خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 10:01
المحور:
الادب والفن
العِصمةُ؟ وهمٌ في عُيونِ المُطلقاتْ،
حُلْمُ مُراهقٍ ظنَّ أن الكونَ مَخيطٌ بالثوابتِ والمسلّماتْ،
لكنَّهُ، يا صاحِ، مُنذورٌ للانهيارِ
في أولِ رجفةِ وعيٍ… أو شَهقةِ أسئلةٍ دونَ إجاباتْ.
العِصمةُ؟ رميةُ نَردٍ
في كَفِّ غيبٍ يضحكُ منّا حينَ نحسبُ الاحتمالاتْ،
قد تُصيبُ، وقد تخونُ،
وقد تصيرُ مَجازًا لكذبةٍ تُغنّى في المَناسباتْ.
كلُّ نبيٍّ قال: “أنا بشرٌ يُوحى إليّ”،
ونحنُ جعلنا من بشرٍ صخراً لا يتشققُ… ولا يخطئْ!
ومن لحظةٍ مقدّسةٍ تمشي على الأرضِ
معبدًا من الإسمنتِ لا يَصدأُ ولا يَنبضْ!
قل لي،
من ذا الذي لم يُصافِحِ الوَهمَ يومًا،
ويحسَبَهُ نورًا هابطًا من سابعِ سماواتْ؟
من ذا الذي لم يُخطئ؟
حتى اللهُ في عيونِ الملاحدةِ… متَّهمٌ بسوءِ النوايا والنيّاتْ!
يا صاح،
الوعيُ فخٌّ، والعقلُ مِرآةٌ مقلوبة،
وما نراهُ يقينًا، قد يكونُ مجرَّدَ ظلٍّ لِما لا يُرى،
أو صدى لصرخةِ عقلٍ مُنهَكٍ خلفَ حُدودِ المجرّاتْ.
العِصمةُ؟ هروبٌ من هشاشتنا البدئية،
من كينونتنا المثقوبة مثلَ نايٍ يعزفُ الألمْ،
نُريدُ أن نؤمنَ بأنّ فينا مَن لا يقع،
لأنّ فينا مَن وقعَ… ولم يقمْ!
العِصمةُ؟
ربما هي موتٌ مؤجَّلٌ للحرية،
فلا حرٌّ مَن لا يَملِكُ أن يخطئ،
ولا حيٌّ مَن لا يَرتجفُ حينَ يختارُ بينَ الضدّ والضدّْ،
بينَ نداءِ القلبِ وصرخةِ العقلِ… وبينَ صمتِ الله.
فاخترْ، إن شئت،
أن تكونَ نردًا واعيًا،
يرتمي لا ليُصيب، بل ليصوغَ احتمالًا جديدًا للمعنى،
وليرتّقَ بالعَثراتِ صُدوعَ الإنسان.
العِصمةُ؟
أُسطورةُ مَن خافَ المرايا.
لكنّ الجمالَ في الكَسر…
وفي مَن عَرَفَ كيف ينهضُ،
من غيرِ أن يدّعي أنهُ لم يسقطْ.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟