كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 10:47
المحور:
كتابات ساخرة
ظهرت الانفعالات واضحة جلية هذه الأيام في تصريحات معظم الساسة. .
جلس احدهم في مؤتمره المسائي المصغر وسط مجموعة من المدعويين. يحدثهم بكلمات منمّقة مزوّقة عن إصراره على الفوز بأعلى المقاعد في الانتخابات القادمة، فصفق المدعوون بحماس، وكادوا يهتفون باسمه على طريقة الافلام المصرية القديمة. ثم توجهوا معه لتناول العشاء في صالة مجاورة مزدحمة بما لذ وطاب. .
وفي اليوم التالي جلس خصمه في مكان آخر مع المجموعة نفسها، فقرأ عليهم ما تيسر من تنبؤاته في الفوز بالانتخابات القادمة. ثم توجه معهم لتناول العشاء في صالة قريبة تعج بالصحون والأطباق. وهكذا تتوالى الخطابات، وتستمر الولائم والعزائم الدسمة بلا توقف. .
قال احد الزعماء: (لابد ان نفوز لأننا الأفضل والأقوى، ولأننا الأكثر استحقاقاً من منافسينا). .
معظمهم يرون ان خوض الانتخابات القادمة يستدعي عقد الاجتماعات في الغرف المغلقة، من دون ان يقرروا ولو مرة واحدة القيام بجولات ميدانية للوقوف على احتياجات القرى البعيدة، ومن دون ان يقرروا إصلاح إخفاقاتهم المتكررة وتحسين علاقاتهم بالناس. .
سوف تشهد الحلبة الانتخابية ظهور بعض الكيانات المتعطشة للفوز، فالذين فازوا بأكثر من سبعين مقعدا في الجولة السابقة، لن يرضوا بأقل منها في الجولة اللاحقة. ثم ان التحالفات الجديدة التي خرجت من رحم المحافظات الجنوبية، من مثل تحالف (تصميم) بالبصرة، توسعت قواعدها الجماهيرية الآن، بعد ان سجلت حضورا مشهودا في الانتخابات المحلية، وهؤلاء يعدون العدة للخروج بحصة مرضية من المقاعد النيابية. .
والشيء بالشيء يذكر ان الكيانات السياسية التي تصدرت الموقف للمدة من 2005 إلى 2019 هي التي تخلت عن عناصرها الفاعلة، وهي التي استغنت عن رجالها. وهي التي فرطت بهم، وأساءت إلى بعضهم على الرغم من ان اولئك الرجال لديهم قواعد جماهيرية واسعة وكبيرة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟