عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 12:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا تحكم النُّظُم السلطوية الديكتاتورية بقوة البوليس فقط، بل هناك قوة أخطر، ونعني وسائل القهر الثقافية المتمثلة بداية في السيطرة "الأمنية" على التعليم أولاً-الجامعات خاصة-، وعلى وسائل الإعلام.
السيطرة على المجتمعات في مراحل تاريخية معينة، لها أسباب موضوعية وذاتية. الأسباب الموضوعية، تتعلق بمستوى التطور المادي بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أما الذاتية، فمرتبطة بمستوى الوعي السائد، فلولا القابلية للعبودية والإستعباد في مراحل تاريخية محددة، لما عرف التاريخ الأسياد والعبيد . هنا نأتي إلى الثقافة، وخاصة تلك التي يشغل الدين فيها مكانة مركزية.
يفرض السياق التذكير بنوعي الأديان، وفق البيئة التي ظهر فيها الدين، ونعني الأديان الرعوية والأديان الزراعية. الأولى، ظهرت في مجتمعات قبائلية بدوية صحراوية، والثانية في مناطق تتوفر على الماء والخضراء. الأديان الرعوية تبني العلاقة بين الإله والإنسان في اتجاهين لا ثالث لهما. فهي إما تحصر هذه العلاقة في بُعد العبودية-عبودية الإنسان للإله-، وبالتالي، تلغي الإنسان وعقله، وترسخ العبودية في نفوس أتباعها، أو تحول الإله إلى خادم ل"شعبه المختار". المثال الأبرز هنا، الديانة اليهودية.
أما الديانات الزراعية، فتقيم العلاقة بين الإله والإنسان على الأبوة والبنوة "الأب والإبن"، ومثالها الأبرز الديانة المسيحية. لا عبودية في المسيحية، بل علاقة أب وابن بين الإله والإنسان، بكل ما يرمز إليه ذلك ويعنيه من محبة وإعلاء لشأن الإنسان. من هنا نفهم سبب تكرار لازمة "الله محبة" على ألسنة أتباع الديانة المسيحية.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟