1/ورقة بحثية جيوستراتيجية (المواجهة الحرجة بين إيران والكيان الصهيوني بمنظور رؤيا كوكبية)

سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 03:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

مقدمة:
الحرب الراهنة تتسم بتصعيدٍ سريعٍ وخطير، وخطر انزلاقها إلى حرب إقليمية أوسع لا يزال قائماً. ومن أبرز السيناريوهات الممكنة والتوقعات المدعومة بالشواهد:

1-تصدعات استراتيجية وحدود تحكم الصراع:
نفّذ الكيان ضربة جوية كبيرة في 13 يونيو، استهدفت مئات المواقع العسكرية والنووية داخل إيران، مدعومة بعمليات تجسس وسرية من الموساد.

وردّت إيران بمئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، لكنها تباطأت وتراجعت كردّ فعل على الضربات ضد مخزونها الصاروخي.

المحتمل:
قد تستمر إيران في قصف الكيان تدريجيًّا، لكن وفق قيود تدرك أن التصعيد الكبير قد يستدعي تدخلاً أمريكياً مباشراً.

2- توتر أمريكي داخل البيت الأبيض:
دونالد ترامب غير حاسم حتى الآن بخصوص مشاركة الولايات المتحدة في ضرب إيران.

الكيان يفترض دعم واشنطن ويضغط لتوسيع نطاق التدخل (موظفًا "إيباك").

اعتماداً على ضغط الكونغرس وردّ ترامب، قد يبقى التزام أمريكا رمزياً — دعم دفاعي أو اعتراض صواريخ — ما لم تحدث خسائر كبرى.

3- احتمالات النزول في العمق الإيراني:
حتى الآن، ضربات الكيان اقتصرت على مواقع استراتيجية، دون استهداف تغيير النظام.

يرى أحد الخبراء الاستراتيجيين أن تغيير النظام هو الخيار الأكثر مثالية لكنه الأقل احتمالاً؛ والإمكانية المرجحة هي ضربات محدودة تستهدف التفاوض النووي.
الواقع:
إن إيران ليست على وشك الانهيار ولا في وارد الانهيار في المنظور الراهن أو المتوسط، لكنها قد تكون مضطرة للتفاوض مقابل طيّ المواجهة، خصوصاً إذا تصاعدت خسائرها دون دعم خارجي.
4- احتمال التصعيد الإقليمي والجيوسياسي:
ربما تعتمد إيران على أساليب غير تقليدية: هجمات إلكترونية، أو مدّ حلفائها في المنطقة – كحزب الله والحوثيين.
سوق النفط العالمية شهدت هزة، والأسواق المالية باتت رهينة للتوترات.
التصعيد خارج نطاق إيران–إسرائيل ممكن، لكن دولاً مثل روسيا والصين والأطراف الخليجية تفضّل التهدئة، مما يحد من احتمالات توسع مفتوح.
5- سيناريوهات المستقبل:
(وصف و احتمال)
سيطرة الكيان على النووي الإيراني ضربات مركزة لمنع إيران من التسلح النووي متوسط (منظمة استخباراتية وإيرانية عميقة)
حل تفاوضي وقف الضربات مقابل نزع جزئي للقدرات النووية ممكن إذا شعرت إيران بالضغط المستمر
حرب طويلة تبادل صاروخي مع تهديد نووي أو كيميائي ممكن، لكنه يحمل مخاطر عالية جداً
يقول الخبراء المعنيون بالشأن العالمي: إن أسوأ ما في حكم القادة هو حرب طويلة بلا هدف واضح!.
التقارير العسكرية تؤكد صعوبة تدمير "فوردو" العميق( أكثر من 80 م تحت خرسانة مسلحة فوقها حجر كرانيت) دون دعم أميركي.
فضلاً عن احتمالية استخدام إيران مواد نووية بدائية (القنابل القذرة) إذا شعرت أنها مهددة بـ"الفناء".
الخلاصة:
أ- حرب قصيرة – متوسطة المدى تعتمد على إدارة إسرائيل لضربات مركزة، وردٍّ إيراني محدود تجنّباً لتدخل أمريكي.
ب- دور فاصل للولايات المتحدة: دعم دفاعي وتمويلي أكثر من حملات جوية.
ج- إمكانية تفاوض مقبل على البرنامج النووي مقابل وقف التصعيد.
د- احتمال تصعيد إقليمي إذا تجاوزت المواجهة حدودها، لكن دون حرب شاملة.
احتمالات تطور الأوضاع العملياتية:
وفق المعلومات المتاحة الأكيدة، والتي تشير إلى أنّ الكيان يعاني من نقص فادح في صواريخ الدفاع الجوي، ولدى إيران كميات كبيرة جداً غير معروفة من صواريخ أرض–أرض. وادعاءات الكيان بأنه دمّر كل الدفاع الجوي الإيراني تبقى تسريبات غير دقيقة ولا تؤيدها مصادر محايدة.
نعم، للكيان فائقية القوة الجوية الموضعية وسيطرة ملموسة على قطاع واسع من غرب إيران في توقيتات بعينها، كما أن هناك دولاً وجهات إقليمية وعالمية تساعده. ولكن بإمكان إيران إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية للكيان، الذي اتضحت هشاشته، ومنها العسكرية.
وتدخل أمريكا سيجرها إلى مواجهات غير محمودة مع قوى شيعية متطرفة في العالم، كما أن لدى إيران القدرة على إيذاء الأساطيل والقواعد الأمريكية. وحتى لو استخدمت قنابل نووية تكتيكية، فمساحة إيران وعدد سكانها ومخابئ أسلحتها، وما سيحدث عالمياً، لا يُعتقد أنه يخدم أمريكا في المدى المتوسط.
وسيكون الكيان أمام خطر وجودي حقيقي، وربما تتحقق "نبوءة العقد الثامن"، العقدة الراسخة في العقل الجمعي اليهودي.
(يتبع )

#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل