(هَيَّا نَتَعَانَقْ بِصَمْتٍ)

سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 20:33
المحور: الادب والفن
    

(تَرَاتِيلُ الجَسَدِ العَابِدِ فِي مَحْرَابِ الاِشْتِهَاءِ)


1. الالتهام البصري–الصامت

سِحْنَتُكِ الزَّرْقَاءُ تَشْرَبُنِي...
شَفَقًا!!
يَنْدَلِقُ ذُبُولُ مَلَامِحِي،
صَمْتُ الصَّلْصَالِ.

تَتَكَلَّبُ بِأَذْيَالِهَا
عَوَاهِرُ المَخَالِبِ،
تَنْشَبُ بِلَحْمِ صَوَّانِ
أَرْخَبِيلِ شَوْقِي.

المُجْهَدُ: الاِنْتِظَارُ،
يَتَصَدَّعُ خَرَسِي
بِبَرْدِ التَّجَمُّرِ...

سِيمَاءُ مَتَاهَةٍ!
يُظَلِّلُنِي عُشُّ الغُرَابِ البَرِّيِّ...

2. الانبهار والبوح المرتبك

أُبَارِحُ وَجْهَكِ مُتْرَعَ
اليَقِينِ؟!
تَجَاعِيدُهُ ظُنُونٌ،
أَنْكَرَتْهَا قَسَمَاتُ طَيْفِهَا.

غَرَّبَتْ...
تَكْشِفُ مَفَاتِنَ جَسَدِهَا الزُّمُرُّدِيِّ!!!

أَتَوَلَّهُ؟
تُدَاهِمُنِي أَحْزَانُ الخَيْبَةِ،
يَكْتَظُّ الصَّمْتُ بِوَجْدِي...

عَتْمَةُ المَسَاءِ
يَلْتَهِمُهَا جُمَارُ نَهْدِكِ العَقِيقِ المُسَالِ...

3. ذِرْوَةُ التَّعَانُقِ الطَّقْسِيِّ

أَرْتَحِقُ أَنْفَاسِي بِمَصِّ حَلَمَاتِهَا،
أَفْتَحُ أَزْرَارَ وِزْرِهَا،
أَكْشِفُ خَصْرَهَا...
تَلُوحُ صَوْمَعَةٌ
وَسَطَهَا تَنْفُثُ الدُّخَانَ البُرْتُقَالِيَّ...

تَرُشُّنِي حَسْرَةٌ جَنِينَةٌ،
شَتَلَاتُهَا الزَّنَابِقُ،
تَشُفُّنِي عَبَقُ جُورِيِّهَا.

قُبْلَةُ حَجَرِهَا الأَسْوَدِ تُمَرْجِن،
أُوَزِّعُ قُبَلَاتٍ سِنْدُسِيَّةٍ
تُمْتَصُّهَا مَسَامَاتُ جَسَدِهَا اليَاقُوتِيِّ...

4. الانطفاء... والبعث الرمادي

تُنْكِرُنِي؟؟!
يُدَاهِمُنِي حُزْنُ مَسَاءٍ،
عَتْمَةُ لَذَّتِي.

جُمَارُ نَهْدِهَا المُنْتَصِبِ
كَـقِبَابِ مَعْبَدِ السِّيخِ الذَّهَبِيِّ...

أَرْتَعِبُ فَرَاغًا؟؟!
أَمْتَلِئُ هَوَسًا هَائِجًا!

أَفُكُّ أَزْرَارَ إِزَارِهَا،
يَلُوحُ خَصْرُهَا صَوْمَعَةً
تَنْفُثُ دُخَانَ الخَشْخَاشِ...

تُرَاوِغُنِي؟!
وَرْدَةٌ فَقَدَتْ عِذْرِيَّتَهَا،
بِزَفْرِ رَفِيفِ فَرَاشَةٍ
تَنْثُ كُحْلَهَا...

وَحْشَةُ السَّبَاءِ تَمْتَدُّ مَسَافَةَ الصَّحْرَاءِ،
تُطَارِدُنِي شَرَرَ الشُّرُودِ،
تُهَمِّشُنِي!!
تَنْهَشُ ظِلِّي،
يُبَارِحُنِي الشُّرُوقُ...

أَتُوهُ خَاطِرَةً مُرْتَوِيَةً
بِحُرْقَةِ جَفَافِ الأُفُقِ النَّافِقِ...

رَاوَدَتْنِي حُرُوفُ بَوْحِهَا،
أَيْقُونَةٌ أَنْكَرَهَا القَتَارُ.

وَحْشَةٌ تَنْزُ دُمُوعَ الغَدِيرِ
مِنْمُوصِ الرُّمُوشِ،
جُفُونُهُ سِتَارَةُ شُرُوقٍ،
يَغُطُّ بِالنَّوْمِ...

أَطْيَافُهُ عَارِيَةٌ،
فِي نَوْبَةِ سُكْرِ دَرْوِيشِ مَلَامَاتِي،
أَتَطَوَّحُ!!!
أَتَطَوَّحُ!!!

أَلْبَسُ الذُّهُولَ،
يَلْبَسُنِي حُلُولُهَا بِي...

يَلْتَهِبُ المَكَانُ
بِـرَمَادِنَا مَعًا،
تَنْبَثِقُ حَنْجَرَةُ عَنْقَاءِ الخَالِقِ،
تُرَتِّلُ مِسْبَحَةَ الخَلْقِ...

#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل