أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكري شيخاني - حفظ الله.... سويداء القلب














المزيد.....

حفظ الله.... سويداء القلب


شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


أسعفني الحظ الجميل وأسعدني بأنني قد قمت بزيارات متعددة ,الى مدينة سويداء القلب. وكما يحب البعض ان يسميها جبل العرب الاشم... ولكنني ومنذ ان زرت هذه المحافظة الرائعة ظللت على تسميتها سويداء القلب .."سويداء القلب" تعني في اللغة العربية أعمق وأخص مكان في القلب، أي جوهره أو مُهجته. وهي تعبير عن أعمق المشاعر والأحاسيس أو عن الشيء الأهم والأغلى عند الشخص... ولمن فاته بعض المعومات عن هذه المحافظة الكبير وأهلها الذين يتمتعون بدرجات عالية من الرقي والكرم والطيبة.حيث تعتبر السويداء متحف طبيعي للأوابد الأثرية والتاريخية ,حيث تشتهر بآثارها الرومانية وتاريخها العريق. كما أنها مهد الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين بقيادة سلطان باشا الأطرش، وان نسي البعض ..فنحن لا ننسى معاركها الهامة مثل معركة المزرعة. والتي تعتبر درسا" عسكؤسا" ووطنيا ونضاليا" لمن يريد معرفة نكهة الثورة الحقيقية. بالإضافة إلى ذلك، تُعرف السويداء بطبيعتها الجبلية الخلابة وتنوعها بالمناظر الطبيعية، مما يجعلها وجهة سياحية هامة.
ولست هنا في صدد التعريف بهذه المحافظة الكبيرة ,لانها في حقية الأمر هي اكبر بكثير من أن تعرف..ولكنني هنا اريد التعريج الى موضوع أخر وهو الأصالة والنبل المتجذرة في نفوس أهلنا في سويداء القلب.. ويحق لأهل السويدء الغالية على قلب كل مواطن وموطنة سورية ان يفخروا بوجود ..قامات ثقافية وسياسية وعسكرية واجتماعية على مستوى عال من الوعي والتنور و .. وهذه الصفات والمزايا انما يتوارثها الأجيال في هذه البقعة الرائعة من سوريا المحبة والسلام وتاأخي .. وهنا تحضرني مقالة بغية الروعة والحكمة كنت قد قرأتها منذ فترة وهي تتكلم عن التعايش والسلم الأهلي اجتماعيا" ودينيا" وسياسيا" أقتبس منه بعض الجمل هو مقال للدكتور مرهف الميمساني (( خلال خمسينيّات القرن الماضي، اجتمع رأيُ سُنَّةِ مدينة السويداء (وهم أقلية عددية) أن يتخذوا لنفسهم مسجداً للصلاة في المدينة، واحتراماً للأكثرية الدرزية ومراعاةً لإخوانهم الدروز، تقرر بناءُ غرفةٍ كبيرة خارجية في أحد بيوت أهل السّنة على أطراف السويداء واستحسنوا ألّا يرفعوا له مئذنةً لنفس السبب السابق.
وصل الخبر لوزير الدفاع السوري عبد الغفار الأطرش ومنه إلى سلطان باشا، الذي أوعز على الفور إلى شباب آل الأطرش بمنح قطعة أرض في قلب مركز مدينة السويداء، إلى جانب مبنى المحافظة وقبالة ساحة الكراج الوحيد حينها (التي صار اسمها اليوم ساحة الكرامة) وأشار بالتصويت في بلدية المدينة على اعتبار الأرض "وقفاً للطائفة السنية" في السويداء وتحديد مساحتها بما يضمن قابليتها لتحمل توسيع المسجد مستقبلاً، وذلك ما حدث، ومازال مستمراً إلى يوم الناس هذا.
ولمعرفتهم بعددهم القليل، ارتأى أهل السّنة بناء جامع صغير بلا مئذنة، بحيث يكون المنبر هو المكان الذي يُنادى به للصلاة مثلما كان الحال في عهد النبي(ص).
ولكن سلطان باشا أبى ذلك، وأصرَّ أن يكون مسجد السويداء كمثل أي مسجد آخر في أي مدينة سورية أخرى، وأرسل إلى ابنه النائب منصور الأطرش في دمشق يأمره بالاستعلام عن الطول التقديري لمآذن مساجد دمشق، وتم بناء مئذنة مسجد السويداء وفقاً لذلك، على نفقة خاصة من الباشا والأمير حسن الأطرش.
لو كان للإعلاميين الجدد محدثي التجربة وأصحاب الفتن شيءٌ يسيرٌ من الأخلاقية المهنية أو الرغبة في بناء أواصر الثقة لا هدمها، ولو كلّفوا نفسهم مقدار شعرة من عناء البحث عن تاريخ مسجد مدينة السويداء هذا، والذي أوردوه في الصورة، لخجلوا (وأشك أن الخجل من شيمهم) أن يخرجوا علينا بخبر يقول: ..
"الدروز يغلقون جوامع أهل السّنة في السويداء!"))
حمى الله سوريا وكل أهلها بمذاهبهم وطوائفهم وقومياتهم ..ففي هذا التنوع الرائع تتجسد صورة سوريا الحقيقية.. وبدون هذه الصورة لن يكون وجود او بقاء لهه الصورة..



#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئاسة المشتركة - 4 -
- الرئاسة المشتركة- 3 -
- الرئاسة المشتركة- 2 -
- الهوية السورية
- الذكر والانثى
- هل فعلا- الشعب السوري أصبح عاجزا-؟؟
- نظام الرئاسة المشتركة-- 1 -
- هل نحن مقبلون على حرب شاملة في الشرق الأوسط؟ 3 - 4 - 5
- - 5 - تخلي حزب العمال: نهاية مرحلة أم بداية حرب جديدة؟
- - 4 - العراق وإيران: الدولة المحكومة من الظلال
- اين الشعب السوري..؟
- - 3 - الكرد ودمشق: من المفاوضات إلى الحافة
- هل نحن مقبلون على حرب شاملة في الشرق الأوسط؟ - 2 -
- هل نحن مقبلون على حرب شاملة في الشرق الأوسط؟ - 1 -
- لحظة صدق...
- في رحاب صلاة يوم الجمعة
- سيناريوهات..
- جاؤوا حفاة عراة
- عمى ألوان
- لقاء الإخوة .. وبدايات طيبة ومشجعة


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكري شيخاني - حفظ الله.... سويداء القلب