|
(حِكاياتٌ من ذَاكِرَةِ طَبلِ الصَّفِيحِ*١: نَقْراتٌ على أَوْتَارِ الزَّمَنِ)
سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 16:12
المحور:
الادب والفن
حكايات من ذاكرة طبل الصفيح المنسي هي سِفْر مزامير الخراب العاشر لطبل صفيح الغياب والانتحار
الإهداء إلى من لم يسمع بعدُ طرقات الطبل الأولى... إلى الذين ما زالوا في ليل السؤال، ينصتون لرجعِ الصفيح، ويضعون وجوههم في كفّ النار، ليروا اللهَ على حقيقته الخام.
تقدمة: ذاكرة الطبل – بين طرقات الصفيح وخرائب المعنى
في البدء، لم يكن هناك إلا الصفيح: رقيمٌ هشٌّ، ينهش الهواءَ بشهقاته، ويرتجّ كلما مرت عليه يدُ النسيان. ثم، دقّت القصيدةُ أوتارَها عليه — لا لتُغنّي، بل لتُقيم عزاءَ اللغة في زمنٍ باتت فيه الكلماتُ صدىً لمذابحَ مؤجَّلة. إنها سردية ميتافيزيقية وليست تدوينًا شعريًا بقدر ما هي حفريّةٌ في أنقاض الذات، رحلةٌ تفكك فيها القصيدةُ شفراتها بين السِفر والتوراة، بين فاوست والجلجلة، بين إسرافيل والطفلة الغريقة في تابوت الغياب.
كلُّ مقطعٍ في هذا العمل هو نَفَسٌ مكسور، هو سِفْرٌ رمزيٌّ ينقر على جسد الطبل الخرب، ليعيد تشكيل العالم لا من خلال القول، بل من خلال التأوّه، والنشيج، والانخطاف اللغوي.
إنه ينتمي إلى منطقة الحافة، حيث تنهار العمارةُ وتولدُ الطلسمة،
حيث يتحوّل الوطن إلى سرداب، والأنثى إلى سفرٍ مختومٍ بالحسرة، والشاعر إلى شاهدٍ على اختفاء ذاته داخل صفيح يئنّ على تخوم الجمر المتوقد.
في هذا العمل، لا يُطلَب من القارئ أن يفهم، بل أن يتذكّر... أن يضع يده على الجرح المفتوح ويصغي:
هنا، كانت القصيدة تنقر الصفيح، لا لتصنع لحنًا، بل لتنجو وتتضرع لينجو ما تصل إليه.
هي : "سِفْرُ الغياب الأزرق" أو "ما لم يُكتَب"، يضم تراتيل ختامية أو مختارات من دفاتر موازية.
التصنيف والتأثير المرجعي
العمل ينتمي إلى ما يمكن تسميته بـ"الشعر الملحمي–الرمزي–ما بعد الحداثي".
التأثرات واضحة بأعمال مثل: "أنشودة المطر"، "فاوست لغوته"، "كتاب الطواسين"، و"الكتاب المقدّس"، عالم الرويات العالمية الكبرى من ديربارم إلى الأحمر والأسود إلى الاخوة كارامازوف والمسخ ودميان إلى طبل الصفيح و لكن هنا بلغة متفردة لا تشبه غيرها .
العمل قابل لأن يكون حجر الأساس نسقيًا لديوان أوسع أو مشروع شعري متعدد الوسائط (performance، كتاب مسموع، فيديو شعري...)
القصيدة
<حِكاياتٌ من ذَاكِرَةِ طَبلِ الصَّفِيحِ*١: نَقْراتٌ على أَوْتَارِ الزَّمَنِ>
"والعصافير تنسج اعشاشها تحت ليل من الشعر المستعار ، وفي خوذ الشهداء، واحذية الهاربين أسرعوا اسرعوا.. " " نداءات على الجدران/ "محمد عفيفي مطر " 1/ [نداءٌ مكتومٌ بِنبرةٍ إسرافِيليّة] صَوْتُهُ الجَهُورُ دَبَّ في دَمي، وَأَرَّقَ نَوْمي، وَأَوْقَدَ قَنادِيلَ الرَّغْبةِ، وَفَتَحَ بابَ جُنُونِ حُلُمي، وَأَيْقَظَ شَغَفَ الشَّهَواتِ العَتِيقَةْ...
[مدخلُ العشقِ واليقظة] «سُلَيمى» تشربُ لَيلَ العِشقِ، تتعرّى تحتَ ظلالِ الأطلالْ، تَزفِرُ كُثبانُ السّرابِ شخيرَها، ويَنبُتُ مِن ثَغرِ الخُدوعِ نُعاسْ. حينَ تَكتمِلُ القصيدةُ في دمي، ويَخلعُ عنّي قميصَهُ البَردُ، وأنا في أُتونِ الكَرى مُنْسَكِبٌ، تَسلَّلَ دِفءٌ إِلَى مفاصِلِ الهَرَمِ، وأيقظَ رَعَفَ النَّهَفات العَميقَةْ... ............... ...............
[خُيوطُ المَعْنَى وَالتَّأويل] خَيْطٌ أَسْوَدُ مابَيْنَ "إميلْ سِنكليرْ*٢ و"طَبْلِ الصَّفِيحْ"، خَيْطٌ أَبْيَضُ ما بَيْنَ طَبْلِ الصَّفِيحِ و"بْرُونُو مُونْسْتِيربِيرْغْ*،٣ خَيْطٌ رَمادِيٌّ ما بَيْنَ "أُوسْكَارْ ماتْزِيرَاثْ*٤ و"دِمْيَانْ*٥... ------------- -------- ---- [الشِّعْرُ مِرْآةُ الذَّات] الشِّعرُ نافِذَتِي المُشْرَعَةْ عَلى الذّاتِ، نافِذَتِي على العالَمْ... شِعْرِي... خَلاصُ خَلاصِي، هُوَ الشِّعْرُ... ........... ........... ((نَقِّبْ في مَناجِمِ ذاتِكْ عَنْ هُوِيَّتِك الخَفِيَّةْ، رُبَّما تَعْثُرُ على حَجَرِكَ النَّفِيسِ في مَعادِنِ المَرَايَا النّادِرَةْ...)) ---------- .............. الإِكْسِيرُ: لِوَجْدٍ يُعَمْشِقُهُ السَّقَمُ، يَتَشَبَّثُ بِحَسْوَةٍ مِنْهُ، يَعْتَرِيهِ وَعْدُ لِقَاءِ المَعْشُوقِ...
[فاوست والصَّفْقَةُ الكُبْرَى] حينَ قالَ "فاوستْ*٦: ما فائِدَةُ المَعرِفَة؟ راوَدَهُ "مِفِسْتُوفِيلِيسْ*٧ عن رُوحِهِ وَبَدَنِهِ، بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ عامًا، وَأَبْرَمَ الصَّفْقَةْ... فَمَنْ كانَ الرَّابِحَ؟!
[الماهِيَةُ وَالعِشْق] الوُجُودُ... قَبْلَ المَاهِيَةْ، لَكِنْ... ماهِيَّةُ حُبِّكِ كانَتْ قَبْلَ وُجُودِكِ، كَشَمْسٍ تَتَدَحْرَجُ مِن جَبِينِكِ، تَخْرُجُ مِن كُمِّي سِياطٌ تُحَاصِرُنِي كَجَحْفَلٍ مِن "لَكْزْ"، تَخِيطُ فُتُوقَ جَيْبِ أَسْئِلَتِي... 2/
[تَمرُّدُ الصُّوَرِ وَالصَّمْت] حينَ تَعْبَسُ الصُّوَرُ تَتَخَلّى الجُدْرَانُ عَنْ عادَةِ الإِصْغَاءِ لِعُنْفِ الثَّرْثَرَةْ... وَيَجِيءُ إلى حَضْرَةِ قِراءَةِ كَفِّهِ، وَهُوَ على مِحَفّةِ رِيحٍ، فَوْقَ ظَهْرِهِ صَحْرَاؤُهُ الخَالِيَةْ، يَجُوسُ غَابَةَ الغَضَا اليابِسْ، كانَ أَمْسُهُ دامِسًا، تُبَلِّلُهُ خُضْرَةُ الانتِظَارِ الشَّاحِبَةْ، فَتَتَفَاقَمُ رَهْبَتُهُ، وَيَفْرِشُ خُطاهُ لِيَنامَ ظِلُّهُ النَّدْيَانِ نَصْبًا... ******** ****** جِلْدُهُ يَسْتَمِدُّ رِقَّتَهُ مِن غَدِيرِ الشَّوْقْ، يَعُودُ مِن "بِلادِ الحِينْ" لِأَصْقاعِ "أَيْنْ"، بِالحِيرَةِ يُخَبِّئُ خَوْفَهُ جَنَحَ وَجِيفٍ يُوَشْوِشُ نَفْسَهُ، تَسْكُنُهُ الوَسَاوِسْ... يَدٌ تُرَفْرِفُ فَوْقَ كَتِفِهِ المُتْعَبْ، ذَلِكَ الحَنِينْ... كَعُصْفُورٍ صَغِيرٍ سَقَطَ مِنَ العُشِّ وَلَمْ يَعْرِفِ التَّحْلِيقَ بَعْدُ، تُحَلِّقُ حَوْلَهُ أُمُّهُ، لَهِيثُهَا يُخالِطُ رَفِيفَهُ الوَجْعَانْ...
[خارطةُ الحَنِين] أَمْلَأُ صَدْرِي دُخَانَ خَرائِطِ أَنْفَاسِكِ النُّورَانِيَّةْ، تَخْتَرِقُنِي وَتَرْتَمِي أَوْجَاعِي فِي الظَّنِّ... نَرْجِسِيًّا كانَ العُمْرُ يَجْرِي غَيْرَ مُبَالٍ، أَيْنَ يَبِيتُ حُلْمٌ تَحَجَّرَ فِي مَحَطّاتِ قَلْبٍ كَسِيرْ، يَبْحَثُ بَيْنَ أَوْرَاقِ ذِكْرَيَاتِهِ عَنْ وَطَنٍ تَبَدَّدَ كَسَرَابٍ...
((أَلْمَى على قَلْبِي، فالأمَلُ يُفْقِدُ مَاءَ الوَجْهِ)) .............. .............. هُوَ المَسْكُونُ بِالعِفَّةِ وَنَرْجِسِيَّةِ المَشاوِيرْ، لَنْ يُسَلِّمَ جُرْحَهُ لِضِمَادَةِ الرَّصِيفِ، سَيَنَامُ على صَمْتِهِ كَمَا نَامَ صَمْتُهُ على جُرْحِهِ، وَجُرْحُهُ نَامَ على نَفْسِهِ... 3/ الظَّنُّ: أَنْ لا تَتَبَعْثَرَ مَلامِحُنا المَطْبُوعَةُ عَلَى وَجْهِ الرِّيحِ، إِلَّا قَدَرًا.
انْتِظَارُ المَسَد المَجْدُولِ مِنْ نُورِ القَمَرِ، تَدَلّى لِاحْتِضَانِ نُفُوذِنَا نَحْوَ البُرْجِ السَّمَاوِيِّ الَّذِي تَرْنُو لَهُ مُقَلُنَا فِي لَحْظَةِ إِبْصَارٍ. ------------- ------------- ((يَتَسَرْمَدُ سُهَادُ القَلْبِ إِلَى حِينََ يَأْتِي الحِينُ.))
بينَ الكافِ والنّونِ هُوَ نَصٌّ، فَعَلى قارِئِ الكَفِّ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ لِلنَّصِّ أَعْمَارًا، وَأَنَّ القِرَاءَةَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَذَا حَاضِرًا فِي وَعْيِهَا... كَمَا قالَ "دِرِيدَا*٨. 4/ قَنطَرَتْ نَهْرَ العُمْرِ، لِتَصِلَ الضِّفَافَ بِقَنْطَرَةٍ مِنْ سَرَابٍ. ............ إِجْهَادٌ يَبْلُغُ حَدَّ الجِلْدِ، يَهْصِرُ مَلَكَاتِنَا لِتَسْلُكَ خُيُوطَ الظِّلَالِ فِي سَمِّ خِيَاطِ دِيجُورٍ، غِيَابَاتُ غَدٍ تَقْتَفِي خَطْوَنَا.
[طبائعُ النَّفْسِ] نَزَقٌ كَزِلْزَالٍ، خامِدٌ كَبُرْكَانٍ، هَائِجٌ كَمَوْجٍ، هادِئٌ كَبُحَيْرَةِ "مِيَانْشَة*٩...
((مَعَ الرِّيحِ وَالأَشْجَارِ، وَاللَّيْلِ الطَّوِيلْ هُزِّي جِذْعَ الحُلْمِ، وَانْثُرِي النُّجُومْ وَاسْكُبِي ضَوْءَ الرِّيَاحِ فِي صَمْتِ الغُيُومْ غَنِّي لِلأرْضِ أُغْنِيَةَ الخُلُودْ، وَأَضِيئِي شَمْعَةً فِي قَلْبِ كُلِّ وَحِيدْ، فِي لَيْلَةٍ لا تَعْرِفُهَا سِوَى النُّجُومْ)) ............. كَنْدُ مَاتَتْ كَنْدُ مَاتَتْ... ............. فِي الغُرْبَةِ، النَّفْسُ اشْتَهَتْ كَأْسًا تُبَدِّدُ لَيْلَهَا، لَيْلًا كَحَرِيرٍ لَزِجٍ، وَعُيُونُنَا تُصْغِي لِضَوْءِ العَجْزِ فِيهَا...
صَوْتِي يُنَادِيكِ الَّذِي مَا كَفَّ يَشُمُّ عُيُونَكِ مُنْذُ ارْتَمَى قَلْبِي نَايًا، وَصَارَ فِي جَوْفِي أَسَى يُرْنِي بِأَشْوَاقِ البُكَاءِ نَحْوَكِ... --------- ..... فِي الأُفُقِ المُنْهَارِ يُحَلِّقُ جَنحُ عُصْفُورٍ ذَبِيحٍ، مَا بَيْنَ أَسْوَارِ السُّكُونِ، وَسُتُورِ مَوْتِكِ... ............. ---- مَا بَيْنَ أَخْلَاقٍ وَمَا سُمِّيَتِ "الإِيتِيقَا"*، مَوْجُكِ... تَهْوِيمٌ، تَوْهِيمٌ، مُتْعَبُ لَهْفَةِ مَنْ يُنَادِيكِ وَهْوَ فِي بَرَاثِنِ الشَّتَاتِ... 5/ [النَّصُّ وَالقِرَاءَة] ((هيَ الأشجانُ تأخُذُهُ منهُ، وتُعيدُهُ إليهِ، يَعتبُ عُمرُهُ النرجسيُّ عليهِ، وعَتباتُهُ كانتْ عَطَشًا... وَلَظى...))
بينَ الكافِ والنونِ نَصٌّ، فَعَلى قارئِ الكَفِّ أنْ يَعْلَمَ أنَّ "لِلنَّصِّ أَعْمَارًا، ومَطْلوبٌ مِنَ القِرَاءَةِ أنْ يَكُونَ هَذَا حَاضِرًا في وَعْيِها" — كما قالَ دِريدا...
مَنْ سَيَقْبَلُ جَبْهَتِي بَعْدَ أَنْ نَذُوقَ المِقْصَلَة؟ مَاتِيلْدَا*١٠... مَاتِيلْد... مَاتِي... يُحْزِنُنِي أَنِّي لَنْ أَعْرِفَ ذَلِكَ حِينَ أَكُونُ مُجَرَّدَ رَأْسٍ مَوْضُوعَةٍ على طَاوِلَةٍ رُخَامِيَّةٍ صَغِيرَة، وَلَنْ أَرَى الشُّمُوعَ العَدِيدَة، وَعَزَائِي أَنَّ السَّيِّدَةَ "دُه رِينال*١١ لَحِقَتْ بِي بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ... ------------- شَاخَتِ العُيُونُ، وَمَا زَالَتِ الدُّمُوعُ... ------------- ((بَصِيصُ هَوَاجِسَ فِي خَاطِرِ زُهُورِ العَدَمِ، المَكْنُونِ فِي بَرَاعِمَ مَطْوِيَّةٍ تَحْتَ ضَبْنِ سِيقَانِ شَجَرَةِ عِرْفَانٍ، ضَمَائِرُنَا تُحْصِي أَيَّامَ مَقْدِمِ رَبِيعٍ.)) 6/ ((صَيَّرْنَا بَابَ زِنْزَانَتِنَا مُتَمَسِّكِينَ بِهِ، مَا لَمْ نَجِسْ مَا وَرَاءَهُ، قِنْدِيلُ الحُرِّيَّةِ يُضِيءُ القَلْبَ.))
خَيَالُنَا، حَاضِرٌ فِينَا، مَصْلُوبٌ عَلَى صَلِيبِ الدُّنْيَا، مَا دُمْنَا تَحْتَ الشَّمْسِ. 7/ أُمكُ خَيْطَ طَرْفِكِ: عُرْوَةٌ مَنْ يُعِيدُ لِلتَّائِه حَبْلَهُ السِّرِّيَّ المُخَبَّأْ؟ مَنْ يُمْنِحُ الغَارِقَ قَصَبَةً؟
((وَجْهُكِ... غُفْرَانِي، وَخَرُّوبُ عَيْنَيْكِ... عِقَارِي...))
الأَنْدَلُسُ... حَافَةُ الحُلْمِ، سِفْرُ "تُومَاسْ مَاكْلِي"*أ، أَيْقَظَنِي مِنهُ مَفْزُوعًا... ............... ............... وَكَوْرَدَةٍ فِي لَيْلِ تَجَلٍّ الصَّدَى عَرْشٌ، وَالهَوَامِشُ... مُطَهَّرْ. ........... -------- ((هِيَ الطَّرِيقُ... وَأَنَا المُسْتَطْرِقُ، أَجْرُومِيَّةٌ لَهَا: أَنَا الهَارِمْ، أَجْرُومِيَّةٌ لِي: هِيَ الهَارِمَةُ...)) ............ ((تَذْرِفُ... تَذْرِفُ... تَذْرِفُ...)) ........... ((لَا يَبْتَغِي زَهْرَ الزَّنَابِقِ فِي مَدَائِنِ وَحْشَتِهِ، لَكِنَّهُ يَرْجُو ضِيَاءً فِي شَمْعَةٍ تُرِيهِ خُطَاهْ...)) 8/ ((يَسْقُطُ فِي ظِلٍّ مُشِعٍّ مِنْ لُغْزِ تَأْوِيلٍ... يَجْتَازُ صُدْفًا تَوَجَّهَتْ لِلرَّمْضَاءِ... يَطَأُ الحَصَى، تَشْوِي قَدَمْهُ نَارُهَا... نُعَاسُهُ يَسْبِقُهُ فِي شَفْرَةِ الطَّلِّ الرَّهِيفِ...)) --------- ((يَتَبَعْثَرُ الوَجْهُ الَّذِي أَشْبَهَ صَحْرَاءَ البُعَادِ، وَحَيَاؤُهُ... قَدْ خَانَ دَمْعَتَهُ.)) ---------- فِي ضَفَّةِ الفُرَاتِ يَعْقُوبُ يَشْخَبُ بِالحَنِينِ، رُؤْيَتُهُ تَتَشَقَّقُ الآنَ بَيْنَ رَمْشِكِ وَرَمْشِي...
((وَكَمِ اتَّسَعَتْ هُوَّةٌ بَيْنَ الرَّمْزِ وَالعَلَامَةِ... ضَاقَ مَجَازُ الخَلْصِ، وَالمَعْنَى، يَخُطُّهُ قَلْبِي، وَيَمْحُوهُ "دَالُ" الكَونِ...))
((أَفْتَحُ ذَاكِرَتِي، فَيُغْلِقُهَا الحَرْفُ، المَدْلُولُ يَصْرُخُ: مَتَى؟ مَتَى تَلْمَسُ الأَنَامِلُ مَاءَكِ؟)) 9/ ((مَتَى تَشْعَلُ التَّرَقُّبَ؟ قَشَّةٌ نَتَعَلَّقُ بِهَا عِنْدَ غَرَقِنَا فِي عُيُونِ مَنْ نُحِبُّ.)) .............. ....... ... ((الطَّبْشُورُ: مِلْحُ الدَّمْعِ تَكَرْسَلَ، نَرْسُمُ بِهِ خَارِطَةَ العُمْرِ.))
قَالُوا: لَمْ يُغَادِرْهَا المَغُولُ مُنْذُ أَلْفِ مَرَّةٍ!
قُلْتُ: قَدْ سُرِرْتُ... صَاحِبُ "كُلِسْتَانْ"*ب، رُبَّمَا يَقُولُ:
((سَلَامًا لِكَمَنَجَاتِ اللَّيْلِ، سَلَامًا لِرُجُومِ الحَنِينِ، سَلَامًا لِرَحَى الأَوْجَاعِ...))
((«فَلَا انْحَدَرَتْ بَعْدَ الخَلَائِفِ دِجْلَةٌ، وَحَافَاتُهَا لَا أَعْشَبَتْ وَرَقَ الخُضْرِ»))
السَّرَابُ... مِلْءُ العَطَشِ، وَالغِيَابُ... مِلْءُكِ...
((سَادِنُ الحُجُبِ، صَمْتُ الفَرَاغِ، أَضْرَى الصَّنَوْبَرَ الشَّهْوِيَّ، سَاوَرَنِي... لَكِنَّهُ لَا يُسَوَّرُ دُونَ رَايَاتٍ...))
أُغَادِرُ سُبَاتَ Sheol * ج وَفَوْقَ شَفَاهِي حَنْضَلُ الذِّكْرَى... أُومِئُ فِي الخَفَاءِ إِلَى اللَّيْلَكِ البَاكِي، وَالْحَبَقِ، وَالقَمَرِ السَّهْرَانِ، وَالتَّمِيمَةِ، وَالْأُرْجُوَانِ، وَالإِبْرِيقِ...
نَوَّار، أَتَعْلَمِينَ أَيَّ حُزْنٍ تَبْعَثُ الذِّكْرَى؟ ((خَبِّئِينِي...)) ------------ --------- ----- ((مُوَالُ مِزْرِيبٍ يَشْخُبُ فِي جُرْفِ السَّرَابِ، صَرْخَةُ الظَّمَأِ، بُرْعُمُ الرَّمَادِ، رَفِيفُهُ يُرَفْرِفُ فِي عَتَبِي، فِي مَهَبِّ الشُّرُودِ...)) 10/ ((ذَمَرَتْ نَارُ الحَنِينِ، وَصَارَ النَّايُ إِزْمِيلًا، يَنْحَتُ جُرْحَ خَاصِرَتِي القَدِيمَةِ...))
نَوَاقِيسُ صَوْمَعَتِي تُبَادِلُنِي الضَّرْبَ...
((أَنْتِ فِي شُرْفَةِ تَرَقُّبِي مُحْتَشِدَةٌ كَالدَّمْعِ... وَالجِدَارُ يَنْدُبُ كُمِّي، وَوَجْدِي... يَنْزِفُ نَدْبًا يُوْجِعُنِي!)) ------------ هَرَمَ صَبْرِي غِيَابُكِ... ((فَزَعٌ أَدْمَنْتُهُ...)) ------------ ((النِّسْيَانُ: مَرْقَعَتِي الَّتِي تَجْرَحُ دَمْعِي، مَطَرُ الخَرِيفِ يَجْرَحُ قَلْبِي، صَدًى عَابِرٌ يَجْرَحُ عُزْلَتِي...))
((وَعِطْرُ رَازَقِيَّةٍ يُشْبِهُهَا... وَأَمْضِي فِي النَّهَارِ أَبْحَثُ عَنْ فَرَاشَةٍ... زَنْبَقَةٍ... ظِلِّي...))
((هَرِمْتَ يَا شَاعِرُ، وَكَبُرَتْ مِنْ حَوْلِكَ الأَحْلَامُ وَالآمَالْ، شِعْرُكَ شَابَ، وَالقَلْبُ يَنْزِفُ أَسْئِلَةً مَاتَتْ عَلَى شِفَاهِ اللَّيْلِ، مَاتَ "دِمُوزي*١٢، مَاتَ "نِيسَانُ*١٣، وَمَاتَ فِي دَاخِلِكَ النُّورُ الَّذِي أَضَاءَ دُرُوبَ العُشَّاقْ، وَحَمَلَ الأَمَانِي، وَالقُلُوبَ الحَزِينَةَ إِلَى شَوَاطِئِ الأَمَلْ، حَمَلَ الأَغَانِي، وَعَرَبَاتِ الحَنِينْ إِلَى أَيَّامِ الطُّفُولَةِ...)) 11/ ((هَرِمْتَ يا شاعِرُ، وكَبُرَتْ مِنْ حَوْلِكَ المَدينَةْ، شَوارِعٌ ماتَتْ، وبيوتٌ تَموتْ، وها قارِبُ الأَحلامِ بلا شِراعْ، تَحَطَّمَ على صُخورِ بحرٍ مِن نِسيانْ.))
"فَلَوْ قَبْلَ مَبْكَاهَا بَكَيْتُ صَبَابَةً بِلَيْلَى شَفَيْتُ النَّفْسَ قَبْلَ التَّنَدُّمِ ولكِنْ بَكَتْ قَبْلي فَهَاجَ لِيَ البُكَا بُكَاهَا فَقُلْتُ الفَضْلُ لِلْمُتَقَدِّمِ"*د
قالَتْ، ومَدَّتْ يَدَها: الوَداعْ، أَراكَ بعدَ الغَدِ، في الحُلُمِ، وغطَّتْ وجهَها سَحابَةٌ مِنَ الدّموعِ، ((بلَّلَتْ كِتابَها، بلَّلَتْ حِجابَها، بلَّلَتْ الدّموعْ.))
[في حضرةِ العرّافة] يجيءُ إلى حضرةٍ يَقرأُ كفَّهُ، وهوَ على مِحَفّةِ ريحٍ، يَحملُ صحراءَهُ فوقَ ظهرِهْ، يَجوسُ غابةَ الغَضى اليابِسِ، كانَ أَمسُهُ دامِسًا، تُبلّلُهُ خُضرةُ الانتظارِ الشاحبةْ، ((فتتفاقمُ رَهبتُهُ، يَفرُشُ خُطاهُ لِيَنامَ الظِّلُّ...))
رسائلُ مستورةٌ، مراثينا... نحنُ مخلوقاتُ الطينِ، إنا صِرْنا رُواةً لِسيرةٍ لا نِهايةَ لها؟!
((كندُ ماتتْ، ولكنِّي أراها تسيرُ في الحديقةِ، فراشةً طَليقَةً لا تَعبُرُ السورَ، ولا تَنامْ))
((الحُزنُ والياسَمينُ الذابِلُ والأحلامُ طعامُها في هذهِ الحديقةِ البابليّةِ الساحرةْ))
أيّتُها الجِنِّيَّةُ! ((تَناثَري رَمادَ "آشورْ"، وابذُري في التُّربِ حُلمَ النورْ، لِتَنبُتَ الأرضُ عشقًا وطُهورْ، دارَتِ الدنيا وهيَ تَدورْ، مَنْ تَنتظرْ؟ النُّشورْ...)) 12/
((أُناجي في سَحَرِ الليلِ الأملِ في عُيوني، وأَدعو الريحَ تَحمِلُني إلى حيثُ شَوقي يَدومُ))
((أُسافرُ بينَ الذكرياتِ كأني في عالمِ الحُلمِ، أَرسُمُ من ضوءِ عَينيكِ قصائدَ في بحرِ الأُنسِ))
((أُتابِعُ خفقاتِ قلبي كأنَّ العشقَ يُعيدُني إلى سرِّ الروحِ فيكِ، فتَضيعُ روحي فيكِ))
((أُحاكي طَيفَكِ في سُكونٍ، كأنَّ الليلَ يُجيدُني، وأبني للحنِّ حُبٍّ من الأملِ في قلبِ الزمانِ))
((فلا يمرُّ لَيلي دونَكِ، أُغنِّي حُبًّا في سِرِّي، وأَحيا في شغفِ العشقِ كأني في بحرِ الأُنسِ))
نَهْرٌ لِتَمُّوزَ: القَيُّومِ، تِشْرِينُ! يَطرُقُ بَلّورِي، ويُمارِسُ: الحُلمَ، المَطرْ.
رائحةُ الثيرانِ تُخمِدُ نارَ الأبراجِ، في "الداخَما" الفوقيّةِ، ((تلكَ التلالُ الشاهِقَةْ تَلتهمُ القلبَ النُّسورُ، تَنقَضُّ من فوقِ الرياحِ...))*١٤
نهرٌ لقصيدةٍ: عنيدةْ، نهرٌ لبغداد: المُعلّقةِ الذّهبْ، نهرٌ لرائدِ الضُّحى، لطيرِ الدّوري، للشهيدِ، لقلوبِنا المكسورةِ الوَجعِ، للموعدِ الفائتِ، لجدارِيَ العاتبِ، ودُموعيَ: تَحفِرُ في البَلّوطِ: وقتًا، وميعادًا... 13/ ((استودعتُها قَمري، وظلِّي، ومنازلَ الأبراجِ، والعَلما، خُذْ صَمتَكَ: المُترامِيَ في صدى جرحي، وأبلِغ شُرفتي: وردًا، وأُقحوانا))
((الطَّرفُ يشهَدُ: أَنَّ العُيونَ نَضِبْنَ، وأَنَّ الرَّيحانَ: قد يَبِسا))
[عصفورُ الحنين] ((النَّدْيانِ نُصبًا، وجِلدُهُ يَستمدُّ رِقّتَهُ من غديرِ الشَّوقِ، يَعودُ من بلادِ "الحِينْ" لأصقاعِ "أينْ"، يُخبّئُ خَوفَهُ بالحِيرةِ، جُنحًا، ووجيفًا، يُوشوشُ نفسَهُ، تَسكنُهُ الوساوسُ، يَدٌ تُرفرِفُ فوقَ كتِفِه المُتعَبِ، ذلكَ الحَنينُ، كعصفورٍ صغيرٍ سقطَ من عُشّهِ ولم يَعرِفِ التحليقَ بعدْ، تُحلّقُ أُمُّهُ حولَهُ، لَهيثُها يخالِطُ وجعَ رَفيفِهْ...))
((نهرٌ مُشرَّعٌ لنا لِنخوضَ في أمواجِه المُتعَبَةْ، فنَغمسَ الجراحَ في مائِه، ونَسبحَ الأيّامَ في زَبَدِه)) .................. ((واتركْ: جسدَكَ اليابِسَ: يرتوِي، ويَنسى: صُفرةَ الأوراقِ، والأثرْ)) ................ ((الأفقُ ممدودٌ: كمدِّ البصرْ، والشمسُ: مِرمى حَجَرْ، فامْضِ، واغْذُ الخُطى للرّياحِ الكبيرةْ)) 14/ [غيابُ تِمثالِ الوطن] ((يَبحثُ بين أوراقِ ذِكرياتهِ عن وطنٍ تبدّدَ مثلَ سرابْ، هو المسكونُ بالعفّةِ ونرجسيّةِ المشاويرِ، لن يُسلّمَ جَرحَهُ لضِمادةِ رصيفٍ، سيَنامُ على صَمتِهْ كما نامَ صمتُهُ على جَرحِهْ، وجُرحُهُ نامَ على نفسِهْ...))
((فَارَ التَّنُّورُ، والوقتُ: للحَصادْ، فأَفزِعِ السُّنْبُلَ، وادْعُ الرَّحى: تَدورْ))
((كُلُّ القَتَلَةِ لَهُم مَشاريعُهم التي لا يَعُدُّونَها جَريمةً، لأنَّهم أَحفادُ "راسكولينكوف*١٥.))
((حَبْلٌ وَعْدُ السّيّارةِ عَرقبَهُ المُنتَظَرُ، نُمسكُ بهِ لِنخرُجَ مِنَ الجُبِّ، ونَحظى بِـ"زُليخا".*)) 15/ ((تَرَقُّبٌ، جَذْبَةُ إِلهامٍ تُلقِمُنا السَّيرَ على الماءِ، لاجتيازِ بحرِ الوجودِ، فالعَومُ مُتعذِّرٌ.))
((مِن مُريديكَ، عَمّدوا الحضرةَ، وأشعلوا: زيتَ قنديلِكَ المُنطفِي، اقتَفِ خُطايَ، واحْصِ أنفاسي، وصَمتي، واقرأْ معي: صفحةَ الوجهِ المُتعَبِ)) ................. ........... ..... ((بغدادُ: مُعلَّقةٌ في سَماءِ النهارْ، بغدادُ: حِصنُ الفِرارْ، بغدادُ: سِرٌّ خَفِيٌّ يُداوِرُهُ العُمرُ، بغدادُ: دفترُ أسرارِنا، ومدى الأمطارْ))
((كُلُّنا طِينٌ تنفّسَ فيهِ الرؤى، والحياةْ، نحنُ مِصباحُ "علاءِ الدين*١٦، وما باحَتْ بهِ "شهرزادْ*١٧ قبلَ صِياحِ الدّيكْ*١٨))
((نفِدَ النّشيدُ، ولم يَبقَ في سماءِ السَّفَرْ غيرَ القوافي تُردّدُها العصافيرُ، رَغْوَةُ دُخانِكَ تُعيدُ الحُقولَ خضراءَ، وناقوسُ حُلمِكَ يَضرِبُ وجهَ السَّماءْ، فارْتَقِبْ نُضجَ التِّينِ، وتأمّلِ الصبّارْ في هذا التيهِ: رُوحُ وَرْدٍ، وَهَمْسُ جَنّاتٍ.))
16/ ((لَيسَ ثَمَّةَ حَدٌّ يَمْنَعُ صَوْتِي، سَأَحْطِمُ: قُضْبَانَ هَذِي المَعَابِرْ، كَأَصْنَامِ كَعْبَةِ أَمْسٍ تَدَاعَتْ، وَفَلَّتْ سُيُوفٌ بِلَهِيبِ الضَّرَائِرْ، وَأَوْقَدْتُ فِي بَاحَةِ العَرْشِ نُورًا، وَجَمَّعَ عَزْمِي جَمِيعَ المَنَائِرْ، وَرَفْعُ البَيَارِقِ يَبْقَى اشْتِعَالًا، يُفِيحُ بِمَوْسِمِنَا المُسْتَنِيرِ، شَبَقُ الرَّيْعَانِ، بُرْعُمُ زَهْرٍ يُنَادِي جِبَالًا بِطُهْرِ المَنَاظِرْ، وَأَزْهَارُهُ مِنْ تُرَابِ الرَّفَاتِ، وَمَاءِ العُيُونِ، وَدَمْعِ الجَنَادِرْ، وَمَجْدُ العِرَاقِ يُنَادِي: بَغْدَادًا، فَهَلْ يَسْمَعُ التَّاجُ هَذِي البَشَائِرْ؟))
بَغْدَادُ: أُسْطُورَةٌ فِي الكِتَابِ، وَبَغْدَادُ: مِحْنَةُ قَوْمٍ مُسْتَطِيرَهْ،
((وَجُرْحٌ نَزَفْنَاهُ فَوْقَ الوُجُودِ، فَأَطْلَقَ فِي لَيْلِنَا أَلْفَ سَاهِرْ.))
17/ ((وَتَاجُ المَذَلَّةِ فِي العِزِّ أَلْقَى شَفِيعًا لَهُ طُوفَانُ المَحَاجِرْ، تُعَانِقُ جُودِيَّ فَلْكَ النَّجَاةِ، وَتَسْبِقُ نِسْيَانَهَا بِالمَآثِرْ، فَكُنْ مُسْتَرِيحًا بِقَلْبِ الأَمَانِ، لَعَلَّكَ تَجْتَازُ وَهْمَ المَخَاطِرْ، وَتَسْتَغْفِرُ الحُلْمَ فِي تَوْبَتَيْنِ، وَتَرْفَعُ جُرْعَةَ خَمْرِ المَآزِرْ، وَتَشْرَبُ مِنْ خَلِّ مَرِّ النَّدَى، فَيُطْفِئُ جَمْرَتَكَ المُسْتَعِرَّهْ)) ----------- ------ قَبْلَ صِيَاحِ الدِّيكِ *١٩اثْنَتَيْنِ، ((وَيَهُوذَا يُنَادِيكَ ثَلَاثًا، وَتَسْفِرْ، وَبُطْرُسُ يَغُطُّ فِي نَوْمِ عَمِيقٍ، وَالْحُرَّاسُ فِي جَفْوَةٍ يَسْتَغِرُّوا.))
18/ ((وَالجَلْجَلَةُ تَرْتَعِدُ، وَالرِّيَاحُ تَهُبُّ عَلَى الحُكْمِ كَالمُسْتَنِيرِ، تَنَاوَلْ نَبِيذَكَ، وَانْظُرْ إِلَى البَحْرِ، فَالبَحْرُ سَاكِنٌ، وَالصَّيَّادُ يَسْخَرْ، رَمَى الشّبكَ، وَارْتَاحَ فِي نَوْمِهِ، وَعَادَ يَشْخُرْ، وَالْحُوتُ يَعْبُرْ، وَحَمَلَ عِيسَى صَلِيبَ العَذَابِ، وَالصَّيَّادُ يَشْخُرْ، لَهُوًا يُكَبِّرْ، وَصَعِدَ الجُلْجُلَةَ فِي صَمْتِهِ، وَالْمَسَامِيرُ تَغْرِزُهُ فَتُؤَزِّرْ، وَالصَّيَّادُ يَشْخُرْ كَأَنَّ الزَّمَانَ أَتَى لِيُدَبِّرْ، وَشُبِّهَ لَهُمْ، وَصَعِدَ المَسِيحُ لِرَبِّ السَّمَاءِ، وَقَوْمُهُ تُنْكِرْ.)) 19/ ((نَمْ! عَسَاكَ لَا اسْتَيْقَظْتَ، نَمْ! عَسَاكَ لَا اسْتَيْقَظْتَ.))
لَيْسَ فِي الجِيُوكُونْدَا *٢٠مَسْحَةُ جَمَالٍ، الرُّوحُ الخَالِدَةُ هِيَ الَّتِي شَرِبَتْهَا الرِّيشَةُ مِن شَغَفٍ.
((قَاسِيَةٌ تَعَاسَةُ المَسْجُونِ، فَلَيْسَ بِمَقْدُورِهِ إِغْلَاقُ بَابِهِ.)) 20_ ((أَتَمُوتُ فِي بَغْدَادَ طَيْرٌ؟ لَا يُشْجِرُ التَّنُّورُ، قَالْ الفَلَّاحُ: أَتْمِمْ حَصَادَ السُّنْبُلَاتِ، وَدَعْ رِحَالَ الطَّاحِنَاتِ عَلَى الدُّهُورِ تَدُورُ فِي صَمْتِ الجِبَالْ.))
((قُلْتُ: المُرِيدُ هُنَا مُقِيمٌ، تَلْقَانِي فِي صُبْحِ الصُّفُوفْ، أَرْفُرِفُ، أَعْلُو فِي ارْتِقَاءٍ، أَمْسَحْ جَبِينَ ابْنِ الإِلَهِ مِن كَرْبِ دُخَّانِ العَوَادِمْ، وَأَفْسِحِ الأَنْفَاسَ لِبَغْدَادَ الرُّؤَى، إِنْ مَرَّ دِجْلَةُ وَهُوَ بَاسِمْ!))
أَكْتُبْ عَلَى المِئْذَنَةِ الكُبْرَى: اسْمَ الشُّيُوخِ الأَوَّلِينَ، ((أُواسِي المَدِينَةَ: بِالقَدَّاحِ، بِطَاسَةِ النُّؤَّاسِ، أُسْقِيهَا رُقَادَ غِزْلَانِ الأَنِينْ، وَصَوْتَ خَامِسِ وَتَرٍ: زِرْيَابَ*٢١، يَنْبُضُ مِن أَنْامِلِهِ الحُورِ، بِرِيشَةِ نَسْرٍ بَابِلِيٍّ، عَالِي السِّنِينَ.)) .............. ((زَمِّلْ فُؤَادِي مِن شَفَاهِكْ مَا ذَرَفَتْ مِن أُمْنِيَاتْ، وَجْهِي: سَلِيبُ الحَائِطِ الأَعْشَى، تَخَلَّى ظِلِّيَ الغَافِي عَن الذَّاتْ.)) ............. ((رُضَابُ نَرْجِسْ أَسْكَرَ المَلَامِحَ فِي المَطَرْ، فَذَبَلَتْ: حَجَرُ النَّوَاصِي حِينَ ضَاعَ بِهَا البَصَرْ.)) ---------- ((ما النَّهْرُ يَحْمِلُ غَيْرَ شَجَنٍ، ذِكْرَى تُوَزَّعُ لِلشِّيحِ، تُغْرِي الغُرَقَى بِالنِّدَاءِ، تَحْتَ قَمَرٍ لِتَمُّوزْ، يُذْبَحُ الأَمَلُ السُّرُورُ، وَتَبِيتُ فِي عَيْنَيْهِ نَارْ.)) 21/ ((وَلَّيْتُ قَلْبِي نَحْوَ نَسْمَةِ بَيْتِ الإِلَهِ المُعَتَّقِ، وَاليَوْمَ كُلُّ النَّهْرِ نَهْرٌ، لَا جَرْفَ، لَا حَجَرٌ لِصَفّْ مَنْ يُفْشِي الأَسْرَارَ؟ قَدْ صِرْنَا قُدَامَى فِي الصُّدَفْ)) ********** فَوَلِّ وَجْهَكَ لِلمَصَبِّ، ((فَالمَنْبَعُ المَكْلُومُ قَدْ شَرِبَ الشَّظَايَا حِينَ نَامَ مَعَ المُهَاجِرِ وَالمُعَذَّبِ وَالدَّمْعُ مِلْءُ العَيْنِ، دَامٍ، خَافِتِ النَّبْضِ، مُتْعَبْ)) ********** وَحْدَهُ كَانَ يُغَسِّلُ الأَمْلَاحَ عَنْ جُثَثِ البَرِّيَةِ، وَحْدَهُ يُسْقِي حُقُولَ الغَيْرِ مِن دَمِ أُمْنِيَّةٍ، الغَيْمُ أَنْسَاهُ النُّجُومَ، وَوَحْدَهُ: يَعْرِفُ الطُّيُورْ تُغَنِّي عَلَى شَجَرِ الصَّفَافِ، وَتَبْكِي ضَوءَهَا: المَأْسُورْ...
وَحْدَهُ: يَمْشِي عَلَى بَطْنِ الظُّنُونِ، طِوَالَ لَيْلِ الشَّكِّ، فَوْقَ شَوْكِ قَلْبِهِ المَكْسُورْ، وَالصُّخُورْ... 22/ ((هُوَ أَوَانُ انْقِشَاعِ الغُمَّةِ، وَهْوَ انْبِلاجُ غُبَاشِ الصُّبْحِ، بَاءَتْ بِمَزْمُورٍ، نَدَاهُ دَاوُودٌ*٢٣، فِي سِفْرِ مَا أَخْفَاهُ كَتُوبِيمُ*٢٣، لَمْ يَفْتُرِ الحُزْنُ القَدِيمُ، يُرَوِّضُ التَّوْبَةَ، يَبْثُّ لَوْعَةً فِي جُرْحِهِ العَتِيقْ.))
تَعَاوِيذُهُ: تَطْرُدُ العَصَافِيرَ، ((لَا الغُرْبَانَ، إِذْ دَاهَمْنَ أَعْشَاشَ السِّدْرَةِ القَدِيمَةِ، فِي حَافَةِ المَقْبَرَةِ العَتِيقَةِ))
((أَتَعَثَّرُ بِزُنَّارِ الخُطْوَةِ، وَخَنْجَرُ الشَّرَكِ البَرِيءِ يُغَافِلُنِي، يَنْغَرِزُ فِي خَاصِرَتِي...)) 23/ ((شَهْوَةُ الهُوَّةِ تَسْتَهْدِفُ بَارِئَ الصَّيْحَةِ، كُلَّ انْبِلَاجِ فَجْرٍ، فَتُكَشِّرُ عَنْ أَنْيَابِهَا الكَوَابِيسُ، الوَطَنُ لَوْحٌ مَسْمَارِيٌّ، عُمْرُهُ خَتْمٌ أُسْطُوانِيٌّ، لَا حَصْرَ لَهْ...))
وهتفتُ في داخلي: "أنتِ وحدكِ موجودة، يا أرض! وأنا لستُ إلا وليدَكِ الأخيرِ. إنني أرضعُ ثديكِ، ولا أتركهُ. إنكِ لا تتركينني أعيشُ إلا، دقيقةً واحدةً، لكنَّ الدقيقةَ تصبحُ ثديًا، فأرضعُ."*٢٤
((كُلُّ القَتْلَى أَهْلِي، تَارِيخِيًّا، سُكَّانُ هَذِهِ الأَرْضِ المَسْكُونَةِ بِالرُّعُودِ وَالطُّوفَانْ، خَرِبَ المَعْبَرُ بَيْنَ الفُصُولِ، وَجُنْدُ المَغُولِ يَزْحَفُونْ، هُنَا وَحْدَهَا الشَّمْسُ، بَاقِيَةٌ، لَمْ تَزُلْ))
((هِـيَ الطَّرِيقُ... وَأَنَا المُسْتَطْرِقُ، أَجْرُومِيَّةٌ لَهَا: أَنَا الهَارِمْ، أَجْرُومِيَّةٌ لِي: هِيَ الهَارِمَةُ...))
تَنْتَقِلُ مِنْ ضِفَّةٍ لِضِفَّةٍ، ((سَاقُهَا الطَّوِيلُ تَجَاوَزَ المَدَى، دُونَ قَطْرَةِ حَيَاءٍ، تَتَثَاءَبُ المَنَادِيلُ، يُمْطِرُهَا اللهُ، بِدَمٍ دَافِئٍ آخَرْ...)) ............... ......
((الجُدْرَانُ الطِّينِيَّةُ تَنْحَنِي، فِي طُقُوسِ العَوَامْ، تَطْمِثُ المَرَايَا بِصُوَرِ العُرَاةِ، وَتُعَلِّقُ فَوْقَهَا الرَّايَاتِ، بِلَوْنِ الحَيَاءِ، يَا دَرَجَ الرِّيحِ، بِمَسَافَاتِ الصَّحْرَاءِ، وَاحَتُكَ القَدِيمَةُ مُبَقَّعَةٌ كَحُلْمٍ، كَأَنَّهَا كَائِنٌ خُرَافِيٌّ، بِعَيْنٍ إِضَافِيَّةٍ، تَتَرَقَّبُ سَانِحَةَ الْخَطْفِ، لِمَنْ يُجَافِيهِ النَّوْمُ، فَيُسَافِرُ فِي تَأَمُّلِ الشُّهُبِ الْهَاوِيَةِ...)) 24/ ((المنفَى الأَخِيرُ، كَمَا وَعَدَتْنَا الأَنْبِيَاءْ، لَحْدٌ، وَنَامُوسُ نَكِيرٍ، أَبْوَابٌ لَا حَصْرَ لَهَا، مِنْهَا مَوَارِبُ، مِنْهَا مُغْلَقَةٌ، هَلْ ذَاكَ هُوَ المَصِيرْ؟ مِنْهَا مَخْلُوعَةٌ، مِنْهَا مُوصَدَةٌ، مِنْهَا نَعْرِفُهَا، مِنْهَا نَجْهَلُهَا، لَكِنَّ جَمِيعَ الأَبْوَابِ تَعْرِفُنَا...)) ------------- -------- وكانَ البحرُ يُفاجِئُها في فِناءِ الدارِ، ولا تَجرُؤُ أن تغفو تَحلُمُ بالإنجليزِ، كِلابُهُمُ تَقفِزُ من نافذةِ الغرفةِ تنهشُ نومتَها يسومونَها سوءَ العذابِ، بحديدٍ محمّى يتوهّجُ في حدقاتِ المدى*٢٥...
((مِنْهَا لِبُيُوتٍ لَا تَعْرِفُنَا، مِنْهَا لِسُكَّانٍ جُدُدٍ، مِنْهَا لِسُكَّانٍ قُدَمَاءَ، سُطُورُ الفَقْدِ كُتِبَتْ فَوْقَ الجَبِينِ، بِمَاءِ، وَرِيحٍ، كَوَسْوَاسٍ، أَوْ إِثْمٍ، أَوْ مَوْعِدٍ فَائِتْ...)) 25/ ((عَلَّمَنِي شَيْخِي دُرُوسَ أَلْحَانِ، عَلَّمَنِي الدُّورِيُّ ضُرُوبَ الأَلْحَانِ، عَلَّمَنِي العِشْقُ السُّكْرَ، عَلَّمَنِي السَّفَرَ الذِّكْرَ، عَلَّمَنِي الوَرْدُ العِطْرَ، عَلَّمَنِي الدَّرْبُ المَكْرَ.))
((عَبَرْتُ أَبْرَاجَ الحَظِّ، نَحَرْتُ أَمْوَاجَ البَحْرِ، عَرَفْتُ أَسْمَاءَ الأَقْطَابِ، أَنَخْتُ رِكَابِي فِي صَحْنِ الغِيَابِ، تَلَقَّنْتُ آيَاتِ الكَشْفِ مِنَ المَشْهَدِ، أَغْلَقْتُ شُبَّاكَ الحَضْرَةِ، عَبْرَ ثُقُوبِ سَهْوِ الخَاطِرِ: نَفَذْتُ لِمِرْآةٍ سَوْدَاءَ مَرْكُونَةٍ فِي السِّرْدَابِ، نَادَانِي شَيْخِي مِن خَلْفِ البَابِ: انْزِعْ سُتُورَكَ، ادْخُلْ دُونَ حِجَابِ!)) 26/ تَعَلَّمْتَ تَكْرِيزَ الحَضْرَةِ، بُنَيَّ، فَاذْهَبْ، وَابْحَثْ لَكَ عَنْ مُرِيدِينَ، سَتَجِدْهُمْ فِي الجَبَّانَةِ، أَوْ فِي قَلْبِكَ: مَسْطُورِينَ. -------------- -------- ((يَسْقُطُ فِي ظِلٍّ مُشِعٍّ مِنْ لُغْزِ تَأْوِيلٍ... يَجْتَازُ صُدْفًا تَوَجَّهَتْ لِلرَّمْضَاءِ... يَطَأُ الحَصَى، تَشْوِي قَدَمْهُ نَارُهَا... نُعَاسُهُ يَسْبِقُهْ فِي شَفْرَةِ الطَّلِّ الرَّهِيفِ...))
((يَتَبَعْثَرُ الوَجْهُ الَّذِي أَشْبَهَ صَحْرَاءَ البُعَادِ، وَحَيَاؤُهُ... قَدْ خَانَ دَمْعَتَهُ))
فِي ضَفَّةِ الفُرَاتِ، يَعْقُوبُ يَشْخَبُ بِالحَنِينِ، رُؤْيَتُهُ تَتَشَقَّقُ الآنَ بَيْنَ رَمْشِكِ وَرَمْشِي...
((وَكَمِ اتَّسَعَتْ هُوَّةٌ بَيْنَ الرَّمْزِ وَالعَلَامَةِ...))
((دارَتْ بيَّ مِرْآةُ الحَضْرَةِ، وَدُرْتُ... فِي مِرْآةِ الحَضْرَةِ... طُفْتُ ضِيَاعًا، وَبِقَاعًا، وَدُهُورًا، الْتَفَتُّ خَلْفِي، رَأَيْتُ دَمْسَ أَمْسِي: نَهْرًا قَانِ، تَغْسِلُهُ جُرُوفٌ مَكْرُوبَةٌ.)) ............... ........ ((حَاصَرَتْنِي: عُزْلَتِي: كَلَحْدٍ فَانٍ، نَهَشَتْ قَلْبَ العَتْمَةِ: كَالْغُرْبَانِ، وَهْجُ رُوحِي خُبْزُ جُوعِي، عُيُونِي، مَاؤُكِ مُهْلَةٌ، وَمُهْلٌ تَكَرْسَلَ عَلَى جَسَدِي لِحَاءٌ، وَدُمَلٌ.))
((غَصَصْتُ بِنَصِّ قَدَرِكِ، وَهُوَ قَدَرِي، عَذُوبَةُ سَالِفِ أَثَرِ أَيُّوبَ فِيَّ، وَالأَمَلُ، عُيُوبِي مَعَانٍ، جَمَالُكِ مُسْتَحِيلُ الدَّالِ.)) .............. ((فَجْوَةٌ بَيْنَ الصَّوْتِ وَالصَّوْتِ، فَرَاغٌ يُكَثِّفُ رَيْبَ صَمْتِ الزَّمَكَانِ، إِيحَاءُ المُمْكِنِ، إِيقَاعُ المُنْتَهَى، العَدَمِيُّ السَّادِرُ فِي العَرَاء.)) ............. الذَّاكِرَةُ تُصَدِّقُ قَبْلَنَا، وَالمَعْرِفَةُ تَتَذَكَّرُ، تُصَدِّقُ لِفَتْرَةٍ أَطْوَلَ مِمَّا تَسْتَذْكِرُ، أَطْوَلَ، حَتَّى مِمَّا تَسْتَفْهِمُ عَنْهُ المَعْرِفَةُ.*٢٦
((قِرَاءَةُ المَحْوِ: سُطُورُكِ بَيْنَ سُطُورِ نَصٍّ عُمْرِيَ المَكْتُوبِ بِالفَحْمِ، فِعْلُ اللَّفْظِ: تَدَاخَلَ وَزْنِي بَيْنَ مَسَامَاتِ: مَكْتُوبِ الغُبَاشِ.)) 27/ ((حُدُوثاتُ الأَضْرُبِ، هَزٌّ لِلدَّلالَةِ قَسْرِيٌّ يَبْعَثُ رَمْسَ الإبْهَامِ، تِكْرَارُ الوَقْفِ مَدٌّ إِيقَاعِيٌّ، يَحْمِلُ دَالًا لِلنَّصِّ.))
((سَتُخْلَقُ المَعَانِي، بِوَصْفِهَا التَّعْبِيرَ عَنِ البُعْدِ الكِنَائِيِّ الآخَرْ، فِي لَوْحَةٍ تَصْوِيرِيَّةٍ يُجَسِّدُهَا المَكْتُوبُ، فِي عَقْلِ القَارِئِ، كَلَامٌ فِي طَوْرِ الإِنْشَاءِ.))
لَيْسَتِ العُيُونُ مَنْ يَنْظُرُ، قَلْبِيَ العَتِيقُ، المَعْجُونُ بِدَمِ الأَلَمِ المُبَرِّحِ، ((وَقَدْ عَرَكَتْهُ سِنُونُ الغُرْبَةِ عَنِّي، لَا يَبْحَثُ فِي وَجْهِكِ عَنِّي، أَنَا التَّعَبُ، وَالقَهْرُ، وَالمُنَى، وَالتَّأَنِّي، يَبْحَثُ عَنْكِ، أَنْتِ بَقِيَّةٌ مِنِّي.)) ........... ((لُغَتُهُ لُغَتُكِ، عِنْدَمَا لَا أَرَاكِ، يَتَعَاظَمُ يَقِينِي أَنَّكِ مَعِي، ابْتَعِدِي... لِتَكُونِي قَرِيبَةً مِنِّي، قُرْبُكِ دُخُولِي فِي الجَحِيمِ، بُعْدُكِ عَنِّي خُرُوجِي.))
((أَمَّا الفِرْدَوْسُ، فَهُوَ وُجُودُكِ المَحْجُوبُ الرُّؤْيَةِ، المَوْجُودُ بِوُجُودِي.)) 28/ ((أَلْقَوْكَ فِي هُوَّةٍ سُفْلَى وَقَالُوا: لَا تَصِحْ، وَنَبَذُوكَ لِلْعُقْرِ الْمُوحِشِ، فَامْضِ وَلَا تَصِحْ، وَخُضْتَ فِي الغَمَرَاتِ، صَاحِ، دُهُورَهَا اشْتَبَكَتْ، وَتَهَصَّرَتْ بِالْقَيْظِ جَبْهَتُكَ الَّتِي خَطَّتْ مِحَنْ))
((جَهِلُوكَ، فِي غَيِّ الضَّلَالَةِ سَادِرِينَ، وَجَحَدُوا سِيمَاءَكَ الْغَنَّاءَ، وَاسْتَتَرُوا بِأَقْنِعَةٍ سَلَبَتْكَ رُوحَكَ، فَاحْذَرِ وُجُوهَهُمُ... وَسَلِّ غَيْبَكَ خَنْجَرِكْ))
((أَعْرِفْ بِأَنَّكَ فَرْدٌ يَا قَرِينْ، سَلِيلُ أَنْصَافِ الْخُلُودِ، فَلْتَكُنْ "جِلْجَامِشَ*قَبْلَ أَنْ يُدَانَ الزَّمَنْ، قَبْلَ أَنْ يَسْتَبِيحَ الظُّلْمُ أُورُكَا*))
((وَالصَّمْتُ كَالْبِرْكَةِ الرَّاكِدَةِ انْسَدَلْ، لَا حَرَكَاتٍ وَلَا أَمْوَاجٌ انْبَعَثَتْ))
((مَتَى نُبَاكِرُ دَاخِلَنَا؟ هَلْ يُحَرِّكُنَا الطَّرَبْ؟ كَمَا فِي الْأَمْسِ الْقَرِيبِ، أَمْ صِرْنَا لِمَا يُعْجِبْ؟))
((جَاسَ الْمَغُولُ الْحِصْنَ، فَالسُّورُ لَمْ يَحْفَظْ، وَالْيَوْمَ صِرْنَا عُرَاةً، وَالْمُفْرَدُ الطَّيْرُ قَدْ طَفَشْ.)) 29/ ((كُلُّ الأَوْجَاعِ، يَا بُنَيَّ، مَصْدَرُهَا الرُّوحُ، فَهِيَ الَّتِي تَسُوسُ البَدَنَا*٢٧.))
فِي الغُرْبَةِ، ((فِي الغُرْبَةِ، النَّفْسُ اشْتَهَتْ كَأْسًا تُبَدِّدُ لَيْلَهَا، لَيْلًا كَحَرِيرٍ لَزِجٍ، وَعُيُونُنَا تُصْغِي لِضَوْءِ العَجْزِ فِيهَا...)) 30/ ((أَذُودُ عَنْ حُدُودٍ لَيْسَتْ حَدِّي، وَأَحْبِسُ أَنْفَاسِي الَّتِي لَيْسَتْ بِي، وَفَوْقَ تِيهِ غُرْبَتِي سَامِقًا، نَفِقَتِ الغُولُ وَالعَنْقَاءُ وَارْتَمَتْ، حَمَلَ الوَفَاءَ وَرَحَلَ إِلَى مَأْوَاهُ، ضَاعَتِ العُشْبَةُ وَالحَانَةُ انْكَسَرَتْ، أَنْكِيدُو مَاتَ، فَمَنْ يَبْكِي التَّصَارِيفَا؟ فَمَنْ يَبْكِيهَا؟ فَمَنْ؟ وَحِيدٌ مُعَذَّبَا...))
[ تأملٌ ميتافيزيقي–فلسفي حرّ ]:
أَبْرَمُوا الصَّفْقَةَ مَعَ "مِفِسْتُوفِيلِيسْ، كُلُّهُمْ، وَلَيْسَ "فَاوْسْتْ وَحْدَهُ. الشَّاعِرُ أَوَّلُ إِنْسَانٍ، وَهُوَ الإِنْسَانُ الأَخِيرُ.
تَارَةً نَفْسِي تُنَازِعُنِي فِي نَفْسِي وَتَارَةً أُنَازِعُ نَفْسِي فِي نَفْسِي، فَلَا فُزْتُ بِنَفْسِي وَلَا فَازَتْ بِنَفْسِهَا نَفْسِي. أُنَازِلُ قَدَرِي أَقْبِضُ عَلَى زِمَامِهِ ظَنًّا أَنِّي قَيَّدْتُهُ، فَأَجِدُنِي وَاقِعًا تَحْتَ نَيْرِهِ، وَأَعْرِفُ أَنَّ اللُّغَةَ عَاجِزَةٌ عَنْ قَوْلِ مَا فِي قَلْبِي. ------------- --------- ---- عُزْلَةُ رُوحِي أَوَّلُ المَشْوَارِ وَنِهَايَةُ المَطَافِ. اسْلُوهُمْ، أَوْ تَسَاءَلُوا، فَقَدْ رَحَلُوا، وَحْدَانَا أَوْ أُمَمٌ. سَأُصَادِفُكِ فِي دَمِي الأَمْسِ، أَلْقَاكِ اليَوْمَ فِي دَمْعِي، أَبُوحُكِ مِلْحًا كُلَّمَا أَكُونُ جُرْحًا، بِالكَلِمَةِ مَخْلُوقِي العَاجِزِ عَنْ إِيجَادِ عِشِّهِ وَعِيشَتِهِ، تَنْزِلُ مِنْ وَجْدِي لِسَانِي، بِعُيُونِي تَتَنَاسَلُ فِي حَنْجَرَتِي فَرَاشَاتٌ تَنْدَسُّ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ قَبْلَ أَنْ تَصْعَدَ إِلَى قَلْبِي نَعْشًا يُنْعِشُ نَبْضِي.
كَوَائِنُ تُحَلِّقُ فِي دَفَاتِرِ العِشْقِ وَفِي بَيَانَاتِ العَزَاءِ، وَعِندَ كُلِّ مَخْفَرٍ، وَفِي كُلِّ عِتَابٍ، أَوْ جَوَابٍ، أَوْ جَهَشٍ لِلْعَذَابِ، مُرَقَّعَةُ الدَّرْوِيشِ، وَزَمْزَمِيَّةُ الصَّعْلُوكِ، وَصُرَّةُ المُسَافِرِ...
[ نغمة تأويلية ختامية]: ((فَاعْرِفْهُ، هُوَ مَنْ يَجْمَعُنَا فِي "المَدْشَرِ" فِي "المَحْشَرِ" فِي "المُطَهَّرِ" يَا رَفِيقَ احْتِدَامِ البَثِّ، يَا خَلِيلَ المَصِيبَةِ وَالنَّصِيبِ.))
أَيُّ هُوِيَّةٍ تُرِيدُ، وَوَطَنُكَ غَارِقٌ فِي الدَّمِ، يَتَكَلَّمُ لُغَةَ العَصَافِيرِ تَتَرَبَّصُهَا شَوَاهِينُ التَّارِيخِ لِيَرْوِيهِ الصَّمْتُ سِيرَةَ المُسْتَحِيلِ فِي أَصْقَاعِ المَجَاهِيلِ؟
((مَتَى نَمْتَلِكُ أَلْسِنَتَنَا، وَمَتَى أَلْسِنَتُنَا تُمْسِكُ أَزِمَّةَ كَوَائِنِنَا وَتُبِيحُهَا لِلْعَابِرِينَ تَذْكَارًا، وَمَوْعِدًا، وَنَشِيدًا؟)) .................. ........... .... ((فَنِي قَاطِنُ المَحَطَّةِ الدَّهْرَ، وَهَرَّقَ المُغَنِّي الجَوَّالُ القَوَامِيسِ، هِيَ نِهَايَةُ الفُصُولِ، وَخَاتِمَةُ نَخِيلِ الوَاحَةِ الآخِيرَةِ، وَطَيْفُ بَقَايَا لُقَى الإِطْلَالِ، هُنَا كَانُوا، وَهُنَا رَقَدُوا، هُنَا اندَثَرُوا، وَهُنَا تَسْفِكُ العِبَرَاتِ...))
((جَمِيعًا كَانُوا، وَأَنْتَ وَحْدَكَ كُنتَ الوَحِيدَ، فَرْدًا مُنْفَرِدًا، فَرِيدًا.))
31/ ((كَمْ كُنتَ فَرْدًا مُنَفِّرًا فَرِيدًا، يَا قَرِينُ، يَا سَلِيلَ أَعْظَمَ أُرُومَةٍ، أَسْلَافِ مَنْسِيِّينْ!))
الآن، ((وَالصُّرُوفُ حَاكِمَةٌ، السُّكُونُ أَقَامَ صُرُوحَهُ، جَاءَنَا شُهُبٌ تُلَاحِقُ الشَّيَاطِينِ، سِهَامًا تَخْرِقُ سَكِينَتَنَا، تُظْهِرُ المَسْتُورَ المَسْكُوتَ عَنْهُ مِن دَاخِلِنَا، تَرَنَّمُ عَلَى إِيقَاعِ نَوْتَةٍ تَرَنَّمُ السُّكُوتِ...))
((فَدَيْتُهَا آيذَانًا مِنَ الصُّوَرِ لِلصَّوْمِ الصَّمُوتِ...))
((كُلُّ رِهَانِ العَلَامَةِ مِصْيَدَةٌ فِي الشَّوْكِ وَالأَسْلَاكِ، وَالْفَنَاءُ خَوَاتِمُ... غَيْرَ أَنَّ العَلَامَةَ مَاضِيَةٌ مَاطِرَةٌ، رَايَةٌ، عَبَقُ الإِبْتِهَالِ، بِشَارَةٌ، شُرْفَةُ "بِنِيلُوبِي"*، لَعْنَةٌ: شَجَرَةُ التِّينِ، تَكْفِيرُ خَطِيئَتِنَا الأُولَى، مُصِيبَةٌ نُقِشَتْ عَلَى خَارِطَةِ الجِنْسِ البَشَرِي، طَبَعَتْ ثُقْبًا فِي صُدْغِ بَنِي آدَمْ، يَنْزِفُ الَّذِي بَيْنَ "نُونٍ"* وَ"يَسْطُرُونْ"، رُعَافُنَا الذُّهَانِيُّ، المُزْمِنُ، يَسْتَفِزُّ اليَقِينَ دَائِمًا بِـ "لِمَاذَا؟"، بَعْدَ أَنْ يُطْلِقَ عَلَى "كَيْفَ؟" نَظْرَةَ الِامْتِعَاضْ...))
((هَكَذَا تَدُورُ الدَّوَاسِرُ، وَالجَمِيعُ عَلَى سِكَّةِ السُّؤَالِ، يَنْطَلِقُونَ بَعِيدًا... بَعِيدًا... عَنِ الإِجَابَةِ.)) 32/ ((بَيْنَ النُّونِ وَيَسْطُرُونْ، بَيْنَ شَهْقَةِ الزَّيْتُونْ، وَبَيْتِ حَانُونْ، شَعْرُهَا الخُرُّوبُ، خَدُّهَا التُّولِيبْ، خَفَرَتْ عُشْبَةُ الْفَاوِ، أرَاقَتْ جَرَّةَ حُزْنِهَا الطُّرُوَادِيِّ فِي قَلْبِي، وَأَنَا عَلَى قِمَّةِ نَارُودْنَايَا*٢٨، أَقْرَعُ نَاقُوسَ النَّامُوسِ، يَاقُوتَتِي، ضَاعَتْ عَلَى ضِفَافِ "يِنْسِي*٢٩، بَيْنَ "سُو*٣٠وَ"بِيرْ*٣١...))
((تَوْقٌ إِلَى «البَرَاءَةِ الضَّائِعَةْ»، حَطَّمَهُ السِّحْرُ، الطَّلاسِمُ شَتَّتَتْ مِيزَانَنَا، مَا عَادَ يَزِنُ "الأَمْسَ" مَا بَيْنَ الفِكْرَةِ وَالرَّغَبَةْ.)) .............. .............. ((فِكْرُنَا الإِشَارِيُّ... مُنْهَكٌ، لَا يَسْبَحُ الآنَ بِلُجَجِ اللَّحْظِيِّ، ذَاكَ "الخَالِدُ" الزَّائِفْ، العَالَمُ المَسْكُونُ بِالْكَائِنِ كُلِّ الْكَائِنَاتْ إِلَّا الإِنْسَانْ، طَرَدَ نَفْسَهُ، ظَلَّ يَتُوقُ إِلَى فِرْدَوْسِهِ الْمَفْقُودْ))
((فِي تِلْكَ الِازْدِوَاجِيَّةِ: الجَسَدُ الْمَمْلُوءُ لَذَّةً يَشُدُّهُ لِلْمَحَفَّاتِ... وَمَا تَحْتَهَا، وَذَاكَ الشَّغَفُ الْعَلَامَاتِيُّ يَطُوفُ...)) -------- -------- الرُّؤْيَا رِيشَةٌ فِي خَوَاءِ الْمَقَاصِدِ، فِي ضَحَالَةِ النَّوَايَا، تَوَهَانٌ، شُرُودٌ، ((يَعُومُ فِينَا، وَيُغْرِقُنَا فِي أُقْيَانُوسِ التَّفَاهَةِ وَاللَّاجَدْوَى))
((هَلْ لَنَا – غَيْرَ الشِّعْرِ – خَلَاصٌ أَبَدِيٌّ؟ هَلْ لَنَا – غَيْرَ اللهِ – سَلَامٌ سَرْمَدِيٌّ؟))
33/ [أسفار الطوفان] 《سفرُ الفُقدانِ الأوَّل》 وَهْيَ على صَدري، سَنابِكُ الفُقدانِ تَزرَعُ رُموشي دَبابيسًا... الوَطَنُ نُجومٌ، تَتناسَلُ وَحشاتٍ في سَماءِ نُهودِهِنَّ العَذراوات، تَقطُرُني حُلْمًا... تَمتَصُّها فَراشاتُ الحِرمانِ على وُجوهِهِنَّ السَّمراءِ.
بَناتُ أَفكاري، وَجَعُ وِسادةِ المَواعيد، وَهجُ التُّفاح، قَنافِذُ أَنفاسِ البَرد، غَواياتٌ مُكتَنِزَةٌ بالدَّمْعِ...
(أُفجِّرُ نَخلةً عَاريةً، أُشعلُ بالقمرِ: شَهوة، أُديفُ الكُلَّ بثلجِ الغُربةِ، أَكرَعُ كَأسًا، وأَثملْ)
عَيْنايَ عَلَيْهِما: هِيَ، ووَطَنِي.
(تَواصُلٌ مع "الصدى") هِيَ في قَلبي... وَقْعُ الفَقْدِ يَزْرَعُ رُموشَ الفِراقِ نِبالًا من ثَلْجٍ في ذاكِرَتي... كانَ الوَطَنُ سَماءً تَتَناسَلُ فيها الوَحشةُ، كما تَتَكَاثَرُ النُّجومُ، وَتَتَفَجَّرُ الكَواكِبُ، وهي تَدورُ في أَفلاكٍ مِن سَديمِ العَدَمْ...
أَدورُ في أَحْلامي حولَ نُهودِ العَذارى تُنَوِّمُني الرؤى، تُوَيْجاتٌ يَتَحَلَّقُ حولَها فَراشُ التَّداعي الحُرّ... طَعْمُ الرَّحيقِ أَلوكُهُ، وأَشُمُّ عَبَقَ وُجوهِ مَن طَفْنَ حَضْرَتي...
(ذَهَبْنا إِلَيْها سُدًى، عُدْنا مِنها سُدًى، وكانَتْ هِيَ...)
مِثلَ تَوَهُّجِ القَدّاحِ في مَوْقِدِ نارٍ، لا فَرْقَ بَيْنَ نُوارِ تُفّاحٍ أو رُمّانٍ أو دِفْلى...
قُبَّراتٌ يُلاحِقُها الشّاهينُ، أَنْفاسِي تَلْهَثُ، تَتَصَبَّبُ عَرَقًا، تَرْتَعِشُ بَرْدًا في مُضاعَةِ الشَّغَفِ المُكْتَظِّ بالحُزنِ، المُغْسولِ بالنَّبيذِ والدُّمُوع...
رائِحَةُ شِياطٍ، لَذْعةُ الكَيِّ في جَوْفي، والْحَريقُ في صَدْري يُقَطِّرُني حُلْمًا...
نَفْسي تُحَدِّقُ بي: يا وَجَعَ الْمَسافاتِ، وتَعَبَ السَّفَر، يا وَعْثَ الانتِظارِ، وخَيْبَةَ الْوَعْدِ...
صَرخاتٌ، خَفَرُ البُرْتُقالِ، خُذلانُ القَمَرِ... بَرْقٌ يَشُبُّ نَبْعًا نُورانيًّا مُحَنّى، تُمْطِرُني طُحالِبَ كَفُقاعاتِ الصابون...
(يَخْبو صَدَى طَبْلِ الصَّفِيحِ، يَفْغَرُ الحائِطُ ثَغْرَهُ، كَمُحارَةٍ تُفْتَحُ عُنْوَةً، في قَلْبِها لُؤْلُؤَةٌ كَجَمْرَةٍ بَنَفْسَجيَّة، تَنْفُثُ رائِحَةَ قَرَنْفُلٍ، وتَسْطَعُ كَالْكِرِسْتال...)
أَسْمَعُ صَوْتَ "الصُّور"، دونَ أَنْ أَرى "إسْرافيل"...
(هيَ الرُّخْصَةُ الصَّرْخَةُ، وهوَ أَوانُ النُّشورِ، فَلْتَخْرُجِ الأَجْداثُ جَرادًا، تَصُمُّ خَتْرَشَتُهُ أَسْماعَ الْمُصْطَفِينَ في أَبْوابِ الْمُطَهَّرِ...)
ولكنْ... (هَيْهَاتَ، هَيْهَاتَ النَّجَاة!) 34/ [سِفْرُ التَّبَعْثُرِ الثَّامـن]
((أَغْفُو فِي النُّورِ، أُدَخِّنُ خَوْفِي، أَتَبَعْثَرُ مِلْحِيًّا فِي جَيْبِ الرِّيحِ، ذَاكِرَتِي تَكْسِرُ ظِلِّي، تَصْهَلُ... هَدِيرُ الهَوَاجِسِ...)) ------------ ((مَاذَا أَفْعَلُ، لَوْلَا الأَحْضَانُ؟!)) ------------ ((تَتَضَوَّرُ شَبَقًا، تَطْوِي جَسَدَهَا طَيَّ طَرَفِ المَلِكِ لِعَرْشِ "بَلْقِيسَ"، وَالهُدْهُدُ يَسْتَقْرِئُ جَيْشَ المَمْلَكَةِ، وَالنَّمْلُ يُقِيمُ أَبْرَاجَهُ فِي أَمَانٍ سَاذَجٍ.)) ......... ((الحَيَاةُ البَرِّيَّةُ: مَصِيرُ العُشْبِيَّاتِ أَنْ تَصِيرَ "تُومًا" بَيْنَ فَكَّيْ وَحْشٍ لَاحِم...)) ....... ((أَغْفُو فِي نَوَّارَةِ لَوْزٍ، أُدَخِّنُ وَلَعِي بِالأَرِيجِ، أَتَبَعْثَرُ، تَكْسِرُ ذَاكِرَتِي ظِلِّي، تَصْهَلُ... هَدِيرُ الهَوَاجِسِ...)) ........... ((مَاذَا أَفْعَلُ، لَوْلَا الأَحْضَانُ؟!)) .......... 35/ [سِفْرُ الفَنَاءِ ] 《فناءُ المُطهَّر: تراتيلُ ما بعدَ الخلاص》
《المشهدُ الأوّل》: {خرائبُ البحرِ والنارِ} ((تَضَوَّرَ جَرَادُ السَّرَابِ، خَلْفَ سَتَائِرِ وَجْدٍ بَيْضَاءَ، وَحْشَةُ كُهُوفٍ مَجْدُورَةٍ، لَاذَتْ نَوَارِسُهَا بالصَّمْتِ، وَغَرِقَتْ قَوَارِبُهَا المَقْلُوبَةُ...))
((خَشْخَشَةٌ فِي ضِلْعِ الْمَوْجِ، رِيحٌ ثَمْلَى، وَالْفَنَارُ مَكْتُومُ النَّبْضِ، كُتِمَتْ فِيهِ الأَضْوَاءُ، مِفْرَشُ مُومِسٍ عَابِرَةٍ.))
《المشهدُ الثّاني》: {خرابُ الأسطورةِ} ((زَمْهَرِيرٌ يُشْرِعُ قُلُوعًا، هَزِيمٌ يُرْمَى بِهِ الشِّبَاكُ، تَرَانِيمُ العُلَبِ الفَارِغَةِ تَرْتَجُّ، زَنِيمَةٌ، تَحْفُرُ جُدْرَانَ الْخُدُودِ.))
((جِذْعُ سِدْرَةٍ، أَكَلَ الْعُمْرُ لِحَاءَهَا، وَالشَّمْسُ أَفَلَتْ، وَسَائِقُهَا: غَابَةُ خُشْخَاشٍ فِي حِضْنِ كَافُورٍ.))
《المشهدُ الثّالث》: {شوارعُ النسيانِ} ((عَبَاءَةٌ كَالِحَةٌ، الدُّرُوبُ تَتَعَاطَى نِسْيَانًا، لَا طَارِقَ لَيْلٍ، وَلَا سَائِرَ، وَلَا مُسَافِرْ.)) ............. ((رُخَامُ الآرِبَةِ مُشْمَئِزٌّ، يَصْطَكُّ الرَّصِيفُ، وَبَرْدُ النُّورِ مَخْرُومٌ.))
《المشهدُ الرّابع》: {الرموزُ المقلوبةُ} ((إِيقَاعُ حِجَازٍ يَرْتَعِشُ، نَبْضٌ مُسْتَتِرٌ يَرْقُصُ، الضَّبَابُ، النِّسْيَانُ، البُومُ، السُّحُبُ: ثُقُوبٌ، بَوَارِجُ، فُوَّهَةُ شَيْطَانٍ تَرْمِي كُرَاتِ الفُولَاذِ.))
((لَا قَمَرٌ، لَا نَجْمٌ... فَمَاذَا نَنْتَظِرُ؟ السَّفَرَ عَبْرَ السَّفَرْ؟ أَمْ لَهَبَ الْخَطَايَا؟))
《المشهدُ الخامس》: {صورةُ اللهِ المُمزَّقة} ((اللهُ يَلْتَحِفُ الغَفْوَةَ، شِمَالُهُ عَنْقَاءُ مَغْرِبٍ، يَمِينُهُ يَمَامٌ لُجَيْنِيٌّ، وَأَرْوَاحٌ مَغْدُورَةٌ، تَطْلُبُ نَارًا أَوْ نَجَاةً.)) 36/ [ضاجعةُ الشحوب] 《تراتيل الجفاف》 《المشهد الأول》: {نزيف الحزن} ((يُضَاجِعُ اليَاسَمِينُ الحُزْنَ، جَيْبُهُ سَوْطُ شَمْسِ الظَّهِيرَة، يَتَنَاسَلُ الرَّمْلُ، يَتَنَاسَلُ الصَّدَاعُ، الصَّمْتُ، النَّدَمُ، الدَّمْعُ، الأَنِينُ، وَالشُّحُوب...)) ---------- ((الصَّدَأُ يَتْلَبَّسُ الشَّبَابِيكَ، وَيَنْفُضُ فَوْقَ الزُّجَاجِ: الخَرِيفْ، وَيَصْفَعُ وَجْهَ الرِّيَاحِ البَعِيدَة.)) --------- 《المشهد الثاني》: {حرائق الماضي} ((لَا مَوْسِمَ يَأْتِي، لَا غَيْمَةَ تُولَدُ، سِوَى الشَّهَقَاتِ، وَسِوَى مَا فَاتَ، قَدْ عَادَ كَأَنَّهُ لَمْ يَزَل...))
((اخْنُقُوا نَزْوَةَ البَوْحِ، وَأَرْوُوهَا وَقْتَ الثَّرَى، فِي مَدَافِنِ أَجْدَادِنَا الطِّينِيَّة...))
《المشهد الثالث》: {انقطاع الجسور} ((اهْدِمُوا الجُسُورَ المُتَهَالِكَةَ، أَتَرَوْنَ؟ مَفَاصِلُهَا سَائِبَةٌ، وَلَا أَحَدَ يَعْبُرُهَا الآن.))
((النَّغَمَاتُ: وَرَقُ الصَّفْصَافِ، يُكْنَسُ فِي صَمْتِ اللَّيْلِ، وَالنَّوَاصِي تَزْدَرِيهِ.))
《المشهد الرابع》: {الأرواح والصدى} ((أَرْوَاحٌ! تَزْمَجِرُ، مَعْزُولَةٌ، مُتَرَهْبِنَةٌ، تَتْلُو فُجُورَ العُبُور، مَعَابِدُهَا: شَلَّالُ نَظْرَةٍ فَارَّة.))
((وِسَامٌ يَدِبُّ بَيْنَ التَّرَائِبِ، وَيَنْثَالُ وَتِينٌ فِي لَحْظَةِ عِنَاقٍ تَفُوحُ بِأَلْوَاحِ النَّدَى.)) 37/ [ مرآةُ فاوست ] {تراتيل الصفقة الأخيرة}
《المشهد الأول》: نفخ إسرافيل المعكوس ((بُومٌ عَلَى سُقُوفِ البِيَعِ، يَنْعِقُ فِي المَسْجِدِ، يَرْقُصُ فِي الكَنِيسِ، يُطَبِّلُ فِي البِيْعَةِ، يَنْقُرُ طَبْلَ الصَّفِيحِ...)) ............... ((إِسْرَافِيلُ يَنْفُخُ فِي دَمِي، يُوقِدُ صُوَرَ الرَّغْبَةِ فِي أَحْلَامِي الهَرِمَةِ...)) ............... 《المشهد الثاني》: أيقونات التبخّر ((سَحَابٌ أَدْغَمُ، بَرْقٌ يَسْطَعُ، رَقْمُ الآذَانِ مُشَوَّشٌ، وَالْمَلَاكُ الرَّمَادِيُّ يَعْزِفُ وَحْدَهُ فَوْقَ أُرْغُنٍ عَتِيقٍ.))
《المشهد الثالث》: مرآة الذات السوداء ((مِرْآةٌ سَوْدَاءُ، شُرْفَتِي تَدْخُلُ نُورًا نَحِيلًا، وَعَتْمَةُ الذَّاتِ كَظُلْمَةِ العَالَمِ، لَا يَكْفِيهَا بَصِيصٌ، وَلَا كُلُّ شُمُوعِ الدُّنْيَا تُضِيءُ قَلْبًا فَقَدَ عَيْنَيْه...))
《المشهد الرابع》: الصفقة الفاوستية ((مِنْ جَبِينِكِ: فُتُوقُ جُرْحِي، وَكُمِّي سِيَاطُ هَوَاكِ، وَحُبُّكِ: مَاهِيَّةُ وُجُودِي، وَالخَوَاءُ: خَوَارٌ فِي رُوحِ فَاوُسْتْ...))
((تِلْكَ كَانَتْ: صَفْقَةَ الرُّؤْيَا الأَخِيرَةِ، وَفَاوُسْتُ... قَدْ وَقَّعَهَا بِالدَّمِ.)) 38/ [الخاتمة]: 《سِفْرُ الرَّمَادِ الأَخِير》 {ترنيمةٌ لِما لنْ يُكتَب} تَخَلَّفَتِ اللُّغَةُ عَنْ قَافِلَةِ الدَّمِ، سَقَطَ الحُرْفُ الأَخيرُ مِنْ نَسْغِ اللِّسَانِ.
كُلُّ الآيَاتِ، كُلُّ السُّوَرِ، كُلُّ النُّصُوصِ، تَسْتَظِلُّ الآنَ بِرَمَادِ نَبِيٍّ مَنْسِيٍّ... ********* ***** فِي مِرْآةِ المَعْنَى، تَتَرَاءَى جُمَلٌ لَمْ تُقَلْ، وَأَلِفٌ تَفَحَّمَتْ، وَشَكْلٌ جَرَّدَهُ الصَّوْتُ. ******** ***** مَنْ يَكْتُبُنَا الآنَ؟ وَالأَقْلَامُ فَحْمٌ، وَالطَّبْلُ صَدَى، وَالطُّوفَانُ: جَفَافٌ، يَذْبَحُ ظِلَّ الغَرَقِ. ******** ****** هُوَ المُطَهَّرُ، يَكْتُبُ نَفْسَهُ، فِي نَفْسِهِ، وَعَلَى نَفَقِ النَّسْيَانِ، يَتَسَلَّقُ نَشِيدَهُ الأَخِيرْ. -------- ******************* .................... *١ رواية للالماني غونتر غراس *٢ الشخصية الرئيسية في رواية /دميان /هرمان هيسه *٣ شخصية مهمة في رواية/ طبل الصفيح / غونتر غراس *٤ الشخصية الرئيسية لرواية طبل الصفيح *٥ صديق الشخصية الرئيسية فب رواية دميان / هرمان هيسه *٦ الشخصية الرئيسية في مسرحيةفاوست / غوته *٧ الشيطان في مسرحية فاوست *٨ علم الكتابة / جاك دريدا *٩ بحيرة ذات مياه عذبة ،تقع في مازندران شمال إيران، تزيد مساحتها عن هكتارين ونصف الهكتار تقريباً... ظهرت بعد زلزال عام 1939م حيث أدى إلى انسداد مجرى مياه عين ماء وحولها إلى بحيرة *١٠ حبيبة جوليان الشخصية الرئسية في رواية الأحمر والأسود/ ستاندال *١١ سيدة تعشق بطل رواية الأحمر والأسود *١٢ أله بابل / رافديني مهم يمثل الخصب والنماء * ١٣ من أسماء الشهور البابلية وفيه يعود الأله تموز ليبعث دلالة هلى الربيع فتقام الاحتفالات والأعياد وابرزها عيد أكيتو *١٤ من تقاليد الزرادشتيون نقل جثامين الموتى بعد غسلها ببول الثور إلى الابراج الصمت الدائرية "الداخما "عارية في التلال العالية في الصحراء طعاما النسور *١٥ بطل رواية الجريمة والعقاب / ديستيويفسكي *١٦ مصباح سحري حضر عبر المارد من قبل علاء الدين وهو شخصية من الألف ليلة وليلة *١٧ زوجة شهريار والتي تحكي لمدة ألف ليلة وليلة *١٨ الديك هنا له دلالة تتعلق بشهرزاد ومسرور السياف، كما تتعلق بتنبأ المسيح للحواري بطرس وأترك للمتلقي الاستنتاجات *١٩ هنا الدلالة تنصرف لموضوع الحواري بطرس الذي انكر علاقته بالمسيح *٢٠ لوحة مشهورة لفنان عصر النهضة الإيطالي دافنشي *٢١ موسيقي من تلاميذ إسحاق الموصلي وانتقل من بغداد إلى الأندلس ويتعبر اول من وضع قواعد الاتكيت وأضاف الوتر الخامس للعود وله ويعد اول من كتب الموشح ولحنه وغناه واسمه كنية لجمال صوته *٢٢ داوود هو الملك التوراتي والنبي القرآني *٢٣ هي طبقة الكتاب الذين أنيطت بهم مهمة تدوين التوراة والتلمود *٢٤ رواية _زوربا /نيكوس كازانتزاكي *٢٥ مائة عام من العزلة /غابرييل غارسيا ماركيز *٢٦ نور في آب / وليم فوكنر *٢٧ المسيح يصلب من جديد / نيكوس كازانتزاكي
*٢٨ قمة نارودنايا هي أعلى قمة في الأورال / الجزء الشمالي جمهورية كومي ضمن الاتحاد الروسي بقرب الحدود مع أوبلاست سفير دلوفسك *٢٩
نهر في سيبيريا / الاتحاد الروسي *٣٠ ماء باللغة التركية
*٣١ في التركية "الأرْضُ الْبَرِّيَّةُ"
*أ/ توماس ماكولي (1800 - 1859) رسول الإستراتيجية الإستعماريةللسيطرة على عقول الشعوب .. بالاستعمار الداخلي وذلك بخلق أجيال من التابعين الخاضعين عقليًا وثقافيًا لبريطانيا يجعلها في غنى عن إبقاء قوات كبيرة لضمان السيطرة وتدفق موارد البلدان إليها ... يقول : "علينا أن نربّي طبقة تترجم ما نريد للملايين الذين نحكمهم طبقة من أشخاص هنود الدم والبشرة ، لكنهم إنكليزيو الذوق، والأفكار ، والتوجه ، والأخلاق والعقل." اشتهر بخطابه في البرلمان الإنكليزي في 2 شباط 1835 م : «لقد سافرت في الهند طولًا وعرضًا ولم أرى شخصًا واحدًا يتسول أو يسرق، لقد وجدت هذا البلد ثريًا لدرجة كبيرة، ويتمتع أهله بقيم أخلاقية عالية، ودرجة عالية من الرقي، حتى أنني أرى أننا لن نهزم هذه الأمة، إلا بكسر عمودها الفقري، وهو تراثها الروحي والثقافي. ولذا أقترح أن يأتي نظام تعليمي جديد ليحل محل النظام القديم لأنه لو بدأ الهنود يعتقدون أن كل ما هو أجنبي وإنجليزي جيد وأحسن مما هو محلي، فإنهم سيفقدون احترامهم لأنفسهم وثقافتهم المحلية، وسيصبحون ما نريدهم أن يكونوا، أمة تم الهيمنة عليها تماما.».( منقول بتصرف )
*ب/ كلستان في الفارسية روض الورود وهو مؤلف شعري مهم للشاعر والمتصوف الكبير سعدي الشيرازي *ج/ المكان المظلم أو الجحيم أو المكان المخصص الموتى في العهد القديم *د / الشاعر:تميم بن أبي بن مقبل
فهرسة تأويلي ( رمزي–سيميائي):
1. نداء إسرافيل الأوّل: صوتٌ يوقظ قناديل الرغبة في زمن رمادي. 2. تمرّد الصور والصمت: جدارية الحنين في مقبرة الإدراك. 3. مجاز الغياب: نبوءة الكاف والنون. 4. خارطة الذات الغارقة: عبور خرافي على جسور السراب. 5. نصٌّ معلَّق على قارعة القراءة: مرآة دريدا ودم ماتيلدا. 6. تعلُّقٌ بالجدران: زنزانة الخيال وشمعةُ الحرّيّة. 7. أسفار الطوفان: سفر فقدٍ يتقن حفر الغرق في الروح. 8. الغياب كأيقونة: مواجع الهوية والدفاتر الممزقة. 9. فناء المُطهَّر: خراب ما بعد الغفران. 10. تراتيل الجفاف: الطينُ ينقش نشيده الأخير في ريحٍ مقطوعة. 11. الصفقة الفاوستية (الخاتمة): الملاك الرمادي يعزف على أورغن الخراب.
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(شيبوب)
-
( وجع)
-
(هجرة ...صلاة ...صيف )
-
(الوِلادَةُ سِيْزَرِيَّة)
-
(وَكْرُ الوَقْوَاقِ)
-
( مَشْهَد خُشُوع زُقُورَةٍ آيِلَةٍ لِلسُّقُوطِ)
-
(صَوّانُ حَقْلِ زَهْرَةِ الشَّمْسِ)
-
(استعادة القراءةُ لحُبٍّ في مِرآةٍ سوداءَ مُدَلّاةٍ على صَدر
...
-
(العودة الى جدول الأقحوان في دجلة السالكين)
-
(هُذاذِيكِ حِنِّي)
-
(عربية نعاس)
-
(هَيَّا نَتَعَانَقْ بِصَمْتٍ)
-
(مَزامِيرُ)
-
(مَوْجُوعٌ أَنَا حَدَّ التُّخْمَةِ)
-
(أضعتُ وقاري)
-
(زَمَنُ اللِّقاءِ، ومَكانُ الوَداعِ)
-
(عَبِيرُ حَرْفٍ تَفَصَّدَهُ، جَرَّحَ اللِّسَانُ)
-
(تِكرارُ مَشاهِدَ)
-
(صهيلُ التيهِ)
-
(شوقٌ وأملٌ)
المزيد.....
-
كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح
...
-
بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن
...
-
سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق
...
-
رحيل مغني -الراب- كافون.. أبرز الوجوه الفنية التونسية بجيل م
...
-
السيرة الذاتية مفتاحٌ لا بدّ منه لولوج عالم المبدع
-
من قبوه يكتب إليكم رجل الخيال.. المعتقل السياسي لطفي المرايح
...
-
شاهد.. أنثى أسد بحر شهيرة تواكب الإيقاع الموسيقي أفضل من الإ
...
-
يطارد -ولاد رزق 3-.. فيلم -سيكو.. سيكو- يحقق إيرادات تفوقت ع
...
-
-لكني كتبت الأشجار بالخطأ-.. ديوان جديد للشاعر نجوان درويش
-
عالم الثقافة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك نايل سات وعرب سا
...
المزيد.....
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
المزيد.....
|