كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8344 - 2025 / 5 / 16 - 10:08
المحور:
سيرة ذاتية
قد يأتيك الإبتلاء على هيئة شخص نرجسي سايكوباثي متغطرس, يحسب نفسه أعلم خلق الله وأفهمهم، ثم يشوه صورتك بأسلوب لا تتوقعه. .
لم التقيه منذ عشر سنوات تقريبا، وكنت أراه من العقلاء، لكنه ظهر على حقيقته وهو يقترب من الثمانين، لم يخطر ببالي انه سوف يشن هجومه ضدي بشكل سافر ودونما سبب. .
اكثر ما يزعجني وأنا في سن التقاعد عندما اقرأ تعليقات استفزازية يكتبها بعض الذين كنت اعمل معهم تحت سقف واحد، وكانت تربطني بهم علاقات كنت احسبها متوازنة أو متزنة، كان ذلك قبل اكثر من ربع قرن. .
تصور انك في السبعين وتقرأ كتابات منشورة على منصات التواصل لرجل ثمانيني فقد وقاره، وصار يستهدفك ويباغتك بطعناته و وخزاته و انتقاداته من دون ان تؤذيه بكلمة واحدة، ومن دون أن تتقاطع معه في الرأي والفكر والعقيدة. هكذا وبلا سبب وبلا مقدمات تجده يقتحم عزلتك بغارات مفاجئة وبلا مبرر. .
ليس من السهل ان تكون مسالما في هذا العالم فلا تندهش عندما ترى كبار السن ينفسون عن أحقادهم المكبوتة ضد جيرانهم وأصدقاءهم. فقد تأكد لي انه لا يوجد اي دليل على ان الناس يتغيرون مع الوقت، بل هنالك أكثر من دليل على انهم يظهرون على حقيقتهم مع الوقت. .
ترى ما الذي يضطر هؤلاء ومن كان على شاكلتهم إلى الاساءة للناس ؟، ألا يعلمون ان الكلمة الطيبة صدقة ؟. وإن طيبة القلب وحلاوة اللسان لها علاقة بالأناقة. . فالأناقة ليست محصورة بأربطة العنق والعطور الباريسية. هنالك اناقة داخلية، وهي اناقة الروح واللسان والعقل والقلب والأسلوب واحترام الناس. .
لقد ادركت متأخرا انني اهدرت اثمن لحظات عمري امام أعين لا تبصر إلا ما تريد أن تراه. واكتشفت أن معظم السيئين لا يشعرون أنهم سيئون. فالبخيل يرى أنه مقتصد. . والوقح يرى أنه صريح. . والنمام يرى أنه ناصح. . والمغرور يرى أنه واثق من نفسه. .
وهكذا تبقى النفوس الخبيثة خبيثة ولو أعطيتهم من الود أطنانا، فأكفنا شرهم يا الله. نعوذ بك من غدر المقربين، وشماتة المتربصين، وكيد المتلونين، وطعنات الحاقدين. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟