شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 20:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يكن يدور في ذهن الكوريين أو اليابانيين عندما قرروا أن يصنعوا( المكروبات ) عفوا" المكريات بأنهم سيأتي يوم ويصدرونها إلى دول تستعملها لنقل البشر في داخلها كالأغنام عندما تساق إلى (السلخانة) والسلخانة هنا تعني المسلخ ,فعندما تساق المواشي إلى المسلخ منها ما تكون فرحة لأنها لا تدري إلى أين تمشي بها الأقدار وحسب رعونة السائق, ومنها ما تكون متضايقة من الزحمة والدخان حيث لا يحلوا لبعض أصحاب المزاج المدعومين بقلة الحياء وقلة الذوق لا يحلوا لهؤلاء إلا التدخين داخل هذا المستوعب الحديدي الكوري على صغره وضيق تنفسه!!ونعود إلى الأخوة صانعي هذه الآليات فلقد تمت هندستها وصناعتها وإنتاجها لكي تتلاءم وظروف تشغيلها بالمستوى المخصص لها وهو ضمن حقول زراعية بسيطة,أو لنقل أطفال مدارس وروضات لمسافات قريبة بحيث لا يتعدى الكيلو متراج هذه الآليات في اليوم الواحد أكثر من أربعين إلى خمسين كيلوا متر. فهي خفيفة الظل ناعمة العمل لأناس لا تتجاوز طول قاماتهم متر وأربعين سم. ولكن ماذا يجري هنا عندما استقدمها تجارنا الأشاوس؟؟
دخلت هذه المكروبات كبديل لبا صات النقل الكبيرة والتي كانت بدورها غير كافية ولم تلبي حاجة المواطنين المتزايدة أعدادهم يوما بعد يوم. قلنا دخلت هذه الآليات بأعداد كبيرة جدا", استبشر المواطن خيرا" بمقدمها لأنه عانى الأمرين بل قل الثلاثة أمور من خدمات النقل العام السيئة الذكر؟ وصلت هذه الآليات المستوردة من وكالاتها المختلفة الأسماء والأنواع والمصادر, حتى حسب المواطن هنا أن هذه الدول إنما تصنع هذه المركبات خصيصا" لسورية! وأصبحت أعيننا لا ترى في طول هذا الوطن وعرضه إلا أساطيل المكريات. نجد بين المكرو و المكرو ...مكرو والميزة الايجابية الوحيدة أن لون الغالبية من هذه الآليات هو اللون الأبيض وعلى هذا سميت بالفئران البيضاء لكثرة أعدادها وتفقيسها المستمر ,وهي ( المكريات ) تتلوى بين السيارات وتطاحش هنا وتزمجر هناك علها تفوز بخمسة ليرات زيادة عن غيرها؟؟
منذ احد عشر عاما كتبته وكأني به اليوم اراه متجسدا امامكم وامامي
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟