أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إياد هديش - الإضاءة بالغاز: كأداة استراتيجية لدى التنظيمات الإرهابية لتفكيك الوعي وترويض الجماهير















المزيد.....



الإضاءة بالغاز: كأداة استراتيجية لدى التنظيمات الإرهابية لتفكيك الوعي وترويض الجماهير


إياد هديش

الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 21:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الأزمنة التي لم يعد فيها السلاح وحده كافيًا لفرض السيطرة، تتقدّم أدوات أكثر خفوتًا، وأكثر فتكًا، لتعيد تشكيل الإنسان من الداخل. لم تعد الأنظمة والتنظيمات المتطرفة تعتمد فقط على الترهيب العنيف أو القمع العلني، بل باتت تُتقن استخدام أدوات التفكيك النفسي، حيث يُزرع الشك في العقل، لا في الجسد، وتُفكك الذات لا بالقيد بل بالكلمة. في هذا السياق، تبرز "الإضاءة بالغاز" كأحد أخطر أسلحة القرن، سلاح لا يُخضِع الضحية بالقهر، بل بإقناعها أنها لا تستحق الحقيقة، أو أنها عاجزة عن إدراكها.

"الإضاءة بالغاز" ليست مجرد تقنية نفسية لعلاقة سامة بين شخصين، بل تحوّلت إلى بنية سلطوية تمارسها التنظيمات الإرهابية، والأنظمة القمعية، والجماعات الأبوية المغلقة، والمؤسسات العقائدية التي ترى في الفرد مشروعًا قابلًا لإعادة التشكيل وفق مصالحها. إنها هندسة دقيقة للوعي، تُمارَس بالتشكيك في الذكريات، وتزييف الإدراك، وتقويض الثقة بالنفس، حتى يصبح الإنسان تابعًا، مترددًا، خائفًا من أفكاره كما يخاف من عدوه.

هذا المقال يذهب أبعد من التوصيف السطحي للإضاءة بالغاز، ليكشف كيف تحوّلت من تكتيك فردي إلى إستراتيجية جماعية ممنهجة تستخدمها التنظيمات الإرهابية، لا كأداة تعذيب بل كآلية إنتاج جماهير مُروَّضة. نبدأ بتفكيك المصطلح نفسيًا وشرح جذوره في الأدب والسينما، ثم نغوص في تحليل علمي يُظهر أثره العصبي والمعرفي على الضحية. بعدها نكشف كيف تُطبّق هذه التقنية على نطاق واسع في بيئات دينية، سياسية، وأمنية، وتحليل كيف تُسخّر في سياق سلطوي لإعادة صياغة الحقيقة واحتكار تفسيرها.

نمرّ على أبرز أدوات التنظيمات في استخدام هذا الأسلوب: من فرض سردية موحدة، إلى تزوير الذاكرة، إلى خلق بيئة رعب نفسي وتشكيك دائم، وصولًا إلى استغلال الرموز الدينية والطقوس لزرع الولاء وتقديس الطاعة. كل أداة تُفكك الذات، وتُفرغ الإنسان من صوته، وتحوّله من كائن مفكر إلى ظلّ يسير في حدود المعنى المرسوم له.

إنّ ما يُخيف في الإضاءة بالغاز ليس شدّتها، بل نعومتها؛ ليس عُنفها، بل صمتها. إنها لا تطرق الأبواب، بل تتسلل من بين المفردات، وتُعطل تدريجيًا ملكة الشكّ، وتحرم الإنسان من ثقته حتى في ألمه. وما التنظيمات الإرهابية، في هذا السياق، سوى مختبرات مثالية لتجريب هذا النوع من السيطرة النفسية، حيث تختطف الأيديولوجيا أدوات التفكير، ويُعاد تشكيل الإنسان ليخاف الحقيقة أكثر مما يخاف الكذب.

هذا المقال هو محاولة لمقاومة هذا الخداع، عبر تسليط الضوء على آلياته، وإعادة الاعتبار للوعي كخط الدفاع الأخير في وجه من يسعون لترويض البشر باسم "الحقيقة".

■ إضاءة

في عالم تتصارع فيه القوى على السيطرة، لا تنحصر أدوات الهيمنة في العنف الجسدي أو الإكراه المباشر فقط، بل تتعداها إلى ممارسات نفسية معقدة تتغلغل في أعماق العقل والوعي. من بين هذه الأدوات، تظهر تقنية "الإضاءة بالغاز" كواحدة من أخطر استراتيجيات التنظيمات الإرهابية، التي تستخدمها لتدمير قدرة الفرد على التمييز بين الحقيقة والوهم، وتحويله إلى تابع مطيع لا يملك إلا قبول الواقع المفروض عليه.

"الإضاءة بالغاز" (Gaslighting) واحدة من أخطر وأدق أشكال العنف النفسي، حيث تُستخدم كأداة منهجية لتفكيك إدراك الإنسان لذاته ولواقعه. في فيلم Gaslight الشهير، يُمارس الزوج على زوجته نوعًا خفيًا من التلاعب يبدأ بخفض إضاءة المصابيح تدريجيًا، ثم إنكار حدوث ذلك كلما لاحظته الزوجة، بل ويؤكد لها أنها تتخيل الأمر. ومع مرور الوقت، يبدأ أيضًا بإخفاء أشياء، وتحريك ممتلكات، ثم اتهامها بأنها هي من نسيتها أو أضاعت ترتيبها، مما يدفعها إلى الشك في ذاكرتها وعقلها وحتى سلامتها النفسية. هذا التلاعب الممنهج لا يصيب الضحية بالارتباك فحسب، بل يهدف إلى عزلها عن الواقع وتحويلها إلى شخص فاقد للثقة في إدراكه وفي أحكامه العقلية.

علميًا، تُصنف هذه الظاهرة ضمن أنماط العنف العاطفي المعرفي، وتكمن خطورتها في أنها لا تعتمد على الضرب أو الصراخ بل على زعزعة الثقة بالذاكرة والإحساس والعقل. يقوم الجاني بمجموعة من الأساليب الدقيقة، أبرزها: الإنكار الدائم للحقائق ("لم أقل ذلك أبدًا")، تحوير الوقائع ("أنت تفسر الأمور بطريقة خاطئة")، الإسقاط (اتهام الضحية بما يفعله هو فعليًا)، التشكيك في المشاعر ("أنت حساس أكثر من اللازم")، استعمال عبارات تبدو منطقية لكنها تخفي تلاعبًا ("أنا فقط أقول الحقيقة، لا تغضب")، وعزل الضحية عن محيطها الاجتماعي واتهام الآخرين بعدم فهمها أو الحسد منها ("كلهم ضدك، أنا فقط من يحبك").

وقد يستخدم الجاني التكتيك الأخطر: تقطير الكذب، وهو إقحام أكاذيب صغيرة ومستمرة، لتقويض حس الضحية بالواقع دون صدمة مفاجئة، مما يجعل المقاومة صعبة. ومع الوقت، تبدأ الضحية بفقدان الشعور بالثقة في نفسها، والتردد في اتخاذ القرارات، والاعتماد الكامل على الجاني كمرجعية للواقع. هذا النمط من التلاعب ينتج عنه اضطرابات نفسية خطيرة مثل اضطراب القلق العام، اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، الاكتئاب الحاد، والتفكك عن الذات (Depersonalization). وتشير الأبحاث إلى أن الإضاءة بالغاز تؤثر أيضًا على الأداء العصبي، إذ تُضعف نشاط القشرة الجبهية الأمامية المسؤولة عن التحليل والتفكير المنطقي، كما تحفّز منطقة اللوزة الدماغية المرتبطة بالخوف والقلق، مما يجعل الفرد في حالة دائمة من الدفاع النفسي وفقدان الاتزان.

وتزداد خطورة هذا النوع من التلاعب حين يُمارس في بيئات سلطوية أو دينية أو أبوية، حيث تُستخدم مفاهيم مطلقة مثل "الطاعة"، أو "الحرام"، أو "المصلحة العامة" لتكميم صوت الضحية وإقناعها أن معاناتها ناتجة عن "قلة إيمان" أو "جنون" أو "سوء فهم". كما يُستخدم أحيانًا في العلاقات الزوجية لتبرير الخيانة أو العنف، وفي البيئات الأسرية لإسكات الأطفال أو النساء المعترضات، بل وقد يُمارس من قبل الدولة أو المؤسسات الإعلامية والدينية لخلق سردية واحدة وتكذيب الشعوب في تجاربها، وهو ما يُعرف بـ"الإضاءة بالغاز الجماعية". في كل هذه السياقات، تُسلب الضحية ليس فقط صوتها، بل وحقها في تفسير واقعها وامتلاك تجربتها الشعورية، لتتحول تدريجيًا إلى كائن تابع، خائف، مشوش، ومشكك حتى في حقيقة ألمه.

■ تعريف الإضاءة بالغاز وفق علم النفس الحديث

الإضاءة بالغاز هي نمط من العنف النفسي المنهجي، يُعرّف في علم النفس بأنه تلاعب مستمر وممنهج يهدف إلى زعزعة ثقة الضحية في إدراكها وذاكرتها، مما يؤدي بها إلى فقدان القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال. في سياق التنظيمات الإرهابية، تتوسع هذه التقنية لتصبح استراتيجية متكاملة تفكك وعي الفرد والجماعة، وتُعيد صياغة واقعهم الذهني بما يخدم أهداف التنظيم.

■ جذور المصطلح.. من المسرح إلى علم النفس

مصطلح الإضاءة بالغاز (Gaslighting) يعود إلى مسرحية بريطانية بعنوان Gas Light كتبها باتريك هاملتون عام 1938، والتي تحولت لاحقًا إلى فيلم أمريكي شهير عام 1944 بعنوان Gaslight من بطولة إنغريد بيرغمان. في هذا الفيلم، يتعمّد الزوج التلاعب ببيئة المنزل - تحديدًا تخفيف إضاءة مصابيح الغاز - ثم ينكر حدوث أي تغيير، ويُصرّ على أن زوجته تتخيل ذلك. مع مرور الوقت، تبدأ الزوجة في الشك في إدراكها للعالم من حولها، وتنهار تدريجيًا ثقتها بنفسها، معتقدة أنها ربما تعاني من اضطراب نفسي. لقد جسد الفيلم هذا التكتيك ببراعة، حيث لم يُمارَس العنف على الجسد، بل على الوعي، مما حوله لاحقًا إلى مصطلح نفسي يُستخدم لوصف هذا النمط من التلاعب الذهني القائم على إنكار الواقع وتزييف الإدراك.

■ التحليل النفسي الحديث لتأثير الإضاءة بالغاز

وفقاً لعلم النفس الإكلينيكي الحديث، تُعد الإضاءة بالغاز من أخطر أشكال العنف العاطفي المزمن، إذ تُصنّف ضمن ما يُعرف بـ"العنف النفسي المركّب" (Complex Psychological Abuse). هذا النمط لا يترك كدمات جسدية، بل يخلّف ندوبًا عميقة في النفس، ويُسبب تشوهات في صورة الذات والإدراك.

- من أبرز التأثيرات النفسية الناتجة عن الإضاءة بالغاز:

● تفكك الإدراك: يفقد الضحية ثقته في ذاكرته، وتتشوش قدرته على الحكم على الواقع.

● زرع الاعتماد النفسي: يصبح الضحية معتمدًا كليًا على الجاني في تفسير الأحداث والمواقف، ما يُعزز التبعية العاطفية والفكرية.

● تشوه الهوية: تتآكل هوية الضحية، ويشعر بعدم الاتساق الداخلي، ويشكك في قدراته، قيمه، وحتى مشاعره.

● اضطرابات ما بعد الصدمة المعقّدة (C-PTSD): نتيجة للتعرض المستمر لهذا النمط من التلاعب، يعاني الضحايا من أعراض تشبه اضطراب ما بعد الصدمة، لكن بصورة أكثر تعقيدًا، تشمل الانفصال عن الذات، وصعوبة الثقة بالآخرين، ومشاعر دائمة من الذنب والخجل.

● من الناحية العصبية، تؤكد دراسات علم الدماغ أن التعرض المطوّل للإضاءة بالغاز يُحدث تغييرات في نشاط القشرة الجبهية للدماغ (Prefrontal Cortex)، ما يعيق اتخاذ القرارات، ويزيد من سيطرة مناطق الخوف والقلق مثل اللوزة الدماغية (Amygdala). هذا يجعل الضحية أكثر عرضة للتبعية والخضوع، ويُضعف قدرتها على المقاومة أو حتى إدراك أنها تتعرض لإساءة.

بالتالي، لا يُمكن النظر إلى الإضاءة بالغاز كمجرد تكتيك نفسي بل كـ"تكنولوجيا قمعية" كاملة، تستهدف إعادة برمجة العقل وتفريغ الذات من قدرتها على التفسير والتأويل، وهو ما يجعلها الأداة المثالية للأنظمة والتنظيمات التي تسعى لفرض أيديولوجيات مطلقة ومحصنة ضد النقد.

■ الإضاءة بالغاز.. اختطاف الوعي تحت ستار الحقيقة

في عمق كل منظومة سلطوية، تتخفى تقنيات ناعمة للترويض لا تقل فتكًا عن العنف الجسدي، بل تتجاوزه إلى ما هو أبعد: السيطرة على المعنى. و"الإضاءة بالغاز" ليست سوى أحد أكثر هذه التقنيات خبثًا، فهي لا تُمارَس بالصراخ، بل بالهمس؛ لا تقمع الضحية علنًا، بل تقنعها بأن لا شيء يستدعي الصراخ أصلاً.

في جوهرها، الإضاءة بالغاز ليست إنكارًا للواقع، بل إعادة إنتاجه عبر خطاب القوة. إنها آلية لإخضاع الإدراك الفردي وتفكيك سلطة الذات على وعيها. الجلاد هنا لا يُغيّب الضحية، بل يُفرغها من معناها، يُشكّكها بذاتها، ويمنح نفسه حق تفسير تجربتها نيابةً عنها. إنها عملية منظمة لخصخصة الحقيقة، حيث يُعاد تعريف ما هو "واقع" و"صحيح" و"منطقي" عبر عين واحدة: عين المسيطر.

المصطلح ذاته يعود إلى مسرحية وفيلم في أربعينيات القرن العشرين، حيث يعبث الزوج ببيئة المنزل - يخفض إضاءة مصابيح الغاز مثلاً - ثم ينكر ذلك أمام زوجته مرارًا حتى تبدأ بالتشكيك في قواها العقلية. ما يبدو حبكة درامية هو في الحقيقة بنية سلطوية متكاملة، تمارسها ليس فقط الأفراد، بل الأيديولوجيات والمؤسسات والعقائد والنظم الأبوية.

من زاوية نقدية، يمكن فهم الإضاءة بالغاز باعتبارها إحدى صور العنف الرمزي الذي تمارسه السلطة حين تدّعي احتكار المعنى. حين يُقال للمرأة التي تتعرض للإهانة: "أنتِ حساسة"، أو للمقهور: "أنت تتخيل"، أو للمنشقّ: "لديك أزمة ثقة"، فإننا لا نواجه مجرد رأي، بل نواجه هندسة وعي تهدف إلى نزع الشرعية عن الألم، وتحويل الشكّ إلى خلل نفسي لا إلى لحظة مقاومة مشروعة.

علم النفس المعاصر يصنّف هذا السلوك ضمن "العنف النفسي المعقّد"، حيث لا يسعى الجاني إلى تدمير الضحية من الخارج، بل إلى السيطرة عليها من الداخل، عبر تفكيك إحساسها بالذات، وزرع الارتباك في صميم وعيها. هذا النوع من السيطرة يتطلب بيئة ثقافية تسمح به، بل وتبرّره أحيانًا باسم الحب، الدين، الواجب، أو الأعراف. وهكذا تتحوّل "الإضاءة بالغاز" من تقنية فردية إلى نمط ثقافي متجذّر.

المنظومات الدينية المغلقة تمارس هذا الشكل من التلاعب بكفاءة. حين يُقال للمختلف: "شكّك دليل ضلالك"، أو "أسئلتك فتنة"، تُختَطف أدوات التفكير النقدي لصالح سردية مطلقة تجرّم الشكّ وتمجّد الطاعة. بل إن التنظيمات المتطرفة تُعيد إنتاج الواقع لأتباعها باستخدام أدوات الإضاءة بالغاز: تُصوَّر الوحشية كفضيلة، والتضحية كغاية، والعدوّ كظلّ دائم يستوجب الشك في كل مشاعر الرحمة أو المنطق.

حتى في الحيز الأسري، تتجلى هذه البنية: الأب الذي يُحرّف ذكريات طفله، أو الأم التي تُقنع ابنتها بأن ما حدث "لم يكن بتلك الخطورة"، أو الزوج الذي يصرّ على أن "كل النساء يعانين، لكنك أنتِ تبالغين". كلها ليست حالات فردية، بل نتاج ثقافة ترى في الصوت الذاتي خطرًا، وفي الحساسية ضعفًا، وفي السؤال تهديدًا.

ما يُخيف في الإضاءة بالغاز ليس عنفها الظاهر، بل قدرتها على تحويل الضحية إلى جلاد ذاتها. إلى أن تستيقظ يومًا وهي لا تعرف ما إذا كانت الحقيقة كذبة، أم الكذبة هي ما تعلّمت أن تسميه "حقيقة".

■ الإضاءة بالغاز.. كأداة استراتيجية لدى التنظيمات الإرهابية لتفكيك الوعي وترويض الجماهير

● إعادة تعريف الحقيقة عبر خطاب موحّد

تعتمد التنظيمات الإرهابية على إعادة صياغة الواقع وفرض سردية موحّدة تُستبعد فيها كل الأصوات المعارضة أو المشككة. من الناحية الأمنية، يهدف هذا التحكم بالسرد إلى تثبيت السيطرة ومنع أي تهديد محتمل لاستقرار التنظيم، سواء عبر كشف تجاوزات أو فضح ممارسات عنيفة. قانونيًا، يؤدي هذا التوحيد إلى غياب حماية حرية التعبير، حيث يُلاحق كل من يخالف الخطاب الرسمي عبر قوانين جائرة أو إجراءات تعسفية، مما ينسف أساس العدالة وحق الدفاع عن الرأي. نفسيًا، يتعرض الفرد لضغط هائل يُجبره على تبني سرد غير واقعي، ما يسبب اضطرابات مثل القلق وهشاشة الهوية وانعدام الثقة بالذات. سياسيًا، يحول هذا السرد الأحادي المواطن إلى كائن لا صوت له، محروم من المشاركة الديمقراطية، ما يعزز حكم الأقلية على الأغلبية. فلسفيًا ونقديًا، يُعد هذا الإجراء إلغاءً لذاتية الإنسان وحقه في تأويل الواقع، فتصبح الحقيقة مفروضة لا مُنتخبة، في إطار استبدادي ينزع حرية الفكر ويعزز الاستلاب.

أي تعتمد التنظيمات الإرهابية على فرض سردية موحّدة تُلغى فيها كل الأصوات المعارضة. أمنياً، يُستخدم هذا السرد لحماية التنظيم من فضح ممارساته، وتأمين استمراريته عبر تحييد أي تهديد داخلي أو خارجي. قانونياً، تُستخدم القوانين الجائرة لتجريم حرية التعبير، فتُلاحق الأصوات الحرة، مما يقوّض مبدأ العدالة وحق الدفاع عن الرأي. نفسيًا، يُعاني الأفراد من اضطرابات هوية وقلق مستمر نتيجة فرض سرد غير واقعي على تجربتهم، ما يخلق حالة من انعدام الثقة بالنفس والواقع. سياسيًا، يحول الخطاب الأحادي المواطنين إلى كائنات بلا صوت أو مشاركة، تُمكّن قلة قليلة من التحكم بواقع الأغلبية. من منظور فلسفي نقدي، يُعد هذا إلغاءً للذاتية النقدية وحق الفرد في تأويل الواقع، حيث تُصبح الحقيقة مرسومة بقوة السلطة، وتُمحى حرية التفكير.

> مثال: تنظيم "داعش" استخدم هذا الأسلوب في إعادة صياغة واقع المناطق التي سيطر عليها، عبر فرض تعاليمه وأيديولوجيته كحقيقة مطلقة، وقمع أي تعبير عن رأي مخالف.

● التشكيك المنهجي في الذاكرة الفردية والجماعية

تعمد التنظيمات إلى إعادة كتابة التاريخ وتزوير الذاكرة الجماعية والفردية لخدمة أهدافها، فتمحو أو تحرف الأحداث التي قد تهدد سلطتها. أمنياً، هذا التكتيك يمنع الكشف عن جرائم وانتهاكات، ويُرسخ سردية التنظيم أو النظام المساند له. على الصعيد القانوني، تتغاضى القوانين أحيانًا عن العدالة الانتقالية، مما يمنع تحقيق حقوق الضحايا أو التصدي للظلم التاريخي. نفسيًا، يؤدي هذا التشكيك إلى إحساس بالاغتراب والضياع، حيث ينفصل الفرد عن ماضيه ويعاني من اضطراب هوية عميق، ويشعر بالعجز أمام واقع مشوه. سياسيًا، يُستخدم تزوير التاريخ لتبرير الوضع القائم وإخماد الحركات المطالبة بالتغيير، مما يرسخ السلطة ويُقمع المعارضة. من منظور فلسفي نقدي، يُعتبر هذا التكتيك عملية محو الذاكرة النقدية وتحويل التاريخ إلى أداة سياسية، ما يُفرغ الإنسان من جذوره الأخلاقية والاجتماعية، ويجعل من الزمن مسرحًا لصراع القوة لا للحقيقة.

أي تمارس التنظيمات تزوير التاريخ وإعادة كتابة الذاكرة لخدمة أهدافها. أمنياً، يمنع هذا الكشف عن انتهاكات أو فضائح داخلية. قانونياً، غياب العدالة الانتقالية يترك المجال مفتوحاً لإعادة إنتاج الظلم. نفسيًا، يعاني الأفراد من شعور بالاغتراب وفقدان الهوية بسبب تزوير الحقائق التاريخية. سياسيًا، يبرر تزوير التاريخ استمرار النظام ويكبت الحركات المطالبة بالتغيير. فلسفيًا، يعد هذا محاولة لمحو الذاكرة النقدية وتحويل التاريخ إلى أداة قمع وليس مصدر حكمة.

> مثال: في مناطق عدة خضعت لسيطرة تنظيمات متطرفة، تم إلغاء الاحتفال بالأعياد الوطنية أو تغيير المناهج الدراسية، بما يحجب التاريخ الوطني ويعيد صياغته وفق أيديولوجية التنظيم.

● تقويض الثقة بالنفس وبالقدرة على النقد

تسعى التنظيمات الإرهابية إلى تحطيم قدرة الأفراد على التفكير النقدي والاعتراض، معتبرة ذلك تهديدًا أمنيًا وسياسيًا. من الناحية الأمنية، يُصنف المفكرون والنشطاء كمهددين للسلطة ويُضبطون أمنياً عبر المراقبة والاعتقال. قانونيًا، يفتقر هؤلاء الأشخاص إلى ضمانات قانونية تتيح لهم التعبير بحرية، ويُفرض عليهم رقابة شديدة. نفسيًا، يُزرع في الضحية شعورٌ بأنها مختلة أو غير عقلانية إذا شككت أو انتقدت، مما يؤدي إلى اعتماد نفسي وانكسار ذاتي. سياسيًا، تتحكم هذه الاستراتيجية في تشكيل رأي عام ذي ولاء أعمى يرفض التنوع الفكري. فلسفيًا، يُعتبر قمع النقد إلغاءً للوعي الحر، وتأسيسًا على جهل مركّز يُقمع فيه كل فضاء للحرية الفكرية، مما يحول الإنسان إلى تابع أعمى للسلطة.

أي تُحطم التنظيمات قدرة الأفراد على التفكير النقدي باعتباره تهديداً. أمنياً، تُصنف الأصوات الناقدة أعداءً ويُضبطون أمنياً. قانونياً، تُفتقد هذه الأصوات إلى الحماية، وتُفرض عليها الرقابة. نفسيًا، تُزرع لديهم مشاعر العجز والضعف ما يؤدي لاعتماد نفسي على التنظيم. سياسيًا، تُحكم السيطرة على الفكر لفرض طاعة مطلقة. فلسفيًا، يُقمع الوعي النقدي، ويُفرض جهل مركّز يُحول الإنسان إلى تابع أعمى.

> مثال: في تنظيمات كـ"بوكو حرام"، يُمنع التعليم النقدي ويُفرض حفظ وترديد نصوص دون مناقشة، ما يُضعف قدرة الأفراد على التفكير المستقل.

● خلق أجواء من الرعب والترهيب النفسي

تستخدم التنظيمات أساليب التهديد المباشر والضمني لإخضاع الأفراد، فالرعب يعمل كأداة فعالة لإخماد المقاومة. أمنياً، يسود مناخ الخوف الذي يمنع التجمعات والنشاطات المعارضة، ويضمن استقرار التنظيم على حساب حرية الأفراد. قانونيًا، يغيب تطبيق العدالة وحماية الحقوق في مواجهة هذه التهديدات، ما يجعل الأفراد عرضة للإساءة بلا ردع. نفسيًا، يعيش الأفراد تحت ضغط نفسي مستمر قد يفضي إلى اضطرابات نفسية شديدة مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب. سياسيًا، يصبح الرعب وسيلة لترسيخ الطاعة وانعدام المعارضة، فتغدو السلطة بلا مساءلة أو محاسبة. فلسفيًا، يُعد الترهيب آلية إلغاء الإرادة وتحويل الإنسان إلى كائن مفعول به فاقد للكرامة والحرية، ويشكّل انتهاكًا جوهريًا لحقوق الإنسان وحرية الوجود.

أي يستخدم التنظيم الرعب لإخضاع الأفراد. أمنياً، يمنع الرعب المعارضة ويضمن استقرار التنظيم. قانونياً، يغيب تطبيق العدالة مما يسمح بالإساءة بلا ردع. نفسيًا، يؤدي الرعب إلى اضطرابات نفسية عميقة. سياسيًا، يُرسّخ الرعب الطاعة ويُهمش المعارضة. فلسفيًا، يُلغي الترهيب إرادة الإنسان وكرامته، ويشكل انتهاكًا جوهريًا لحقوقه.

> مثال: استخدام الإعدامات العلنية والتهديدات المستمرة في مناطق سيطرة تنظيمات إرهابية خلق مناخًا من الخوف الشديد، يحول السكان إلى رعايا مطيعين.

● استغلال الغموض والتضليل الإعلامي

التحكم بالمعلومات وتضليل الجماهير يُعد من أهم أدوات التنظيمات لإدامة سيطرتها. أمنياً، تمنع هذه السيطرة ظهور معلومات تكشف عن انتهاكات أو تعزز مقاومة التنظيم. قانونيًا، يفتقر الأفراد والصحافة إلى ضمانات حرية الإعلام، ويُقمع كل صوت مستقل. نفسيًا، يؤدي تضليل المعلومات إلى خلق حالة من التشويش والشك المزمن في ذهن الأفراد، ما يعرقل قدرتهم على اتخاذ قرارات واعية ومستقلة. سياسيًا، يسهم التضليل في صناعة رأي عام مزيف يدعم السلطة ويُضعف الحركات المعارضة. فلسفيًا، التحكم في المعرفة هو مصادرة للحرية الفكرية، ويحوّل الإنسان إلى مستهلك لسرديات مبرمجة، ما يُفقده أداة الفهم والنقد الضرورية لاستقلاليته وكيانه الإنساني.

أي تتحكم التنظيمات بالمعلومات لتضليل الجماهير. أمنياً، تمنع ظهور معلومات تفضح التنظيم. قانونياً، تُقمع حرية الإعلام. نفسيًا، يولد التضليل ارتباكًا ويُضعف اتخاذ القرار. سياسيًا، يصنع رأيًا عامًا مزيفًا يدعم التنظيم. فلسفيًا، التحكم بالمعلومات يُصادر حرية الفكر، ويحوّل الإنسان إلى مستهلك لسرديات مبرمجة.

> مثال: استخدام تنظيمات مثل "جبهة النصرة" لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعاية مضللة وإخفاء انتهاكات بحق المدنيين.

● فرض العزلة الاجتماعية والسياسية

تعزل التنظيمات أفرادها أو معارضيها، سواء ماديًا أو معنويًا، لكسر روابط الدعم الاجتماعي والسياسي. أمنياً، العزل يمنع تنسيق المقاومة ويُحدّ من قدرة الأفراد على تشكيل تحالفات تؤثر على أمن التنظيم. قانونيًا، تمنع قوانين الطوارئ أو القيود المفروضة الحريات العامة كالاحتجاج والتنظيم. نفسيًا، يُسبب العزل مشاعر الوحدة واليأس وفقدان المعنى، ما يُسهّل السيطرة والسيطرة النفسية. سياسيًا، تفتيت النسيج الاجتماعي يُضعف القدرات الحركية الشعبية، ويُرسّخ هيمنة التنظيم على المجتمع. فلسفيًا، العزلة هي قطع الروابط الإنسانية الجوهرية التي تشكل وجود الإنسان في عالمه، وتحويله إلى كائن منعزل مفصول عن تاريخه وواقعه، ما يعني نزع جوهر الذات الإنسانية وحرمانه من إمكانيات الفعل والتغيير.

أي تعزل التنظيمات أفرادها لكسر الدعم. أمنياً، تمنع العزلة تنسيق المقاومة. قانونياً، تُفرض قيود على الحريات العامة. نفسيًا، تؤدي إلى الوحدة واليأس. سياسيًا، تُفكك النسيج الاجتماعي. فلسفيًا، العزلة تُفقد الإنسان وجوده الإنساني ككائن اجتماعي فاعل.

> مثال: قطع الاتصالات بين المجتمعات المحلية والتنظيمات المعارضة في مناطق الصراع لتقييد الدعم والمعلومات.

● توظيف الطقوس والرموز الدينية والسياسية

تستخدم التنظيمات الطقوس والرموز لتثبيت الولاء وتعميق الانتماء، ما يعزز سيطرتها على الأفراد. أمنياً، تحوّل الطقوس الالتزام إلى فرض لا نقاش فيه، وتربط الأفراد تنظيميًا بشكل قوي يصعب تفكيكه. قانونيًا، قد تُحظى هذه الطقوس بحماية قانونية أو تعامل خاص، مما يمنع مساءلتها أو نقدها. نفسيًا، تُغذي الطقوس شعورًا بالانتماء والأمان، وتُثبّت الهوية التنظيمية، مما يقلل فرص الشك والتمرد. سياسيًا، تُقدّس الرموز السلطة وتُحوّلها إلى مشروع لا يمكن نقده أو تغييره. فلسفيًا، هذه العملية تمثل تقديس السلطة وتحويلها إلى مرجعية مطلقة، ما يُلغي فضاء الحوار والنقاش، ويُكرّس نظام طاعة كامل يفرض على الأفراد استسلامًا عقليًا وروحيًا.

أي تستخدم التنظيمات الطقوس والرموز لترسيخ الولاء. أمنياً، تحوّل الطقوس الالتزام إلى فرض صعب التفكيك. قانونياً، قد تحصل على حماية تمنع مساءلتها. نفسيًا، تُعزز الطقوس الهوية التنظيمية. سياسيًا، تقدّس السلطة وتحولها إلى مشروع لا يُنتقد. فلسفيًا، الطقوس تقدس السلطة وتلغي الحوار، وتكرّس الطاعة الكاملة.

> مثال: اعتماد تنظيم "طالبان" على طقوس وشعائر دينية لتعزيز هويته وترسيخ سلطته وسط السكان.

■ استعادة الوعي كفعل مقاومة

تُظهر هذه الاستراتيجيات كيف تُستخدم الإضاءة بالغاز من قبل التنظيمات الإرهابية كسلاح نفسي وسياسي فعال، يهدف إلى تفكيك وعي الأفراد والجماعات، وإلغاء قدرتهم على المقاومة والتفكير المستقل، ليصبحوا أدوات طيعة في يد قوى لا تعترف بالإنسانية ولا بالحرية.

وفي زمن تتقاطع فيه الأيديولوجيا مع التكنولوجيا، والعقيدة مع القمع، تتحوّل أدوات مثل "الإضاءة بالغاز" إلى بنى سلطوية متكاملة، لا تستهدف قهر الجسد بل إفراغ الذات من معناها. إن ما تمارسه التنظيمات الإرهابية ليس مجرد عنف مسلّح أو خطاب متطرف، بل هو هندسة ذكية للوعي، تقوم على تفكيك الإدراك، وبثّ الشك، وترويض الجماهير نفسيًا، حتى يغدو الإنسان سجينًا داخل عقله، غير قادر على التمييز بين الوهم والحقيقة، بين الألم المشروع و"الخيال المرضي".

لقد أثبت المقال أن الإضاءة بالغاز لم تعد مجرد ظاهرة نفسية تُمارس بين الأفراد، بل تحوّلت إلى استراتيجية سلطوية تُعيد إنتاج الواقع نفسه وفق معايير من يملك القوة؛ قوة السرد، قوة التأويل، وقوة احتكار المعنى. فحين تسيطر التنظيمات على اللغة، والرموز، والطقوس، وتفرض سردياتها كحقائق نهائية، فإنها لا تكتفي بإخضاع الجسد، بل تُصادر الوعي، وتُعيد تشكيله بما يخدم مشروعها، سواء كان مشروعًا دينيًا مغلقًا، أو سياسيًا قمعيًا، أو ثقافيًا استئصاليًا.

في مواجهة هذه الآليات الممنهجة، تصبح استعادة الوعي فعلًا وجوديًا وموقفًا أخلاقيًا لا يقل أهمية عن أي شكل من أشكال المقاومة. فالمعركة اليوم لم تعد فقط على الأرض، بل في الذهن، في اللغة، في الذاكرة، وفي الحق في تفسير التجربة الذاتية. وكل خطاب يُعيد للإنسان ثقته بعقله، ويُذكّره بشرعية ألمه، وبحقه في أن يشكّ، وأن يسأل، هو سهم في قلب البنية التي تسعى إلى محو الإنسان من داخله.

إن تفكيك استراتيجيات الإضاءة بالغاز، وفضح آلياتها النفسية والسياسية والفلسفية، هو خطوة أولى نحو تفكيك البنية الأعمّ للقمع، تلك التي لا تتجلى في السجون أو في البنادق، بل في الأذهان التي تعتاد الخضوع، وتخشى الحرية، وتخون ذاكرتها لصالح سردية جاهزة.

في النهاية، تبقى الحقيقة - كما الوعي - فعلًا جماعيًا مستمرًا، لا يُفرض من أعلى، بل يُنتزع من الهامش، من الهامس، من أولئك الذين ما زالوا يتمسكون بالحق في تسمية الأشياء بأسمائها، والحق في أن يرووا قصتهم، ولو همسًا، في زمنٍ يصادر فيه الصراخ ذاته.



#إياد_هديش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاومة نسوية لعاطفة مختطفة: من عبلة الصامتة إلى الشابات الرق ...
- الدين والأفيون الحديث والمعاصر
- قوة الحب أقوى من حب القوة
- الإقصاء الممنهج: التشهير كأداة للهيمنة على المرأة اليمنية
- وجوه العار: تفكك الحماية الأسرية تحت وطأة التشهير
- الجريمة النفسية التي لا تترك أثرًا على الجلد: تشريح نفسي لضح ...
- التشهير الرقمي: حين تُصبح الكلمة أداة قتل باردة
- بين شاشة وهشاشة: قمع النساء عبر التكنولوجيا في مجتمع يجرّم ا ...
- العودة إلى هوية العشاق: رسالة امرأة غادرت عالم الحرية باسم ا ...
- باسم الهوية.. ذهبت
- حين تُختطف الحرية: المرأة ما بين التمكين والتحريض
- المرأة ما بين الحرية وهشاشة الهوية الذاتية
- ادعاء التحرر والعودة إلى السجون القديمة: بين الصخب الظاهري و ...
- حين تُقمع المشاعر تتهاوى المواقف
- المرأة واختيار شريك عمرها: بين قسوة التحريم وفطرة الحب
- الحجاب والتمييز الطبقي: كشف العلاقة بين الستر والعبودية في ا ...
- قراءة في كتاب النظام الأبوي وإشكالية تخلف المجتمع العربي لهش ...
- هل يعود اليمن سعيداً؟
- الأيام السبعة ورمزية الرقم (7)


المزيد.....




- -اكتفيت إلى هنا-.. دانا مارديني تعلن اعتزالها -كممثلة في مجا ...
- اليابان: رئيس الوزراء ينوي البقاء في منصبه بعد توقعات بهزيمة ...
- إسرائيل تأمر الفلسطينيين في وسط غزة بالتوجه جنوبًا.. ومنتدى ...
- -آليات لأعداء الأمة-.. ضاحي خلفان يحذر من مخاطر الميليشيات و ...
- أزمة السويداء: ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
- إذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟ ...
- ألمانيا ودول أوربية أخرى تستعد لبدء محادثات جديدة مع إيران
- طواف فرنسا: البلجيكي تيم ويلينس بطلا للمرحلة الخامسة عشرة
- غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث
- دمشق تعلن تهدئة الأوضاع في السويداء وقلق أميركي من سياسات نت ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إياد هديش - الإضاءة بالغاز: كأداة استراتيجية لدى التنظيمات الإرهابية لتفكيك الوعي وترويض الجماهير