أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( ½)















المزيد.....

الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( ½)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع بدء امكان تجاوز القصورية العقلية التاريخية المرتبطة بالطور اليدوي والموصولة به، جاء الغرب المسمى ب "الحديث" وعصره ليكرس المفهوم القصوري ذاته عن الظاهرة المجتمعية، مع فارق هام تمثل في اعلان الغرب ان الكائن البشري ظل قاصرا عن وعي الحقيقة المجتمعية، وانه هو، واليوم قد سد هذه النقيصة الاساسية في الوعي، وفي علاقة الانسان بذاته وبالوجود، وبالفعل فلقد طرق من تصدوا لهذا المجال باب الظاهرة المجتمعية وصاروا يعالجونها، وذهب البعض منهم الى التعرف على خاصية مهمه للغاية كانت مغفلة وغائبة، هي الطبقية والصراع الطبقي، الامر الذي شجع على الاعتقاد بان المجتمعات محكومة لقانون تاريخي تحولي، ماخوذ بالعودة على بدء، من "الشيوعية" البدائية الاولى كمرحلة تاريخيه الى "الشيوعية الاخيرة " العليا، وان هذا السياق محكوم لحتمية تاريخية لاخروج عنها. لكل هذا فقد كان من البديهي ان يقع الكائن البشري تحت طائلة الانبهار بالمنجز غير العادي، مقارنه بالمتعارف عليه ابان الطور اليدوي المنقضي من تاريخ المجتمعات البشرية ومستوى ادراكيتها.
ولم يكن واردا على العموم ولاكان من الممكن ان يخطر على البال، احتمال من نوع ان يكون ماقد حصل في هذا المجال وقتها وحتى الان، من قبيل الافتتاح بعد طول غلبة لنوع من التفكير، وانه بالاحرى خطوة اولى، ليس من المستبعد انطوائها على شيء من النقص وعدم الكمال، بالاخص بما يتعلق بميدان المجتمعية بالذات، مع الانتقالة الالية الفجائية وانعكاساتها على الاليات المجتمعية في اللحظة الواقعه، مع الاخذ بالاعتبار طريقة عمل العقل واشترطات انتقالاته بحسب المتغيرات الفاصلة، علما بان اهم النواقص الادراكية بما يخص الجانب المجتمعي كما تتكرس يدويا، تلك التي تعود الى الجزم الراسخ باحادية النمطية المجتمعية كما يتلقاها الكائن البشري عيشا وتلمسا، بظل الاشتراطات اليدوية الجسدية على مدى القرون من تاريخ التبلور المجتمعي.
والملفت هنا والجدير بالنظر، كون الانتباهة الغربية الحديثة للظاهرة المجتمعية لم تتعرض لهذه الناحية الاساسية بالذات، وحين اسس مايعرف ب "علم الاجتماع" اخر العلوم، فان ماظل طاغيا عليه وعلى منجزه حكم المجتمعية الاحادية المطلق، في الوقت الذي كان المطلوب اولا وقبل كل شيء، وحتى يصير "علم الاجتماع" علما، وليس محاولة تجريبية ابتدائية، ان توضع مسالة النوع المجتمعي في راس الاهتمام البحثي، بحيث يتم التساؤل: "هل المجتمعات احادية ام ازدواج؟" الامر الذي لم تكن بعض الدالات عليه معدومة كليا، او من الصعب او المستحيل العثور على مامن شانه لفت الانتباه اليها، لو ترفر مستوى اخر من الحساسية الادراكية.
من المنطقي بعد هذا ان نميز بين "علم اجتماع" ارضوي احادي، و"علم اجتماع" هو "علم الاجتماع" المقصود والضرورة التاريخيه العقلية الكبرى، تلك التي عندها يكون الانقلاب الالي قد اكتملت عناصره فعلا، مايعني افتراض حلول فترة انتقالية وسطية، بين الطور اليدوي والالي على مستوى الادراكية العقلية، الامر الاقرب للبداهة بعد الزمن اليدوي واثره، وتغلبه الكاسح، مع مايتميز به الكائن البشري كينونة وطبيعه من خضوع للاعتياد، عدا عما يترتب على عدم اكتمال الاسباب المادية الضرورية للانتقال العقلي المطلوب، في الساعة والاوان الانقلابي المادي بصيغته الاولى، قبل اكتمال باقي صيغه مابعد الالية المصنعية.
والظاهرة الابرز الحرية بالتوقف، ان "علم الاجتماع" الاوربي اخر العلوم قد نظر الى الظاهرة الدينيه بذات الطريقة التي ظل ينظر لها بها ابان الطور اليدوي، فلم يجر البحث في اصولها ومايقف خلفها من اسباب ومحركات وكينونة مجتمعية، ويصل الامر هنا الى ابتداع مايعرف ب "علم الاجتماع الديني" من دون اية بادرة دالة على احالة الى الظاهرة المجتمعية اللاارضوية، والى الازدواج المجتمعي مافوق الكيانوي المحلي، بما ياخذ الى الاصل، والى الحقيقة الكبرى الاساس التي من دونها لن يكون للمجتمعية تعريف، ولا ادراك لازم يخص طبيعة وجودها، ومقاصدها كحقيقة انتقالية تحولية.
مجتمعيتان، اولى هي اللاارضوية، وهي محددة الوجود في موضع بذاته من الكرة الارضية مع مجاله التشكلي الاوسع الشرق متوسطي، واخرى غالبة لغلبة الوسيلة الانتاجية الاولى اليدوية الجسدية ومواكبها العضوي، المجتمعية الارضوية، المحكومة للقصورية الادراكية على مدى وجودها، برغم كونها الغالب الكاسح نوعا ومفاهيما ودرجه ادراكية، مايضعها لاسباب عقلية تشكلية بموقع البداهة كنموذج احادي، علما بان النموذجية الاخرى اللاارضوية اعلى بما لايقاس تحققا وكينونه واليات، تظل تنكر وتستمر مزاحة من عالم المجتمعية والوعي بها، مادام بالامكان بحكم طبيعتها وسبل وجودها، طردها خارج الحقيقة المجتمعية الملموسة الى الماوراء والغيب، زيادة في تكريس الاحادية واطلاقيتها النموذجية.
ومن الغريب ان لا يقف الغرب بحداثته وعصرنته مع ماقد حققه من قفزة في المجالات المختلفة عند الشرق المتوسطي، برغم تفاعله التاريخي معه، على سبيل التوقف عند ظواهر بارزة واوليه، من نوع مصدر" الدين" الذي يخترق الغرب،ولماذا جاء من موضع بعينه، اذا كان هو كما يتعمد تعميميه مع نكران منطقة انبثاقه والبنية التي نجم عنها نبويا تتابعيا محددة مكانيا، فلا يسال لماذا في هذا الموضع بالذات، بحثا عن الظاهرة الاكثر كمالا في التاريخ على الصعيد اللاارضوي ابراهيميا، مايتعارض مع رغبة الغرب الحديث في الحاق العالم بالموضع المتمتع اليوم بقوة مفعول الاله بصيغتها الاولى، وجعله بالتقصد الخارج عن "العلمية" و "العقلانية" المدعاة، قوة وموضعا للمركزية الاوربيه التي تصادر الراهن والتاريخ، بتكريسها رؤية للوجود والاليات المجتمعية البشرية، احادية، خارجه عن الحاصل تاريخيا، بحيث لم يحصل ان طرح في الغرب الحديث سؤال عن لماذا الشرق المتوسط موجود في الغرب وبين تضاعيفه المجتمعية مسيحيا وليس العكس، والامر هنا يتعدى الدلالات المجتمعية الى مايعرف ب "الدين" كما جار النظر اليه، لتسقط ضرورة السؤال الصريح، لماذا ياتي الدين من الشرق المتوسطي وليس العكس.
والاهم من كل هذا ومايعين نطاق وحدود "العلمية" الغربية المقصودة كون الغرب لم تخطر له اليوم وفي غمرة الانقلاب الكبير الشامل، فكرة من نوع "احتمالية مابعد الابراهيمة" مع افتراض ان تنتمي لما يعتبر "علموية لاارضوية"، بما يضعها بموقع الطور التحققي المرتهن لمفعول تبدل الاشتراتطات بما انها ظاهرة تاريخانيه، لم تنشا جاهزة ولا جامده بالاصل، وكما الحاصل وقتها ضمن اشتراطات اليدوية التي كانت مفروضه على الغرب نفسه ومفاهيمه، وكيفيات تعامله مع ذاته والوجود، ومثل السؤال المشار اليه كان خارج العقل الغربي كليا وبالمطلق طبعا، مادامت ايه فكرة تخص الظاهرة المجتمعية اللاارضوية الابراهيمه لم ترد على البال كي تبرر، او تشجع على مابعدها، ومامن شانه تكملتها.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الوطنية- و-القومية- و-الوطن كونيه-؟
- الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/ 4
- الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/3
- الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/ 2
- الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/1
- هل العراق موشك على الفناء؟/5
- هل العراق موشك على الفناء؟/4
- هل العراق موشك على الفناء؟/3
- هل العراق موشك على الفناء؟/2
- هل العراق موشك على الفناء؟/1
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه /9
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيمه/ 8
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 7
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه / 6
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/5
- اذا انهارت مصر؟*
- المنطقة وانتهاء الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/4
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيمه/ 3
- المنطقة ونهاية الايديلوجيا والتشبهيه الابراهيميه/2
- المنطقه ونهاية الايديلوجيا والتشبهية الابراهيميه/1


المزيد.....




- سموتريتش لنتنياهو: لن أسمح باتفاق جزئي.. ومن الحماقة تخفيف ا ...
- الدفاع الألمانية: كييف ستسلم أولى أنظمة الصواريخ البعيدة الم ...
- -ابتعد أيها الخاسر-.. قراءة شفاه تكشف ما دار بين ماكرون وزوج ...
- الخارجية الإيرانية تنفي مزاعم لـ-رويترز- حول احتمال تعليق ال ...
- وزير الخارجية الإيطالي: على أوكرانيا استخدام أسلحتنا داخل أر ...
- مراسلنا في لبنان: قوة إسرائيلية تتوغل جنوبي البلاد والجيش ال ...
- السنغال.. طرد السفير الإسرائيلي من حرم جامعة في دكار وسط هتا ...
- هل باتت تسوية النزاع الأوكراني قريبة؟
- حماس: توصلنا لاتفاق مع ويتكوف على اتفاق لوقف إطلاق النار
- فيديو.. السقا يؤكد انفصاله عن زوجته


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( ½)