أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (طقوس العطر والغيم)














المزيد.....

(طقوس العطر والغيم)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


تقدمة :

في هذه النصوص تتكثف جدلية الحضور والغياب، يتسلل العطر كرمزٍ للحضور المتخفّي، والغياب الممتلئ بالإشارات.
ليس هذا النص مجرد سرد للحواس، بل تمرين روحي في استنطاق الفراغ بين اللمسة والصدى، بين العتمة وشقوق الضوء، بين طقوس الحب وأشباح الفقد.

إننا أمام «طقوس العطر والغيم»، حيث تتداخل الذات في مرايا الآخر، وينمو العطش في قلب المرآة، وتهطل الأمكنة من السماء على هيئة فراشات متعبة تبحث عن مظلّتها.

تتشظى العلاقة بين العاشق والمعشوق إلى طبقات من الرمز:

النافورة اليابسة: انقطاع الحياة.

السادن والدرويش: صراع السلطة والبراءة.

لعبة الغميضة: البحث الأبدي عن المعنى داخل الألفة والضياع معاً.

بهذا المعمار الرمزي، ينفتح النص على احتمالات التأويل: العشق، الغربة، الذكرى، وحيرة الوجود.


قصيدة النثر :

1
شَفتُكِ تَوْمِضُ،
عَيْنُكِ تَهْمِسُ،
نَبْضُكِ يَرْقُصُ...
قُوليها:
هِيتَ... هَاكَ... هَيْكِ.

2
النَّافُورةُ تَبْكي،
لا يَمامَ في الهَواءِ،
غَابَ النَّبْضُ عَنِ المَواءِ.

3
في رَمَاديَّةِ المَساءِ،
تَجْلِسُ القُرْفُصاءَ في ظِلِّ الصُّورةِ،
ويُسْمعُ صَدَى الخَريفِ.

4
يَتثاءبُ النَّوَّارُ...
النَّهْرُ يَجْري كمَا يَجْري الزَّمنُ.
أُلَمْلِمُ أَوْرِدتي،
وأَتْرُكُ شُبَّاكَ العَتَمَةِ قَبْلَ الفَجْرِ.

5
أَنَاختْ رِحالَ السِّنينَ،
أَغْرزِي في قَلْبي
خِنْجرَ الشَّهْقةِ...
لَعلَّ الصَّمْتَ يَلْفِظُ أَنْفاسَهُ النَّاشِفةَ.
6
شَحَّ العِطْرُ في الحَدائِقِ،
ذَبُلتْ وَرْدةُ الوعْدِ،
وَرفَعَ الغَمامُ مَظلَّاتِ الفَرَاشاتِ.

7
يا قُبْطانُ، أَعِدْني للْمَرْسى!
تَركْتَني قَارُورةَ عِطْرٍ
في حَقيبةِ يَدِ حَبيبتي.

8
قَطعْتُ الرِّحْلةَ،
بِلا خَريطةٍ...
واتَّبعْتُ عِطْرَكِ.

9
أُقَشِّرُ لِحاءَ الْأَجْسادِ الطَّريَّةِ،
وأَشْتُلُ لَمَساتِ الوَرْدِ النَّديِّ؛
فَيَشْتعِلُ بُسْتانُ التُّفَّاحِ
ويُرتِّلُ جَوْقُ اللَّوْزِ مَجْدهُ الخَفيَّ.

10
أَزْرعُ فِي المِرْآةِ شَجرَةَ العَطشِ،
ليَجِفَّ البَحْرُ،
وتَنْحسِرَ المَسافاتُ،
وتَسْقُطِي بَيْنَ ذِرَاعيَّ
غَيْمةَ تُفَّاحٍ مالِحٍ.

11
رَائِحةُ شِتاءٍ مُنْطبِعةٌ في صَدًى،
وأَنْتِ غَديرُ دِفْءٍ،
بَرْدانُ أَسْتَلذُّكِ.

12
أَحْتَسي وَهْجَ الثَّمالةِ،
وَأَشُمُّ مَساءَ عِطْرِ طَيْفِكِ.

13
أَنْتِ مَنْ أَشْعلَ فيَّ النَّارَ؛
وجْهُكِ لا يُفارِقُ مِرْآتي.

14
كَانَ لي وَطنٌ ضَاعَ...
ها أَنا أُطالِعُ رُواقِمَ طَيْفِهِ
على جِدارِ الرِّيحِ؛
بَقيتْ رُسُومُهُ بَاهِتةً...

15
سَادِنٌ يَرْنُو لِلدَّرْويشِ،
وآخرُ يَسْرِقُهُ،
وثالِثٌ يُعاقِبُهُ.
في الْأَرْضِ...
في الجَحيمِ...
السَّدَنةُ مُوكَّلُونَ بِالدَّرَاويشِ.

16
تَعالَيْ نَلْعبْ غُمَيْضةً:
أَنْتِ في حِضْنِي،
ورَأْسي في جَيْبِكِ،
نَبْحثُ عَنْ بَعْضِنا...
نَنْسى بَهظَ الزَّمانِ.

خاتمة:

في النهاية، يبقى الحب مرآةً تتكرر فيها الظلال...
ويبقى العطر أثرَ عبورٍ في حقائب المسافرين إلى المجهول.
ويمضي الزمن؛
خفيفًا على من ينساهم،
باهِظًا على من يُمسك بأهداب طيفهم.



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3/ورقة بحثية جيوستراتيجية (المواجهة الحرجة بين إيران والكيان ...
- (مُرَاوِدةٌ شَقيَّةٌ لِلتَّرْجُمانِ بَعْدَ قِراءةِ -طَوْقِ ا ...
- 1/ورقة بحثية جيوستراتيجية (المواجهة الحرجة بين إيران والكيان ...
- 2/ورقة بحثية جيوستراتيجية (المواجهة الحرجة بين إيران والكيان ...
- (هذَا الهوى كالسِّحْرِ)
- (نشيد التحوُّل والضوء)(قصيدةٌ نثرية في هيئة نبوءة مُنكسِرة)
- (حَلِّي إِزارَكِ- عند الأَصِيلُ المُشْتهى-المَخْدَعُ أَمينٌ)
- (النَّسْغُ الصَّاعِدُ: قَنْدِيلُ الغَوَايَةِ:نِمْرُود)
- (تَكْتُبُنِي... وَتَسِيلُ)
- (تَرجُمان)
- (بُورْتْرِيهٌ شَاقُولِيٌّ بِلَوْنِ الشَّفَقِ لِدَمْعَةٍ مَسَ ...
- ( مَجيءُ: نَشِيدُ الرَّمْلِ والمَاءِ :زَنَابِقُ وَحْشَةٍ فِي ...
- (تَراتِيلُ بُزُقٍ مُفَخَّخٍ) (كابوسٌ أُوركِستراليٌّ فِي خَرَ ...
- (حين يُشنقُ الظلّ)
- (مَسَلَّةُ الشَّوْقِ)
- ( مِرْآةُ الظِّلِّ ، مَقامُ الصَّبْرِ، المَصْلُوبُ ،حالُ الش ...
- (مَرْثِيَةُ العَابِرِ عَلَى قَنْطَرَةِ اللَّا يَقِين- وَاسِن ...
- ( إثمد تجاعيد ألم)
- (رَقِيمُ البَنَاتِ الخَمْسِ)
- (وَرْد :بردُ عَصْفِ حُبِّك )


المزيد.....




- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (طقوس العطر والغيم)