شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 16:47
المحور:
القضية الكردية
التحول الأخير في تموضع حزب العمال الكردستاني قد يُفهم بوصفه لحظة انتقالية من جيل الصراع المسلح إلى جيل النضال السياسي، لكنه أيضًا قد يُقرأ بوصفه مناورة تكتيكية للانسحاب نحو الداخل وإعادة تشكيل الذات، لا الانكفاء.
فالحزب الذي خبر الخيانات والتحولات والخذلان الدولي، يعلم أن إخلاء المساحات لا يعني التخلي عن الأدوار، بل إعادة صياغة الوظيفة. ما بعد هذا التراجع قد يحمل صعود تيارات كردية شابة، أكثر براغماتية، أقل أيديولوجية، وأكثر قدرة على مخاطبة العالم بلغة الحقوق لا الثورة. هذا التحول هو ما تخشاه تركيا أكثر من السلاح.
سيناريوهات الاستشراف
1. الحرب الكبرى المؤجلة: جبهات متعددة (إسرائيل – إيران، تركيا – قسد، إيران – السعودية، العراق – الحشد)، قد تنفجر مع تزامن انهيارات اقتصادية أو تغييرات سياسية مفاجئة.
2. الانفجار الداخلي الإيراني: في حال تصاعد الغضب الشعبي الإيراني، قد تلجأ طهران لتصدير الأزمة نحو الخارج، ما يعني تصعيدًا فوريًا في العراق وسوريا ولبنان، ومواجهة مباشرة مع إسرائيل.
3. التدويل المتسارع للملف الكردي: مع غياب "البندقية المتمردة" لصالح "الدبلوماسية الكردية الجديدة"، قد نشهد تحولًا استراتيجيًا يجعل القضية الكردية حاضرة في المنابر الدولية بشكل أوسع.
4. انقسام النظام الإقليمي إلى أقاليم نفوذ محمية: مناطق كردية شبه مستقلة، مناطق شيعية خاضعة للحشد، مناطق سنية ممولة خليجيًا، وجبهات إسرائيلية مفتوحة على الجبهة الشمالية.
الإستنتاجات الأخيرة
نحن لا نقترب من الحرب فقط، بل نعيش تمهيداتها اليومية. الشرارة لا تأتي دومًا من طلقة، بل من تفاهم سقط، أو حليف انسحب، أو هوية تنهض بعد قمع طويل. الشرق الأوسط، مرة أخرى، يعيد كتابة تاريخه بلغة الدم، والرهان الوحيد الباقي: هل سيكون هناك من يقرأ هذا التاريخ قبل أن يتحول إلى قدر؟
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟