كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 18:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تصدعت رؤوسنا هذه الايام بصيحات المشايخ المطالبين بقبول نظرية الارض المسطحة من دون ان يقدموا لنا دليلا علميا أو منطقيا واحداً يرسم صورة التسطح المزعوم. ومن دون ان يجيبوا على تساؤلاتنا عن حدود الأرض وحافاتها. من اين تبدأ ؟، واين تنتهي ؟. وكيف يتعاقب الليل والنهار ؟. وما تفسيرهم لمنازل القمر ؟، وهل ترتكز الأرض فعلا فوق قرن ثور أملس أم انها عائمة على الماء ؟. .
فعلى الرغم من ان العلماء العرب كانوا في طليعة الذين اثبتوا كرويتها منذ سنوات وسنوات، ظهرت علينا الان فئات من المشايخ الذين لا علاقة لهم بعلوم الفلك، ولا دراية لهم بمدارات الكواكب، ولا بفيزياء هذا الكون الفسيح وأبعاده المتعددة، ولا يعلمون شيئا عن طبقات الغلاف الجوي، ولا عن وظائف الأقمار الاصطناعية. .
كلما نظرت إلى صورة الارض التي يفترضها المدافعون عن التسطح اشعر انها مرسومة على طبق كبير، لكنهم لم يخبروننا عن الوجه الآخر للطبق، أو ما يسمى بقعر الطبق أو ظهره أو قاعدته. أو كم يبلغ سمكه ؟. .
كم تمنيت ان نجمع هؤلاء في مركبة صاروخية ونرسلهم بجولة إلى محطة الفضاء الدولية التي تلتف حول كوكب الأرض 16 مرة باليوم، وتتحرك بسرعات خرافية بمعدل 28000 كيلومترا بالساعة، وفيها رواد فضاء من وكالة ناسا وروسيا وأوروبا واليابان، يعملون جميعهم على ارتفاع 400 كم فوق سطح الارض: يزرعوا النباتات. يجربون الأدوية. يحاولون فهم تأثير الفضاء على أجسام الكائنات الحية. .
محطة تعمل بالطاقة الشمسية، وسوف تستمر بالعمل حتى عام 2030. فما الذي يمنعنا من ارسال اصحاب نظرية الارض المسطحة للتعايش معهم لمدة اسبوع على نفقة الجامعة العربية (التي لا تجمع ولا تنفع) ؟. لا شك ان تواجدهم هناك سوف يجعلهم يتابعون دوران الارض حول نفسها، ويشاهدون أبعادها الكروية، ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك. سوف يدركون هناك سر قوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)، وقوله جل شأنه: (يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري بأجل مسمى). .
دعونا نرسل فريق منهم لكي يروا بأنفسهم عظمة الخالق العظيم. ولكي يمتنعوا عن اقحام انفسهم في علوم الفضاء والكواكب والمجرات. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟