهيبه بلا توقف احتلت ثلث البلاد، ذلك بينما التصحر واحتمالات الانتقال من بلاد مابين النهرين، الى بلاد مابعد النهرين يغدو وشيكا، ولنتصور للحظة كارثة رهيبه كبرى من نوع غياب عوائد النفط وريعه المستحصل من خارج العملية الانتاجيه، في بلاد هي الاعرق زراعيا انتاجيتها صفر، وتعداد سكانها يقارب ال 45 مليونا، فاذا اضيف لهذا فقدان السيادة " الوطنيه"، والحضور الايراني المناسب للمصلحة الامريكيه، عدوة الحضور الوطني العراقي، مع انعدام اي منظور او مفهوم "وطني" لدى الحثالات التي بموقع السلطة والحكم او خارجها، وما صار فاقعا وبمثابه شبه ممارسة رسميه من فساد وسرقة ونهب للمال العام، واستهتار بالمصلحة العامة، وبكل ما يعود لمصلحة المواطن، عدا الاستقطابات المناطقية العشائرية والطائفية والاثنيه، ما لم يتم الى الان وصفه، او ضعه ضمن صيغة او صورة، تقارب تشخيص ما هو معاش، مقارنة باية حالة عرفت في التاريخ الحديث، او مرت على بلد من البلدان، من دون ان يلوح في الافق وعلى مستوى التعيين اشارة لشبح الفنائية الحالة على بلاد، لابد من البحث في الاسباب التي يمكن ان تجعلها مع ذلك ورغمه ماتزال حيه، فضلا عن ان تنطوي على احتمالية اخرى مابعد فنائية، وكيف؟



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العراق موشك على الفناء؟/2
- هل العراق موشك على الفناء؟/1
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه /9
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيمه/ 8
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 7
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه / 6
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/5
- اذا انهارت مصر؟*
- المنطقة وانتهاء الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/4
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 3
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيميه/2
- المنطقه ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/1
- ضرورات تجاوز الرؤية الغربية للحداثة/ ملحق
- ضرورات تجاوز الرؤية الغربية للحداثة( 2/2)
- ضرورات تجاوزالرؤية الغربية للحداثة(1/2)
- الظاهره المجتمعية من التشكل الى التحلل( 2/2)
- الظاهرة المجتمعيه من التشكل الى التحلل( ½)
- التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي(2/2)
- التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي؟(1/2)
- الاشتراكية المجتمعية واشتراكية ماركس الطبقية(2/2)


المزيد.....




- مصر.. طلبات إحاطة بشأن شكاوى من وقود السيارات.. والحكومة: -م ...
- الرئاسة التركية: أردوغان وترامب اتفقا على بذل جهود مشتركة من ...
- مصر.. تحرك حكومي بعد شكاوى جماعية من انتشار -وقود مغشوش- بال ...
- مقتل فتاة إثر هجوم على ملهيين في دمشق
- مستأجرون متخوفون.. ما هي التعديلات المرتقبة على قانون الإيجا ...
- إغلاق مطارات في موسكو بعد هجوم أوكراني بعشرات المسيّرات
- إسرائيل تخرج مطار صنعاء الدولي عن الخدمة بشكل كامل بعد هجوم ...
- أكبر ثلاثة أحزاب في ألمانيا توقع على اتفاقية تشكيل ائتلاف حك ...
- غرق العشرات قبالة سواحل تونس وسط أزمة مهاجرين عالقين بالبلاد ...
- أوكرانيا.. تعديل جديد في نظام التجنيد أثناء التعبئة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل العراق موشك على الفناء؟/3