كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 23:57
المحور:
المجتمع المدني
هنا العراق: أقوم البلدان قبلة، واعذبها دجلة، واقدمها تفصيلا وجملة، وهذه تركيبته المزينة بكل الألوان: المسيحية والايزيدية والمندائية والشبكية والإسلامية واليهودية. وهذه جذوره العربية والتركمانية والكردية والسريانية. . وهذه ملامحه السومرية والبابلية والآشورية والكلدانية والكلدانية والحضرية. .
هذه هويتنا في كل بقعة من بقاع الأرض، ولا نسمح لأي جاهل أو سافل أو غافل بتشويه صورتنا الموروثة منذ عشرات القرون. فمن كان يحبنا وينتمي الينا ينبغي ان لا يسمح لأحد بالتطاول على أي مكون من مكوناتنا العرقية والطائفية والقومية والريفية والبدوية والجبلية. .
هكذا خلقنا الله، وهنا نشئنا وترعرعنا، ولابد ان نسعى لتعميق علاقاتنا الوطنية والأخوية مع بعضنا البعض. بلا فوارق، وبلا تمييز، وبلا تنابز، وبلا منغصات. .
المؤسف له ان بعض الفضائيات المسمومة لا شغل لها سوى بث الفرقة وزرع الفتنة، ولدينا اكثر من كيان سياسي طارئ ومستحدث صار يلوّح بشعاراته القائمة على المفاهيم العنصرية الضيقة. هؤلاء لا مستقبل لهم، ولن تقوم لهم قائمة، فالمفاهيم والشعارات العنصرية لا تمتلك قوة التماسك، ولا تمتلك عمق الترابط، ولا يمكنها النمو والتسلق فوق جدران مجتمعنا المعروف بالتعددية. .
نعم: لدينا فوارق. لكنها محببة إلى نفوسنا، فطريقة اعداد طبق الباميا في البصرة تختلف تماما عن طريقتها في الموصل، وانصار فريق الزوراء لكرة القدم لا ينسجمون أبدا مع أنصار فريق الجوية. وطرق صيد الأسماك في دجلة تختلف عن طرق الصيد في الأهوار أو في شط العرب. فوارق وخلافات سطحية نعتز بها، وكل قوم بما لديهم فرحون. ليست لدينا مشكلة أبدا. مشكلتنا الوحيدة تكمن في طريقة تفكير اصحاب العقول المشفرة، والرؤوس المتحجرة المصفحة، والنفوس المريضة. .
ختاماً: للبحر مد وجزر، وللقمر نقص وكمال، وللفصول صيف وشتاء. أما العراق فلن تتغير ألوانه ولا تتبدل تركيبته السكانية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟