أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - المسجد والكنيسة.. كلاهما بيتنا














المزيد.....

المسجد والكنيسة.. كلاهما بيتنا


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 15:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعرضت كنيسة "العائلة المقدسة" في غزة للقصف. سقط الضحايا، تناثرت الأجساد، واهتزت الأحجار المقدسة. حادث "عرضي"، كما قالت إسرائيل، كأن القصف أصبح مثل الزكام: عارض صحي لا يستدعي الاعتذار إلا إذا صادف أن المصاب مسيحي.
منذ بدء الحرب، لم نعد نميز بين مسجد وبيت، بين مدرسة ومخبأ، بين حضانة وموقع إطلاق. كل شيء مستباح وكل ذريعة جاهزة: "المخربون يستخدمون المساجد كمخازن ذخيرة"، "المسلحون يتخذون من المستشفيات غرف عمليات"، "المدارس أوكار للأنفاق"، و"المدنيون دروع بشرية".
لم يفرق القصف بين صليب وهلال، ولم يراعِ حرمة كنيسة ولا قدسية مسجد. إن المساس بالكنيسة، بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين، يؤلمنا كما يؤلمنا المساس بالمسجد، وبنفس العمق، لأن استهدافها ليس استهدافًا لدين، بل لمكوّن فلسطيني أصيل، بغض النظر عن انتمائه الديني. فحين تُقصف الكنيسة، كما يُقصف المسجد، فإن المستهدف هو البيت الفلسطيني، والذاكرة الفلسطينية، والحق الفلسطيني في أرضه وتاريخه.
لكن حين سقطت قذيفة على الكنيسة، تعطلت الماكينة الدعائية الإسرائيلية فجأة. اختفت تهمة استخدام "الكنيسة كمركز قيادة" أو "مخبأ للأسلحة". الصمت طغى، ثم جاء البيان مرتبكًا، مشوبًا بندم بارد: "لم يكن القصف متعمدًا... نأسف... قلوبنا مع الضحايا".
لماذا؟ لأن هنا، أيها السادة، دخل الرب من الباب الخلفي للسياسة الدولية. لأن الكنيسة ليست فقط حجارة مقدسة، بل شريان يغذي ضمير الغرب ويصله بأرض المسيح، وليس بمحمد. لأن دم المسيحي في غزة، كما يبدو، يحمل رمزية دينية عابرة للحدود، أما دم المسلم فمادة لزجة تُكنس في تقارير منظمات حقوق الإنسان وتُنسى في الأرشيف.
ترامب هاتف نتنياهو بنفسه. ترامب، الذي لم يرف له جفن حين قُصفت عشرات المساجد، انتفض حين مسّت القذيفة حجارة كنيسة. وكأن الله، بالنسبة للبيت الأبيض، لا يسمع دعاءً إلا لو خرج من كنيسة.
في هذا العالم، لا تساوي المساجد سوى عنوان جانبي في نشرة أخبار متأخرة، أما الكنيسة فهي "حدث طارئ"، "فضيحة إنسانية"، "انتهاك لا يُغتفر". أما المسلم، فليبكِ بصمت. ليبكِ تحت الأنقاض، تحت الركام، تحت التأريخ المتحيز. ليبكِ لأنه لا يملك حليفًا في البيت الأبيض ولا في الفاتيكان، ولا حتى في دموع مذيعة أخبار.
هذا التمييز المقرف بين الضحايا، بين أماكن العبادة، بين الأرواح نفسها، ليس فقط عنصرية دينية، بل فجور أخلاقي مكتمل الأركان. العالم المتحضر، كما يدّعي، ما زال يصنّف الناس حسب كتبهم المقدسة، لا حسب مآسيهم.
ما زلنا، في القرن الحادي والعشرين، نُقتل حسب بطاقة الهوية الدينية، ويُرثى لنا حسب مزاج جيوسياسي يتلو الصلاة بلغة واحدة فقط.
والمسلم الفلسطيني؟ يُدفن بلا صلاة، بلا اعتذار، بلا اتصال من ترامب.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكون الحب شبهة أمنية..!
- العقيدة القديمة والخوف من المجهول
- غزة بين فكّي الاحتلال والتهجير
- نربي القاتل ونبكي القتيل..
- مآذن الصمت العربي
- لماذا علينا، نحن عرب الداخل، أن نقلق؟
- إسرائيل: صناعة رأي عام خائف ومُدجّن
- تآكل حرية التعبير لدى عرب الداخل
- أيمن عودة في مرمى الاغتيال السياسي
- من الكنيست إلى الشارع: العنصرية بلا خجل
- إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ
- كاملٌ بذاته
- من المنتصر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
- الرد الإيراني: رمزي ومحسوب
- سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية
- قافلة الصمود: بالعبرية .. لا تقتربوا من غزة
- ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟
- هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..


المزيد.....




- رئاسة سوريا تصدر بيانا حول السويداء والدرزية وقبائل البدو
- تعويض ب10 مليارات.. ترامب يصعّد ضد صحيفة وول ستريت جورنال لز ...
- بريطانيا تنضم إلى أحدث حزمة عقوبات أوروبية ضد روسيا
- لماذا تهدد روسيا بحظر تطبيق واتساب؟
- القضاء البرازيلي يفرض قيودا مشددة على بولسونارو وواشنطن تهدد ...
- ترامب يقاضي قطب الإعلام روبرت مردوخ وصحيفة وول ستريت جورنال ...
- ما دلالات تحذيرات أنقرة لقوات قسد؟ وكيف تترجمها تركيا عمليا؟ ...
- هل نحتاج إلى مساحيق البروتين لبناء عضلات أقوى وجسم سليم؟
- ألمانيا ـ نسبة تلاميذ المدارس بخلفيات مهاجرة تثير زوبعة سياس ...
- إسرائيل وسوريا يتفقان على وقف إطلاق النار والاشتباكات مستمرة ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - المسجد والكنيسة.. كلاهما بيتنا