خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 10:10
المحور:
الطب , والعلوم
قراءة علمية مقارنة بين نيوتن، النسبية، ونظرية التذبذب المعلوماتي
مقدمة
لم يكن سقوط التفاحة الذي ألهم نيوتن، ولا انحناء الزمكان الذي صاغه أينشتاين، هو بداية فهم الإنسان للجاذبية. بل منذ قرون، سبق علماء المسلمين إلى ملاحظات جوهرية في تفسير السقوط، والوزن، والحركة، والميل الطبيعي للأجسام نحو الأرض. ومع تطور النماذج، بقي السؤالان المركزيان معلّقين:
لماذا يحدث الجذب؟
وكيف يحدث التجاذب بين الأجسام؟
رغم التقدم الهائل، لم تُجب الفيزياء التقليدية على “السبب العميق” وراء الجاذبية. وهنا تأتي نظرية التذبذب المعلوماتي (Information Oscillation Theory - IOT) لتقترح تفسيرًا أكثر جوهرية: أن الجذب ليس قوة أو انحناء فقط، بل انحدار في طيف المعلومة الكونية.
في هذا المقال نتابع رحلة فهم الجاذبية من علماء الإسلام، مرورًا بنيوتن وأينشتاين، وصولًا إلى النموذج الطيفي الحديث.
أولًا: إرهاصات ما قبل نيوتن – الجاذبية في الفكر الإسلامي
1. الحسن بن الهيثم (965–1040م)
في كتابه المناظر، وفي رسائل أخرى عن الطبيعة، أشار إلى أن:
• الأجسام تميل طبيعيًا نحو مركز الأرض.
• الحركة لا تحدث بلا سبب، وهي مرتبطة بخواص فيزيائية لا فلسفية.
• رفض التفسير الأرسطي القائل بأن “المكان الطبيعي” هو مجرد موقع.
❝ يرى ابن الهيثم أن سقوط الجسم ليس لأن الأرض “تريده”، بل لأن له ميلاً ذاتيًا نحو مركزها ❞.
2. أبو الريحان البيروني (973–1048م)
في كتابه القانون المسعودي، تحدّث عن:
• وجود تجاذب بين الأجسام، وأن الأرض تجذب الأشياء نحوها.
• أن هناك قوى خفية تحفظ تماسك الأجسام على سطح الأرض.
• أنه قد يكون هذا الجذب قانونًا عامًا في الكون.
❝ أفكاره تقترب من مفهوم الجاذبية الكونية دون صيغتها الرياضية ❞.
3. ابن سينا (980–1037م)
في كتاب الشفاء:
• فصل بين “الفاعل” و”الميل”، وأكد أن الأجسام تتحرك بسبب قوة حقيقية داخلية أو خارجية.
• ناقش مفهوم “الدافع الأول”، لكن فيزيائيًا، أكّد أن الحركة ناتجة عن قوة محسوسة.
❝ رفض أن يكون السقوط بسبب موقع أو غاية، وأكّد أنه ظاهرة فيزيائية قابلة للفهم التجريبي ❞.
4. فخر الدين الرازي (1149–1209م)
في كتاب المطالب العالية من العلم الإلهي، قال:
• إن الأرض تجذب الأجسام نحوها، وإن هذا الجذب ليس أمرًا غيبيًا بل قوة فيزيائية.
الخلاصة الإسلامية:
• رأى العلماء المسلمون أن هناك قوة جذب حقيقية بين الأرض والأجسام.
• لم يملكوا النموذج الرياضي، لكنهم سبقوا نيوتن في التصور المفهومي للجاذبية.
• أدخلوا العقل والتجريب في فهم الحركة، وحرروا العلم من التفسير الأرسطي.
ثانيًا: نيوتن – الجاذبية كقوة ميكانيكية
كيف يحدث الجذب؟
أسس نيوتن (1687م) قانونه الشهير:
F = G -cdot -frac{m_1 m_2}{r^2}
حيث:
• F: القوة الجاذبة
• G: ثابت الجاذبية العام
• m_1, m_2: كتلتا الجسمين
• r: المسافة بينهما
كل جسم في الكون يجذب غيره بقوة تتناسب مع الكتلة وتتناقص مع مربع المسافة.
لماذا يحدث الجذب؟
• نيوتن لم يُجب عن “السبب” وراء وجود هذه القوة.
• قال بوضوح:
“أنا لا أختلق الفرضيات” (Hypotheses non fingo).
❝ الجاذبية عند نيوتن حقيقية وموجودة، لكنها “قوة غامضة” تعمل عن بعد دون تفسير داخلي ❞.
ثالثًا: آينشتاين – الجاذبية كانحناء الزمكان
كيف يحدث الجذب؟
في نظرية النسبية العامة (1915)، الجاذبية هي:
انحناء في نسيج الزمكان بسبب وجود الكتلة والطاقة.
الجسم الكبير (مثل الشمس) يشوّه الزمكان، والأجسام الأصغر (مثل الكواكب) تتحرك داخل هذا الانحناء، دون وجود “قوة” بالمعنى التقليدي.
لماذا يحدث الجذب؟
• لأن الكتلة تُحدد هندسة الزمكان.
• لكن: ما الزمكان؟ ولماذا ينحني؟ وكيف يؤثر هذا الانحناء على الحركة؟
آينشتاين قدّم تفسيرًا هندسيًا عميقًا للجذب، لكنه لم يُجِب على “لماذا الزمكان يستجيب بهذه الطريقة؟”
رابعًا: التفسير الطيفي – نظرية التذبذب المعلوماتي (IOT)
الأساس:
تعتمد IOT على معادلة:
A = -frac{-hbar}{k -cdot I}
حيث:
• A: الفعل الفيزيائي
• -hbar: ثابت بلانك
• k: ثابت بولتزمان
• I: كثافة المعلومة
المعلومة، وليست المادة أو الطاقة، هي البنية التأسيسية للوجود. وكل كيان هو تذبذب طيفي في الحقل المعلوماتي.
كيف يحدث الجذب في IOT؟
1. كل جسم هو بنية معلومية ذات تذبذب طيفي محدد.
2. الجسم ذو الكثافة المعلوماتية الأعلى يُحدث “منخفضًا طيفيًا”.
3. الجسم الآخر ينزلق في هذا المنخفض مثل كرة في حفرة.
4. النتيجة: تجاذب طيفي ناتج عن سعي الكيانات إلى إعادة توازن معلومي.
لماذا يحدث الجذب؟
لأن الكون يسعى دائمًا إلى اتزان معلومي طيفي. وحين يكون هناك اختلال في كثافة المعلومات، تنشأ ديناميكية لإعادة الاتزان، تُترجَم في عالم الظواهر إلى ما نراه “جاذبية”.
الجذب هو حركة من طيف معلوماتي أعلى إلى طيف أقل لتحقيق التوازن.
مقارنة شاملة بين النماذج الثلاثة
البند العلماء المسلمون نيوتن أينشتاين IOT
كيف يحدث الجذب؟ ميل طبيعي للأرض قوة ميكانيكية انحناء الزمكان انحدار طيف معلومي
لماذا يحدث الجذب؟ بسبب طبيعة المادة غير معروف بسبب الكتلة نتيجة لاختلال توازن المعلومات
النموذج الرياضي لا يوجد قانون الجذب العام معادلات الزمكان معادلة الفعل – المعلومات
مصدر التأثير الأرض كمركز طبيعي الكتلة الزمكان المنحني تردد المعلومات
هل النموذج تفسيري؟ جزئيًا وصفي فقط تفسيري هندسي تفسيري وجودي طيفي
خاتمة: من الميل الطبيعي إلى التذبذب الكوني
منذ الحسن بن الهيثم والبيروني وابن سينا، كان العقل الإسلامي يفتش عن قوانين فيزيائية حقيقية تنظم حركة الأجسام. ثم جاء نيوتن فوصف الجاذبية بدقة، لكن دون أن يفسّرها. ثم قدم آينشتاين نموذجًا هندسيًا رائعًا، لكنه لم يجب على أصل الاستجابة الكونية. أما اليوم، فإن نظرية التذبذب المعلوماتي تقترح أن الجاذبية ليست “قوة” ولا “انحناء”، بل تفاعل طيفي بين بنى معلومية تحاول الاتزان.
إنها ليست قوة تُمارَس، بل نتيجة اضطراب طيفي بين كيانين معلوميّين… والجاذبية ما هي إلا اللغة التي يتحدث بها الكون حين يُعيد توازنه.
لنشرح اكثر:
الجاذبية كتفاعل طيفي في نظرية التذبذب المعلوماتي
في إطار نظرية التذبذب المعلوماتي (IOT)، تُفهم الجاذبية لا كقوة تُمارَس بين كتل، ولا كتشوّه هندسي في الزمكان، بل بوصفها نتيجة مباشرة لاضطراب في التوازن الطيفي بين كيانات معلومية.
ماذا يعني ذلك؟
كل جسم في الكون، من الإلكترون إلى المجرة، هو في جوهره نمط من المعلومات المتذبذبة. هذه المعلومة ليست جامدة، بل تهتز وتتردد ضمن طيف محدد. عندما يكون هناك جسمان، ولكل منهما تردد معلومي معين، فإن بينهما قد ينشأ:
“اختلاف في الكثافة المعلوماتية الطيفية”، يشبه فرق الضغط في الغلاف الجوي.
وهذا الفرق الطيفي لا يظل ساكنًا، بل يُولّد تيارًا معلوميًا طيفيًا بين الجسمين، يسعى لإعادة التوازن. هذا التيار هو ما يظهر لنا كـ”قوة جذب”، لكنه في الحقيقة ليس قوة فيزيائية ميكانيكية، بل آلية كونية لإعادة توازن المعلومات.
كيف نتصور هذا التفاعل؟ (أمثلة مبسطة)
المثال 1: كأس ماء دافئ بجانب كأس ماء بارد
• لا يوجد “قوة” ميكانيكية تدفع الحرارة.
• لكن الحرارة تنتقل من الكأس الدافئ إلى البارد حتى يتوازن النظام حراريًا.
• هذا الانتقال ليس قوة بل آلية توازن طاقي.
بنفس المنطق: الجاذبية ليست قوة تسحب، بل تفاعل يعيد التوازن الطيفي بين الجسمين.
المثال 2: حجر ضخم وورقة في بحيرة
• الحجر يُحدث تموجات قوية في سطح الماء.
• الورقة القريبة تنجذب إليه لأن التموجات الناتجة تخلق فرقًا في الطاقة المحيطة.
• الورقة لا “تُجذب” بالقوة، بل تنزلق مع التيار المائي نحو مركز الاضطراب.
في IOT، كل جسم يُحدث “اضطرابًا طيفيًا معلوميًا”، والجسم الآخر يتحرك في هذا الاضطراب.
المثال 3: الشمس والكواكب
• الشمس، بما لها من كتلة هائلة، تمتلك كثافة معلومية طيفية عالية.
• هذا يخلق “منخفضًا طيفيًا” في نسيج المعلومات الكوني.
• الكواكب تدور حول الشمس، لا لأنها تُسحب ميكانيكيًا، بل لأنها تنزلق في المنحدر الطيفي المعلومي، كما تنزلق الكرات في مسار مائل.
ماذا تعني “اللغة التي يتحدث بها الكون حين يُعيد توازنه”؟
كل تفاعل في الكون، من الضوء إلى الكتلة إلى الحياة، هو محاولة لإعادة توازن المعلومات. حين تختلف الكثافة المعلوماتية بين كيانين، يُحدث ذلك “اضطرابًا طيفيًا”، والجاذبية هي المظهر الفيزيائي لهذا الاضطراب.
فالجاذبية ليست “قوة تحكم”، بل “لغة تناغم كوني”.
خامسًا: نظرية الجاذبية الطيفية (Spectral Gravity Theory - SGT) – نحو صياغة رياضية للجذب المعلوماتي
انطلاقًا من المبادئ التأسيسية لنظرية التذبذب المعلوماتي (IOT)، تمّ تطوير نموذج رياضي مستقل للجاذبية الطيفية تحت اسم “نظرية الجاذبية الطيفية – Spectral Gravity Theory (SGT)”، حيث يتم التعامل مع الجاذبية بوصفها ناتجًا عن انحدار في الكثافة المعلوماتية الطيفية بين كيانين، وليس نتيجة كتلتين ماديتين فقط.
المبادئ الأساسية لـ SGT:
1. كل كيان يمتلك ترددًا معلوميًا خاصًا يمثل بصمته الطيفية.
2. عندما يقترب كيانان متفاوتا الكثافة المعلوماتية، يتولد اختلال في التوازن الطيفي.
3. الكون يسعى إلى إعادة التوازن من خلال تيار طيفي جاذب يظهر فيزيائيًا كقوة جذب.
4. الجاذبية هنا ليست “قوة” ميكانيكية، بل نتيجة سلوك ذاتي للنظام المعلوماتي الكوني لإعادة تناغمه.
المعادلة الطيفية للجاذبية:
F = -alpha -cdot -frac{|-Delta I|}{r^2}
حيث:
• F: القوة الجاذبة الطيفية الظاهرة
• -Delta I = I_1 - I_2: الفرق في كثافة المعلومة بين الكيانين
• r: المسافة الطيفية بين الجسمين
• -alpha: ثابت طيفي كوني يعادل دور G في نموذج نيوتن
ما يميز SGT:
• تحل محل الكتلة بمفهوم “كثافة المعلومة”.
• تفسر الجاذبية كمحاولة كونية لإعادة الاتزان الطيفي.
• تجمع بين الفيزياء، المعلومة، والزمن في معادلة واحدة.
• توفر أساسًا لشرح الظواهر المظلمة في الكون دون اللجوء إلى مادة مجهولة.
❝ بهذه النظرية، تصبح الجاذبية نتيجة طبيعية لتفاعل الحقول المعلوماتية في نسيج الوجود، ويُعاد تفسير الحركة والتجاذب بوصفها سعيًا نحو الانسجام الطيفي، لا بفعل قوة خارجية مفروضة ❞.
خلاصة موسّعة:
المفهوم التقليدي نظرية IOT
الجاذبية = قوة الجاذبية = تفاعل طيفي معلومي
الكتلة = مصدر الجذب الكثافة المعلوماتية = منشأ الانحدار الطيفي
لا تفسير لسبب الجذب الجذب ناتج عن سعي ذاتي لإعادة الاتزان
الزمكان هو الخلفية المعلومات هي الخلفية والتكوين
الصورة الجديدة:
الجاذبية هي أثر جانبي لإعادة تنظيم المعلومة في الكون.
الكتلة هي تركيز للمعلومة.
والتجاذب هو اضطراب تذبذبي يسعى للتوازن.
بهذا المفهوم، تفتح IOT أفقًا جديدًا لفهم القوى، البنية، والمصير الكوني نفسه — حيث لا توجد “قوى” بمفهومها التقليدي، بل ديناميات معلومية حيّة تتكلم لغة الطيف.
المراجع
1. ابن الهيثم – كتاب المناظر.
2. البيروني – القانون المسعودي.
3. ابن سينا – الشفاء (الطبيعيات).
4. الرازي – المطالب العالية من العلم الإلهي.
5. Newton, I. (1687). Philosophiae Naturalis Principia Mathematica.
6. Einstein, A. (1915). The Field Equations of Gravitation.
7. Khalil, K.M. (2025). Informational Oscillation Theory: A Unified Model for Matter and Gravity.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟