شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8368 - 2025 / 6 / 9 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءة استشرافية لمآلات الصراع في ضوء التشابك الكردي-التركي، السوري، الإيراني، والإسرائيلي
أستشراف الأحداث: فريق الجيوستراتيجي للدراسات
في لحظة تبدو فيها الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط كما لو أنها تخضع لعمليات "إعادة صهر" عنيفة، تتوالد الأسئلة الكبرى حول ما إذا كانت المنطقة تتجه نحو حرب شاملة تتجاوز حدود المناوشات بالوكالة، وتلامس صدامات مباشرة بين قوى إقليمية كبرى. فالتشابك الذي يربط الملف الكردي بالتحولات التركية والسورية، ويغزل الخيوط الخفية بين العراق وإيران، ويضع إسرائيل في مرمى حلف ثلاثي غير معلن (إيراني – سوري – لبناني)، يترافق مع انسداد الأفق في مفاوضات طهران وواشنطن. في قلب كل ذلك، يتبدى قرار حزب العمال الكردستاني بالانسحاب من بعض مشاهد المواجهة بوصفه حجر دومينو إضافي قد يفتح مسارًا جديدًا للصراعات لا يقل خطورة عمّا سبق.
نحو ما بعد الخرائط: الانفجار المؤجل
الشرق الأوسط ليس في مرحلة استقرار هش، بل في مرحلة انهيار صامت لنظام إقليمي لم يولد بعد، وفي ظل غياب هذا النظام تتكاثر الجبهات، وتتداخل الهويات، وتتسع هوة الثقة بين الفاعلين الكبار. القوى الإقليمية تحولت إلى ما يشبه الدول-الجبهات: تركيا، إيران، إسرائيل، وحتى السعودية، تخوض صراعاتها ليس من أجل تحقيق أهداف تكتيكية، بل لتفادي الانهيار الاستراتيجي.
في هذا السياق، تبدو الحرب الشاملة ليس كاحتمال بعيد بل كمنعطف بات يلوح في الأفق، تدفع نحوه ثلاثية: التكلّس الأمريكي، الانبعاث الروسي، والتوغل الصيني الاقتصادي – كل ذلك على أرضية شرق أوسطية رخوة، تعاني من فائض السلاح، وعجز التفاهمات.
في الحلقة القادمة نتحدث عن الملف الكردي التركي: من التكتيك إلى الاستنزاف الاستراتيجي
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟