أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا














المزيد.....

عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 07:35
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لقد خانت ألمانيا ذكرى الهولوكوست ودروسه. بلد كان يرى أن مهمته العليا هي ألا ينسى، قد نسي. بلد قال لنفسه إنه لن يظل صامتًا، صار صامتًا. بلد قال ذات مرة: "لن يتكرر ذلك أبدًا"، والآن: "يتكرر"، بالأسلحة، بالتمويل، بالصمت. لا توجد دولة كان ينبغي أن تكون أقدر من ألمانيا على "تمييز العمليات المقززة". كل ألماني يعرف عنها أكثر بكثير من يائير غولان. هنا في إسرائيل تجري هذه العمليات على قدم وساق، ومع ذلك لم تعترف بها ألمانيا بعد على حقيقتها. لم تستيقظ إلا مؤخرًا، متأخرة جدًا وبلا تأثير يُذكر.

عندما ترى ألمانيا مسيرة الأعلام في القدس، يجب أن ترى ليلة الزجاج المكسور (كريستال ناخْت). إذا لم ترَ أوجه الشبه، فإنها تخون ذكرى الهولوكوست. عندما تنظر إلى غزة، يجب أن ترى معسكرات الاعتقال والغيتوات التي بنتها. عندما ترى الغزيين الجائعين، يجب أن ترى الناجين البائسين من المعسكرات. عندما تسمع الخطابات الفاشية لوزراء ومسؤولين إسرائيليين عن القتل والترحيل السكاني، وعن عدم وجود أبرياء، وقتل الأطفال، يجب أن تسمع الأصوات المرعبة من ماضيها، التي قالت الشيء نفسه بالألمانية.

ليس من حقها أن تظل صامتة. يجب أن ترفع راية المقاومة الأوروبية تجاه ما يحدث في القطاع. ومع ذلك، لا تزال متخلفة عن بقية أوروبا، مهما بدا ذلك غير مريح، ليس فقط بسبب ماضيها، ولكن أيضًا بسبب مسؤوليتها غير المباشرة عن النكبة، التي ربما لم تكن لتحدث لولا الهولوكوست. تدين ألمانيا أيضًا بدَين أخلاقي جزئي للشعب الفلسطيني.

لم تكن لتحدث الاحتلال الإسرائيلي لولا الدعم من الولايات المتحدة وألمانيا. طوال هذه الفترة، اعتُبرت ألمانيا ثاني أفضل صديق لإسرائيل. كان دعمها شاملاً وغير مشروط. الآن ستدفع ألمانيا ثمن سنواتها الطويلة من الرقابة الذاتية القاسية، التي كان فيها انتقاد إسرائيل أمرًا محظورًا، باعتبارها "الذبيحة المقدسة".

كان يُوصَم أي انتقاد لإسرائيل بأنه معاداة للسامية. جُرّم النضال العادل من أجل الحقوق الفلسطينية. بلد لا يزال فيه إمبراطور إعلامي كبير يطلب من صحفييه التعهد بعدم التشكيك أبدًا في حق إسرائيل في الوجود كشرط للعمل، لا يمكنه أن يدّعي احترام حرية التعبير. وإذا كانت سياسات إسرائيل الحالية تعرض وجودها للخطر، أليس من حقهم انتقادها؟

في ألمانيا، من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، انتقاد إسرائيل، مهما فعلت. هذا ليس صداقة، هذا استعباد للماضي، ويجب أن ينتهي في مواجهة ما يحدث في غزة. لا يمكن أن يشمل "العلاقة الخاصة" ختم الموافقة على جرائم الحرب. ليس من حق ألمانيا تجاهل المحكمة الجنائية الدولية، التي أُنشِئت استجابةً لجرائمها، عبر مناقشة موعد توجيه الدعوة لرئيس وزراء إسرائيلي مطلوب بتهم جرائم حرب. ليس من حقها ترديد الكليشيهات القديمة ووضع الزهور في ياد فاشيم، على بُعد ساعة ونصف بالسيارة من خان يونس.

تواجه ألمانيا الآن أصعب اختبار أخلاقي لها منذ الهولوكوست. بعد بضعة أسابيع من غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، كانت ألمانيا هي من قاد حملة العقوبات ضد روسيا. بعد عشرين شهرًا من غزو غزة، لم تتخذ ألمانيا أي خطوات ضد إسرائيل، سوى تقديم الكلام الفارغ نفسه الذي تقدمه بقية الدول الأوروبية.

يجب أن تتغير ألمانيا، ليس رغم ماضيها بل بسببه. ليس كافيًا أن يقول المستشار فريدريش ميرتس إنه لم يعد ممكنًا تبرير قصف غزة. عليه اتخاذ إجراءات للمساعدة في وقفه. وليس كافيًا أن يقول وزير الخارجية يوهان فاديبول إن ألمانيا لن تسمح لنفسها بأن توضع في موقف يجبرها على إظهار تضامن قسري.

لقد حان الوقت لتعبّر ألمانيا عن تضامنها مع الضحية، وأن تحرر نفسها من أغلال الماضي التي تبعدها عن دروس الهولوكوست. لا يمكن لألمانيا أن تواصل الجلوس مكتوفة الأيدي والاكتفاء بالإدانات الفاترة. بالنظر إلى مدى فظاعة الوضع في غزة، فإن هذا صمت؛ صمت ألمانيا المخزي.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضل لمن يستحقه: نتنياهو أنهى الحرب بين إسرائيل وإيران عندم ...
- هل من المشروع قتل رئيس دولة؟
- حرب مع إيران، واستمرار القتال في غزة: إسرائيل أسد مريض، لا ن ...
- الاعزاء مواطني غزة, إذا لم يوجد طحين، فكلوا الدم والأكاذيب
- القادة العسكريون الإسرائيليون لا يطيعون الأوامر فقط. كان بإم ...
- في الوقت الذي كانت فيه جنين تدفن موتاها، أطلق الجنود النار ع ...
- كيف سيتصرف رجل حماس مع مختطفينا عندما يسمع عن تنكيلنا بأسراه ...
- أتمنى النجاح لمحكمة العدل الدولية في لاهاي
- صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟
- بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين
- نحن على شفا كارثة تاريخية، تشمل إسرائيل أيضًا
- الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل
- في المعسكرين لا توجد ديمقراطية حقيقية
- الشرطة التي تعتدي على جنازة بطلة شعبية مثل شيرين أبو عاقلة ه ...
- المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان
- ليس -ابرتهايد في المناطق-، بل ابرتهايد
- بيبي أو غيدي: أفول اليسار
- قتلوا نور وأجبروا عائلته على تقليص جنازته
- هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة


المزيد.....




- يوم عالمي لنيلسون مانديلا الذي قال -حريتنا منقوصة بدون حرية ...
- أعياد دينية وأحزاب يسارية
- جورج عبد الله يشيد بالدعم الذي أدى للإفراج عنه
- الصحراء الغربية: هل تراجع جنوب إفريقيا دعمها التقليدي للبولي ...
- بعد اعتقال لـ41 عاما.. فرنسا تعلن الإفراج عن الناشط البارز ج ...
- وفد عن حزب التقدم والاشتراكية بآيت بوكماز
- ملابسات تجريم الإجهاض، قضية أدريانا سمث نموذجا!
- محكمة فرنسية تقرر الإفراج عن جورج عبد الله وتعتبره -رمزا من ...
- القضاء الفرنسي يأمر بالإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم ...
- بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بشأن فاجعة حريق -ه ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - عبودية ألمانيا لماضيها جعلها صامتة تجاه غزة لفترة طويلة جدًا