شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 07:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العلاقة بين العراق وإيران تشهد استقرارًا شكليًا يخفي داخله غليانًا حقيقيًا. فالعراق، منذ اغتيال سليماني، تحول إلى ساحة اختبار بين ثلاث قوى: الدولة، والمرجعية، والفصائل المسلحة. أما إيران، فتحاول الإبقاء على تماسك ما يُعرف بـ"محور المقاومة" انطلاقًا من بغداد، لكنها تصطدم بواقع جيل عراقي جديد بدأ ينظر إلى إيران بوصفها "قوة احتلال ناعمة" لا شريكًا في محاربة الإرهاب.
تخلي حزب العمال عن مشهد المواجهة في جبال قنديل سيترك فراغًا، ستسعى إيران لملئه عبر الفصائل الشيعية الكردية الوليدة، أو عبر تمدد نفوذ الحشد الشعبي في مناطق التماس مع تركيا. هذا التمدد قد يفتح الباب لصدام تركي – إيراني غير مباشر على الأرض العراقية، يشبه كثيرًا "صراع الظلال" الذي بدأ يتشكل في سوريا.
إيران وإسرائيل: طريق بلا عودة
انتهت مفاوضات فيينا (وما بعدها) عمليًا، وكل الأطراف تعرف ذلك. الولايات المتحدة أدركت أن إيران ليست مهتمة باتفاق نووي بقدر اهتمامها بتثبيت نظامها داخليًا من خلال صناعة "الخطر الخارجي". بالمقابل، إيران تدرك أن العودة إلى الاتفاق لن تُنقذ اقتصادها دون رفع منظومة العقوبات الأعمق، وهو ما ترفضه واشنطن.
هذا الانسداد يفتح الباب أمام المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب، والتي خرجت بالفعل من الظل، وبدأت تتمأسس عبر الضربات السيبرانية، واستهداف القادة، وقصف البنى التحتية. الحرب هنا ليست احتمالًا، بل واقعًا يُدار تحت سقف محدود. لكن سقف المواجهة قد ينهار في أي لحظة، خاصة مع اقتراب إيران من "نقطة اللاعودة" في برنامجها النووي.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟