أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - اللعب بالكلمات .. فن الخيال














المزيد.....

اللعب بالكلمات .. فن الخيال


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 12:05
المحور: الادب والفن
    


اللعب جزء من صميم تكوين الانسان، مع أنه لا يشكل لدي الانسان حاجة بيولوجية ضرورية مثل حاجته إلى الطعام أو الشراب. وقد تعددت محاولات تفسير دوافع الانسان إلى اللعب. وقيل إن الألعاب البدنية مثل المصارعة وكرة القدم وغيرها تصريف للطاقة الزائدة، أو هي تجديد للطاقة، إلا أن البعض يشيرون إلى دوافع أعمق، فعندما يلهو الانسان بالماء فإنه بدون وعي يحاول استعادة حياته الأولى عندما كانت الكائنات تعيش في المياه، وعندما يتسلق الجبال يستعيد حياة أسلافه المتسلقين القدامى. هذا عن الألعاب البدنية، لكن ماذا عن الألعاب الذهنية التي لا تهدف إلى أغراض ذات قيمة محددة ؟ ولنقل ماذا عن اللعب بالكلمات؟ وبعبارة أخرى ماذا عن " الألعاب الذهنية " ؟ وهو دفتر كبير مفتوح في ثقافات مختلف الشعوب. عندنا يتجلى ذلك اللعب في حصر كلمات يمكن قراءتها من الناحيتين، مثل كلمة: " توت"، و" كعك " و" نحن" وغير ذلك, أو جملة تقرأها من الناحيتين فتجدها بنفس المعنى مثل : " حوت فمه مفتوح"، ومثلها " كل في فلك". والشعر العربي حافل بنماذج اللعب بالكلمات مثل قول الشاعر اسماعيل صبري: " طرقت الباب حتى كلمتني، فلما كل متني كل متني "، والكلمة الأخيرة تعني عضلة الذراع، بينما تعني ما قبلها أن الحبيبة كلمته. وهناك القصيدة التي كتبها بديع خيري لسيد درويش في مدح الخديو عباس وكان أول كل حرف في كل بيت يشير إلى اسم عباس: " عواطفك ( عين عباس )، بس اشمعنى( باء عباس)، أنت اللطف( ألف عباس) ، سيد الكل ( سين عباس). ويحفل الشعر الشعبي المصري بنماذج عديدة من اللعب بالكلمات خاصة لدي مدرسة الشعر الحلمنتيشي ورائدها حسين شفيق المصري، وسنجد ذلك في المواويل عند كبارها مثل محمد طه حين يقول : " أبويا نصحني وقال لي امشي على قدك .. وفصل الثوب يكون مسبوك على قدك"، وهنا كلمة قدك الأولى تعنى حسب قدراتك، وقدك الثانية تعني جسمك أو طولك. وهناك سجال معروف فى ذلك المجال حين قال حافظ ابراهيم للشاعر أحمد شوقي مداعبا : " يقولون ان الشوق نار ولوعة.. فما بال شوقي اليوم باردا؟" ورد عليه امير الشعراء على الفور : " أودعت إنسانا وكلبا أمانة.. فخانها الانسان والكلب حافظ" ! وهناك في اللعب بالكلمات ما يعتمد فقط على متعة الايقاع المتكرر حتى لو كان بدون معنى مثل أغنية الأطفال : " طلعت أدب نزلت أدب لقيت الدب يقزقز لب "، حيث تصبح الموسيقا هي الهدف الأول. وهناك لعب يعتمد على انشاء أبيات شعرية كل حروفها من دون نقطة واحدة مثل : " الحمد لله الصمد، حال السرور والكمد ". وتعتمد معظم أنواع اللعب بالكلمات على التورية والجناس، كما أنها كلها تدخل في باب الألعاب الذهنية، التي لا ترمي إلى فائدة عملية، ومن ثم يبقى السؤال : لماذا مارس الانسان ويمارس إلى يومنا اللعب بالكلمات؟ أعتقد أن هناك سببا واحدا هو أن تلك الألعاب الذهنية ممارسة للخيال، وتنشيط له، وتجديد لقدرة الانسان على الابتكار، ومن هنا فإن ثمت صلة وثيقة بين جذور اللعب، وحاجة الانسان إليه، وبين جذور الابداع الفني وحاجة الانسان إليه. ممارسة الخيال، والخلق، والابداع، الذي يعيد تشكيل العالم بطريقة اخرى، طريقة تبدو مرة شديدة الجدية كما في الأعمال الأدبية العظيمة، وتبدو مرة أخرى - كما في النماذج السابقة- لاهية عابثة لمجرد ممارسة الخيال كما في النماذج السابقة، ذلك أن الانسان يظل بحاجة إلى التخيل، ليتجاوز ما حوله من عالم واقعي محكوم بشروط محددة.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتب الأعياد
- غريبان . قصة قصيرة
- رأس الـحـكــمـة وجـبـل الـجـلــيــد
- الأغنية تدخل إلى الشماتة والعبودية
- محمود قرني .. قصيدة الوداع
- تغريبة القافر
- ما الذي أغضب ابنة نجيب محفوظ مني ؟
- نافذة - قصة قصيرة
- مجمع اللغة العربية .. معجم جديد
- زيــارة إلــى بــلــزاك
- تـعــب فــي الــركــبـــة . قصة قصيرة
- الــســودان .. يــا أخـــت بــلادي
- مرحبا بالكسل الجميل
- حـكـايـات مـراسـل إذاعـــة
- محمد عبد الوهأب .. ميلاد الأغنية العربية
- في ذكرى والدي
- أول العشق - قصة قصيرة
- سيد حجأب .. عيون إيفلين
- حادثة 4 فبراير .. البكأء على المأضي
- لماذا ينتحر الأدباء ؟


المزيد.....




- إطلاق خطة شاملة لإحياء السينما المصرية.. ما تفاصيلها؟
- رضوان لفلاحي: -لا شيء ممهَّد لشباب الضواحي في فرنسا كي يدخلو ...
- غاليري 54.. بورتريهات من ضوء، ألوان تتسابق وذاكرة تتمهل الزم ...
- رحيل فنان لبناني كبير والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنعاه!
- احتجاجًا على الرقابة... فنانة أمريكية تُلغي معرضها في المتحف ...
- نصف قرن من الإبداع - وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني
- البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
- وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني ...ظاهرة فنية فريدة
- المغنّي والمسرحي والمؤلف الموسيقي ونجل فيروز.. رحيل الفنان ا ...
- بانكوك تستضيف مؤتمرا دوليا لتعزيز مكانة اللغة العربية


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - اللعب بالكلمات .. فن الخيال