أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - سطوة المال في عالم السياسة والانتخابات














المزيد.....

سطوة المال في عالم السياسة والانتخابات


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي تُعد فيه الأموال أداة حاسمة في الانتخابات حول العالم، فإن العراق، وعلى وجه الخصوص، يعد من أكثر البلدان تأثرًا بهذا العامل بسبب خلفيته الاجتماعية والسياسية المعقدة... ؛ فعلى الرغم من أن العراق قد مر بتجربة ديمقراطية منذ أكثر من عقدين من الزمن، إلا أن آثار الأنظمة الطائفية والدكتاتورية السابقة، خصوصًا نظام صدام ، ساهمت في ظهور ممارسات غير قانونية وسلوكيات معقدة أثرت بشكل مباشر في نتائج الانتخابات والممارسة والمشاركة السياسية .
دور المال في التأثير على الانتخابات
في النظام الديمقراطي، من المتوقع أن يتم تمويل الحملات الانتخابية من قبل الأحزاب السياسية أو المرشحين، إلا أن الأموال في بعض الأحيان تُستخدم بطرق تتجاوز حدود تمويل الحملات الدعائية، لتشمل شراء الأصوات، والتأثير على الناخبين، وحتى تغيير قناعاتهم... ؛ فالمنافسة السياسية في بعض البلدان قد تكون محكومة في النهاية بمن يمتلك الأموال أكثر من التيارات السياسية التي تمثل مصالح الجمهور.
تأثير المال في الانتخابات العراقية
أما في العراق، فتعد الأموال جزءًا لا يتجزأ من العمليات الانتخابية منذ عام 2003... ؛ اذ يتسم المجتمع العراقي بتعددية طائفية وعرقية، مما يتيح لبعض القوى السياسية القدرة على توظيف الأموال بشكل أكبر في إقناع الناخبين من مختلف شرائح المجتمع... ؛ فالعراق، على غرار العديد من البلدان، لم يكن بعيدًا عن ظاهرة "شراء الأصوات"، بل إن الأموال أصبحت وسيلة رئيسية للتأثير على نتائج الانتخابات... ؛ ففي الانتخابات البرلمانية والرئاسية، نلاحظ أن الحملات الانتخابية غالبًا ما تركز على توزيع الأموال، الهدايا، أو حتى تقديم وعود ملموسة في مقابل التصويت.
تعتبر هذه الظاهرة نتيجة لعدة عوامل، أبرزها الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه البعض ، إذ يصبح المال بمثابة الحافز الأقوى في ظل غياب الوعي الكافي في بعض الأحيان، أو حتى بسبب حالة من التهميش الاجتماعي والسياسي التي يعيشه العديد من المواطنين... ؛ فالفئات الأكثر ضعفًا اقتصاديًا تجد نفسها في موقف صعب قد يضطرها لقبول العروض الانتخابية مقابل بعض المال أو الهدايا.
نماذج انتخابية وتفاصيل إضافية
في الانتخابات المقبلة، مثلًا، ظهرت العديد من القصص التي تكشف عن كيفية استخدام الأموال لتغيير النتائج... ؛ فهناك بعض المرشحين الذين رصدوا ميزانيات ضخمة لشراء الأصوات من خلال توزيع الأموال على الناخبين، ما جعل الانتخابات تندرج ضمن لعبة "من يدفع أكثر"... ؛ و على سبيل المثال، تم الكشف عن محاولات لشراء أصوات في بغداد، حيث كان يتم عرض مبلغ 250 ألف دينار لكل صوت انتخابي، وقد تصل بعض العروض إلى اكثر من ذلك... ؛ بل وأحيانًا تصل تلك العروض إلى تقديم وظائف أو مشاريع للأفراد او للجماعات في حال التصويت لصالح مرشح معين.
كما لوحظ أيضًا أن بعض القوى الإقليمية والدولية تسعى للتأثير في الانتخابات العراقية، من خلال دعم مرشحين محددين... ؛ فتشير التقارير إلى أن بعض الدول مثل قطر وتركيا والامارات والسعودية قد رصدت أموالًا طائلة لتوجيه النتائج لصالح مرشحين معينين... ؛ وتدل هذه الممارسات على أن المال ليس فقط أداة محلية في التأثير على الانتخابات، بل إن بعض الأطراف الدولية تلعب دورًا بارزًا في تمويل الحملات الانتخابية.
الخلاصة
إن الانتخابات ليست مجرد عملية ديمقراطية تهدف إلى اختيار ممثلين عن الشعب، بل إنها تحولت إلى ميدان تنافس على الموارد المالية، حيث يمكن للمال أن يلعب دورًا أكبر من السياسة نفسها... ؛ وفي العراق، لا يمكن إغفال تأثير المال في تغيير نتائج الانتخابات، سواء عن طريق شراء الأصوات أو التأثير على الناخبين عبر الحملات المدفوعة او شراء المقاعد .
ومن المؤكد أن المال سيظل عاملًا رئيسيًا في تشكيل نتائج الانتخابات، ما لم يتم تبني سياسات أكثر صرامة لمراقبة صرف الأموال وضمان نزاهة العملية الانتخابية.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعداء الداخل وتفكيك الخديعة: قراءة فكرية في الطائفية السياسي ...
- لا تُضيء في الظلام... ما لم تكن مستعدًا للنجاة من الحريق
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (5)
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (4)
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (3)
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (2)
- الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (1)
- العراق أولاً: الوطنية كميزان للعلاقات الخارجية والانتماء الح ...
- الهوية العراقية بين التعدد والتماسك
- الجولاني: عميل بصيغة -ثائر-.. من سجون الاحتلال إلى حضن الاست ...
- أنت لستَ فاهمًا، ولا أنا جاهلٌ
- معاداة الشيعة.. عقدة مستعصية و عداء بلا منطق و-إيران- مجرد ذ ...
- الهوية المستلبة : استغلال الاغلبية العراقية بين الطقوس الدين ...
- دور الأموال في تغيير القناعات وشراء الذمم : الانتخابات بين ا ...
- في زمن العبث والانكسار... حين يغدو الزيف قانوناً
- عصابات الجولاني في خدمة الاستكبار : من تواطؤ معلن إلى عدوان ...
- تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على ايران
- بين سحر الجماعة وكآبة الهُوة الفردانية
- الحرب الاقتصادية : سلاح صامت دمّر العراق بصمت أشد من دوي الم ...
- عينٌ في كفّ الشرطي... والعراق أعمى ؟!


المزيد.....




- -اكتفيت إلى هنا-.. دانا مارديني تعلن اعتزالها -كممثلة في مجا ...
- اليابان: رئيس الوزراء ينوي البقاء في منصبه بعد توقعات بهزيمة ...
- إسرائيل تأمر الفلسطينيين في وسط غزة بالتوجه جنوبًا.. ومنتدى ...
- -آليات لأعداء الأمة-.. ضاحي خلفان يحذر من مخاطر الميليشيات و ...
- أزمة السويداء: ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
- إذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟ ...
- ألمانيا ودول أوربية أخرى تستعد لبدء محادثات جديدة مع إيران
- طواف فرنسا: البلجيكي تيم ويلينس بطلا للمرحلة الخامسة عشرة
- غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث
- دمشق تعلن تهدئة الأوضاع في السويداء وقلق أميركي من سياسات نت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - سطوة المال في عالم السياسة والانتخابات