شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 18:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءة استشرافية لمآلات الصراع في ضوء التشابك الكردي-التركي، السوري، الإيراني، والإسرائيلي
أستشراف الأحداث: فريق الجيوستراتيجي للدراسات
- - لملف الكردي التركي: من التكتيك إلى الاستنزاف الاستراتيجي
تعاني تركيا من مأزق استراتيجي مع الملف الكردي لم تعد أدوات القوة العسكرية كافية لمعالجته. فالإجهاز على الوجود الكردي المسلح في شمال العراق وسوريا لم ينتج سوى عنادًا جديدًا، وتبدلات في التموضع الجيوسياسي. قرار حزب العمال بالتراجع، أو إعادة الانتشار، هو قرار أشبه بإعادة تعريف وظيفة السلاح في الصراع. لم يعد الهدف بناء "منطقة كردية محررة" بل تثبيت "الحق الكردي في الخريطة الإقليمية".
تركيا التي تعتبر الملف الكردي تهديدًا وجوديًا، تجد نفسها اليوم أمام جبهات كردية متعددة، بعضها بدأ يُبنى على سردية القومية العادلة لا الثورة المسلحة. والخطر بالنسبة لأنقرة، أن هذا التبدل يجعل من القضية الكردية أكثر قبولًا لدى دوائر الغرب، مما يعيد تدويلها لا بوصفها "تمردًا" بل "حق تقرير مصير معلق".
ومع تراخي قبضة حزب العمال عن المشهد، تنشأ فراغات جديدة قد تملأها قوى كردية أقل تشددًا، ولكن أكثر ذكاء في توظيف الصراعات الدولية لصالح قضيتها. من هنا قد يكون التهديد الأخطر على أنقرة ليس من الكلاشينكوف بل من الخطاب السياسي الكردي الجديد.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟