أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/1















المزيد.....

-وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاش العراق على مدى القرن المنصرم ماخوذا بوطاة ازدواجية برانيه، ترافقت مع الحضور الغربي المباشر، ومعه الحضور النموذجي الاسقاطي المفاهيمي كما عرف وتجسد فيما صار يعرف على انه "الحركة الوطنيه"، بتمثلاتها الايديلوجية المنقولة الثلاث الرئيسية، الطبقية الماركسية، والليبرالية، والقومية، وهي تيارات تبلورت واستقرت بالصيغ التي وجدت عليها، ارتكازا الى مروية الغرب عن "العراق الحديث" كما وضعها الضابط الانكليزي الملحق بالحملة البريطانيه فليب ويرلند، والذي يرهن تشكل العراق الحالي بالظاهرة والنظام الاقتصادي الراسمالي العالمي، واضعا له تاريخ بدء وانطلاق محدد، هو العام 1831 مع الاحتلال التركي الثالث الذي ازاح اخر الولاة المماليك داود باشا، معتبرا الحدث المذكور بداية التشكل المجتمعي والسياسي للولايات التركية الثلاث، بغداد، والموصل، والبصرة وصولا الى السوق الواحدة، وقيام الحكومة المؤقته تحت الاحتلال الانكليزي عام 1920.
ووقتها لم يكن العراق يعرف، او هو متوفر على اية رؤية ذاتية او تصور بالحدود الدنيا للكينونه الوطنيه التاريخيه، ذلك مع ان البلاد كانت قد شهدت بدايات التبلور التاريخي الانبعاثي الحديث الراهن منذ القرن السادس عشر، مترسما الخاصيات البنيوية التاريخيه للموضع المعروف بارض مابين النهرين، وهو مايخالف كليا المنظور ومفهوم الغرب وويرلند عن التشكلية التاريخيه "المجتمعية" وآلياتها، بالاخص في موضع وجد كاستثناء ونمطية خاصة مغايره للشائع على مستوى المعمورة، بما خص التشكل الذاتي، فالعراق يولد من الجنوب ليتشكل لاحقا امبراطوريا ازدواجيا نتيجه للاصطراعية الازدواجيه التي تشكل منها، فارض مابين النهرين ليست ارض الكيانيه الواحدة الموحده، بل كيانيه اللاكيانيه الازدواجية الكونيه، مافوق الاحادية، المتعارف عليها تاريخيا كنموذج في حالتها الاعرق المصرية الشرق متوسطية، الاخرى النهريه المقاربة تبلورا زمنيا، والمفارقة نوعا للحاله العراقية.
وتحكم حالة العراق اليوم بالذات نقيصة تاريخيه تعمل لصالح المنظور الاستعماري الغربي نموذجا ورؤية، بالاخص مع انتقال اوربا الحديثة الى الانقلاب الالي، وماقد تمتعت بناء عليه من ارجحية وغلبة شامله على مستوى المعمورة، يقابلها في العراق واقع هو خاصية عامه شاملة، تميز علاقة العقل بالظاهرة المجتمعية، ظلت تتمثل كحالة قصور وعجز بازاء الحقيقة المجتنمعية الاهم، الامر الذي ظل يحكم الحالة في العراق اولا، فالنمطية والكينونة العراقية وتاريخها الاطول مقارنه بتواريخ المجتمعات، تظل خارج الادراك مع توالي الدورات والانقطاعات الحاكمه لتاريخ هذا المكان من المعمورة، فالعراق وجود بلا ذاتيه ولا تعرف على الذات، لانها فوق الطاقة المتوفرة للعقل البشري وقتها على الاحاطة الممكنه والمتاحة، الامر الذي استمر وكان متوقعا له ان يظل حاضرا اليوم، خصوصا وان العراق كان حتى حينه يعيش اشتراطات ماقبل الانقلابيه الآليه، تلك التي بدات في الغرب الاوربي بمعنى استمرار مفاعيل الطور اليدوي هنا، مقابل طلائع الحضور الغربي الالي المتاخر.
ولم يكن هذا كل ماقد لعب دوره لصالح الحضور الغربي وغلبته، فالعراق يوم وصلت طلائع الحملة البريطانيه الى الفاو عام 1914 صاعدة نحو عاصمة الدورة الثانيه المنهارة، لم يكن في عزاو ذروة الدورة الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، ولا حتى ايام الدورة الامبراطورية الاولى السومرية البابليه الابراهيمه، بل كان في حال انهيار انقطاعي، هو من خاصيات هذا المكان واصطراعيته المجتمعية الارضوية اللاارضوية، حل على المكان مع سقوط بابل، ثم عاد مرة اخرى مع انتهاء الدورة الثانيه بسقوط بغداد، وليس من المنطقي تصور امكانيه، او احتمال نشوء تجاوزية للقصورية الادراكيه التاريخية، تحت طائلة الانقطاعية الانحطاطية، اذا تحدثنا عن تمخض طال انتظاره ذاتيا، وعلى مستوى المعمورة.
وحين يكون العراق منهارا مقارنه بذاته وذراها التاريخيه الكبرى، والغرب في ذروة صعوده الحديث الالي، فان الحصيله تكون ساعتها محسومة حتما، حتى مع حضور العراق السابق على الغرب ونهضته قبل بدء الانقلاب الصناعي الالي بقرابة القرن، ومروره بلحظتين انبعاثيتين، اولى قبلية تبدا مع القرن السادس عشر، مع قيام "اتحاد قبائل المنتفك" في ذات ارض سومر عام 1530، وثانيه انتظارية نجفيه تبدا مع القرن الثامن عشر، بعد الثورة الثلاثية التي حررت العراق من جنوب بغداد الى الفاو عام 1787، فالمتوقع ان لاتكون التشكلية الحديثة الذاتيه العراقية ساعتها قابلة لان تحقق "النطقية" الغائبة المؤجلة المنتظرة خلال المحطتين اليدويتين انفتي الذكر، لتاتي الظاهرة الغربيه وزخم صعودها الالي النوعي التاريخي، متوفرة على كل الاسباب الضرورية لاكتساح المجال العائد الى الذاتيه والتعبير عنها.
وليس هذا وحسب، فقد يكون الاهم في المشهد المشار اليه، تمكن المسقط الغربي الشامل من غمط وتشويه نوعية وطبيعة الاصطراعية الفعليه الحاصلة، والتي نشأت وقتها بين الذاتيه العراقية والغرب واستعماره وغلبته النموذجيه، لتحولها من الجانب العراقي الى مجرد ازالة الاستعمار بوسائل الاستعمار، مع نية احلال النموذجية الغربيه محل الذاتيه التاريخيه، بمسح والغاء اي حضور ذاتي او وجودي ممكن، فضلا عن ان يكون ضروريا، لا بما خص العراق بالذات، بل على مستوى المعمورة، وبما يتعدى النموذجية والرؤية الغربيه للعالم واللحظة الانقلابيه الاليه.
وهنا تقع قصورية الغرب ومنظوره واجمالي تفاعليته مع الانقلابية الاليه بصيغتها الابتدائية المصنعية، والتي تعجز تكرارا للقصورية التاريخيه عن ان ترى في الانقلاب الالي، انقلابا مجتمعيا، تنتهي معه صيغة ونوع نمطية المجتمعات البشرية المتولدة ضمن اشتراطات الانتاجوية اليدوية، حيث المجتمعية الارضوية الجسدية الحاجاتيه، التي تنتهي صلاحيتها مع الانقلاب الالي ومساراته، وماهو ذاهب اليه من تحولية مجتمعية، تنتج عن تبدل الاشتراطات التفاعلية من مجتمعات( البيئة / الكائن البشري) الى ( الكائن البشري / متبقيات البيئة/ الالة) الامر المباين والمختلف نوعا وحصيلة، عنده تنتهي صلاحية المجتمعية الاولى، بينما تظل حيه وفاعلة نمطية مجتمعية منطوية على مقومات التعايش والحضور الفاعل بظل التحولية الحاصلة، والاخذه بالمجتمعات البشرية الى "اللاارضوية".
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/4
- اللا ارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/3
- اللاارضوية بدل الشيوعيه: نداء اممي/2
- اللاارضوية بدل-الشيوعيه-:نداء اممي؟
- حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/4
- حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/3
- حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصه/2
- حثالة الشيوعيه تمقرط المحاصصة/1
- الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( 2/2)
- الجهالة الغربية والازدواج المجتمعي المتوسطي( ½)
- -الوطنية- و-القومية- و-الوطن كونيه-؟
- الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/ 4
- الرؤية الكونية العراقية مابعد الابراهيميه/3
- الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/ 2
- الرؤية الكونيه العراقية مابعد الابراهيمه/1
- هل العراق موشك على الفناء؟/5
- هل العراق موشك على الفناء؟/4
- هل العراق موشك على الفناء؟/3
- هل العراق موشك على الفناء؟/2
- هل العراق موشك على الفناء؟/1


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يكشف موقف -حماس- من مقترح قطري بشأن إطلاق سراح ...
- الكمائن الأخيرة تكشف -تحولًا تكتيكيًا- في أداء حماس.. فكيف ت ...
- اليونيسكو تدرج -قصور الحكايات الخيالية- الألمانية في قائمة ا ...
- موسم العمل الصيفي للمراهقين.. هل كل الفرص آمنة ومناسبة؟
- مسؤول أميركي: لا علم لنا بمصير المرحّلين إلى جنوب السودان
- جندي إسرائيلي يحذر من -انهيار- الجيش بسبب سياسة نتنياهو
- إيران تبدي استعدادها للتفاوض وتتمسك بقدراتها العسكرية
- الجيش الإسرائيلي يتحدث عن قتل عنصر بحزب الله بغارة على الخيا ...
- شاهد محاولة بطولية لإنقاذ نسر جريح في أعماق غابة.. هل نجحت؟ ...
- وزارة الصحة الفلسطينية تعلن حصيلة قتلى السبت بنيران إسرائيلي ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -وطن كونيه عراقية-لاوطنيه زائفه/1