أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - نظرة من الداخل: المتوحدون وذوو الإعاقات الذهنية التطورية... كيف ننهض بهم؟














المزيد.....

نظرة من الداخل: المتوحدون وذوو الإعاقات الذهنية التطورية... كيف ننهض بهم؟


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 17:22
المحور: المجتمع المدني
    


حين نحدّق في عيون طفل متوحد أو شاب يعاني من إعاقة ذهنية تطورية، نحن لا ننظر فقط إلى شخص مختلف، بل إلى كونٍ كامل من المشاعر والاحتياجات والقدرات التي تنتظر من يراها بصدق واحتواء. ليسوا غرباء عنا، بل هم جزء منّا، من نسيج مجتمعنا، من قلوبنا التي ربما فقدت البوصلة في زحمة الحياة.
الطفل المتوحد لا ينقصه الذكاء كما يظن البعض، بل هو يرى العالم بطريقة مختلفة، أكثر دقة، أكثر عمقًا، لكنّها بلا صوت مسموع. وذو الإعاقة الذهنية ليس عاجزًا عن الحب أو الإبداع، بل يحتاج فقط إلى مساحة آمنة، وقلوب تؤمن بإمكاناته لا بنقائصه.
المجتمع، في كثير من الأحيان، لا يرحم. نُقصي المختلف، نخاف مما لا نفهم، ونلصق المسميات بجهل أو استخفاف. لكن الحقيقة المؤلمة أن التهميش لا يُصيب فقط هؤلاء الأطفال والبالغين، بل يصيبنا نحن، حين نغفل عن مسؤوليتنا الإنسانية، والتربوية، والأخلاقية تجاههم.
نحتاج إلى ثورة وعي، تبدأ من البيت وتصل إلى المدرسة، وتمر عبر الإعلام، وتنتهي بتشريعات وقوانين تحفظ كرامتهم وتضمن دمجهم الكامل في الحياة اليومية. لا يكفي أن نخصص يوماً عالمياً للتوعية، ولا أن نبني مراكز متخصصة ونتركها تئنّ من نقص الموارد والكوادر المؤهلة. ما نحتاجه هو إرادة حقيقية للنهوض بهؤلاء الأفراد، من خلال:
التعليم الدامج: لا تعليم فعّال دون احتواء، ودون مناهج تراعي الفروق الفردية، وتدريب حقيقي للمعلمين على كيفية التعامل مع ذوي الإعاقات.
الإعلام الواعي: صورة الإنسان المتوحد أو ذو الإعاقة يجب أن تكون حقيقية، بعيدة عن الشفقة أو الاستغلال، بل مليئة بالقصص الملهمة التي نراها يوميًا ولا نمنحها فرصة الظهور.
التمكين المهني والاجتماعي: هم قادرون على العمل، الإنتاج، والإبداع، إذا أُتيحت لهم الفرص الحقيقية في بيئات تفهمهم، وتحتضنهم دون تصنيف أو تقليل.
هم لا يحتاجون لشفقة، بل لعدالة. لا ينتظرون فضلنا، بل حقوقهم. لا يبحثون عن نظرات استعطاف، بل عن من ينظر إليهم كما هم: بشر، بكل ما فيهم من اختلاف وجمال.
نعم، قد تكون الرحلة صعبة، مليئة بالتحديات، لكن أجمل ما فيها أن من يسير فيها لا يعود كما كان. من يقترب من المتوحدين وذوي الإعاقات الذهنية، يكتشف الحياة من زاوية أنقى، وأصدق.
لنعِد النظر في مرآة إنسانيتنا، ولنجعل قلوبنا أكثر شمولًا. فهم لا يريدون سوى أن نراهم حقًا.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البُعدُ أجمَل
- شتّان بين من مهنتهم الأيديولوجيا... وبين من حوّلوها إلى فنٍ ...
- وجعٌ يقاومهُ وجع
- العطاء الموجع… حين تُزهِر الأرواح من دموعها
- -نحنُ الملحُ الباقي... والجرحُ النّديّ-
- -الديك والانتخابات الديمقراطية-
- في حضرة الشراكة: أبطالٌ في قلب الوطن
- بعد موت الأمل: حين يصير القلم موطناً للروح المنفية
- “أطياف أم-
- في مهبِّ الجوع… غزةُ تصرخ
- -صليلُ الوشاةِ... ونحيبُ القلوب-
- -بسمة الصباح وظلّ خالد: حين يتحوّل الحزن إلى حارس-
- الخلاص بالنعمة... حين تتكلم النفس بلغة بولس
- عدالة السماء بعد الانتقال والسماء السابعة في الفكر المسيحي
- اتحبني؟
- دراسة فلسفية وجدانية لقصائد الشاعرة فوز فرنسيس ،
- مدرستي... منارةُ القلبِ والعقل
- نعمة الامتنان والشكر: دهشة الوعي وارتقاء الروح
- هناك من يقتل فخرا وهناك من يقتل جهلا
- الحياة بعد الموت : حين تشتاق الأرواح إلى بيتها الأول ،


المزيد.....




- الأونروا: لدينا 2.3 مليون من الجائعين الآن وسط انعدام كامل و ...
- عائلات الأسرى: نتنياهو جعلنا نترجى ترامب لإنجاز صفقة ووقف ال ...
- بعد عامين على إصلاح قانون عمل المهاجرين في إسبانيا.. نتائج - ...
- إسرائيل ترفض تعهدا جديدا من الشرع بحماية الأقليات
- رئيس وزراء فلسطين يدعو لتكثيف الجهود الدولية لوقف المجاعة بغ ...
- اعتقال مراسلة ومصور أثناء تغطية مظاهرة داعمة للمهاجرين في أو ...
- DW تتحقق: فيديو مضلل يشعل العنف ضد المهاجرين في إسبانيا
- إسرائيل ترفض تعهدا جديدا من الشرع بحماية الأقليات
- حصار خانق يُفاقم أزمة الغذاء في غزة والمجاعة تفتك بالسكان
- إسرائيل ترفض تعهد الشرع بحماية الأقليات وتطالب بضمانات دولية ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - نظرة من الداخل: المتوحدون وذوو الإعاقات الذهنية التطورية... كيف ننهض بهم؟