كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 09:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من اغرب ما نراه ونلمسه هذه الايام هو حجم التناقضات والأفكار والأوهام التي آمنت بها الشعوب العربية. والأسلوب الذي يناقشون فيه الكوارث التي تشهدها ديارهم. .
نسبة كبيرة من الشعب الأردني يقفون مع حكومتهم في التصدي للصواريخ والمسيرات الحربية المحلقة فوق أجواءهم، وبخاصة تلك القادمة من جهة الشرق ومتوجهة لضرب عدوهم. لكنهم يدعمون حكومتهم ويدعمون عدوهم. .
ونسبة من الشعب الأردني نفسه يقفون مع حكومتهم في السماح للصواريخ والمسيرات الحربية المحلقة فوق أجواءهم وبخاصة تلك القادمة من معسكرات عدوهم ومتوجهة لضرب عدو عدوهم. .
التناقض الذي وقعوا فيه. انهم يؤمنون بأهمية سيادتهم الجوية، لكن تلك السيادة لها أكثر من وجه، فهي مفتوحة من جهة ومقفلة من جهة أخرى. .
التناقض الآخر هو موقف معظم الشعب المصري الداعم لحكومته في ممارسة الضغوط والقيود المانعة لتدفق المساعدات (الماء والغذاء والدواء) إلى اخوانهم المرضى والجياع المحاصرين خلف أسوار محور فيلادلفيا. .
التناقص الثالث. انه وعلى الرغم من تصاعد الصيحات التي تطلقها شعوب العالم في دعمهم ومناصرتهم للمحاصرين خلف جدران فيلادلفيا، لم نسمع صيحة عربية واحدة يطلقها أشقاؤهم العرب في بلدان الطوق. .
التناقض الرابع: ويكمن في اللغة التي يتحدث بها بعض أئمة المساجد لتفسير الحرب التي تدور رحاها بين الحق والباطل، وبين المحرر والمحتل، وبين المجرم والبريء، والظالم والمظلوم، فنسمعهم يقولون: (اللهم أضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منها سالمين). .
التناقض الخامس ان الجبهة المؤازرة للقضية العربية الكبرى لم تشترك فيها العرب العربة ولا العرب المستعربة، بل إشترك فيها غير العرب من مختلف الملل والنحل. .
التناقض السادس ان الذين افتوا بوجوب الجهاد ضد النظام السوري، لم يفتوا بوجوب الجهاد لنصرة المسلمين في حربهم ضد العدو المشترك الذي يبتزهم ويتوعدهم ويسعى لتشتيتهم. والأدهى من ذلك انهم اختفوا وتبخروا ولم يظهروا على السطح. .
ولله في خلقه شؤون
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟