كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 21:25
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بداية دعونا نستعرض تواريخ الحروب التي اندلعت بين الهند وباكستان. فقد انطلقت حربهم الاولى عام 1947، ثم تجددت عام 1965، ثم تكررت عام 1971، ثم عادت من جديد عام 1999. وكانت بينهما مناوشات حدودية وقعت في عام 2016 وفي عام 2019. ثم خفت حدة التوترات قليلا بسبب امتلاكهما أسلحةً نووية، ربما لأنهما كانا يخشيان الحرب الشاملة. .
أما الآن فقد تعمقت الخلافات بسرعة. وبات من الصعب إقناع الطرفين بالتراجع والعودة إلى ما كانا عليه سابقاً. .
فالاشتباكات الراهنة ليست (خناقة) بين طرفين متشنجين، وانما هي بداية لصراع كبير وطويل تقف وراءه الصين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تسعى كل من بكين وواشنطن لتحقيق المزيد من المكاسب في القارة الآسيوية. تقتضي المصلحة الأمريكية التحالف مع الهند، بينما تقتضي المصلحة الصينية التحالف مع باكستان، وربما مع بنغلادش، آخذين بعين الاعتبار ان الصين نفسها تستحوذ على 15% من المساحة الإجمالية لإقليم كشمير، وخاصة في منطقة أكساي تشين. بينما تستحوذ الهند على 55% من كشمير، والتي تشمل جامو، و وادي كشمير، ولداخ، وتستحوذ باكستان على 30% من كشمير، والمعروفة باسم آزاد جامو وكشمير (AJK) وجيلجيت بالتستان. .
لقد انفردت الصين حتى الآن بتسليح باكستان وتزويدها بالتقنيات الحديثة، وترتبط معها بسلاسل الدعم والتوريد اللوجستي المتمثل بطريق الحرير، وبمحطات النقل متعدد الوسائط عبر ميناء جوادر، وكلما اقتربت الولايات المتحدة من الهند اقتربت الصين اكثر وأكثر من باكستان في لعبة من ألعاب التوازن باتت مكشوفة ومعروفة. .
اما موسكو فوجدت الفرصة مؤاتية للاستفادة من الطرفين، فهي تبيع الأسلحة للهند، وترتبط بعلاقات لا بأس بها مع باكستان. .
خلاصة القول ان الحرب الحالية ليست وليدة اللحظة، بل هي معركة نفوذ وسيطرة بين قوتين متعاظمتين في المنطقة. .
ما نريد قوله في النهاية ان العالم كله سوف يدفع الثمن إذا توسعت الحرب، وهذا ما أشار اليه وزير الإعلام الباكستاني (عطا الله طرار)، بقوله: (لو قررت الهند الدخول معنا بحرب نووية سوف يتحمل العالم كله نتائج الحرب وتداعياتها المدمرة). .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟