كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 13:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماذا لو اصبحت الولايات المتحدة بلا اسلحة استراتيجية، وبلا مقاتلات فرط صوتية ؟. وماذا لو اقتصر تسليحها على المدافع والبنادق والمعدات الحربية التقليدية ؟. لا شك انها فرضيات لا تخطر على البال، لكنها في حقيقة الأمر تقترب من الواقع، وربما تصبح بهذه الصورة ما لم تحصل على المعدن النادر الذي يمثل القلب النابض لطائراتها الشبحية الحديثة. فما بالك لو كان هذا المعدن تمتلكه الصين وحدها، ولا وجود له في أي رقعة في العالم ؟. .
المعدن الذي نتحدث عنه هو : (الساماريوم Samarium)، من فصيلة اللانثانيدات، ويرمز له بالأحرف: (Sm) وعدده الذري (62). وقد تم فصله لأول مرة في بدايات القرن العشرين، لكنه اصبح الان من اهم العناصر التي يتعذر الاستغناء عنها في التكنولوجيا النووية، وذلك بسبب قدراته الفائقة على تحمل درجات الحرارة العالية من دون ان يفقد خواصه المغناطيسية. .
يُعد الساماريوم من اساسيات صناعة المقاتلات الجوية الحديثة، ويتميز بقدرته على امتصاص النترونات، ويعتمد عليه في صناعة الدروع الواقية من الإشعاعات النووية، وهو الآن في قبضة الصين وحدها، وقد أوقفت تصديره إلى الولايات المتحدة، فاصبح ترامب هو المتضرر الأكبر بسبب قراراته الطائشة. .
نذكر (على سبيل المثال) ان شركة لوكهيد تستخدم 50 رطلا من الساماريوم في صناعة كل مقاتلة من طراز F-35، وهذا يعني ان هذه المقاتلة سوف تصبح عاجزة تماما عن تنفيذ مهامها ما لم تحصل على هذا المعدن النادر. وسوف تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها صعوبات بالغة في تعويض النقص الحاد في معداتها الحربية الاستراتيجية. .
وعلى السياق نفسه أوقفت الصين تصدير سبعة معادن نادرة تدخل في صلب الصناعات الأمريكية المتقدمة: (الساماريوم والتيربيوم واللوتيتيوم)، حيث تسيطر الصين على ما يقرب من 70% من إنتاج المعادن الأرضية النادرة. ومعظمها ذات استخدامات مزدوجة (مدنية وعسكرية). .
ختاماً وتحت شعار : (اللي ما يعرف الصقر يشويه) ماذا لو كان الساماريوم مدفونا بين كثبان البادية العراقية الوسطى ؟. هل نتنازل عنه بعقود جولات التراخيص ؟، أم نتبرع به إلى دول الجوار، أم نعقد صفقات الاستثمار المشترك مع الشركات الأمريكية ؟. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟