أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - لماذا علينا، نحن عرب الداخل، أن نقلق؟














المزيد.....

لماذا علينا، نحن عرب الداخل، أن نقلق؟


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 19:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


المقال الخامس: ما نشهده اليوم في إسرائيل ليس مجرد انزلاق عابر يمكن تصحيحه، وليس فوضى عارضة ستنتهي مع تغير الحكومة أو تبدل الظروف. ما نشهده هو "نظام جديد" متكامل، يتم بناؤه بشكل ممنهج ومدروس، قائم على كمّ الأفواه وقمع الحريات وترسيخ العنصرية كسياسة رسمية للدولة.
هذا النظام الجديد له أدواته التشريعية المتمثلة في قوانين مثل قانون القومية وقانون المواطنة وغيرها من القوانين التي تكرس التمييز. وله أدواته الأمنية المتمثلة في الاعتقالات والاستدعاءات والملاحقات على خلفية التعبير عن الرأي. وله أدواته الإعلامية المتمثلة في إعلام متجند يروج للخطاب الأحادي ويغيب الأصوات النقدية.
هذا النظام ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج مسار طويل من التحولات السياسية والاجتماعية التي تسارعت وتيرتها في السنوات الأخيرة. وما كان يُعتبر تطرفاً في الماضي أصبح اليوم جزءاً من "التيار الطبيعي" في السياسة والمجتمع الإسرائيلي.
الخطر لم يعد فقط على العرب، بل على معنى الديمقراطية ذاته
الخطر الذي يمثله هذا النظام الجديد لا يقتصر على المواطنين العرب في إسرائيل، رغم أنهم الضحية الأولى والأكثر تضرراً. بل يمتد ليطال معنى الديمقراطية ذاته، وأسس المجتمع المدني، وقيم التعددية والتسامح التي يفترض أن تقوم عليها أي دولة تدعي الديمقراطية.
فعندما يصبح التحريض على الكراهية والعنصرية جزءاً من الخطاب السياسي المقبول، وعندما تتحول المؤسسات التشريعية إلى أدوات لترسيخ التمييز، وعندما يفقد الإعلام دوره كرقيب على السلطة ويتحول إلى أداة للتجييش والتحريض، فإن ذلك يقوض أسس الديمقراطية ويفتح الباب أمام المزيد من التطرف والعنف.
هذا التآكل في القيم الديمقراطية يؤثر على الجميع، يهوداً وعرباً. فالمجتمع الذي يقبل بالتمييز ضد فئة من مواطنيه، سيجد نفسه عاجلاً أم آجلاً يقبل بالتمييز ضد فئات أخرى. والدولة التي تنتهك حقوق جزء من مواطنيها، لن تتردد في انتهاك حقوق الآخرين عندما تقتضي مصلحتها ذلك.
السكوت ليس خياراً، بل مشاركة في الجريمة
في ظل هذا المشهد المظلم، يصبح السكوت ليس مجرد موقف سلبي، بل مشاركة فعلية في ترسيخ نظام قائم على القمع والإقصاء. فالصمت إزاء العنصرية والتمييز هو موافقة ضمنية عليهما، والصمت إزاء انتهاك حقوق الآخرين هو تواطؤ مع المنتهكين.
لذلك، فإن مواجهة هذا النظام الجديد ليست مسؤولية المواطنين العرب وحدهم، بل هي مسؤولية كل من يؤمن بقيم الديمقراطية والعدالة والمساواة. وهذه المواجهة تبدأ بكسر حاجز الصمت، والتعبير الصريح عن رفض العنصرية والتمييز، ودعم ضحايا القمع والاضطهاد.
إن الطريق نحو مجتمع أكثر عدلاً ومساواة قد يكون طويلاً وشاقاً، لكنه يبدأ بخطوة واحدة: رفض السكوت والتواطؤ، واختيار الوقوف في وجه الظلم والعنصرية، مهما كانت التكلفة. لأن البديل هو الاستسلام لنظام يقوم على كمّ الأفواه وقمع الحريات، وهو ما لا يمكن أن يقبله أي إنسان يؤمن بكرامة الإنسان وحقه في العيش بحرية وكرامة.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل: صناعة رأي عام خائف ومُدجّن
- تآكل حرية التعبير لدى عرب الداخل
- أيمن عودة في مرمى الاغتيال السياسي
- من الكنيست إلى الشارع: العنصرية بلا خجل
- إسرائيل: العنصرية من الهمس إلى الصراخ
- كاملٌ بذاته
- من المنتصر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
- الرد الإيراني: رمزي ومحسوب
- سيناريوهات الرد على الضربة الأميركية
- قافلة الصمود: بالعبرية .. لا تقتربوا من غزة
- ترامب ونتنياهو: مَن يستخدم مَن؟
- هل صارت إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة؟
- الجريمة تنهش عرب الداخل
- صرخة..
- يوم -القيامة- ..
- المواطن في إسرائيل يدخل كتاب غينيس
- المسيحي الفلسطيني...
- إيران تستعرض... وإسرائيل تنفّذ
- من المسجد الى الكنيست..
- حل الدولتين.. الميت الذي نرفض دفنه


المزيد.....




- صنعاء: تظاهرة بعشرات الآلاف وهتافات ضد إسرائيل وأمريكا
- مسؤول إسرائيلي يؤكد إحراز تقدم في مفاوضات الدوحة ويتهم حماس ...
- لماذذا تهدد روسيا بحظر تطبيق واتساب؟
- قطر تسهل إعادة 81 أفغانيا من ألمانيا إلى بلادهم
- 41 شهيدا بغزة والاحتلال يواصل استهداف المجوّعين
- كيف اعترضت الدفاعات الجوية القطرية الهجوم الصاروخي الإيراني ...
- -لستُ عاملة نظافة عندكِ-.. مواجهة حادة بين وزيرة فرنسية من أ ...
- أمنستي تدعو أيرلندا لإقرار قانون الأراضي المحتلة ضد إسرائيل ...
- الحوثيون يهاجمون مطار بن غوريون بصاروخ باليستي
- ما المداخل الممكنة لإعادة الأمن والاستقرار في السويداء؟


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - لماذا علينا، نحن عرب الداخل، أن نقلق؟