سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 02:48
المحور:
الادب والفن
تقدمة:
هذا النص ليس شجنًا فرديًا فحسب، بل هو انفتاحٌ على تجربة الغياب حين تُصبح اللغة جسدًا خامًا يئنُّ من العطش.
الحرمان في هذا السفر ليس مجرد انقطاع، بل كيمياء الخسارة حين تمتزج بالمجاز،
ويغدو الصراخُ مدادًا للكتابة لا صوتًا في الريح.
القصيدة :
1
الحِرْمَانُ مِلْحُ البَوْحِ، يَخْتَنِقُ النَّدَى،
فِي حَلْقِهِ تَصْعَدُ السُّكُونُ وَتَئِنّ.
وَالصَّوْتُ يَنْفَجِرُ الضُّلُوعَ، كَأَنَّهُ
وَجَعٌ يُنَفِّذُ فِي المَسَامِعِ وَيَجْتَنّْ.
[ يجتنّ : يختبئ ويستوطن، في إشارة إلى الألم الذي يسكن في الجسد]
2
قُلْ لِلصُّرَاخِ: "أَنِينُ شَوْقِيَ مِحْبَرَةٌ،
فَاكْتُبْ عَلَى الجُدْرَانِ أَشْلَاءَ المُقَلْ".
مَا ضَاعَ فِي السَّكْتَاتِ إِلَّا جُرْحُنَا،
يَنْزَاحُ، يُشْعِلُ فِي الحَنَاجِرِ مَشْعَلًا.
[أشلاء المُقل: تُحيل إلى رؤية مجروحة، أو ذبيحة الحنين]
3
قَدْ كَانَ وَجْهُكِ – كَالنَّشِيدِ – مَذَابَةً
فِي المِلْحِ، فِي الرَّمْلِ الَّذِي فَاحَتْ بِهِ النَّدَى.
وَأَنَا الَّذِي نَامَتْ جُرُوحِي فِي الدُّجَى،
وَأَفَقْتُ مَشْنُوقًا عَلَى نَصِّ الرَّجَى...
[ نص الرجى :يوحي بالرجاء المعلّق فوق جسرٍ من اللغة، حيث تتقاطع الكتابة مع الفقد]
4
يَا أُنْثَيَ الحُرُوفِ، انْتَشَيْتُ بِوَجْدِهَا،
فِي نَصِّهَا يَتَفَجَّرُ العُرْيُ، وَيَنْفَتِحْ.
وَتَخُطُّنِي الأَشْيَاءُ – دُونَ مَرَامِهَا –
نَصًّا يُشِعُّ بِمَا يَقُولُ، وَيَنْمَحِي.
5
كُنْتِ البُعَادَ، وَكُنْتِ نَفْسِيَ كُلَّهَا،
فَإِلَى مَتَى أَنْشُرْ هَوَايَ عَلَيْكِ؟
قَدْ ذُبْتُ، يَا حُرْمَانَكِ المُتَخَفِّيَ الَّذِي
أَضْحَى دَمِي، وَصَرِيخَ شَوْقِي، وَالخَبَرْ...
خاتمة:
في الحرفِ ما في الجرحِ من مِلْحٍ،
وفي السُّكُونِ ارتِعاشةُ النايِ قبلَ انكسارِه.
كلُّ صرخةٍ لم تُكتَب،
تكتبنا من جديد.
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟